عمارية مهداوي - الجزائر
العمدة فـي محاسن الشعر
مبادرة خطوات نحو التميز - جامعة سيدي بلعباس
ملخص كتاب العمدة فـي محاسن الشعر، وآدابه، ونقده لابن رشيق القيرواني
القيمة النقدية للكتاب
شخصية ابن رشيق القيرواني[1] أثرها واضح فــي النقد والأدب ومن الذين تناولوه في دراستهم ابن خلدون[2] في كتابه المقدمة، أحمد أمين في كتابه النقد الأدبـي[3]، شوقي ضيف فـي كتابه فـي النقد الأدبي[4] .
هذا الكتاب النفيس محوره أحسن ما جاء في فنون الشعر من قضايا وأراء ونقد، وقد اشتمل على جل فنون البلاغة، وجموع أبواب الكتاب مئة وسبعة باب تسعة وخمسين في فصول الشعر وآدابه وتسعة وثلاثون في البلاغة وسبعة أبواب أخرى في الأدب .
المقدمة
ذكر في المقدمة مولد ابن رشيق القيرواني سنة 390ه/999م، بالمسيلة، وهو من علماء القرن الرابع للهجري، توفي سنة 456ه/1064م ، وقد اختلف العلماء في تاريخ وفاته، ولكن الراجح ما ذُكر. وتتلمذ وعلى يد القزاز النحوي، من أهل القيروان، وعلى يد أستاذه عبد الكريم النهشلي، ومن مؤلفاته رسالة قراضة الذهب، شعراء القيروان ، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده وهو كتاب ممتاز وهذا الأخير منظوم يتخلله بعض النثر.
كما أن لابن رشيق القيرواني قصائد شعرية . من أقواله في الشعر: "إن الـمـقـام بـمــــثل حـا = = لـى لا يتم مع القُعُـــــودِ"
وقد لقي الكاتب خصوما بسبب الكتاب، حتى جعل بعضهم ينعتونه بالسرقة والتخطئة، مما اضطر المؤلف أن يتحداهم بأن يأتوا بمثل هذا الكتاب، ومن بين ما ذكره في المقدمة حبه للسلف والدفاع عنهم، وعن منتجاتهم، وذكر سبب الانصراف عن سلف أولها الانبهار وبعلومه، ثانيها كتب أسلافنا تظهر بصورة مشوشة متسخة بسبب باعة الكتب.
فصول الكتاب
باب فضل الشعر: فمن فضائله يخاطب الملك باسمه وينسبه لأمه وإن فيه لحكمة، باب في الرد على من يكره الشعر: ذكر فيه ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة على من يكرهه فقال صلى الله عليه وسلم "إنما الشعر كلام فمن الكلام الخبيث والطيب"، ثم باب في أشعار الخلفاء والقضاة والقضاء وذكر عمر ابن الخطاب والإمام الشافعي.
أيضا، باب من رفع الشعر ومن وضعه فيرفع من قدره إذا مدح به ويضع من قدره إذا اتخذه مكسبا ،ثم الباب الذي تلاه من قضى له الشعر ومن قضي عليه فالنابغة الجعدي شعره أدخله إلى الجنة، ثم الباب الذي تلاه شفاعات الشعراء وتحريضهم فما زالت الشعراء قديما تشفع عند الملوك والأمراء لأبنائها وذوي قرباتها فيشفعون بشفاعتهم وينالون الرتب منهم.
ثم باب احتماء القبائل بشعرائها؛ فقد كان الشعراء يحملون قبائلهم، وتلك القبيلة كانت تضع قدرا كبيرا لذلك الشاعر، ثم الذي تلاه فأل الشعر وطيرته فتفاءل حسان بن ثابت لنبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة، ثم الباب الذي تلاه منافع الشعر ومضاره، ثم باب التكسب في الشعر فقد كانت العرب لا تتكسب بالشعر، فعندما جاء الأعشى جعله متجرا، ثم باب تنقل الشعراء في القبائل فكانت العرب تتنقل بأشعارها وقد استقر عند ابن تميم، ثم باب المشاهير من الشعراء فمن أشهرهم امرىء القيس.
بعد ذلك، باب المقلين من الشعر والمغلبين فمن المقلين في الشعر طرفة ابن العبد، عبيد ابن الأبرص وعلقمة، ثم باب من رغب في الشعراء غير الأكفاء، ثم باب شعراؤه يمدحون ولا يرضون بالهجاء، ثم باب في الشعر والشعراء، والشعراء أربعة: شاعر خنديد، وشاعر مطلق، وشويعر، وشعرور، ثم باب حد الشعر وبنيته ويقوم الشعر على الوزن والقافية والمعنى واللفظة وأركانه أربعة: المدح والهجاء والنسيب والرثاء وقواعد الشعر أربعة: الرغبة والطرب والغضب والرهبة.
وضمن الأبواب الأخرى باب اللفظ والمعنى اللفظ جسم ورحه المعنى، فإذا اختل اللفظ اختل المعنى ، ومن هنا نستنتج أن ابن رشيق القيرواني من الذين لم يفصلوا بين اللفظ ومعناه، ثم باب المصنوع والمطبوع فالمطبوع هو الأصل الذي وضع أولا، ثم باب في الوزن وما يخصه من كيفية تقطيع أجزاء وأجزاء التفاعيل والقافية وحدودها، ثم المؤسس في الشعر، ثم التضمين والتصريع والتقفية، ثم باب في القطع الطوال، وقد كانت العرب تطيل ليسمع منها وتوجز ليحفظ عنها، ثم باب في البديهية والارتجال وأظم ارتجال ارتجال الحارث ابن الحلزة، وأفضل بديهية بديهية أمن وضعت في خوف.
ثم باب في آداب الشاعر ومن الخصال التي يتحلى بها حلو الشمائل،حسن الأخلاق، طلق الوجه، ذو همة، ومحبوب لدى الناس. ثم باب في المبدأ والخروج والنهاية، ثم باب البلاغة؛ ومعناها أن تكون معان كثيرة في ألفاظ قليلة وقيل إجاعة اللفظ وإشباع المعنى، وقيل إصابة المعنى وحسن الإيجاز، ثم باب آخر في تعريف الإيجاز، وأن يكون اللفظ مطابق المعنى، ضف إلى ذلك أن يكون بلوغ المقصود في أقل ما يمكن من العبارات ومن أنواعه: المساواة والاكتفاء والبديع.
بعد ذلك، باب البيان وهو الكشف عن المعنى من غير عقلة، ثم باب في وتعريفه، ثم باب المخترع والبديع المخترع لا يسبق أن قاله أحد، ثم باب الاستعارة وأهميتها وما يعاب عليها ،ثم باب في التمثيل وهي من ضروب الاستعارة ومعناه أن تماثل شيئا بشيء فيه إشارة ، ثم باب التشبيه والفائدة منه وأنواعه: منها التشبيه الحسن ما يخرج الغموض عن الواضح.
أما القبيح هو عكس ذلك، ثم باب الإشارة ومن أنواعها، التشبيه، الكناية، التمثيل، الرمز، اللغز، اللحن، الحذف، التورية. ثم باب التتبيع وهو من أنواع: الإشارة ومعناه أن يريد الشاعر ذكر الشيء فيتجاوزه ويذكر ما ينوب عنه من الصفات، ثم باب في التجنيس أن تكون اللفظة الواحدة في جملة واحدة، ثم باب الترديد ومعناه أن يأتي الشاعر بلفظة متعلقة بمعنى ثم يريدها أن تتعلق بمعنى آخر .
هذا الكتاب مصدر تراثي مهم، وذخيرة للقارئ والناقد، وقد استقى منه الكثير من العلماء والأدباء والكتاب فـي كتبهم.
= = =
[1] تحقيق كتاب ابن رشيق قام به محمد محي الدين عبد الحميد. الملخص يعتمد على الطبعة الخامسة 1981.
[2] ابن خلدون هو عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولد سنة (1332-1406)، وهو مؤرخ وعالم اجتماعي، ويقال سبق عصره بمئة سنة، ومن مؤلفاته المقدمة.
[3] أحمد أمين هو أديـب جزائري ولد سنة (1886-1954)،مؤرخ وناقد له مؤلفات عدة منها: إلى ولدي ، فجر الإسلام، ضحى الإسلام، النقد الأدبي .
[4] شوقي ضيف من أدباء مصر ولد سنة (1910-2005)، يعد من الأعلام البارزة في النقد وفي علم اللغة وله ذخيرة من المؤلفات منها :تيسيرات لغوية ، التجديد في النحو ، في النقد الأدبـي.
- يافطة للعدد الخاص بمبادرة خطوات نحو التميز