بلال وسواس - الجزائر
الاضطرابات السلوكية الانفعالية في مرحلة الطفولة
مبادرة خطوات نحو التميز - جامعة سيدي بلعباس
ملخص كتاب "الاضطرابات السلوكية الانفعالية في مرحلة الطفولة" لعبد الله يوسف أبو زعيزع
يستهل المؤلف عبد الله يوسف أبو زعيزع الكتاب بتناول موضوع الحاجات النفسية للأطفال، واضطرابات النطق والكلام، التي يردها إلى أسباب عدة: منها ما هو عضوي كإصابة المراكز الكلامية بنوع من الالتهابات، أو خلل في الجهاز العصبي، ومنها ما يعود إلى أسباب نفسية، مثل شعور الطفل بالقلق، أو الخوف، أو معاناته من صراع لا شعوري بسبب التربية الأسرية الخاطئة، وفقدانه الشعور بالأمن. وثمة وأسباب أخرى منها الضعف العقلي وعدم النضج الانفعالي والمعرفي للطفل، مما يعوق عملية تفاعله مع البيئة. وأخيرا، هناك أسباب ترجع إلى تعدد اللغات. ثم يقدم المؤلف طرقا للوقاية من هذه الاضطرابات على مستوى الأسرة، والمدرسة، والمجتمع.
ومن بين المواضيع الكبرى التي يعالجها الكتاب الحساسية الزائدة لدى الأطفال، والتدخين، والهروب من المدرسة، والصحبة السيئة، وقضم الأظافر، والخجل، والعصبية، الخوف.
تدني التحصيل الدراسي
يشخّص الكاتب هذه الظاهرة، ثم يبين أسبابها، ومنها ما يعود إلى الطالب، وأسباب انفعالية، وأسباب جسدية، وأخرى تتعلق بالمدرسة والمنهاج، وأسباب ترتبط بالمشكلات الأسرية، ثم يقدم طرق الوقاية والعلاج، والتي تتمثل في تعزيز الدافعية للتحصيل؛ وضبط المثيرات البيئية مقرونة ببرنامج تعزيز خارجي وذاتي؛ ثم تزويد الطلبة بمهارات الدراسة الصحيحة.
كذب الأطفال
يصنّف الكذب إلى أنواع منها التحايل على الوالدين، والخوف منهما، والإنكار، وتقليد سلوك الراشدين، ولفت الانتباه، والكذب.
أما عن طرق الوقاية من الكذب: فأهمها عدم الكذب أمام الطفل، وتوضيح رأي الدين في موضوع الكذب، والعدالة والمساواة بين الإخوة.
الصحبة السيئة
يميل الأطفال العاديون لأن يكون لديهم أصدقاء متعددون، ولعل من أسباب انخراط الطفل مع رفاق السوء: (1) نقص الاهتمام الخاص والانتماء، بسبب قلة الصحبة أو الدعم في البيت؛ (2) تشابه الميول الخاصة مع الأصحاب السيئين، ووجود التماثل في الميول المنحرفة.
قضم الأظافر
يشير بعض الباحثين إلى أن هذه العادة تعبّر عن حالة من القلق، والاضطراب النفسي والتوتر الدائم، بينما يعتقد بعضهم أنها علامة على الذكاء، وبعضهم يعتقد أنها ملامح الشخصية العاطفية، ويقول آخرون إنها تعبر عن عدم الثقة بالنفس.
العدوان
العدوان ظاهرة عامة بين البشر يمارسها الأفراد بأساليب مختلفة ومتنوعة وتأخذ أشكالا متنوعة مثل: التنافس في العمل وفي التجارة وفي التحصيل المدرسي وفي اللعب. ويتخذ العدوان صورا أخرى مثل التعبير باللفظ، أو العدوان البدني وقد يتخذ العدوان صور الإهمال أو الحرق أو الإتلاف لما يحب البشر.
مفهوم عدوانية الأطفال
يعد السلوك العدواني أحد أبرز السلوكيات التي يتصف بها كثير من الأطفال في عصرنا الحاضر، أو بدرجات متفاوتة، ويقصد به أي سلوك من شأنه إيقاع الأذى الجسدي كالضرب واللكم أو الرفس، أو النفسي مثل إطلاق أسماء الإغاظة والشتم والتسلط والتشاجر.
ويعد العدوان استجابة طبيعية لدى صغار الأطفال، فطفل السنتين يحاول حل الخلاف بضرب الطفل الآخر بشيء، بينما الطفل الأكبر سنا يميل للتفاوض مع الآخر لبعض الوقت على الأقل، ومع التقدم في العمر ينضبط السلوك العدواني تماما.
أنماط السلوك العدواني
تظهر النزعة العدوانية لدى الأطفال في سلوك يحمل طابع الاعتداء على الآخرين؛ كالمشاجرة والانتقام والمشاكسة والمعاندة. فالسلوك العدواني هو تصرف سلبي يصدر من الطفل اتجاه الآخرين، ويظهر على صوره عنف جسدي أو لغوي أو بشكل إيماءات وتعابير غير مقبولة من قبل الآخرين. وبالرغم من أن أنماط السلوك العدواني كثيرة جدا، إلا أن أهم هذه الأنماط وأكثرها انتشارا هي:
=1= المعاندة: وتتجلى لدى الطفل في رفض الطلبات أو الاستجابة للأوامر والتوجيهات من قبل أبويه وذويه، وهي أبسط مظاهر النزعات العدوانية، وتتلاشى المعاندة بصورة طبيعية بتأثير النمو الاجتماعي.
=2= المشاجرة: وتتمثل بضرب الطفل لإخوته وأقرانه أو دفعهم أو شدهم من شعرهم، وغير ذلك.
=3= الكيد والإيذاء: ويبدو ذلك واضحا في إغاظة الأطفال الآخرين، والكيد لهم وإيذائهم وتعذيبهم وتنغيص حياتهم والتدخل في ألعابهم. ومن مظاهر العدوانية لدى طلبة المدارس: السرقة والنميمة والإيقاع بين اثنين وتمزيق الملابس والكتب والكتابة على جدران الصف أو المنزل أو الكتب.
و تكمن خطورة السلوك العدواني في أن وجود طفل عدواني أو أكثر في الأسرة يؤثر على راحتها واطمئنانها، ويؤدي إلى سلبيات مادية ومعنوية؛ منها إيذاء إخوته وضربهم وشتمهم والاستيلاء على حاجاتهم ولعبهم مما يجعلهم يسخطون عليه فيعبرون عن ذلك السخط بضربه ومشاجرته أو يلجؤون إلى البكاء تعبيرا عن غيظهم وانزعاجهم.
إن هذه الظاهرة تحتاج إلى علاج سريع لما لها من أضرار وذلك بتعاون الأسرة والمدرسة والمجتمع، لأن الطفل إذا شب على هذا السلوك قد يصبح عدوانيا في المستقبل يؤذي الكثير من الناس ويؤذي نفسه.
ويتميز الطفل العدواني بعدة سمات شخصية أهمها: القهرية، والتهيج، وعدم النضج، وضعف التعبير عن مشاعره، وصعوبة تقبل النقد أو الإحباط، ويكون أقل ذكاء ويفتقر إلى الطرق المنظمة في حل الصراع.
ويتصرف الذكور بشكل عدواني أكثر من الإناث، ويعود السبب وراء هذا الفرق بين الجنسين إلى:
=1= عوامل بيولوجية: وقد تم التأكد منها من خلال الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا الصدد مثل الاختلافات في الجهاز العضلي وإفراز الغدد الصماء.
=2= عوامل بيئية: حيث يفرض المجتمع توقعات معينة لسلوك الإنسان حسب جنسه، فيتوقع من الفتى أن يكون عدائيا ومنافسا في تصرفاته، بينما نشجع الفتاة على التسامح والتعاون.
الأسباب الرئيسية لعدوانية الأطفال
=1= التعرض لخبرات سيئة سابقة: كأن يكون الطفل قد تعرض لكراهية شديدة من قبل أحد معلميه، أو من والديه، أو رفض اجتماعي من قبل زملائه الطلاب، أو رفض اجتماعي عام، مما يدفع به إلى العدوانية في السلوك.
=2= الكبت المستمر: فقد يعاني الطفل ذو السلوك العدواني من كبت شديد ومستمر في البيت، من قبل والديه أو إخوته الكبار أو من المدرسة من قبل المعلمين والإدارة، فيؤدي هذا الكبت إلى دفع الطفل للتخفيف والترويح عن نفسه، وإفراغ الطاقة الكامنة في جسمه، والتي تظهر على شكل عدوانية وانتقام من مواقف الكبت المفروضة عليه.
=3= التقليد: هو سبب مهمـ حيث يظهر في كثير من الأحيان السلوك العدواني بدافع التقليد للنماذج السيئة التي يتعامل معها الطفل كالأصدقاء، أو لما يقدم في الأفلام أو المسلسلات حتى الكرتونية منها، فمشاهدة العنف على شاشة التلفزيون أو من خلال وسيلة أخرى تشجع الأولاد على التصرف العدواني.
=4= غياب السلطة الأبوية: لوحظ أن الأولاد الذين يأتون من بيوت يكون الأب غائبا عنها لفترة طويلة، يظهرون تمردا على التأثير الأنثوي للأمهات اللواتي يحملن أعباء إضافية، وذلك بأن يصبحوا شديدي العدوان.
=5= حب السيطرة: يتمثل ذلك في محاولة الطفل الأكبر فرض سيطرته على الأصغر واستيلائه على ممتلكاته، مما يؤدي بالصغير إلى العدوانية، وكذلك محاولة الولد فرض سيطرته على البنت واستيلائه على ممتلكاتها.
= = =
أبو زعيزع، عبد الله. الاضطرابات السلوكية الانفعالية في مرحلة الطفولة. زمزم: ناشرون وموزعون، عمّان، الأردن. 2013، ط 1.
- يافطة للعدد الخاص بمبادرة خطوات نحو التميز