عود الند: 12 عاما في خدمة الثقافة
عود الند تبدأ عامها 13
تبدأ مجلة "عود الند" الثقافية العام الثالث عشر في خدمة الثقافة بصدور هذا العدد، الفصلي التاسع، صيف 2018. وكانت "عود الند" صدرت كمجلة شهرية في عام 2006، واستمرت في النشر كدورية لها رقم تصنيف دولي (ISSN 1756-4212) طوال عشر سنوات. بعندئذ تحولت إلى مجلة فصلية، أي تصدر أربع مرات في السنة.
صدرت "عود الند" في فترة كان فيها الكثير من المواقع الثقافية والمنتديات والمدونات الشخصية. وتبين عندئذ انتشار الاعتماد على النسخ واللصق، وضعف التمكن من اللغة العربية. ولهذا، لم تكن سمعة النشر الإلكتروني حسنة في ذلك الحين.
كان المنطق يقول إن نجاح صدور مجلة ثقافية إلكترونية تخالف ما عرف عن النشر الإلكتروني غير ممكن. ولكنها صدرت ونجحت لأنها اختارت السير على درب الجودة، وسبحت عكس التيار الجارف.
"عود الند"، المجلة الإلكترونية، اختلفت عن السائد في ذلك الحين بالحرص على ما يلي.
أولا هي صدرت كمجلة بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، أي أن تكون نشرة دورية وليست موقعا يتجدد في أي وقت.
رفضت "عود الند" أن تلجأ إلى ممارسة النسخ واللصق بإعادة نشر ما هو منشور في مواقع أخرى، ولم تقبل الحجة القائلة إن لكل موقع جمهوره.
رفضت "عود الند" أن تلجا إلى ممارسة نسخ ولصق النصوص كما ترد من مرسليها، فلم يعرف عن المواقع في ذلك الحين الاهتمام بمراجعة النصوص قبل نشرها للتأكد من أنها خالية من الأخطاء النحوية والإملائية وملتزمة بأحكام الطباعة وصالحة للنشر.
اعتمدت "عود الند" سياسة نشر معلنة وواضحة ومرنة. كل ما ورد للنشر وكان منسجما مع سياسة النشر تم نشره دون تأخير.
تقرر نشر "عود الند" شهريا كي يكون هناك وقت كاف للعمل على مراجعة النصوص قبل نشرها.
النشر في موعد محدد، وهو الأول من كل شهر، أكد أن "عود الند" ليست موقعا ثقافيا، بل مجلة دورية بالمعنى المتعارف عليه، ولكن بدل أن تكون ورقية، كانت رقمية. أما من حيث معايير الجودة، فهي تضاهي معايير ما نشر في الماضي من مجلات ورقية حسنة السمعة.
عززت "عود الند" صفتها كمجلة بالحصول على رقم تصنيف دوريات (ISSN 1756-4212) من المكتبة البريطانية، الهيئة المسؤولية عن منح هذا الرقم للدوريات التي لها مقر في بريطانيا (ناشر المجلة مقيم في لندن).
تعاملت "عود الند" باحترام شديد مع الراغبات والراغبين في النشر فيها، فهي مثلا تبعث رسالة شخصية للمشاركات والمشاركين في العدد ليكونوا أول من يعلم بصدوره.
تعاملت "عود الند" مع مرسلي ومرسلات استفسارات قبل النشر باحترام شديد، فهي ترد على الاستفسارات، رغم أن معظمها مكرر، والإجابة عنها منشورة في المجلة لمن يبحث عنها قبل إرسال الاستفسار.
لم تضع "عود الند" قيودا على الراغبات والراغبين في تصفح المجلة، فكل صفحات المجلة مفتوحة ولا يوجد أي قيد على ذلك، من قبيل التسجيل في موقعها قبل التمكن من تصفح المواد.
لم تسعَ "عود الند" إلى الحصول على تمويل من هيئات عربية أو أجنبية لدعم صدورها واستمراره.
لم تسعَ "عود الند" إلى وضع أي نوع من الإعلانات التي تعود على المجلة بدخل مالي يتناسب مع عدد الزيارات لموقعها. موقع المجلة من المواقع القليلة الخالية من إعلانات غوغل وغيرها.
بعد التحول إلى مجلة فصلية، واصلت "عود الند" السير على درب الجودة التي عرفت به. ونظرا لتوفر المزيد من الوقت بين عدد وآخر، صارت المجلة تصدر بصيغتين رقميتين، الأولى النصية التي تقرأ في موقع المجلة، ويمكن التفاعل الفوري معها بكتابة تعليق. أما الثانية فهي صيغة بي دي اف، التي تحاكي النشر الورقي.
مع أن "عود الند" لم تكن أول من دخل ميدان النشر الثقافي الإلكتروني، إلا أنها، خلافا لمبادرات أخرى، استمرت فيه رغم محدودية الموارد المتوفرة لها لعمق الإيمان بأن خدمة الثقافة رسالة سامية تستحق التضحية من أجل استمرارها. وقد وفرت منبرا ثقافيا راقيا بديلا ليس تابعا لمؤسسات رسمية أو ممولا من هيئات محلية أو خارجية.
وتجدر الإشارة إلى أن المفاضلة بين نشر المجلات ورقيا وإلكترونيا، التي اعتبرت النشر الورقي معيار الجودة، والإلكتروني سيئا أو ثانويا في أفضل الأحوال، لم تعمر طويلا، فقد انتشر الإنترنت نفسها وزاد الاعتماد عليها، وغيرت عادات القراءة. وكان من نتائج ذلك، توقف مجلات وصحف عن الصدور تماما، او الانتقال إلى النشر الإلكتروني. حدث هذا أولا في الدول الغربية، ثم انتقل إلى الدول العربية، فصحيفة "السفير" اللبنانية توقفت عن الصدور تماما. وصحيفة "المجد" الأردنية توقفت عن الصدور ورقيا، وتصدر حاليا إلكترونيا فقط. وفي المجال الثقافي، توقفت مجلة "الآدب" عن الصدور ورقيا، وعادت بعد حين إلى الصدور إلكترونيا.
سوف تظل مجلة "عود الند" الثقافية مستمرة على درب الجودة وخدمة الثقافة على أساس غير تجاري. وسوف ترحب دائما بالراغبات والراغبين في النشر وفق سياسة النشر المعلنة. كل محاولات ثنينا عن تغيير سياسة النشر فشلت. المجلة صدرت للمساهمة في الارتقاء بالثقافة، وليس لاستغلالها لجني مال. ورسالتها كانت ولا تزال جعل النشر الثقافي الراقي غير محتكر من مؤسسات رسمية أو غير رسمية.
- صورة رمزية عود التد تبدأ عامها 13
◄ عود الند: التحرير
▼ موضوعاتي