عيسى ريتا - السودان
رسالة إلى جهرا
عزيزتي جهرا
ها أنا اكتب بجوار الحديقة على أنقاض العشق البديع. لطالما أحببتك وطالما كتبت ما ادعيه شعرا ونثرا اقرب منه للجنون، وأرسله هنا وهناك لعله يجد من ينشره. تترائى أمامي صورتك وأنت تذوبين مثل حبات الثلج بين يدي أحيانا، وتراوغين وتنزلقين من بين يدي كالزئبق في أكثر الأحيان.
ما كنت احسب أني قد احدث طائرا بجواري في أمر الحب لولا أن سحقته العاطفة أمامي عندما تركته عصفورة بالغة البهاء وطارت حتى توارت عن الأنظار. حدثته كيف أن روحينا كانتا تعيشان في قوقعه بقاع البحر، وأن روحا منهما لا تزال بالقاع، وأخرى خرجت إلي اليابسة عشقا في المنافي.
عندما كنت أعدو كالمهر الجامح لأثبت أصالتي لأفوز بقلبك، كنت أظن أني سأفوز بعد شوط ظننته الأخير، غير أني كنت أجد دائما شوطا آخر، فصار السباق الذي لا نهاية له جزءا من حياتي، مثلما أنت جزء لا معني لحياتي بدونه.
وعندما كنت ضيف دموعك ساعة حديثك عن ضنى البحث عن رفيق، شكوت لي قائلة: "لم أجد الرجل المناسب حتى الآن،" فعرفت أنك لم تفكري في ولم أعن لك شيئا. كنت تواقا لأن أسمع منك عكس ذلك، ولكن كلامك كان واضحا لي، ولذا اخترت بنفسي المواجهة حتى لا يطول أمر مواربتك الأبواب، ولأنني كنت أعرف أن ذلك اللقاء سيكون الأخير لم اسأل على من تذرفين الدموع.
ودعتك، وبعيدا عنك أجهشت بالبكاء.