عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

عيسى ريتا - السودان

القلب يخفق

كتابات إبداعية


عاد القلب يخفق. لاشيء يضاهي الحب. ما الذي يدفع الناس للكتابة؟ هذا الغبار من حولي لا يتيح لي متنفسا للكتابة، ولا فسحة للحب. ولكن أجدني أكتب وأكتب وأحب، وأتنسم الغبار ولا أموت بنفس الوقت. وأقرأ الشعر بذاكرة خربة، فالأذن تعشق قبل العين أحيانا.

كان صوته يأتي عبر الأثير إلى قريتي النائية، فأحمل المذياع وأذهب بعيدا لأجلس على لحاف مفرود على مروج العشب لكيلا يفسد ضجيج أهل البيت متعة الاستماع. صار صوته مألوفا، وأذناي لا تخطئانه أبدا . ثم غاب صوته.

ذات يوم أتتني رسالة إلكترونية تخبرني بصدور عود الند. عجبا! لابد أن الرسالة ضلت طريقها إلي كما ضلت حياتي بالحب. عبثا احب واكتب. أي صدفة أوصلت رسالة من رجل مثله لإنسان بسيط مثلى لم يكتب حرفا تحت ذرات النهار، ولم يخط إلا بداره حبا للأوطان؟ شاهدت اسم صاحب الصوت الذي ألفته يدعوني لقراءة عود الند. أقبلت على تصفحها بلهفة، كنت كمن في بستان يقطف من هذا وذاك، وينعش قلبه شذا الأزهار.

هزتني الكتابات كما يهز النسيم أغصان الأشجار. احسد بعض الكاتبات والكتاب على التعبير. رغم عـُجمـتي، انتابني إحساس بان بعضهم يتحدث بما كنت أخفيه من تعبير بلغتي المحلية. يسرقونني كما يسرق أبناء القرى أحلام أبناء المدينة. بعضهم يسبقنا لمدن اكبر، وآخر يبزنا بأشياء وتقعدنا الدهشة. كنت احب، وحينما كنت احبها كان حتى الله يحبها. لذلك كنت اكتب ولا أمل الكتابة والحب . لم اعد اكتب لأنها لم تعد تحبني، فتوقفت عن الكتابة، وطويت صحائفها، ولكن عود الند جاءت فذكرتني بحبي القديم، ودفعتني للبحث عن الورق والقلم.


ملاحظة من المشرف: الأخ عيسى ريتا حباه الله بذاكرة قوية، وكثير من الوفاء، فقد انتهى عملي الإذاعي في شهر شباط/فبراير 2003. وصدر العدد الأول من عود الند في حزيران يونيو 2006. وأنا بدوري لا أدري أي صدفة قادت رسالتي إلى مستمع وفي. ولكن ربة صدفة خير من ألف ميعاد.

D 1 آب (أغسطس) 2006     A عيسى ريتا     C 0 تعليقات