عــــــود الـــنـــــــد

روائع السينما
100 فيلم أمريكي 2007-2010

هذا الكتاب بقلم الناقد السينمائي والإعلامي المخضرم محمود الزواوي الذي صدر مؤخرا في عمّان هو الجزء الخامس من سلسلة كتب عرضت لروائع أفلام هوليوود ما بين العام 1916 والعام 2010. في هذا الجزء يرصد محمود الزواوي أفضل مئة فيلم أمريكي تم انتاجه في الفترة من 2007 وحتى 2010. ويركز على الأفلام المرشحة للفوز بجوائز الأوسكار والكرات الذهبية لأفلام الدراما والكرات الذهبية للأفلام الكوميدية أو الموسيقية.

ومن أبرز هذه الأفلام " لا وطن للرجال المسنين" الذي حاز على جائزة الأوسكار لعام 2007 و"جونو" و"ستكون هناك دماء"، إضافة إلى "الكفارة" و"سويني تود" اللذين حازا على جائزتي الكرات الذهبية لعام 2007 أيضا، و"حرب تشارلي ولسون".

وينقل الزواوي الذي يتابع تطورات عالم السينما منذ أكثر من ثلاثة عقود وبأسلوب عذب ومبسط يهدف فيه إلى الوصول إلى كافة مستويات متابعي الفن السابع تفاصيل الأفلام التي يستعرضها، والحكايات والطرائف التي صاحبتها، وحكايات الممثلين وأخبارهم، والظروف التي مرت بها أثناء التصوير، إضافة طبعا إلى الجوائز التي حازت عليها أو المرشحة للفوز بها.

كانت معظم الأفلام التي تضمنها عرض الزواوي لعام 2007 من أفلام الأكشن ومنها "هاري بوتر ومجموعة العنقاء" و"الرجل العنكبوت" و"قراصنة الكاريبي: عند نهاية العالم" و" رجل العصابات الأمريكي" إضافة إلى الجزء الثالث من أفلام الرسوم المتحركة "شريك". أما فيلم "لا وطن للرجال المسنين" للمخرجين الشقيقين إيثان وجول كوين فقد فاز بأربع جواز أوسكار، هي جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل للإسباني خافيير بارديم.

وقد اقتبس الفيلم عن رواية "لا وطن للرجال المسنين" للكاتب كورماك مكارثي. واستعرض الزواوي قصة الفيلم وأحداثه شخصياته وقال إن الفيلم الذي يعتبر من أفلام الإثارة والتشويق يتميز "بالإيقاع السريع المحكم والمشوق الذي يشد المشاهد منذ اللحظة الأولى"، واعتبر معظم النقاد إنجازه، بتكييف رواية مكارثي المعروف بأسلوبه المعقد أمرا مستحيلا.
وحسب الزواوي فإن نجاح الفيلم لم يكن متوقعا، وذلك لاستخدام العنف المفرط فيه، إلا أنه حقق نجاحا كبيرا وبلغت إيراداته الإجمالية 172 مليون دولار، فيما اقتصرت موازنته على 25 مليون دولار فقط، في الوقت الذي يزيد معدل تكاليف إنتاج فيلم في هوليوود على 80 مليون دولار.

وبالنسبة لأفلام عامي 2008 و 2009 فقد ميزها مشاركة أفضل ممثلي هوليوود فيها ومنهم كلينت إيستوود وبراد بيت وتوم كروز والممثلة البريطانية كيت وينسلت وميريل ستريب. وتحدث الزواوي في كتابه المشوق عن الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في عامي 2009 و2010 ومنها "أفاتار" و"خزانة الأذى".

ويختلف الجزء الخامس من سلسلة روائع السينما عن الأجزاء السابقة بنزول الزواوي عند رغبة أصدقائه من عشاق السينما بأنه أضاف فصلا أخيرا استعرض فيه خمسة أفلام لم يأت على ذكرها في الأجزاء السابقة وعلى رأسها فيلم "ملح الأرض" الذي كان قد وضع على القائمة السوداء ومنع عرضه في أمريكا لدى صدوره عام 1965 بدعوى أنه كان دعاية للشيوعية في الوقت الذي اتسمت فيه أواخر أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي بالعداء الشديد للشيوعية.

وقد أصبح هذا الفيلم معلما مهما في السينما الأمريكية وأكثرها إثارة للجدل. أما الأفلام الأربعة الأخرى فهي "فطور عند تيفاني" و"أيريس" و"جميع رجال الرئيس" و "جسور مقاطعة ماديسون".

وتجدر الإشارة إلى أن محمود الزواوي شغل منصب مدير القسم العربي في إذاعة صوت أمريكا في واشنطن، ولا يزال يمارس عمله الصحفي كمراسل الشرق الأوسط لإذاعة سوا، وقد بدأ سلسلته الهليوودية في عام 2006 بأفضل مئئة فيلم أمريكي حسب قائمة معهد الأفلام الأمريكي لأفضل مئة فيلم للقرن العشرين كان قد شارك في اختيارها أكثر من 1500 شخصية من النقاد والمنتجين والممثلين الأمريكيين في تصويت أجري في الذكرى المئوية للسينما الأمريكية عام 1996.

بعد ذلك، أصدر الزواوي الأجزاء التالية التي غطت المراحل السينمائية ما بين 1916-1980 ثم 1981- 1994 ثم 1995-2005. وكان اختيار الأفلام المميزة لكل حقبة نابعا من حس وتقييم المؤلف لأهميتها ومدى تشويقها.
وفي هذا الإطار يقول الزواوي إن تقييم الأفلام أو أي عمل فني آخر لا يتبع معايير أو أحكاما موضوعية والدليل على ذلك أن آراء نقاد السينما فيما يعتبر أفضل الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية كانت دائما مختلفة.

الناشر: دار الاهلية للنشر والتوزيع، عمان (2011)