عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

هند السامرائي - العراق

مرآة تحدث نفسها


هند السامرائيصحوت من يقظتي قبل بزوغ فجر غابت تواريخه، وانتفض في صدى الكلمات.

فتحت عيوني انظر لكل شيء حولي. لم أجد جوابا مقنعا لسؤال لم أنطقه: أين أنا؟

في بعض اللحظات يبكينا وصول الخطى المستعجلة، ونبدو أسرى في سجون الذات.

كلي إصغاء ولا متحدث غير الصدى، وهواجس الساعة المحدقة بي، التي أتعبها الغثيان، ونال من عزيمتها الوقت الساهر.

في بضع كلمات قالها قبل أن يرحل. ما سمعته منه حيا ردده منكوبا قبل الموت.

أعاين الريح. أسألك كم كانت الرحلات عاريات؟ في فراشك تذوب في صداها الكلمات.

يا ابتهال الصبح، ونرجس البوح أنقذني من دهشتي، وأرخ روح المطر. إنك كالهائج في الرغبات، والمستعصي في اللغة.

اسكبها فوق المطر أفئدة الموعد. أرجئ قليلا الإجابة. ما به الباب يبكي أمامي مقفلا، منزوع اللهفة لأن افتحه فتخرج الروح من الجسد.

ونظرت مرة أخرى أتفحص مكاني. فراشي دموع الليل بعد فراق الحبيب.

لمحت شاشة الحاسوب تضيء رسالة. أردت إغلاقها. تنفست الصعداء. تنهدت قبلها. شهق الهاتف الجوال شهقة العيد. إنه رقم غريب. أحد المازحين.

الخمر مع الدمع يتنصل من وعد الهوى المخمور.

وجاءت الفكرة تستبق أميالها. لعله هارون الرشيد أو رجل فقدت ذكرى اسمه التليد.

سمعت صوتا خلف الباب ينشد أغنية في دفتر النسيان. ربما الأغنية لفيروز. فزعت من إحساس كالدخان.

رأيته يقودني في انكسار. تنحى عن الغفلة. بات ملعونا قبل النسيان. استجمعت قواي. قرأت نفسي سريعا. تعوذت من شر أطاح بممالك الأشرار.

أمسكت همي. انتصبت في رؤاي. غافلت دمعي. وقفت لأنظر إلى النافذة، فما وجدت غير الظلام، واستيقظت.

كان كابوسا طفوليا ورحلة ليل إلى النسيان.

D 1 أيار (مايو) 2011     A هند السامرائي     C 0 تعليقات