فواصلْ
في الحياةِ التي نعرفْ لحظاتٌ قد يُصادفُ أنْ يمرُّ بها بعضنا. وفي الحياةِ الّتي لا نعرفْ، أشياءٌ سنقرأ عنها ذات يومْ.
مشروعُ رجلْ
أتشعرُ أنّك مرهقٌ جداً يا فتى؟ متعبٌ من كلّ شيءٍ، وساخطٌ على كلّ شيءْ، تبدُو لِي كذلك، وعيناكَ الضيّقتانِ، تزيدانِ من حدّتكْ، كلّما اكتملتْ تلكَ العقدةُ الّتي تعلُو وجهكْ.
اهدأ، فأنا أستطيعُ أنْ أتفهّم غضبكْ ونقمتكَ على الحياةِ كلّها، وأنتَ تجلسُ كلّ صّباحٍ في هذهِ الزاويةِ المعتمةِ منْ هذا الكوكبِ المقفرِ، تنتظرُ منْ يمرُّ من هُنا راغباً في مسحِ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصوص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: غانية الوناس -
شيء من حتى (*)
1 أيار (مايو) 2009, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصدخلت شابة مبنى دائرة جوازات السفر، واتجهت إلى إحدى نوافذ استقبال مقدمي الطلبات، وفتحت شنطة وأخرجت منها أوراقا، أرفق مع بعضها صور ملونة. قدمت الأوراق إلى الموظف، فبدأ يقلبها ليتأكد أنها كاملة، ثم بدأ يراجع المعلومات الواردة في الطلب ليتأكد من وضوحها واكتمالها. رفع الموظف رأسه وسأل:
"عفوا، هل الاسم الكريم مـنـى أم جـنـى؟"
"لا هذا ولا ذاك"، ردت الشابة، "إنه حـتّى."
"حتى كما في الأغنية التي تقول "حتى فساتيني التي أهملتها؟" سأل الموظف وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة.
"نعم، ومثل حتى أنت (…) -
الصلاة الأخيرة
1 آذار (مارس), ::::: إيناس ثابتوقف أمامي كاللص هزيلا شاحبا مخيفا كمسخ رهيب ينتظر الفريسة. شعره مجعد، عيناه جاحظتان وفمه الأبخر شديد الاتساع. أما شفته السفلى فتتدلى حتى تكاد تبلغ منتصف الذقن. لبشرته سُمرة داكنة وعلى خده الأيسر أثر جرح قديم. مسافة قصيرة تفصل بيني وبينه، وستائر الغرفة القاتمة المسدلة عند الغروب أشاعت العتمة، وأضفتْ على المكان خوفاً وخشية.
كان يقف وحيدا في منزلي ينتظر عودتي من العاصمة، حيث أعمل صحافية وناشطة اجتماعية معروفة في الوسط المحيط. سمعتُ فيما مضى عنه وعن دمامته الشديدة، من خلال قصة قديمة روتها لي (…) -
البحث عن شقة 2: شقق المهندس لطفي
1 آذار (مارس), ::::: فنار عبد الغنيلطفي مهندس معماري ينتمي لعائلة عريقة. إنجازاته الهندسية صروح في عالم الفن المعماري. كان يتعمد بناء مباني فريدة في تصميمها وفي جمالها المبهر. في الواقع، إنجازاته تعكس روحه المتوقدة وذوقه اللامع وانتمائه الطبقي بكل أبعاده النفسية والتربوية والثقافية والاجتماعية.
استقبلنا المهندس لطفي وهو رجل تجاوز العقد السابع من العمر بكل مودة. وكان قد حضر على الموعد عند مدخل إحدى مبانيه الذائعة الصيت في ذوقها وأصالتها الفنية. كان مدخل المبنى من الرخام الصقيل الذي يجعل الأضواء تنعكس في كل نواحيه. المبنى رغم (…) -
أفراح قصيرة
1 آذار (مارس), ::::: تسنيم حسنأنا رهف من شمال غزة، اليوم علينا المغادرة نحو الجنوب؛ بالأمس تم تدمير منزلنا إثر سقوط صاروخ عليه.
بتنا ليلتنا بين الأبنية المدمرة والدخان وصوت البكاء والقذائف المنهمرة من كل مكان. في الصباح بدأت رحلتنا نحو الجنوب احتضنني أبي وقبلني وأوصى أمي بي وبجدي وجدتي.
كان الجميع يبكي بحرقة وألم وكنت خائفة فتعلقت برقبة أبي ولم أرد النزول من بين ذراعيه، أخبرني أنه عليّ الذهاب مع أمي؛ قلت: احملني لا أريد المشي،
أجابني أنه لا يمكنه الذهاب معنا، "على الرجال أن تموت مرفوعة الرأس".
لم أفهم ماذا قال (…) -
هو وصباح وجاسم
1 آذار (مارس), ::::: زكي شيرخانكيف يمكن لمن تدلى من سقف لأكثر من ساعتين، مربوطاً من رجليه ومقيد اليدين خلف ظهره أن يتذكر من بين آلاف الوجوه التي انطبعت في ذاكرته عبر مراحل حياته المتعددة هذه العاهرة التي لا يتذكر كم من السنوات مضت على لقائه بها لساعات معدودة هي ما تستغرقه الرحلة بين بغداد والبصرة؟
هوت، مُختارة من دون كل المقاعد، المعقد المجاور لمجلسه. لم تكن بحاجة للتأفف كي تعلن عن وجودها إلى جانبه، فما فاح من عطرها أدى المهمة بنجاح. حياؤه الذي لازمه منذ طفولته منعه وكالعادة من أن يستدير نحوها. تحيتها التي ألقتها عليه (…) -
بین سیف نیرون وعیني جوستينا
1 آذار (مارس), ::::: فراس ميهوبغرقتَ من جدید في بحر ذاكرتك القریبة جدا، انتبھتَ أخیرا إلى جوستینا، ھذه الجمیلة.
كانت فعلا أجمل مما توھمتَ، وكعادتك ترى التفاصیل متكوّرة في حضن النظرة العامة. وكنتَ قد أھملتَ أي اھتمام مفرط بأي إنسان ولو كان أنثى بھذا الحُسنِ، لكن تجاھل جوستینا كان ممكنا لأعمى أو أطرش فقط، فقدرتْ بعد أیام قلیلة على أن تأسر منك العین والأذن.
نظراتھا وھي تحدق في داخل عینیك، وترمي في وجھك المتعب كل ھذا التحدي القاھر، إن كنتَ قادرا على الإفلات فافعل.
جریئة بتلقائیة، دون أن تواري خجلا عمیقا یطفو إلى السطح (…) -
تأتيني طيوري بهجة فأحيلها شجنا
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: هيام ضمرةلم يكن ضوء النهار قد شقّ ستائر العتمة بالكامل حين قلّبني خمول الوسن على جانبي الآخر ويدي تسحب أغطيتي على كتفي مخزّنة الدفء المنعش في أوصالي، خرجت على الفور من غفوتي وأهدابي تنشّق متنبهة، وقد ران صوت عزف صادح جميل كان اختفى منذ زمن غير قليل، لطالما أصخت السمع على مدى الشهر الماضي باحثة عن معزوفاته. فتحت عيني على وسعهما وأنا متيقنة أنّ ما أسمعه ليس أذيالا من حلم ما زالت ظلاله عالقة في المخيّلة.
نعم هي ذاتها طيوري، ذات المعزوفة التي تعودت أن تتغناها لتنقلني إلى يقظتي. إذن لقد عادت طيوري من (…) -
حكايات البحث عن شقة
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: فنار عبد الغنيلم يكن في استطاعتنا أنا وزوجي شراء شقة جديدة في وسط المدينة، لذلك عزمنا على البحث عن شقة مستعملة، مساحتها معقولة وحالتها جيدة ولا تحتاج إلى الكثير من أعمال الصيانة.
وبعد أن اتفقنا أنا وزوجي على بعض الأمور، كلفنا أكثر من سمسار لمساعدتنا في ذلك. وكنت أنا بدوري أتعمد المشي في الأحياء القريبة من مسكني المؤقت في وسط المدينة بهدف البحث أيضا عن شقة، وقد وجدتها طريقة نافعة لأنني كنت أعثر بسهولة على شقق للبيع من خلال تصوير اللافتات الموضوعة على الشرفات والتي تتضمن عبارة «شقة للبيع» مرفقة برقم هاتف. (…) -
في انتظار المحاكمة
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: هويدا سليمالساعة تتجاوز الواحدة بعد منتصف الليل. أحس بالاختناق من حرارة الجو ومن أطواق الوحدة التي اخترتها لنفسي، فقد هاجر كل أفراد الأسرة هربا من الحرب والظروف القاسية للبلاد. كل هاجر في اتجاه، بينما رفضت أنا مغادرة الوطن مهما كانت الأسباب. قال لي أخي الصغير وهو يحزم حقائب هجرته قبل سبع سنوات:
"لقد آن لنا الانعتاق من هذا الوضع الشاذ. أكثر من عشرين عاما قضيناها تحت وابل الرصاص وفي ظل قانون الطوارئ. كنا نذهب للمدارس تحت وابل الرصاص. تخرجنا من الجامعات أيضا تحت وابل الرصاص. لم يعد لدي الاستعداد (…)