فواصلْ
في الحياةِ التي نعرفْ لحظاتٌ قد يُصادفُ أنْ يمرُّ بها بعضنا. وفي الحياةِ الّتي لا نعرفْ، أشياءٌ سنقرأ عنها ذات يومْ.
مشروعُ رجلْ
أتشعرُ أنّك مرهقٌ جداً يا فتى؟ متعبٌ من كلّ شيءٍ، وساخطٌ على كلّ شيءْ، تبدُو لِي كذلك، وعيناكَ الضيّقتانِ، تزيدانِ من حدّتكْ، كلّما اكتملتْ تلكَ العقدةُ الّتي تعلُو وجهكْ.
اهدأ، فأنا أستطيعُ أنْ أتفهّم غضبكْ ونقمتكَ على الحياةِ كلّها، وأنتَ تجلسُ كلّ صّباحٍ في هذهِ الزاويةِ المعتمةِ منْ هذا الكوكبِ المقفرِ، تنتظرُ منْ يمرُّ من هُنا راغباً في مسحِ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصوص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: غانية الوناس -
ذكريات قلم حبر جاف
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: محمد التميميخمس أناملٍ وراحة يد صغيرة أمسكتني بقوة وغرزتني في قلب الورقة المسكينة، بدأت هذه اليد الصغيرة جيئة وذهاباً لأترك ورائي خطوطاً محفورة في جسد الورقة الضعيف، كانت خطوطاً عشوائية لا معنى لها.
فجأة، أطلقتني هذه الراحة الصغيرة كصاروخ بالستي قُصف به الحائط، ارتطمت بشدة ووقعت على الأرض، لم نكن نبكي أو ننزف فقد كنا جافي المشاعر والحبر. مكثت هناك لبرهة من الزمن، التقطني بعدها شاب ووضعني بين صفحات دفتره وخرج.
بعد ساعات من المعاناة والرزح تحت ضغط الأوراق والكتب، خرجت لأشاهد النور. أمسكني الشاب وبدأ (…) -
نجمة تشع وتختفي
25 أيار (مايو) 2013, ::::: أشواق مليبارينظرت بدهشة إلى السماء من خلال زجاج النافذة.
كانت نجمة عالية تومض بنورها الأحمر وسط الظلام. التفتت إلى أختها الكبرى مستلقية على أريكة وهي تتصفح مجلة بين يديها بلا اهتمام. تميل برأسها طربا ذات اليمين وذات الشمال، وفي أذنيها سماعة صغيرة متصلة بجهاز.
هزتها من كتفها وقالت لها: "أنظري إلى تلك النجمة الحمراء".
أومأت الأخت الكبرى برأسها بلا اكتراث.
"إنها كبيرة جدا، تشع وتختفي". أومأت مرة أخرى دون أن تنظر إليها.
"إنك لا تصغين إليّ". قالت الأخت الصغرى.
حملت لعبتها وغادرت الغرفة بامتعاض. (…) -
مجادلة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: إيمان الشافعيالنوم هبة إلهية. لولاها لاجتاح العالم الجنون. كل ما في الكون ينام ويصحو وينام، إلا آثامنا وذكرياتنا التي لن تهدأ أبدا.
ولكنني أخشى النوم. أهاب مجرد التفكير فيه، فكلما غططت في نمو عميق استفقت مفزوعا مفتوح العينين على ذات الحلم المفجع، فقررت ألا أنام إلا غفوات قصيرات متقطعات، فلم تفلح حيلتي، وهاجمني ذات الكابوس بين يقظتي وثباتي، بشكل متقطع.
لا فرار من هذه اللعنة التي أصابتني. أكاد أفقد عقلي. كلما تحاورت معه في أحلامي، وأمليت عليه تساؤلاتي، جاءني بإجابات مخزية، وذكرني بأشياء ربما اقترفت (…) -
سقى الله
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: ربى عنبتاويلم تزل خيوط الدخان تتراقص في المكان. هناك حيث يسود اللون الأسود، قاتما كالوضع العام، دخلت العائلة مذهولة. البنات يبكين، والأب يكتم دموعا خلف وجهه المحمر كلون الدم.
"فار دمه من الحسرة." تنَاقلَ المشهد أناس تهافتوا لإطفاء السنة النيران في المحل. إلا أن آلهة المجوس التي خلقها البعض هناك، لم تترك خلفها ثوبا أو سترة. فقط زوج جراب أسود وجد أسفل أحد الرفوف.
*****
لينا اعتادت أن ترتب الملابس وتعيدها إلى أماكنها. والدها يكافئها بأن تختار قطعتين لها كل أسبوع، فتفعل. أما هدى فتفضل النقود. تأخذ (…) -
حنين: زهرة الياسمين
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: وسام أبو حلتمتجولت بالقرب من مكتبتي وأنا أقرأ أسماء الكتب التي تحتويها، فصادفت عيناي ديوان "أمواج الخليج" لمنتهى الشيخ حسين، الذي استعرته من حنين، وقبل أن أرجعه لها فرقتنا السنين.
حنين فتاة بعمر الزهور؛ تملك من العمر خمسة عشر عاما. أذكر يوم أتت إلى مدرستي الثانوية بصحبة والدها الذي أراه كل صباح عندما يحضرها إلى باب المدرسة بسيارته البيضاء.
كانت حنين كزهرة الياسمين. لم تر الشمس يوما. نمت وتبرعمت في حضن أبويها. لم يسمحا لها بالخروج واللعب بعيدا عن جفنيهما، وهذا كان السبب في حرق بتلاتها ما أن وضعوها تحت (…) -
قمرنا أحلى
1 آذار (مارس) 2019, ::::: فنار عبد الغنيأضاءت القنديل فهربت بعض خيوط الظلمة. بالكاد رفعت قدميها المتهالكتين وداست بخطى متهامسة في الرقعة الضيقة داخل الشادر. نقلت قدميها المتشققتين بحذر شديد، كانت تخشى استيقاظ أحد الأفواه الجائعة التي تكتظ بها الشوادر والتي أذعنت لسلطان النوم بعد عناء.
خارج الشادر سرحت تنهيدات غير مكتومة، أمسكت بالقنديل ووضعته فوق الحصى. لا شيء جديد تبصره في هذه الظلمات، الشوادر تحيط بها من كل جانب. يصل إلى مسامعها آلاف الأنفاس الهاربة من الشوادر المغلقة، سعال متقطع، ولهاث مخنوق، وتأوهات مكتومة، صرير أمعاء خاوية، (…) -
وماذا بعد؟
28 آب (أغسطس), ::::: زكي شيرخانأحد عشر عاما مرت منذ آخر مرة رأته فيه. يومها، دخلت عليه مكتبه متألمة حزينة. كان يجمع مقتنياته البسيطة واضعا إياها في علبة من الورق المقوى. سكرتيرة رئيس التحرير تجلس على كرسيه تكتب ما يمليه عليها.
= حاسوب متنقل، هاتف نقّال، عشرة أقراص مدمجة، منضدة، كرسي متحرك...
= أستاذ لا داعي لذكر الأثاث.
= دوّني كل ما موجود في المكتب، حتى الستائر، كل شيء. لا أريد أن أُتهم بسرقة ولو بلاطة أرضية. ضحكت.
= لست بالمازح معك. أطبعي القائمة بنسختين موقعتين من قبلك، نسخة لي، ونسخة لكم، واستلمي كل ما مدون. (…) -
النظّارة
28 آب (أغسطس), ::::: محمد السماعنةاليوم هو الخميس السابع من آذار، والفلاحون يتحلقون بحب حول النار في مضافة المختار، يرتفع صوت قهقهاتهم حينا وصوت جدالهم أحيانا، وسحابة (ضخمة) من الدخان معلقة في سقف المضافة، وبين ضحكة هنا وقحة هناك، ونحنحة هنا وصرخة هناك.
دخل (القطروز) ذو العينين الزرقاوين المضافة مسرعا تشعل أنفاسه الدهشة، وجلس متكورا إلى جانب أذن المختار، وشوشه فانتفض وقام من مجلسه، فساد الصمت، وحبست نظرات الفلاحين أنفاسها قلقة وجلة ترقب بحذر ما سيقوله المختار، ولم يخب ظنها فقد رفع المختار يده، وفتل شاربه، وهز عصاه، وضربها (…) -
فلسفة وجنون
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: طه بونينيرحت أتأرجح بتفكيري بينما أجوس خلال الشوارع متجوّلا:
"لماذا لا يكون المفكّرون أمثالي إلّا معتوهين ومرضى؟ أليس في الدنيا مجالٌ لمن يستثمرون في الفكر، كالمجال الواسع الذي يجده من يستثمر في تجارة أو في مقهى أو حتى في بيع "الفول السوداني". لم أجد لزورقي الشراعي المُخاطر مرفأً، فاتّخذتُ عُبابَ البحر الهائج مرفئي. ربمّا لأنّ اليابسة هي خطري المحدق. تلك اليابسة التي ييبَس فيها خيالي، ويتحجّر فيها عقلي، ويتبع فيها ذهني أنماطا هي كالقوالب. إنّ هذا المرفأ لَأخطرُ من لجج البحر.
لماذا أنشد كل هذا (…)