فواصلْ
في الحياةِ التي نعرفْ لحظاتٌ قد يُصادفُ أنْ يمرُّ بها بعضنا. وفي الحياةِ الّتي لا نعرفْ، أشياءٌ سنقرأ عنها ذات يومْ.
مشروعُ رجلْ
أتشعرُ أنّك مرهقٌ جداً يا فتى؟ متعبٌ من كلّ شيءٍ، وساخطٌ على كلّ شيءْ، تبدُو لِي كذلك، وعيناكَ الضيّقتانِ، تزيدانِ من حدّتكْ، كلّما اكتملتْ تلكَ العقدةُ الّتي تعلُو وجهكْ.
اهدأ، فأنا أستطيعُ أنْ أتفهّم غضبكْ ونقمتكَ على الحياةِ كلّها، وأنتَ تجلسُ كلّ صّباحٍ في هذهِ الزاويةِ المعتمةِ منْ هذا الكوكبِ المقفرِ، تنتظرُ منْ يمرُّ من هُنا راغباً في مسحِ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصوص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: غانية الوناس -
ولكنه وطني
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: رانيا عبد العالفي ذلك الوقت المتأخر من الليل، كنتُ جالساً في أحد المطارات الأميركية الفخمة في انتظار الطائرة التي ستُقلني إلى موطني. لكم كنت مستمتعاً كثيراً بأناقة المطار ونظافته. وفي الوقت نفسه، كنتُ حزيناً لأني على وشك الرجوع إلى وطني، إلى مدينتي التي تقتل الأحلام العذرية. مدينة مذبوحة، ظمآنة، شبابٌ ضائعون يبيتون على الأرصفة. إنها مدينة ملوثة تملؤها المجاري ومخلفات المصانع وأشعة الشمس الباهتة.
ولكن ما كان يخفف عني، ويقلل من حزني، أنني بذلتُ مجهوداً أظنه عظيماً سوف يؤهلني لأنتقل لفرع الشركة هنا، في (…) -
حكايات البحث عن شقة
30 تشرين الثاني (نوفمبر), ::::: فنار عبد الغنيلم يكن في استطاعتنا أنا وزوجي شراء شقة جديدة في وسط المدينة، لذلك عزمنا على البحث عن شقة مستعملة، مساحتها معقولة وحالتها جيدة ولا تحتاج إلى الكثير من أعمال الصيانة.
وبعد أن اتفقنا أنا وزوجي على بعض الأمور، كلفنا أكثر من سمسار لمساعدتنا في ذلك. وكنت أنا بدوري أتعمد المشي في الأحياء القريبة من مسكني المؤقت في وسط المدينة بهدف البحث أيضا عن شقة، وقد وجدتها طريقة نافعة لأنني كنت أعثر بسهولة على شقق للبيع من خلال تصوير اللافتات الموضوعة على الشرفات والتي تتضمن عبارة «شقة للبيع» مرفقة برقم هاتف. (…) -
الحياة هنا ممكنة
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: غانية الوناسلا أَقول: الحياة بعيدا هناك حقيقيَّة
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول: الحياة، هنا ممكنةْ
(الشاعر محمود درويش)
مشط أطرافَ شعري الباقية، تلقفها بأصابعك خصلة خصلة، تذكر لونها جيدا، سأغدو بعد أيام بدونه. أحببته دائما بلون أشقر، سأحتفظ به في قلبي وذاكرتي، سأذكر دائما بأني كنتُ ذات يوم جميلة جدا بشعر طويل، وأنت هل ستذكر؟ سميح هل ستذكر ذلك؟ هل ستذكر كل تلك الأشياء الجميلة التي جمعتنا لسنوات مضت؟
أنا آسفة جدا، لأني لن أستطيع منحك ذكريات أخرى، ليس بإمكاني أن أصنع من أجلك فرحا تلمسه بيديك، (…) -
النافذة المغلقة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيأشعر كأن عاصفة تهب في أعماقي، تدفعني لأن أنبش كل ما خبأته في زوايا الذاكرة، ولأعاين كل تلك التفاصيل الصغيرة التي ساهمت في رسم فسيفساء عمر أوشكت شمسه على المغيب.
وباتت تلح على مخيلتي تلك النافذة التي كانت تتوسط الجدار الكبير في غرفة معيشتنا، والتي كانت على الدوام تشكل أهم ملمح تحتفظ به ذاكرتي لتلك الغرفة، فكم اتكأت أمي على حافتها لتحادث جارتنا، أو لتستقبل ضيوفها حتى قبل أن يطرقوا بابنا.
ومن خلال تلك النافذة تعرفت على العالم المحيط بي، رأيت السماء وراقبت أسراب السنونو المهاجرة وسلمت على (…) -
تاريخ
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: زكي شيرخانبين مرحلة الدراسة الابتدائية والجامعة، مضت السنوات سِراعاً. التحقتُ بكلية الآداب فرع التاريخ. كان معدلي يؤهلني للدخول في كليات، من وجهة نظر الآخرين، أهم وأرقى، يمكن أن تمنح المتخرج منها مركزاً اجتماعيا مميزاً. كان هذا الرأي بالنسبة لي مجرد هراء ولا يستحق حتى الرد على مردديه. أمام إلحاح وإصرار والدي، كنت أزداد عنادا.
= «أبي، صراحتي معك لن تقلل من احترامي لك، ولن تمس مودتي تجاهك، ولن تضعف فخري بك. هذا مستقبلي، فدعني أمضي فيه على طريقتي. التاريخ هو اهتمامي الأول، ودراسته هو ما خططت له. أعدك (…) -
عنق الزجاجة
30 تشرين الثاني (نوفمبر), ::::: زكي شيرخانجرت العادة أن يجتمع أفراد العائلة ضحى أول أيام كل عيد في منزل الوالد. الأولاد المتزوجون مع زوجاتهم وأبنائهم. البنات المتزوجات مع أزواجهن وأبنائهن. كنت الأصغر من بين الأشقاء والشقيقات والأوحد بينهم الذي لم يتزوج. كنت أعيش مع والديّ وحدي في الدار. لم أكن أحب العيد، ليس لأني لا أحب أن ألتقي بأفراد العائلة، بقدر ما كنت أنزعج من ضجيج العدد الكبير من الأطفال الذين يجتمعون. كانوا وبموافقة والدي يستبيحون الدار كلها. يحتلونها، عدا القبو حيث مكان خلوته، وبه كتبه، نفائسه، أوراقه، أقلامه، (…)
-
بقرة حسين
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: عبد الحميد صيامتجمعت النساء في وسط الحارة مع ساعات الغروب. عشرون امرأة أو أكثر ومعهن أطفالهن. الليلة سيتوجهن إلى مقام سيدي «الدوير» يتضرعن إلى الله لعله ينزل غيثه على الأرض العطشى. القناعة لدى أهل القرية أن أهازيج الاستسقاء والدعاء في مقام سيدنا «الدوير» جنوبي القرية مستجاب بوجود الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذا الجفاف والقحل والمحل الذي يهدد الزرع والشجر والموسم الزراعي بكامله.
مر شهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط «الخبّاط الذي يحل البقر من الرباط» دون نقطة مطر واحدة. بدأت سيقان الزرع في أوائل آذار (…) -
في الطريق الى مرسيليا
1 آذار (مارس) 2021, ::::: مرام أمان اللهكما تعرّت الاشجار من أوراقِ أيلول، تعرّتْ هيَ من أحلامها واغتسلتْ بماء الحرية. حزمتْ ما تبقّى لها من قوّةٍ وترَكَتْ خلْفَهَا كُلَّ شيءٍ ورَحَلَتْ. أخذَتْ تبحثُ عن قطارٍ يحملُها بعيداً إلى حيثُ شاء، لا حيثُ تشاء. لمْ يكُنْ رحيلُها سهلاً أو حتى مُمكِناً، فقدْ احترقتْ أجنحتُها من قسوةِ الأيّام، لكنّها ما انفكّتْ تريدُ ما تَبَقّى من حياةٍ حتى ولو كانت "مجهولاً بحتاً".
وصلَ القطارُ أخيراً. دخلتْهُ بِخِفّةٍ لا كغيرها من المسافرين، فلا حقاىٔبَ لديها سوى ذلك الصندوق الثقيل الذي تحملُهُ في (…) -
عُقوق
1 أيلول (سبتمبر) 2022, ::::: زكي شيرخانأمس، توفي جاري الْجُنُب، الأستاذ عفيف المكنى أبي دريد. الحزن عليه بدا واضحا على وجوه جميع سكان الزقاق. جاورته على مدى سبعة عشر عاما، منذ شرائي للدار الملاصق لداره. لم تمضِ فترة طويلة حتى ربطتني به علاقة وطيدة ارتقت لصداقة لم يحل فارق السن بيننا الذي قارب العشرين عاما دون نشوئها.
رجل وقور دون تعالٍ، متواضع دون تدنٍّ، دَمِثُ الخُلق. لا تُملُّ صحبته رغم قلة كلامه. سنوات طويلة قضاها في التدريس حتى أصبح مديرا لمدرسة ثانوية. عُرف بين زملاءه المدرسين بجده وإخلاصه في إداء واجبه، وكذلك بحزمه مع (…)