منى حسن محمد - السودان
عَلَى بَالِ القَصِيدة
وغداً تحظى بكَ منْ لا تُشبهُني، ولا تُدركُ من أكونْ/تكُون. من لا تقرأ الشعرَ، وتحترقُ بحُمَّى عِشقِه. من لا تهتمُ لقصيدتك الجديدة، أو تضحكُ حين تُبصرُ فيها امرأةً أُخرى شَاغلت حرفكَ، فراحَ يكتبها بنزقِ الشعراء.
هي لن تدرك –مثلي– أن قلبكَ يسعُ ألفَ قصيدة، تماما مثلما يتَّسِع لكل النساء. لذا لنْ تغارَ على قلبك الشاعر. ستغارُ على رجُلها فقط، لأنها لن تعرف أبداً كيف تُحبكُ بدون تملُّكٍ، أو أنانية.
هِيَ لن تُعنى بتمشيط شعرها على ضوء كلماتك، ولا التكحلِ بمدادها الساحرِ كل صباح. ستحومُ خارج التأويل دومًا. ولن تخطرَ يومًا على بالِ القصيدة.
ستكونُ امرأةٌ كل ما يُدهشها فيك لا يعني لروحكَ شيئاً. ليست مثلي تُعْنَى بالتفاصيلِ التي تصنعها انعكاساتُ رُوحكَ على مَرايا القلب، ولا تذوقت خمرة المعنى حين تتعتقُ بِبَالِ القصيدة.
ليست مثلي تستطيع احتواء الطفلِ الذي بداخلكَ بحنانِ الأم، ومحبةِ الكونْ. ولا تحمُّل الشاعر حين تتعسر ولادة القصيدة.
هي لن تدري عن نزقكَ شاعراً، ولا لُجوئِكَ لقلبي طِفلا، ولنْ تعرف –مثلي– عنكَ رجلاً تُختصرُ فيهِ معاني الرجولة.
ستكونُ امرأةً كل ما يهمها فيك هو أن تراها جميلةْ كباقةِ وردٍ طازجة، حتى وإن كانت بدون رائحة. يهمها أن تكون لها زوجا تقليدياً، تحبه ويحبها على طريقة أفلام السينما. ستحظى بصغار يشبهونك. لهم عيناك، ونظراتُك/كلماتُك التي تعرف طريق قلبي جيدًا، شقاوةُ شفتيكَ حين تحدقانِ بِي في صَمْت. وربما يشقى أحدُهم بقلبكَ الشاعر.
غدًا ستحظى بكَ من لم تَكترث يومًا بأن تكون لَها. من لَن تحبك مثلي أبدا. من يسُوقُك القدرُ إليها هديةً لا تعرف قيمتها، تمامًا مثل الكتاب حين يقع في يد من لا يقرأ.
هي لن تعرف أبدا قيمة ما أخذتْ، مثلما أنك لن تشعر يومًا بالقلب الذي أخَذْتْ/خَذَلْتْ.
1 مشاركة منتدى
عَلَى بَالِ القَصِيدة, أشواق مليباري | 11 أيار (مايو) 2013 - 11:40 1
أجل سيكون زواجا تقليديا..
هي لن تعرف أبدا قيمة ما أخذتْ، مثلما أنه لن يشعر يومًا بالقلب الذي خذل.
المؤكد .. أن أحد أبنائه سيشقى بالقلب الشاعر!
شكرا لك أستاذتي
تحيتي