عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

صدور أساطير الأنهار


صدرت في القاهرة النسخة الورقية من رواية عنوانها "أساطير الأنهار" للروائي السوداني، عباس علي عبود. الناشر: نشر خاص (2013). وكانت الرواية نشرت في صيغتها الرقمية في صحيفة "الراكوبة" الإلكترونية.

أدناه مقطع من الفصل الأول من الرواية:

عباس علي عبودتأمَّل صفحة النهر باحثاً عن حروفٍ لربما توهَّجتْ في رئة الأحلام. أنصت لبرهةٍ يحدوه الأمل، مترقباً بشارة القبول. وكأنه أبصر طيفها، وميضاً قادماً من تخوم الأبدية. فهل سمع صدى أنفاسها القديمة، ورحيلها عبر العصور والحقول؟

متمهلاً على الضفاف، انغرزت عصاه الملساء في الأرض اللينة، فانداح خياله إلى منابع الحكاية، وتواترت بدماغه المعاني والصور. أنصت للموج، فهل سمع حفيف الحروف، وصوتُ عاشقٍ نبيل، يرسل الأنغام، من رئة التمني، والعشق، والوئام؟ خطواته هائمة، وكلماته غائمة. لكن خفق صدره ما استراح من ندائها، لم يقطع الرجاء. فهل غازلته أوتار الحنين؟ يوم رفرف طيفها، وسرت أنفاسها، كأنها سحابةٌ بتول؛ نقشٌ على جرح التمني، وعدٌ تجلى، من رفيف الحلم، إلى مدارات القبول.

أفاق العجوز من تأملاته على رفيف الأجنحة. الهدهد انحدر من الجنوب، قادماً من ظلمات التاريخ ومنجم الحكاية. رفرف حزيناً، ثم حطَّ على حافة المياه، يلمع بعينيه بريق الحكاية، بينما أطياف العروس ترفرف على الضفاف، وصدى حروفها قادم من رئة البداية.

غلاف رواية عباس عبود

D 25 حزيران (يونيو) 2013     A عود الند: التحرير     C 2 تعليقات