آليت جلسة طال حثيثها، وجلت بين أعمدة الذكريات آمل لها حضورا ووصالا يؤجج فتيلها، فأي نسيم مدهش يحقق هذيان الشوق وأي عالم تتناثر على شطآنه تضاريس حروفي، والإطلالة تراود شاطئ الخليج عند "رأس السالمية" وفي جزئها "دوار البدع" في وضعيته القديمة، وميناء القوارب يرجو مناجاة رواده لأغاني الغوص والحداق، البحر يتمدد ببراءة واقتدار يفترش زرقته المخضرة الناعسة في عيوني ويتمدد إلى جانبه شاطئ الرمل الأصفر تغفو على وثيره مراكب الذكريات. كنا يوما ها هنا نجالس الصحب على ثرثرة تبدد بؤس الملل، ومن حولنا أطفالنا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
خطوات في حقول الذاكرة
1 آذار (مارس) 2009, ::::: هيام ضمرة -
وجهان لعملتين مختلفتين
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: محمد عبد الله الهاديتوطئة
أقـر أنا المؤلف أنني ـ لأول مرَّةـ لم أبذل أي جهـد في كتابة قصَّـة، فكـل الشخوص وكل الأماكن في هـذه القصَّة حقيقـية، وكل ما فعلـته ـ بتصرف محسوب ـ هو تدخـل قلـمي أحيانا، حتى يأخـذ مسـار الأحـداث فيـها شكل ومضمون قصَّـة. وأعترف أيضا أن أحـداث هذه القصة، رغم واقعيتـها، لم يكن ليجنح لها خيالي الإبـداعي قبيل الساعة الثانية، ظهر السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
::
وجـه للشـروق: النقيب عبد العـزيز (1)
ليـلٌ خريفي آخر، يهـبط من سماء متشحة بأنجـم قلائل وقمر خجـول، يفرش عبـاءته فوق (…) -
الدنيا لا زالت بخير
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: إبراهيم يوسفحين رنّ جرس الهاتف كان يجفف شعره بعد الحمّام، يراوده شعور بالراحة والانتعاش بعد نهار حافل بالحركة واليقظة والنشاط، وزوجته لم تكن قد انتهت بعد من إعداد السفرة للعشاء. ردّ على الهاتف، وأتاه من الطرف الآخر صوت نسائي رخيم يفيض بالرقّة؛ ويأسر القلب بعفويته وعذوبته.
عرّف الصوت عن نفسه بالقول: معك "جيريترود" موظفة الاستقبال في فندق الماريديان؛ هو يعرفها جيدا ويمبّز صوتها في الهاتف، معجب أيضا بلطفها ونعومتها؛ تناديه دون سواه عندما تدعو الحاجة إلى طبيب. سألته؛ إن كان حضوره إلى الفندق متاحا؛ ليعاين (…) -
بين فكّي الكمّاشة
25 آذار (مارس) 2015, ::::: سمير كتانيعندَما تفاقمت إصابة إحدى أسناني بالتسوّسِ، عرفت مقدار ما تضمره لي من كره وحقد، فقد كانتْ شديدة اللّؤم، تلحّ عليّ بشديد الألم في الأوقات الحرجة، وقدْ بلغ بها الخبث أن لا تختار إلاّ وقت نومي فتطلق سهام الألم عميقة إلى داخل فكّي، أوْ وقت استمتاعي بوجبة سكّريّة لذيذة تطلبها نفسي. وكثيرا ما كانت هذه السنّ تقضّ مضجعي وتؤرِّق نومي، فلا أتركُ مسكّنا إلاّ استخدمتُه، ولا كمّادة إلاّ ودثّرت خدّي بها.
وما كانَ يزيدُ في حنقي من هذه السنّ أنّها كانت تسكن في النهار تتربّص بيَ الدوائر، حتّى إذا أسدل (…) -
لحظة انتظار
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: إبراهيم دشيريأطل من غرفته الصغيرة فرأى حمامة بيضاء تجلس على غصن لوز اخضر، أخذ يستمتع بهذا المشهد الذي أثار في نفسه معاني جميلة وذكرى حب قديمة، أحس بنشوة الفرح تسري بين جوانحه، وصار عنده للحياة معنى آخر لم يتذوقه منذ أمد طويل.
إنه التفاؤل والأمل الجميل الذي يدفع الإنسان إلى حب الحياة، إنه لأول مرة يرى حمامة عن قرب وهي لا تراه. كان مغتبطا غاية الاغتباط وهو ينظر إليها تمارس إرادتها بكامل الحرية، تسجع حينا وتلهو حينا آخر بالتحرك بين عيدان الغصن الأخضر الذي زادته الأمطار الأخيرة نضارة واخضرارا، فقال في (…) -
نصان: حلم + المدينة الفاضلة
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: عصام عقرباويحلم
وتضعضعت الأحلام. تاهت في الذكرى. اللحظات المترنحة في الظلام انسلخت من خلف جلد الحاضر الغريب، وأصبحت لحظات مسحوقه، تغتال تفكيري العميق متى تشاء.
وبوجه الماضي الرهيب التصقت أحزان الأيام وشظايا هيكل ميت تهشم في طلاسم الأحلام. ومع الرياح الآتية انتحرت بسمتي الجريئة من بين أفواه الأنام، وذهبت نفسي الجريئة إلى عالم الذكرى والآلام، وفقدت أدوات التنسيق. وساقي المترنحة تغلغلت في دائرة التيه. وصرت أبحث عن الضوء، وعن المشاعل بين أزقة الشوارع المعتمة وفي بروج اليمام.
وفي دوامة التساؤلات، وجدت (…) -
هكذا نَجَحَ المُخْتار
25 آذار (مارس) 2012, ::::: إبراهيم يوسفهكذا نَجَحَ المُخْتار
نص "العلبةُ الحمراء" (العدد 68) حَرَّضَتْني على كتابة هذا النص. مع التحية للأخ عبد الجليل لعميري، ومحمد الوردة الصديق، ومليكة الدَّعْلوس إبنتي العزيزة، وسائر أبناء المغرب الكريم.
= = =
في صِغَرِه أصابتْه حمَّى لم تُعالَجْ كما يلزم، فقضَتْ على سَمَعِه وتحوّلَ إلى أطرش، يتوسَّلُ المتحدثون إليه الأصوات العالية، مشفوعةً بإشاراتٍ من الرأسِ واليدين، لا تخلو في بعضِ الأحيانِ من التوَتّر والارتباك، وإذا ما أجابَ فيرفعُ صوتَه عالياً هو الآخر..! كأنَّ المُخاطَب بدورِه لا (…) -
مناظرة ميتافيزيقة
1 أيار (مايو) 2008, ::::: بدر الدين عبد العزيزمزرق لون السماء. يبدو غامقا وأصيلا في زرقته، وأنت ترى غابة ديتانق منتصبة الأشجار بالجانب الغربي للنيل الأبيض قبالة مدينة ملكال في طرفها الشمالي. أشجار الدليب العالية تبين ثمارها الكثيفة البرتقالية اللون حول إبط سعف أوراقها والنيل رائقا يمتد بوسطه شريط طويل من أعشاب زهرة النيل في رحلتها الطويلة وهي تهبط صوب الشمال، وبعض عجول أفراس النهر تتسلقها لتهبط معها إلى قاع النهر الأشهب، وثمة ثور يخور بمرعى جزيرة القرنتي التي يفصل بينك وبينها خور المك.
تبدو الدنيا عجولة متصاعدة الخطى. هذا هو إحساسك (…) -
أن تشهد الولادة
30 أيار (مايو) 2014, ::::: رعد الميتانيكيوم في تاريخ الهزائم يأتي انتصاره على سرير المتعة اللعين، مُنْذُ أن غفلت الحياة أن تحاصره في الرجولة المارقة أيضا، لا لشيء، لكن من الصعوبة أحيانا أن تذكر كل النسخ المتماثلة لإنسان مكرر بليد. اختتم معركته بقبلة باردة وضعها مواساة لها على جبينها، واهما أن الحياة لا تتم إلا بما وهب. قامت بدورها لتغتسل من عاره، وما ألحقته أنيابه في روحها، تلك التي أنشبت الأقدار حربا عليها، لأنها تزاحم الآخرين بأفكار لا تجب، في زمن وحدة الأفكار الرديئة. أخذت ما يسترها عن وجوده، ومضت تَسكُن الظلمة قليلا، (…)
-
الطعنة القاتلة. وأبقى أحبك
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: أميمة أحمدلم أعد أعرف من طعن الآخر طعنة قاتلة. هو قال:
حبي للآخر وحرصي عليه كان نبراسي
الطعنة قاتلة
سأظل وحيدا أصرخ في القفر
أين الحرية؟
أين الإنسان؟
فلماذا قتلتنا أنا ورفيقتي
وداعا …
صفعت الكلمات وجه أمل، وتحجرت دمعة في المآقي، لا هي نزلت وأزالت معها كربتها ولا هي عادت لتنهي هذا الألم المفاجئ. لماذا فعلت هذا يا نبيل؟ من منا أصابته الطعنة القاتلة؟ ألم تتساءل يوما عن ثلاثين عاما أكلها المنفى دون جدوى؟ ثلاثون عاما من الآلام والعذاب المضني. ثلاثون عاما أتمنى كل صباح قهوة أمي. ثلاثون عاما (…)