إنها التاسعة صباحاً، سبتٌ آخرٌ لا نسبتُ فيه. يفترضُ بنهايةِ الأسبوع أن تُرتّب أكثر، وتقسّم كالتالي:
اليوم الأول للراحة والاسترخاء ولملمة لشتات الروح، والثاني للتنظيم أو الأخذ بالأسبابِ المعينةِ لبدءِ أسبوعٍ جديدٍ مُتوهّج حافلٍ بالإنجازات الصغيرة على طريق الحلم الكبير.
كتبتُ «يُفترض» لأننا لا نُطبّقُ كثيراً من الفرضيّات.
يرنّ منبّه الأم. بالتأكيد ليس منبّه الاستيقاظ. منبّهاتٌ جديدةٌ لطيفةٌ على جوّالي اليوم، محاضرة «مدخل إلى اللغة العربية» تمام الساعة التاسعة، تليها تمام العاشرة، محاضرة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
الصباح السعيد
1 حزيران (يونيو) 2021, ::::: شفاء داود -
انحناء النخل
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: ربا الناصرجلست على المقعد الأمامي لحافلة قديمة، مستعدة لطريق العودة إلى العاصمة، كنت في خلالها أنظر إلى العلامات المدهونة على الطريق من خلال زجاج النافذة، فقد كانت العلامات تتقاطع مع بعضها تارة وتتوازى تارة أخرى، كان الأمر في الحقيقة مسليا لبضع دقائق اندثرت بمجرد شعوري بالملل، فقلبت صفحات التقرير الذي أعددته بعد زيارة إلى دار العجزة والتي كلفني مديري بها، فأنا موظفة في مؤسسة تعنى بالأعمال الاجتماعية.
قلبت صفحات التقرير بهدوء مسترجعة وإياه تلك اللحظات السريعة التواتر، العميقة الأثر، ففي تمام الساعة (…) -
دموع الأرض السمراء
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: الهادي عجب الدور(1)
شلالات الأرق الطويل تحملني مجندلا بالأشجان حافي القلب. أتدثر بلهاث جرحي المستحيل، أواري ومض رحلتي المجهولة الشواطئ، وألسنة الشجن الخرافي تثقب غشاء كلماتي القزحية المنحوتة تمثالا على صدر الرياح الإهليجية وشلالات الأمل المعبق بالأحلام وقصائد قوس قزح.
وتحت زخات مطر الأحلام المسافرة أفواج، تموء صورة الوطن القديم، في شكل جنائزي حزين، تلتقط أنفاس الشتات بشحوب وغموض من السواحل البعيدة ودموع القرى الساكنة تحت ضوء القمر، الملونة برحيق الحياة السيمفوني الرخيم والضباب المالح.
وهنالك عند أسداف (…) -
السلاح زينة الرجال
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: إبراهيم يوسفحينما كانتْ حقوقُ المرأةِ مصانةً في العملِ مع الرجل جنباً إلى جنب في الحقلِ وعلى البيدر، أو في تدبيرِ شؤونِ المنزل من غسيلٍ لم يكنْ ماؤُه متوفراً في الصنابيرِ، وطبخٍ لم تكنْ نارُه على غازٍ أو كهرباء، وتربيةٍ للأطفال بقليلٍ من التَّفَرُّغِ والعناية، وكثيرٍ من المحبَّةِ والتضحيةِوالإيثار.
في تلكَ الأيام المُقيمة في الفكرِ والوجدان، كانَ سكَّانُ الأريافِ في الجبال وجلُّهم من الفلاحين الكادحين، يواجهون شظفَ العيش وقسوةَ الطقس وصعوبةَ العملِ في الأرض، بالشجاعةِ والهمَّةِ وحسنِ التدبير. (…) -
شاي الزنجبيل
1 حزيران (يونيو) 2022, ::::: شفاء داود"لا تبدئي موضوع التعبير بحرف، أيا كان الحرف". هكذا قالت معلّمة التعبير في الصف الرابع الابتدائي. ومنذ ذلك التنبيه والنهي وحتى اليوم لا تفلح أن تبدأ مقالاتي إلا بحروف.
النص الذي يبدأ بحرف جر يجرّ من بعده أسراب إلهام وحكايا. والنص الذي يبدأ بحرف نفي أو نهي ينفي استبداد كليهما خلال سطوره وينسف سيطرة فكر الآمر والناهي معا ويقول بدهاء: إنّا ها هنا كاتبون ولا سلطان على الحرف يا ولدي.
لو أنّ معلّمتي أدركت حينها معنى أنّ كلّ ممنوع مرغوب لما نهتنا عن مثل ذلك. لو أنّها تمكّنت من إيحاء لا مباشر (…) -
من وحي الرصيف
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: زهرة يبرمركنٌ من شرفة مطلة على الرصيف، وواجهة من زجاج معتم، تتيح الرؤية لمن في الداخل وتحجبها عمن كان في الخارج. كرسيان متقابلان حول طاولة مستديرة عليها قهوة صباحية وحاسوب، بالإضافة إلى قلم وأوراق. ذلك هو المكان المفضل الذي أجلس فيه كل صباح حين يكون الجو معتدلا، أتصفح النت وأقرأ أو أكتب.
هذا الصباح أردت أن أكتب شيئا، لكن لم يكن في ذهني موضوع محدد، والكتابة عندي حالة طوعية وليست إلهاما ولا وحيا يتنزل. تراودني أحيانا بعض المحفزات، فتأتي الأفكار وتتزاحم، بينما يصيبني القحط الفكري في أحايين أخرى. كنت (…) -
للأمنيات سعيٌ يُذكر
1 أيلول (سبتمبر) 2022, ::::: شفاء داود. ابتداء من المرحلة التمهيدية في التعليم، وحتى ختام الصف الثالث من المرحلة الثانوية، اعتاد المعلمون والمعلمات سؤال التلاميذ عما يتمنون أن يكونوا حين يصبحون كبارا. عاما بعد عام يرى الطفل نفسه في حلم أكبر، أو يكبر حلمه معه في وجدانه أكثر فأكثر.
هل يبدو الكبار كبارا في نظر أنفسهم كما هم في نظر الصغار؟ من يدري؟ هل كبرنا حقا؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟ ما هو العمر الذي يكبر فيه البشر؟ هل تمثل التواريخ المطبوعة على شهادات الميلاد شيئا من ذلك؟ هل من أحد يريد معرفة الجواب يُذكر؟ ربما.
الحصة المدرسية التي (…) -
روح ياسمين
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: نورة صلاحياسمين: لـِذكراها نبضُ حرفٍ وأنينُ جُرح مُستكين.
مقاومتي في كتابتك تزينت بالفشل. وجدتني أَكتُبَكِ دون إرادة مني. هجمت على ذاكرتي. أمرت البنان أن يرسمك، حتى ما عدت أقوى على اختبائك خلف الكلمات. أخيراً كَتَبتُكِ.
تشرين مصيرٌ محتوم، قدرٌ غافٍ منذ سنين، صحا على غمرته الأخيرة لك، تنشقك مرة واحدة.
حملك لسماء بعيدة، لفتك غيمة، تحبين الغيوم؛ أحببتها لأجلك. أذكر أنك كنت تفتحين فمك كلما أدهشك علو السماء، أتابع لمعان عينيك، وإشراق مقدمة أسنانك في ضوء الشمس. كنت لا أراك، أبتسم لابتسامتك، أبكي (…) -
العرس
1 آذار (مارس) 2009, ::::: منجي العيساويانطلقت خيول الاستعراض في تلك العشية من أيام "أوسّو" الحارقة من أمام بيت العروس والهودج المتبختر في سيره إلى منتهاه في مشهد مهيب قلّما عاشت القرية مثيلا له. يسايره علي جنبتاه شبّان القرية وشابّاتها وتتبعه من ثقلت حركته من المسنّين والصّبية. اختلط الغبار المتصاعد بالعرق المتصبّب من الوجوه المنتشية بزغاريد النّسوة وغنائهم ودقّ الطّبول المنغّم علي وقع خطي الفرسان في سباقهم وألعابهم البهلوانية المضمرة مع جيادهم.
سار الموكب الهوينى والعروس تترنّح متمايلة مع وقع خطي الناقة. عند منتصف الطريق توقّف (…) -
حكاية لابن لم يولد بعد
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: سهام السرورإليك بُني: صفحات من سيرة حياتي قبل أن تُخلق. أكتبها قبل أن يصبح الكلام وهنًا على وهن
بني الغالي: لن أكلمك عن قريتي كثيرًا، ولن أقول لك هي قرية جميلة جدًا، ولن أجعل أهلها ملائكة، بل إنني أكره أيامي التي قضيتها في هذه القرية، ولا أبالغ إن قلت لك هي من أسوأ أيام حياتي على الإطلاق، بل هي ما أعمل جاهدة على نسيانه وطرده خارج ذاكرتي القريبة البعيدة.
هي قرية فيها اللص وتاجر المخدرات والقاتل والمرأة المومس والعجوز النمامة والشاب الضائع الضارب في متاهات الهوى والغواية والطفلة ذات اللسان الطويل، (…)