عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

إصدارات جديدة: ياسمينة صالح - الجزائر

رواية جديدة: لخضر


صدرت للزميلة في عود الند، الروائية الجزائرية، ياسمينة صالح، رواية جديدة بعنوان لخضر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت (2010).

ويأتي صدور لخضر بعد أسابيع قليلة من صدور الطبعة الثانية من روايتها بحر الصمت، الفائزة بجائزة مالك حداد سنة 2001، عن دار الحضارة في مصر (2010). أما الطبعة الأولى فصدرت عام 2001 عن دار الآداب اللبنانية.

لياسمينة صالح مؤلفات أخرى هي:

وطـن مـن زجـاج: رواية. الدار العربية للعلوم، لبنان 2006.

ما بعد الكلام: مجموعة قصصية. منشورات الكتاب العربي، دبي 2003.

أحزان امرأة من برج الميزان: مجموعة قصصية. منشورات جمعية المرأة في اتصال، الجزائر 2001.

وطن الكلام: مجموعة قصصية. منشورات الكتاب العربي، دبي 2001.

ولها مجموعة كبيرة من المساهمات في أعداد مختلفة من عود الند.

= = =

مقطع من رواية لخضر

لم يغادر صباحا كما تعود المغادرة. جاء الحارس النهاري في الثامنة ككل يوم وتحدثا معا حديثا لا جدوى منه، وعندما وصلت الشاحنة مليئة بالصناديق الجديدة، قال له شخص نحيف وقوي الصوت:

"يجب أن تنقلوا الصناديق من مستودع اليمين إلى مستودع اليسار. هيا.

أسرع لخضر لتنفيذ الأوامر بمساعدة عدد من الرجال الذين نزلوا من الشاحنات. استغرقت العملية ثلاث ساعات قبل أن تبدأ عملية إنزال الصناديق الجديدة وإدخالها إلى المستودع والعمل على ترتيبها فوق بعضها بنفس النظام المتعاهد عليه. كان يعمل باذلا جهدا حقيقيا، وعندما انتهوا من العملية وجد نفسه يجلس على صخرة صغيرة قرب المستودع الذي تعود على حراسته. كان الحارس النهاري ينظر إليه بابتسامة متعبة. دعاه إلى تناول القهوة معه فلم يمانع. قال له وهو يقرب الفنجان إليه:

"في مثل هذا الوقت الحركة تقل كثيرا، لكن سرعان ما تشتد ظهرا."

هز رأسه ولم يرد. كان يجهل كل شيء عن الحركة، ففي الليل تضيع التفاصيل التي يراها صباحا. في الليل لا وقت لشيء سوى الصمت. قال لخضر وهو ينظر إلى عيني زميله:

"العمل في الليل أفضل بالنسبة لي، كوني فعلا أرتاح من ضجيج النهار."

"بالنسبة لرجل متزوج مثلي فعمل الليل لا يليق بي."

قالها وهو يضحك. ثم سأله:

"ألست متزوجا؟"

"لا."

"أرأيت لماذا تحب عمل الليل؟ لأنك لست متزوجا."

قالها وعاد إلى الضحك بصوت منخفض. طأطأ لخضر رأسه وهو ينظر إلى حذائه الذي صار مليئا بالغبار. مسحه براحة يده. ثم قال مباشرة:

"يبدو أنك هنا من فترة طويلة."

"منذ خمسة أعوام بالتمام والكمال."

"خمسة أعوام. إنها مدة طويلة."

"بالنسبة لأب عائلة فهي مدة وكفى، ولا أحد يجد عملا ويقول إنه قضى فيه مدة طويلة."

"معك حق."

قالها وهو يمسح الجهة الثانية من حذائه براحة يده. بدا له الحذاء أفضل الآن وقد مسح عنه آثار الغبار الذي علق به. اكتشف أن ثمة غبارا كثيفا على بنطلونه. نفضه بحركة قوية. كان زميله ينظر إليه مبتسما:

"عندما تتزوج ستنسى هذه الحركات. سيجعلك الزواج تهمل في لبسك وشكلك."

وابتسم لخضر بدوره. ها هو يقول له هذا الكلام، هو الذي عاش حياته غير آبه بشكله ولا بلبسه، لأجل أن يلبس إخوة يكرهونه.

= = =

غلاف الرواية

JPEG - 22.9 كيليبايت
غلاف: رواية لخضر
D 1 آذار (مارس) 2010     A عود الند: أخبار     C 0 تعليقات