ومرت سبع سنوات، وعادت الباخرة.
من هذا الشاب الأنيق السمهري القامة، المرفوع الرأس، المتألق الوجه، الذي يهبط سلم الباخرة قفزا؟ هو والله إسماعيل بعينه. أستغفر الله. هو الدكتور إسماعيل، المتخصص في طب العيون، والذي شهدت له جامعات إنجلترا بالتفوق النادر، والبراعة الفذة. كان أستاذه يمزح معه ويقول له:
"أراهن أن روح طبيب كاهن من الفراعنة قد تقمصت فيك يا مستر إسماعيل. إن بلادك في حاجة إليك، فهي بلد العميان."
رأى فيه دراية كأنها ملهمة، وصفاء هو سليل نضج أجيال طويلة، ورشاقة أصابع هي وريثة الأيدي (…)
الغلاف > المفاتيح > مقتطفات ومختارات > روايات
روايات
المقالات
-
قنديل أم هاشم
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: عود الند: مختارات -
فتنة الشام: مقتطف من رواية
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: صبا حسنيالنص أدناه مقتطف من رواية قيد الطبع عنوانها "فتنة الشام".
إن مآسي الفقراء تغدو على مسرح الحياة ملهاة مثيرة لتعاطف الأغنياء، فبالنسبة لشخص اعتاد عدم تناول طعام الإفطار، وغالبا ما يفضل طعام الغداء المكون بغالبيته من لحوم وخضار متنوعة. لم يكن جيفري ليصرف الكثير من وقته لقضايا الطعام فهو كإنسان ولد وعاش ثريا، لم يعرف يوما معنى الانتظار وتخيُّل طعم المأكولات من خلال صورها ونماذجها المعروضة على واجهات المحلات الكبيرة، وبالتالي هو لا يميز ملامح الناس الجائعة، ولا أبالغ بالقول إنه لا يكاد يلمح (…) -
آمال وحبال: 2
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: سعيد الأمينكانت المجموعة العيساوية برئاسة المقدم مولاي الطاهر في نظامها المتناسق ودقة أداء أعضاء فرقتها أول الإيقاعات التي بدأت عليها ليلة حفل الزفاف، وتكاد تكون العادة في مدينة مكناس ألا تخلو الأعراس من هذا النمط من الفلكلور الخاص بالمدينة، ولما تتطلبه المناسبات العائلية إلى شيء من الأعراف والبروتوكولات التي اصطلح عليها في مثل هذه الطقوس. كان زدي مولاي الطاهر على ديباجة الفرقة برقصات التحييرة العساوية ذات البعد الصوفي، يتقدمها من رأس الدرب الذي بدأت منه الإيقاعات، إلى باب المنزل المزين بأعراش النخيل (…)
-
المقامات العنكبوتية: مقتطف
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: محمد علي حيدرأدناه مقتطف من رواية عنوانها "المقامات العنكبوتية" لمحمد علي حيدر. الناشر: توب ايديشن، المغرب (2008). المقتطف بلسان نوال، الساردة الرئيسية في الرواية. جسدي أيها السلطان؛
جسدي أيها القربان؛
كم أنت شهي، بهي يا جسدي؛
كم أنت ضعيف يا جسدي؛
أنت لا شيء يا جسدي. مسكين أنت أيها المعتصم، مسكين أنت يا عبد الفتاح، ومسكينة أنا وأمريكا[1] معكم. كلنا يهذي. فعن أية حرية للجسد نحكي؟ هل يملك الجسد حريته حتى تكون المرأة حرة فيه أو الرجل؟ كيف يملك القربان حريته؟ أجيبوني؛ كيف يتحول السلطان إلى قربان (…) -
رواية: اتفاقية الساعة
25 كانون الأول (ديسمبر) 2013, ::::: سوسن أمينالنص أدناه مقتطف من رواية قيد الطبع أهدت الكاتبة "عود الند" نسخة إلكترونية كاملة منها.
حشد كبير وجد في جنازته ملاذا للتعبير عما أصابنا. شيع مصحوبا بالثناء والإشادة. أسرع النعش بنا بصورة مذهلة كعصفور قاصدا أيكه أو محبوب يسعى للقاء الأحبة.
رحيله فجر الجمعة وسرعة التجهيز والجامع الذي امتلأ عن آخره في صلاة الجمعة بشارات جاءت كلها مطمئنة. غياب حازم ألقى على عاتقي المسؤولية ودورا ثقيلا حرصت على تأديته كما لو كان بيننا.
حضوري الغسل ونزولي القبر لأواريه الثرى زادني هما فوق الهموم المكدسة. ومع (…) -
مدن الملح: الأخدود
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: عود الند: مختاراتفي وقت من الأوقات كانت حران مدينة الصيادين والمسافرين العائدين، أما الآن فلم تعد مدينة لأحد. أصبح الناس فيها بلا ملامح. إنهم كل الأجناس ولا جنس لهم. إنهم كل البشر ولا إنسان. اللغات إلى جانب اللهجات والألوان والديانات. الأموال فيها وتحتها لا تشبه أية أموال أخرى. ومع ذلك لا أحد غنيا أو يمكن أن يكون كذلك. كل من فيها يركض، لكن لا أحد يعرف إلى أين أو إلى متى. تشبه خلية النحل وتشبه المقبرة. حتى التحية فيها لا تشبه التحية في أي مكان آخر، إذ ما يكاد الرجل يلقي السلام حتى يتفرس في الوجوه التي تتطلع (…)
-
تلك المدينة-الذاكرة-اللغة
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: ياسمينة صالحلطالما كنت مشدودة إلى المدن التي أدخلها أول مرة لأخرج منها بذاكرة ممتلئة أو بجرح استثنائي التفاصيل، كحوار نمارسه عن غير قصد، كقهوة نرتشفها عن غير وقت. كثيرا ما أجدني مبهورة أمام المدن الكبيرة والصغيرة، أدخلها كمن يدخل إلى ذاكرة غيره، كمن يطرق بابا يعرف حدود الأمكنة فيه. كنت أجدني دائما قبالة المدن أنظر إلى التاريخ فيها، مأخوذة بصمتها العلني، وبأحزان مرت هــا هنا على أرصفة البكاء، قبالة موانئ تنظر إلى الغياب بعيون لا يأكلها السأم، ولعلي كثيرا ما أقرأ بعض ما يبهرني على الجدران. كنت أكتشف دهشتي (…)
-
مقتطف من رواية الهامش
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: خالد سامحصدرت للصحفي والقاص الأردني، خالد سامح المجالي، روايته الأولى "الهامش" في نيسان (أبريل) 2020. وسبق أن صدرت له مجموعات قصصية منها: "نافذة هروب"؛ "نهايات مقترحة"؛ "ويبقى سراً"؛ "بين سطور المدينة". وترجمت بعض قصصه للإنكليزية والفرنسية. يعمل في الصحافة وهو حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية. روايته الأولى، "الهامش"، من إصدارات منشورات ضفاف ودار الاختلاف (نيسان/أبريل 2020). لوحة الغلاف للفنان العراقي سنان حسين. أدناه فصل منها، وتنشره "عود الند" باتفاق مسبق مع المؤلف.
.
في (…) -
مقتطف من رواية لامار
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: كروان السكريأدناه مقتطف من رواية صدرت حديثا للكاتبة السورية، كروان السكري، وهي روايتها الأولى، وقد صدرت بصيغة إلكترونية عن اي-كتب في لندن، وسوف تصدر ورقيا قريبا.
لم تعد لامار تمتهن التوقف والانتظار بل هي ترقص مع التحول وتحس بنشوة عارمة وكنان يشغل تفكيرها كل الوقت، لا يمكنها أن تقتل كل هذا الجمال في مشاعرها، يجب أن تنثره في كل مكان كما تنتثر الزهور والحبق وشقائق النعمان فوق التلال.
ألا تعلن الأزاهير جمالها لبزوغ الشمس؟ لا تخفيه ولا تداريه. ألا تتثنى السنابل على إيقاع النسيم في دعوة رقص وإفصاح شوق؟ (…) -
مختارات: نجران تحت الصفر
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: عود الند: التحريرأدناه مقطع من رواية "نجران تحت الصفر" للروائي الفلسطيني، يحيى يخلف. الناشر: دار الآداب، بيروت (1988). المقتطف من الطبعة الرابعة، ص ص 13-17.
العسس يذرعون الشارع ويتبخترون أمام عربات الباعة. محلات عديدة مغلقة، وثمة عمال من البلدية يشعلون الفوانيس المعلقة عند المنعطفات. أولاد الحصري أغلقوا مطعهم، والمستر يشتري رز أبو بنادق من دكان الغامدي، والمطاوعة الذين خرجوا من صلاة العشاء يقضمون أطراف المساويك بأسنانهم، ورأفت العدني، بائع الفلافل، أطفأ البريموس وجلس أمام دكانه مطرقا بلا حراك.
وثمة رائحة (…)