عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 6: 60-71 » العدد 61: 2011/07 » كلمة العدد 61: 700 قناة تلفزيونية في زمن احتكار السلطة

عدلي الهواري

كلمة العدد 61: 700 قناة تلفزيونية في زمن احتكار السلطة


عدلي الهواريورد في التقرير السنوي لاتحاد الإذاعات العربية عن العام الماضي 2010 أن عدد القنوات التلفزيونية الفضائية أكثر من سبعمئة قناة (733)، أغلبيتها تابعة للقطاع الخاص. بعضها عام في ما يبث، وآخر مختص.

ولكن هذا العدد الهائل من القنوات لم يكن انعكاسا لتعددية سياسة وفكرية، فقد اختلف عدد القنوات من محدود تابع للحكومة، إلى عدد كبير دون حصول تغيير في الواقع السياسي واحتكار السلطة. فماذا تقدم للمشاهدين هذه القنوات العديدة؟

القنوات الإخبارية تزعم دائما أنها تمارس عملها بمهنية، ولكن ليس للمهنية مفهوم واحد واضح، ولذا هي ذريعة للتبرير، مناسبة في كل الظروف. ومن الظواهر الجديدة في القنوات الإخبارية الاهتمام بطريقة عرض الإخبار أكثر من محتواها، فلو كان الاهتمام بالمحتوى اكبر، لما كان ضروريا أن يقدم الأخبار اثنان، رجل وامرأة عادة، ولما قدمت للمشاهد الأخبار بينما "يكزدر" مقدمها أو مقدمتها أمام شاشة ضخمة.

المهرب من الترفيه الإخباري بالبث الحي والمباشر هو القنوات الغنائية التي تريد أن تجعلك في حالة طرب دائم وأن تعيش الحب بحلوه ومره، وبمختلف اللهجات العربية، كل ساعة من ساعات اليوم.

وهناك قنوات مختصة بإعادة بث المسلسلات التلفزيونية والأفلام، فإذا فوت حلقة واحدة، أو مسلسلا كاملا، لا داعي للقلق. سوف تجد ضالتك على إحدى هذه القنوات.

أما القنوات الدينية، فكثير منها يبث بشكل متواصل تلاوات من القرآن الكريم، وأخرى تبث الدروس والمواعظ، وتقدم الفتاوى على الهاتف.

أيضا هناك قنوات ليست متخصصة كالمذكورة أعلاه، ولكنها تعتمد كثيرا على برامج الحكي (الفاضي في كثير من الأحيان). انتقل من قناة إلى أخرى تجد مشاهير وغير مشاهير يتكلمون. ولا تنس طبعا برامج الطبخ، ووصفاتها التي تسيل اللعاب وتزيد الوزن.

يتوقع التقرير أن يزيد عدد القنوات في المستقبل. يذكرني هذا بقول إحدى الشخصيات الكرتونية ما معناه: القنوات عديدة ولكن ما تمكن مشاهدته قليل. لكن حتى لو كان المحتوى جيدا في كل القنوات، ليس لديك ما يكفي من الساعات في اليوم لمشاهدة كل مفيد. ومن يمضى وقتا طويلا في متابعة التلفزيون فهو يسير على طريق الخمول الذهني، وربما السمنة نتيجة قلة الحركة، وتسلية النفس بالأكل أثناء المشاهدة.

قيل في مرحلة سابقة إن الدين أفيون الشعوب. في عصرنا الحالي أصبح التلفزيون الأفيون البديل.

مع أطيب التحيات

عدلي الهواري

D 25 حزيران (يونيو) 2011     A عدلي الهواري     C 5 تعليقات

4 مشاركة منتدى

  • مرحبا أستاذ عدلي لافضّ فوك فقد أصبح هذا ( الاسهال القنواتي) ولاأدري مدى صحّة التعبير لغويّا ومعنى لكنّك وضعت يدك على جرح طالما عانيت منه فكم من مرّة أسمع وأرى من يتسمر على هذا الادمان التلفزيوني وعندما تسأله رجلا كان أم امرأة ( فقد اعتدنا عالم الرجولة مهيمنا على مخاطباتنا وهذا موضوع آخر) على آخر جائزة نوبل ولمن منحت مثلا أو على آخر مستجدّات مايدور في أيّامنا هذه تجد الرد جاهزا: أف زهقنا الواحد الي فيه مكفّيه...!! الخ من المبررات وربّما لما تفضّلت به سبب رئيسيّ ووجيه فعندما يطغى الكمّ على النوع فهذه كارثة على أي صعيد بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وهذا رأيي المتواضع أضعه بين يديك واللجنة الموقّرة .
    الحمد لله انّي لست ( حبّيبة أو كيّيفة ) تلفزيون اذا جاز التعبير ومرّة أخرى أعتقد أن ماتفضّلت به هو السبب فهو يصيب بالغثيان وربّما ما هو أعظم..!!
    مع كلّ التحيّة والتقدير والاحترام..


  • مما لا شك فيه أن التلفزيون اليوم أصبح أفيون الشعوب، وأنا أجده السبب الرئيس للكثير من المشاكل الإجتماعية، والنفسية التي تقوض دعائم المجتمع، وكثرة القنوات تسلب الانسان وقته، فتضيع مصالحه، ومصالح الآخرين.

    كلمة حق أشكرك عليها. 


  • كأنك في الريموت كونترول ، ولكن أغفلت ربما نوع من البرامج "متخصصة" في التقليد الأعمى و الأصم للقنوات الأجنبية و التي بحكم خبرتها تخاطب شريحة معينة و بحكم عرف معين مباح النقاش فيه علناُ و إيراد شواهد وأدلة على الموضوع والتي تبكينا نسخته العربية بأنها تتبنى وجهة نظر واحدة وعندما تستطلع الأمر في الشارع ترى كل المشاهدين و المشاهدات يوافقون معد البرنامج رأيه !عجيب ، الأمر المبكي لنا المضحك علينا ، التقليد ليس فقط في الموضوع لا بل حتى في الملابس و لكن تبقى المذيعة العربية (ليس كلهن ) متقنزحة و " ضاربة بوز " كما نقولها بالعامية أكثر من الأجنبية التي أراها أكثر بساطة خاصة في ملبسها و ماكياجها .هن يحتفظن بلون بشرتهن الاصلي حتى لو كان اسمر او اسود مزرّق ..مذيعة عربية واحدة فقط تجرأت و لم تكدس طبقات الدهان فوق وجهها لتبدو "بيضاء" .وهناك ليس فقط زمزمة الشفاه ولكن اشتهر احد مذيعي القنوات الإخبارية بالاتكاء على مفصل ذراعه ومنذ رأيته قبل سنوات و لليوم و لم احل لغز هذه الانحناءة المفصلية ذات الزاوية الحادة التي تلفت ذهني أكثر من الأخبار التي لم يعد فيها جديد غير المذيعين و المذيعات .


  • هي بالمجمل تجارة... لست أعمم لكن الغالب يتاجر..
    فقنواتنا الإخبارية تتاجر بالأرواح والدول وترسم لنا سياسات مجهزة مسبقا..
    وقنوات دينية تحشو العقول بفكر عقيم وتنسى واقعا أليما..
    وقنوات اطفال مستغلة هدامة مدمرة..
    وقنوات تهاجم الإخلاق وما تبقى من قطرات حياء..
    كله يتاجر بهذا الإنسان .. يستغل عاطفته بكل الاتجاهات.. وما عدت تجد أبا واعيا أو اما مدركة أو أستاذا ناصحا أو مفكرا مغيرا..
    الكل ينهل من السواقي ويتجاهل المنابع فلا يحصل إلا على ماء آسن..
    تجارة وتخدير وسرقة ونهب..وانت راض كل الرضى..
    ويبقى السؤال: أين يكمن الحل؟ ومن يقود المركب؟؟
    تحياتي وتقديري أستاذ عدلي


في العدد نفسه

عيد بحيص: ماجستير

فيصل عبد الحسن: سنوات كازابلانكا

شريف كناعنة: كتاب جديد

وصلات آخرى

صور من الحفل