عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

أشواق مليباري - السعودية

أحلام


كانت ما تزالُ على مقاعدِ الدراسة، طريةَ الشباب، قويةَ الذكاءِ، لماحة تتميزُ بالحضور، متحفِّزة الحركة، ومفتونةً بأحلامِ اليقظةِ.

عادت إلى البيتِ بعد انقضاءِ نهارٍ منَ الجدِ، لا يخلو من المشاكساتِ والضحكِ والتّسكّعِ في بهو الصفوف. ألقتِ الحقيبةَ عند الباب واندَفَعتْ كعادتها إلى المطبخِ.

"أمّي لقد عدت."

"أهلا وسهلا. هكذا بلا سلام؟"

اقْتَربتْ مِن أمّها وهي تَغسِل الأطباقَ، وطَبعتْ على وجْنَتِها قُبلَةً سريعةً، واستدركت فقالت:

"السلامُ عليكم."

"وعليكم السلام، كيفَ كان يومُك يا نور عيني؟"

تراجَعتْ إلى مقعدٍ بجانبِ الطاولةِ التي صُفّت عليها الخضارُ المغسولة، أخذتْ جزرةً وقَضمتْها وبدأَ مُوجَز الأخبارِ، مقَالِب، وضحك، ثمّ بعض المُشاجَرات، ونتائِج الامتحانات النّصف فَصليّة، ورواية استعارتها مِن المكتبةِ، وأخيراً انتَهت بالنّشرةِ الجوّيةِ، التذَمّر مِن حرارةِ الجو الخانقة في الحافلةِ المدرسيّةِ.

غَسَلت الأمّ يَدَيها من بَقايا الصّابُون ونشّفتها، وقالتْ مُتَعجّلَة:

"هيا إذاً لتَغتَسِلي، وتَنضَمّي إلينا فالغَداء جَاهز."

قَفزتْ مِن مَقعدِها وهتفت:

"ماذا لدينا على الغداءِ اليوم؟"

وقبل أن تسمعَ إجابة، قامت تستطلع القدورٍ المغطاةٍ تَنظُر إلى ما بِداخِلها واحدةً تلو الأخرى، حتى إذا انْتهت إلى قدرٍ عميقةٍ قالت بامتِعاض:

"حساءٌ بالخضار؟ أمّي لماذا لَم تَضعِي الّلحم؟"

ابتسمت الأمّ وهي تُسَخّنُ بعضَ الأرغفةِ، وقالت:

"هل يَجبُ أن نَأكُل الّلحمَ كل يوم؟ ما أظرفك! هيّا إلى الحمّام يا عزيزتي."

دخلت الفتاة إلى الحمامِ، وما أن انسكب الماءُ الدافئُ على شعرِها وجسدِها، حتى أحست بالانتعاش، وبدأ صوتُ مغنِّية (الأوبرا) يُطرِبُ كلَّ من في البيتِ قَسراً، ويقتحِمُ الآذانَ عُنوةً. ارتفع صوت أحمد أخيها من غرفته المحاذية للحمام، في احتجاج على الضجة والغناء العالي:

"أمّي ريم تُزعجني وتشتت فكري، لا يمكنني التركيز، أنا أحفظ دروسي."

أكملت الأمُّ عملَها في المطبخِ وهي تبتسم وتهُزُّ رأسَها كمن أعيتها الحيل في التوفيق بين الأخوين.

خرجت من الحمامِ، وهمَّت بدخولِ غُرفتها، وهي تُجففُ شعرَها الطويل بمنشَفةٍ، حينَ سمعت أمَّها تتحدثُ على الهاتفِ:

"ابنك كمال، ما شاء الله! زين الشباب، تتمناه كل فتاة."

أنزلت المنشفةَ من فوقِ رأسها وأرهَفت السمعَ مدهوشة.

"يا له من خبرٍ سعيد! "

اتسعت عيناها.

"سوف أسألها بالتأكيد."

فتاةانفرجت أساريرها، واتسع فمها، أسرعت إلى غرفتِها وأقفلت البابَ خلفها، ضمّت قلبها خوفاً من أن يطير من بين أضلُعها. ارتمت على سريرِها وهمسَت لنفسها بفرح:

"كمال سيخطِبُني. هذا مُؤكَّد، وأمي تريدُ أن تسألَني عن رأييِ؟ لماذا أنا يختارُني من بين فَتيات الحيِّ؟ ربما لأنني الأجملُ، أو الأذكى؟ ربما كان يُحبُني كلّ تلكَ السنوات، ويُخفِي حُبَّه، آه. وأنا لم أكن أَعرف."

أغمضَت عينيها وتراءى لها أنها في السماء، لا على الأرض، خالت نفسها واقفة على تلٍ مكسو بالديباجِ الأخضرِ، محاك بالأقحوانِ والدحنون، والريحُ تداعبُ شعرَها، تنشرُ سوادَه الطاغي في كلِّ مكان، وتُراقِص ثوبَها الأحمر الحريري، حين ظهرَ كمال على جوادٍ أبيضٍ مطهّم، يصهلُ ويرفعُ قائمتيه الأماميتين في عنفوانٍ، يركضَ حتى ينتهي إليها، يترجَّل ويتقدم، فيملأَ عينها، ويملكَ نفسها وقلبها، يقتربَ منها، ويهمسَ في أذنِها:

تجعلُني الأحاديثُ المبعثرةُ مع صديقاتِك

فارساً لأحلامِك

وفتى العشقِ لخيالاتِك

كوني سماءً لذاتِي وأنا صدىً لهمساتِك

كوني عشقاً وزهرةَ شوقٍ

وأنا مطراً يروي بساتينِك (*)

وفي ومضة عين يتحول التلُ الأخضرُ إلى قاعةٍ رخاميَّةٍ فسيحةٍ، تنعكسُ أضواءُ الثرياتِ على أرضيتِها الصقيلةِ، وقد امتلأت بالمدعوين، يرمقونَها بنظراتِ الإعجابِ، شعرها الذي ارتفعَ عن كتفيها هذهِ المرة، بدبابيسٍ من الزمردِ والريشِ الملونِ، لِتظهرَ أقراطها الماسيَّةِ المدلاةِ، تزيدُ من جمالِ جيدِها الذي يتدلى منه طوقٌ من الياسمين، أمسكت بطرفِ ثوبها الذي يتماوجُ بلونَي الخضرةِ والسماء، ونظرت في عينيه، فتبسمَ وأنشد:

رقّة نسائمُ عبيرك تبعثرُ أحرفي على شواطئِك

وتستبيحُ نوافذُ العشقِ لذاتي

ألا تلمحي في عيني جنونَ الاشتياق؟

وأني بكِ أسمو في الآفاقِ

تعالي إليَّ أمواج حنينٍ تلاطمُ قلبيَ الخفاق

وشلالاتُ وجدٍ ترتوي منها صحراء نبضيَ المشتاق (*)

وبدأت تدورُ في أنحاءِ القاعةِ الفسيحةِ، جذِلةً، سَكرى بتلك الكلمات، ودار رأسُها، وقد تلاشى الوجودُ حولها إلا من كمال، خرج قلبُها من بينِ أضلعها، طائراً أبيضَ رفرف عالياً، فزِعت وحاولت اللحاقَ به، لكنها تعثَّرت بطرفِ ثوبها وسقطت على الأرضِ، حينها سمعت صوتَ أمِّها، تناديها من خلفِ الباب:

"ريم، هيا يا حبيبتي."

أفاقت لتجدَ نفسها على الأرضِ تحتضن زيَّها المدرسي.

خرجت من غرفتِها تحاولُ إخفاء فرحتها واضطرابها، غيرَ أن حمرةَ خديها خانتها، فالتفتَ إليها أحمد وقال في سخريته المعتادة:

"ما بالُ وجهِك أحمر؟ هل فرغتِ للتوِ من مباراةٍ لكرةِ القدم؟ لا بد أنكِ حارسُ الفريقِ المهزوم."

أشاحت بوجهِها عنه بهدوء ولم تجب كي لا تتشاجر معه كما تفعلُ كل يوم، فرفعَ حاجبيه باستغراب.

قالت الأمُّ وهي تضعُ اللقمةَ في فمِ الصغيرة:

"أحمد اتركها وشأنَها، وأنهِ طعامَك يا حبيبي. تعالَي يا ريم فلم تأكلي بعد."

توجهت إلى المطبخِ وقالت: "سأسكُبُ لنفسي كأساً من العصير."

من هناك استرقَت نظرةً إلى أمِّها التي لم يبدُ عليها الفرح، ثم عللت نفسها، آملة أن تفاتِحَها في الأمرِ بعد حين.

تظاهرت بالانشغال في المطبخِ حتى انتهى الغداءُ وذهب كلٌ إلى حالِهِ، ساعدت أمَّها في رفعِ الأطباقِ إلى الحوضِ وبدأت تغسلها وتترقب، وقفت الأمُّ تغسلُ يدَيها، فرفعت ريم رأسها، بعد أن عيلَ صبرها، وقالت بحياءٍ وتردد:

"أمُّي، من التي حادثتُك على الهاتفِ قبل قليل؟"

"إنها جارتُنا أم كمال."

خفق قلبَها، صمتت وتشاغلَت بالأطباقِ تنتظرُ المزيد.

قالت الأمُّ بهدوئِها المعتاد: "أردت أن أسألَك يا ريم."

"ماذا؟"

"هل تأتين معي الليلة؟ أم كمال ستقِيم حفلاً في منزلِها بمناسبة خطوبة ابنها.

قالت بدهشة خنقتها الحسرة: "ابنها؟"

"أجل، ابنها كمال خطوبته الليلة. اللهم تمِّم فرحهم بخير، والعقبى لنا. ماذا قلتِ؟ هل ستأتين معي؟"

سكتت تُلملِمُ ما تبعثرَ من أحلامِها، تحاول أن تبقَى متماسكة أمامَ أمّها التي لا تعرف شيئاً عن الثوب الأحمرِ الحريري، أو الجوادِ الأبيضِ، أو قاعةِ العرس الفسيحةِ.

تنفَّست بعمقٍ، تزفِر تلك الأحلامَ الهائمة حول قلبها، تلك الأحلام التي غزَلتها بيدَيها، وتشرنَقَت داخِلها، ها هي تحاول نقضَها، لعلَّ قلبَها الذي رفرفَ يعودُ إليها وينسَى خيبتَه.

قالت الأمُّ باستغراب: "ريم، ما بكِ يا حبيبتي؟"

أمسكت طبقاً عميقا مدَّته إليها وقالت باضطراب: "أنا، أنا جائعة. أريدُ بعض الحساء."

أخذت الأمُّ من يدِها الطبقَ، وقلَّبت القدرَ العميقة بملعقةٍ كبيرةٍ، ثم سكبت لها، وأعادت إليها طبقَها. نظرت ريم إليه لتجدَ به قطعاً من اللحمِ بجانبِ الخضار، رفعت عينها وقالت مستوضحة:

"أمي لقد قُلتِ أنَّكِ لم تضعي لحماً في الحساء."

ضحِكت الأمُّ وقالت وهي تُشير إليها: "بل أنتِ التي قلتِ ذلك."

===

(*) الشاعر جلال أمين.

D 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011     A أشواق مليباري     C 42 تعليقات

20 مشاركة منتدى

  • قصه جميله وصفت مشاعر كل فتاة تنتظر فارسها باشتياق وترسم احلامها البريئه معه
    اتمنى لك التوفيق استاذه اشواق وانا في انتظار جديدك


  • قصة راااااااااااااائعة .. لقد تحمست وانا اقرأها ,, وكنت اريد ان ارى مانهاية تلك الأحلام ,, عمل تشكري عليه اختي اشواق ^_^


  • قصة في منتهى الروعة والجمال وهي في نسجها إن دلت على ماتحملينه من ثقافة عالية وقدرة على الإبداع سلمت أناملك وبإنتظار جديدك


  • انها اجمل قصة قرأتها وكأني اقرأ مجلة هه ما شاء الله تبارك الله تابعي واستمري


  • قصة ظريفة، جميلة تحدث في كل بيت وليس مع الفتيات فحسب فالشباب لهم معاناتهم الخاصة بتعرجاتها وتفاصيلها.
    قصة فيها أكثر من عبرة وكل عبرة تُفهم كما يريد القارئ .... أحسنتِ وننتظر مزيدك


    • فعلا هي المعاناة حاصلة للجنسين، وربما هي أقسى على فئة الشباب، لعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
      شكرا لك أستاذي الفاضل على الإطراء الذي لا تستحقه قصتي المتواضعة، أثمن مرورك ، وأتمنى أن أقدم مستقبلا ما يرقى إلى مستوى كلماتك الجميلة.

  • بالفعل لا توجد فتاة الا وقد مرت بموقف مماثل وربما لو استطعت النظر خلف الشاشات لوجدتي الكثيرات ممن يسترجعن مواقفهن .. نص أثبت مهاراتك العالية في وصف مخيلة الفتيات .. أبدعتي أستاذة أشواق .. في انتظار جديدك


  • جميل ما قرأته هنا يا أخت أشواق .. وليس أول مرّة أراكِ تتألقين .. قلمكِ سيّال بالفكرة يداعبها بصدق .. مع تمنياتي لك بدوام التقدّم .. وإلى الأفضل دوماً.


  • قصة رائعة تعكس احلام الفتيات في مرحلة ما من حياتهن ولقد صغتيها بأسلوب بسيط وجذاب حيث الفستان الاحمر والحصان الابيض وحياتها المفعمة بالحب مع امها واخوتها مع قليل من المشاكسات بينها وبين اخيها فعلا قصة جميلة بجمال كاتبتها ،اهنئك على اسلوبك الجميل .


  • ما شاء الله تبارك الله
    سمعت منك الكثير وكم كنت رائعة

    ولكن لاول مرة اقرأ لك .

    أهنيئك على اسلوبك الرائع ، وافكارك المتسلسلة ، وعباراتك القوبة.

    موفقة


  • جميلة هذه النقلة من ((مقَالِب، وضحك، ثمّ بعض المُشاجَرات، ونتائِج الامتحانات النّصف فَصليّة، ورواية استعارتها مِن المكتبةِ، وأخيراً انتَهت بالنّشرةِ الجوّيةِ، التذَمّر مِن حرارةِ الجو الخانقة في الحافلةِ المدرسيّةِ.)) إلى التحليق عالياً في فارس الأحلام وفستان الزفاف لفتاة ما زالت تمارس شقاوتها في البيت والمدرسة، ولكنها ما أن شمت رائحة عريس حتى تخيلته عريسها المنتظر.
    أحلام مشروعة، ولعل كل فتاة هي هذه الفتاة تحلم بمستقبل مشرق مع عريس لا مثيل له وزفاف أسطوري وقاعة ملوكية. ولكن الارتطام بصخرة الواقع غالباً ما يكون قاسياً وعنيفاً.
    أما الأحلام فهي قدر كل إنسان، تكون في البداية كبيرة وكثيرة، ولكنها مع الأيام تقل وتخبو وتذوي سواء أكانت أحلام زواج أو عمل أو بيت أو علاقات أو مناصب أو ثراء أو .... فلكل أحلامه التي تتآكل مع مرور الأيام حتى تصبح مجرد ذكرى باهتة!
    شكراً للمبدعة أشواق هذه القصة الجميلة ... قصة كل فتاة ... وربما بشكل أو بآخر قصة كل شاب أيضاً وإن اختلفت التفاصيل!


    • استاذي الفاضل موسى
      فعلا هي الأحلام في ربيع العمر، كبيرة وكثيرة، ثم تقل و تموت في طريقها إلى التحقق، وتبقى ذكرى جميلة، ترسم البسمة على الشفاه حين نرجع الى تلك الفترة من حياتنا.
      أكتب عن فتاة ما كان يعتمر قلبي، وأعلم جيدا أن الفتية يمرون بمثلها مع بعض الإختلاف، بل تحطم أحلامهم أكثر قسوة و عنف.
      مرورك أسعدني كثيرا، وشرفني، وزادني ثقة بأني سأصبح أفضل.
      أشكرك أستاذي، وأتمنى لك سنة سعيدة.

  • عبارات رائعه صيغت بطريقه تلامس احلامنا البريئة في فترة مراهقتنا ..

    وتصف حالنا في مراحل عمريه نتمنى لو تعود بنا لنحياها مرة اخرى بكل ما فيها من ذكريات ..

    ابدعتي وتألقتي عزيزتي في صياغتك وخيالك ووصفك لكل التفاصيل التي جعلتنا نشعر بأننا جميعنا "ريم"..

    في انتظار المزيد من ابداعاتك ..


    • الغالية وديان
      ربما تكون فترة ذهبية ، أو فترة إحباط وتحطم، جمالها يكمن في خلو البال من الهموم، والقلب من الأحزان، كلكن "ريم"
      النقاء، والبرآءة، والأحلام الوردية.
      من المهم أن تبقى تلك الأحلام كي تبقى الحياة جميلة.

      أشكر مرورك العذب، وأتمنى لك أجمل أيام، وأروع أحلام.

  • كل مافي القصة لحظات تجعل قلب كل فتاة يخفق ..من بداية مقاعد الدراسة وما فيها من طرائف وتوتر ومواقف..وحتى التفكير بالزوج والحب والاستقلال..ولربما من وصلت لمفترق الطرق ستعلم ان تلك الاحاسيس وان لم تكن واقعية كانت جميلة ومسلية جدا وباعثة للأمل ..قبل ان تختلط تلك المشاعر بمشاكل الحياة الحقيقية ...
    سلمت يداك نص جميل وموفق ..
    وان كنت احب دائما النهايات السعيدة ..وكفانا خيبات أمل ..:)


    • العزيزة أم عبد الرحمن
      تلك لم تكن نهاية حزينة! .. هي نهاية إحدى البدايات، فما أن ينتهي المرء من مرحلة، حتى يدخل إلى مرحلة أخرى من حياته، فقط نحن بحاجة الى الإيمان و الصبر و الأصدقاء.
      النهايات فقط في الأفلام، أما في الواقع فلا نهاية إلا (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) بإذن الله.
      تحيتي لك أيتها الغالية، وأتمنى لك سنة سعيدة مكللة بالتغيير إلى الأفضل.

  • طابت أيامكم ألجميع باليمن والخير والهناء
    عاطر تحياتي وأطيب تمنياتي ومسا النور عليك( شوقة ) أشواق مليباري
    صديقتي ألغالية
    ..... ياااااااااااااااااااااااااااااااه
    يا لآحلام ويا لها من أحلام! ليست أوهام هي،هل فطرة انثوية تلوكها
    نرجسية ألاحساس وتداعبها قرنفليات ألمشاعر، وتسقطها بين أن تصحو من حلم وبين أن توقض
    من أحلام وردية .
    نص تلقائي عفوي يبوح حقيقة من واقع يلمس تجاويف العذارى ودهاليز
    البيوتات الرهيفة، أنتقال بين المطاردة وثلاث قصص قصيرة في قصة ( عناوين نصوصك السابقة
    أشواق ) أستجمع كل القراء على ( شحمة ألاذن
    ) في كسكس بطبق رأته كل ألاذان وصغت له العيون والاحداق .
    أبارك لك حروفك الناعمة وأشطرك الرقراقة .
    ليست مرتي ألاولى أتنغم عذب ديباجتك الرقيقة في وادي زرعك النابت في ضفاف ( عود ألند )
    سلمتي أشواق ميلباري وسلم قلمك وطلتك
    دعواتي وتمنياتي بالتوفيق أبدا ودائما
    للجميع جل التقدير وأخلص المنى
    كونوا بكل خير
    تحياتي
    مكارم المختار


    • وطابت أيامك ولياليك أختي وصديقتي الغالية مكارم.
      كلماتك الجميلة العذبة أسعدتني كثيرا، وجددت في الرغبة والإصرار على الإستزادة من تلك الأحلام... أحلام أراها في عينيك الجميلتين، وعيون صغيراتي الحبيبات..
      مرورك يشرفني، وتعليقك شهادة أعتز بها فأشكرك من كل قلبي..
      حفظك الله من كل شر و سوء، وحفظ لك من تحبين، وحفظ لنا عراقنا العظيم.

  • عزيزتي أشواق مليباري
    وأنت الدهشة والإدهاش.. متمكن هو حرفك وأنت تجولين في الداخل الجواني، لترسمي خيال الشابة وأحلامها المحلقة، وليس من أحد كالشابات لهم قدرة على التحليق واختراق حاجز الحلم للأمل المنتظر، فهي تمتلك أجنحة من كرستال شفافة تعكس ألوان قزح تتداخل كالسحر داخلها، لتبدو قمة في اختراق حاجز التخيل، وما أقساها لحظة حين تصطدم بجلافة الحقيقة ويتكسر الحلم في أعماقها، صحيح أنها تستنبت مكان الأجنحة الكريستالية أجنحة جديدة ربما تكون باللياقة المناسبة التي تتحمل بها الصدمات، لكنها أبداً لن تنسى أجنحتها الكريستالية الأولى.. أنت مبعة جداً


    • إن كان نصي قد أدهش ( الأستاذة هيام ضمرة)....! فهي شهادة بل وسام أعلقه على صدري .

      الأجنحة الكرستالية حقا هي التي تحلقين بها، وليس من أحد كهيام ضمرة لها القدرة على إختراق شغاف قلوبنا، بنصوص نقشت في ذاكرتنا.

      مرورك الكريم سرني كثيرا، وأخجلني، أعدك بالأفضل مستقبلا.

      كل عام و قلبك عامر بذكر الله، وقرب أحبابك، وألوان قزح سحرية.

  • السلام عليكم .كلماتك العذبة تكتنز افكارا عميقة وصادقة,كشفت بصراحة مايحدث فعلا داخل عقول الفتيات المراهقات مهما بلغت درجة الذكاء والطموح لديهن,فاحلامهن شبه موحدة. واقل نظرة او كلمة او همسة تطوح بهن الى عالم سحري ,وجيز اللحظات .


    • ليست كلماتي بأعذب من نسمات خليجك الرقيقة، الذي تقفين على حافة صخوره المنحدرة يا فنار، لتضيئي لنا في ظلمة الليل، طريقا إلى بر الأمان..
      حضورك أسعدني، وشرفني، وزادني ثقة بالرقي إلى الأفضل.
      أشكرك و أتمنى لك التوفيق.

  • الكاتبة أشواق ...

    جميل هوا قلمك ... مبدعة كعادتك ..!! ...

    قصة تعود بنا الى أيام الصبا المليئة بالأحاسيس المرهفة والتطلع الى المستقبل ...!

    استمري ..^^
    وفقك الله,


  • أخذت بنا إلى أحلام جميلة في نسيج سرديّ قصصيّ يتدرّج بنا إلى حبكة وتشويق يتكاملان مع الحدث الّذي كثّفت حوله الأحداث: أحلام فتاة لم تكتمل بـ"كمال"، وأحلامها "كمال". وقد أتقنت "ملحة الختام" فجعلت الكمال نقصا يدعونا إلى البحث مجدّدا في طيّات القصّة وعبر سطورها عن النقص، أهو في كمال أم في أحلام ريم... فنجد عالما مفعما بمشاعر فتاة لم تنضج تجاربها في الحياة نضج أحلامها ولم تكتمل فيها إلاّ مشاعر الفتاة الممتلئة بفرحة تنسج سَداها في عالمها الجميل بتيجان الزّهر وعقود الياسمين وقطوف الرّياحين والأشعار.
    عندما يكون بناء القصّة متكاملا نجد الكمال، بنفس روعة البصمة الّتي تركتها فينا: حلم راودنا ونحن في عمر ريم.
    دام إبداعك الأستاذة أشواق.


    • أستاذتي الفاضلة وهيبة

      إن تعليقك على نصي المتواضع، وإظهارك جمالياته بهذه الكلمات الكبيرة، هي أمنية وقد تحققت!

      أحلام ريم الوردية، جزء من روعة عالمك السحري الذي أمنتعنا كثيرا، ونحن في انتظار جديدك..

      أسعدني مرورك الذي نثر الزهر والياسمين والريحان على نصي.

      أشكرك من أعماق قلبي.

  • سرد مسرحي شيق فيه بعد واقعي واسهاب أكثر من اللازم !


  • نص مشوق ..اكلت السطور(غير متذمرة من عدم وجود لحم ) اريد ان اصل للنهاية ...نهايو واقعية تماما كما احب ....الموضوع شدني ...كلنا مررنا بهذه الحال (ليس موضوع الخطيب بالضبط ) وانما تعليق الامال على موضوع معين ثم مصادفته والشوق الى معرفة المزيد ثم معرفة تذهلنا او تصدمنا ثم نعود لحياتنا الطبيعية كما عادت تلك الفتاة باكمالها الغداء. نسيج رائع يشبه التحضر لركوب الامواج ثم ركوبها ثم الوقوع في الماء ثم الاشتياق للجرف فهو آمن والعودة اليه .


  • سرد شيّق وظريف يخلو من الملل والتّكرار. كما يختبئ خلف هذه القصّة اللّطيفة كاتبة رقيقة ومرهفة الحسّ.
    أتمنّى لك المزيد من التّألّق والإبداع.
    محبّتي واحترامي


في العدد نفسه

بحث: التخييل عند حازم القرطاجني

بحث: الحياة الخاصة للإمبراطور الروماني تيبيريوس

قمــر ينــادي بــدرا

أحملُ الأرضَ الصغيرة مثل كيس من ضباب

كلمة العدد 66: عن الأدباء والمفكرين