عدلي الهواري
كلمة العدد 30: الترجمة والأوهام
ثمة أوهام لدى المترجمين والمترجمات والمؤلفين والمؤلفات ملخصها أن الترجمة جسر للتفاهم بين الشعوب، ومفتاح للشهرة عالميا بالنسبة للمؤلف/ة.
من ضمن الأوهام أن القارئ غير العربي سيفهم الأوضاع في السعودية إذا قرأ النسخة المترجمة إلى الإنجليزية من مدن الملح لعبد الرحمن منيف، وأن رواية الزيني بركات لجمال الغيطاني هي عن مرحلة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مع أن أحداثها تدور في عصر سبق حكمه بقرون، أو أن الرواية الفلانية تعكس واقع المرأة العربية أو الخليجية أو دولة عربية ما.
لكن الملمين بشؤون الترجمة يعرفون أن للترجمة مشكلاتها وقضاياها، فعدا ما يضيع من المعنى عند الترجمة من لغة إلى أخرى، هناك قضايا من قبيل السوق الصغيرة للأعمال الأدبية المترجمة، إذ يكاد الاهتمام بها ينحصر في إطار أكاديمي، وكثير من الأعمال المترجمة يكون له مقدمة طويلة من أكاديمي ما قبل أن يصل القارئ إلى النص.
وهناك انتقادات لما تختاره دور النشر من أعمال لترجمتها، فبالإضافة إلى كونها اختيارات محدودة، هناك من يعتقد أن الاختيار يميل نحو الأعمال التي ترسم أو ترسخ صورة نمطية عن مجتمع ما.
ثمة هروب من واقع الأدب العربي عند الحديث عن ترجمة أعمال كاتب أو كاتبة ما أو شاعر أو شاعرة ما إلى لغات أخرى، فإذا كان المؤلف بالكاد يبيع ألف نسخة من الكتاب بالعربية، فمن شبه المؤكد أن مبيعات كتابه المترجم لن تتجاوز هذا العدد. في حالات قليلة جدا حققت بعض الأعمال المترجمة من العربية عددا أعلى من المبيعات، ولكن هذه الحالات هي الاستثناء، ونجاحها في تحقيق ذلك ليس راجعا بالضرورة إلى المستوى الأدبي للعمل المترجم.
مع أطيب التحيات
عدلي الهواري
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 35: التاريخ يكرر نفسه
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- ● كلمة العدد الفصلي 29: عن الذكاء الصناعي (والغباء الطبيعي)
- [...]