الدعوة الأولى
كنت شديدة الحرص على إتمام تلك المهمة الخاصة بأسرع وقت ممكن وخفية. كنت أتمنى أن أبقى مجهولة الهوية لكي تكتسي مهمتي بلونيّ الصدق والإخلاص، فأنا بفضل الله لا أبتغي من عملي إلا مرضاته عز وجلّ. لقد علمت بحجم معاناة أسرة متعففة فقدت لتوها وليّ أمرها بعد معاناة طويلة من المرض، اضطرت ربة الاسرة الاستدانة من أجل دفع نفقات علاج زوجها وتأمين لقمة العيش لأطفالها، وبعد أن أجريت بعض التحريات السرية عن وضعهم المعيشي، قررت أن أمضي قدماً لتحقيق هدفي.
لم أكن أعلم عنوان تلك الأسرة واستعنت (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
لماذا دعتني؟
1 حزيران (يونيو) 2021, ::::: فنار عبد الغني -
رقعة شطرنج
1 آب (أغسطس) 2006, ::::: ربى عنبتاوييا حياتي المبعثرة بين سلوكيات البشر الهوجاء وذاتي الطموحة، يا عالمي المتمرد على الفشل والتصنع والخطيئة، يا أيامي المنتظمة الحظوظ، خالفي القاعدة يوما واحدا واجعلي انتقامك يومين لا بل ثلاثة واتركي لي الغد، يوما سعيدا إن لم يكن مهرجان فرح، ولتعلمي أن حياتي رقعة شطرنج، فلا أنا منكرة ذلك ولا من رسم خارطة أيامي، فيا قدري أسعدني من شروق الشمس لغروبها فقط ليوم واحد، لحلم واحد.
تلك كلمات نظمتها وهي تسيل الشمع على شباك غرفتها ذي الزجاج العاكس، كانت تتأمل تراقص أغصان الزيتون الغاضبة من عدائية رياح (…) -
ذاكرة الصّد
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: هيام ضمرةمِنْ قاع ذاكرة البدايات، حينَ بدأتْ معالم النضوج تختبر وجودها على قارعة الخلجات، كان ذلك في زمن غارق في القدم، صار مجرد ذاكرة تترنح على حافة منحدر، حملت برودة الزمن في أعطافها، تطوف اليوم ذاكرتها أمام ناظريّ دونما سبب وجيه، فهل تراكَ تذكُرُ ما أذكر؟ أتذكر معي تلك اللمحات؟ أم تراك أنتَ الآخر ألقيتها بعيدا إلى أنْ اعتلاها الموج وسحبها إلى القيعان البعيدة فصارت نسيا منسيا؟ أحقا يمكنك أنْ تنسى حكاية صدود أثارت حفيظتك، وملأتك مع الحزن مهانة أمام نفسك دون قصد من الطرف الآخر؟
كنا يومها نخترق جدار (…) -
أندلس ونصان آخران
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: محمد التميميأندلس
الأندلس، هي كذلك: أندلس. لا تحتاج لوصفها سوى اسمها، كأي شيء جميل، كالورود واللؤلؤ والمرجان، فاسمها يكفي لاستحضار آيات الجمال. هي الأندلس.
هي الأندلس، لا نحتاج لوضع ليالٍ أو أيام أو أي شيء من هذا القبيل لسرد قصصها وحكاياها، فالأندلس حكاية لا نهاية لها، فهي رائعة بأيامها ولياليها وبكل ما فيها، هي الأندلس.
ماذا عساي أن أكتب عن الأندلس بعد زيارة قصيرة دامت أسبوعاً؟ ماذا عساي أن أكتب عن الأندلس وأنا لم أرَ سوى بعض مدنها؟ ماذا عساي أن اكتب عن الأندلس وما لمحت سوى طرف لحظها المكحل (…) -
بقايا جثة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: فريدة إبراهيم بن موسىكما لو أن الزمن يمر بطيئا هذه الليلة، تظل مزروعا على حافة الوقت المتآكل، كقطعة حديد مهملة في ركن من الحديقة. صدأ الجسد يكورك كومة حلم غير قابل للتأجيل. تراقب جحافلهم تقتحم خلوتك، ثم تجر جسدك، وتجعلك تركض ما قدر لك من العمر، خلف حلم موشوم بخدوش أظافرهم. الآن تنتعل ما تبقى من جروح حلم، لتبحث لك عن مكان يكمل نقصك.
وعبثا تحاول أن تمحو تلك الخدوش بريشة ألوانك الليلكية، وقبل انتصاف حزنك على قارعة الأرصفة التي عبدوها، بنتوءات أجساد صدئة، للحالمين الذين مروا قبلك في هذا الدرب، وأسالوا جرح ألوانهم (…) -
غفلةُ النسيان
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: هيام ضمرةكانتْ مُفعمةً بالاهتمام، فيما تنهمكُ بحوارٍ مُشوِّق مع زميلاتِها حول مسألة التشبث بالمبدأ، على مائدةِ الغداء في مطعم الفندق ذي الخمسة نجوم، عقبَ انتهاءِ جلسات المرحلة الصباحية مِنْ أعمالِ المؤتمر، فيما الحوارات على المناضدِ الأخرى، تشكِّلُ بأصواتِ شاغليها رجالاً ونساء، هسيساً عالياً نوعاً، يشبهُ إلى حدٍ كبير جاروشة الحبوب، هو في العادةِ هذا حالُ المكان الذي يَجْمعُ جُموعاً مِنَّ البشر المناوحين للآراء المختلفة، ويشتدُ بهم وطيس النقاش. لكنها لاحظتْ عينين تتعمدا تركيزَ نظرهما نحوها، وما عادتْ (…)
-
تائهة في ضجيج الأحلام
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: داليا الحاجفي زمن فرضت عمليته علينا قيودا كثيرة، وسلبتنا أبسط حقوقنا بالتفاؤل، لم يبق سوى الهروب من الواقع للخيال، عله يكون لنا فسحة أمل. أدمنت ذلك الضجيج: ضجيج أحلامها الوردية.
في طفولتها حلمت أن تكون هايدي، تعيش ذلك الانطلاق، تعيش ببساطة دون تلك القيود. وهناك حيث كان مرمى بصرها كان بيتر ينتظرها في ذلك الأفق البعيد.
حلمت أن تكون على متن تلك السفينة المليئة بالقراصنة للبحث عن الكنز. لم يكن الكنز ما يهمها، ولكن روح المغامرة أسرتها حينئذ.
حلمت بشخصيات كرتونية أخرى كانت تفتح لها أفقا جديدا لم تكن (…) -
"خليكي عايشة"
1 كانون الأول (ديسمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةطلب متواضع جدا من صغيري: (خليكي عايشة). كلما أخذه الحنين إلى حضن أمه (خليكي عايشة)، يتكور بين ذراعي ويرجوني (خليكي عايشة). هو جلجامش في كيان الصغير واليافع، وبالغ أرذل العمر، الحالم دوما بنبتة الخلود، الرافض التسليم بفنائه الأبدي.
يقول ول ديورانت (Will Durant) صاحب كتاب قصة الحضارة: الموت "أصل الديانات كلها." بأي لغة أو صيغة يمكنني أن أشرح أو حتى أقرب المعنى لصغيري؟ هل أقول له إن الديانات كانت استجابة لقلق الإنسان تجاه الموت؟ هل أقول له يا فيلسوفي الصغير إنك تبحث في علم الوجود وإشكالية (…) -
جسد لفستان الأميرة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: بشير عمري=1=
قلق الحاجة إلى ممارسة أهم طقس من طقوس استقبالي لريتا ينهشني من الداخل، فهي كما الوضوء قبيل الصلاة. ما إن يقترب موعد لقائي بحبيبتي ريتا حتى أخرج المرآة الصغيرة التي اشتريتها من أحد المحلات الباريسية من جيبي وأتفقد نظام خلقتي بأكمله. وأذكر أنني ذكرت الأمر هذا مرة لأحد الأصدقاء المغتربين العرب فضحك كثيرا وهو يداعب لحيته الطويلة بقبضة يده قبل أن يسألني:
"كما الوضوء تقول. وإن لم تجد المرآة فهل ستتيمم؟"
والرجل على هزله كان مصيبا. أنا أيضا جاريته في هزله إذ قلت له:
"إني لا أعدم وسيلة (…) -
عـمـر طـويـل للسيدة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: فكري داودمئة وعشرون عاما عمر السيدة. جيش جرار تواتر من الأحفاد وربما أحفاد الأحفاد. ها هو خبر إحدى حفيداتها (الحوامل) يصل، بين يدي الطبيب، وفي لحظة فارقة، هاجمتها المنية، إلى سمع السيدة الثقيل، يصل صوات النسوة.
يدور عقل السيدة قليلا، تأخذه السرحة بعيدا بعيدا، تعود بها عشرات السنين، تحط بها عند البنت (زهرة) صغرى بناتها آنذاك، يعاود سمعها صوات مماثل، يفرج صدرها عن زفرة أسيانة، ظلت حبيسة منذ زمن، وعلى سيرة عجوزات القرية ـوقتهاـ يصب لسانها اللعنات.
هل قلصت السنون الطوال من سطوتهن؟ ربما.
يغمرهن (…)