الشموس الرائعة كانت يوما ما خيمة من وهج الفرح، وقداسا، وصلوات، وأجراسا بطعم السلوى، وقبلات حبيباتنا المدهشات العجيبات. ونوافير المطر الدافئ في جوف السافانا كانت لحنا وعباءة للحياة والأمل والتضحيات. وفي الأفق الواسع تغريدة السهول الخضراء، وشلالات الأحلام الوارفة. والتأملات العميقة في دمائنا قاموس للشبق والعناق. ونسمات الأرياف الجميلة موسيقى سرمدية تحت سفوح الجبال الزرق. ومرجوحتنا الأسطورية تغرس في نفوسنا لحون الفرحة والعناق.
كل شيء نشيد مطرز بعبق الأبنوس، ودفء السافانا، والأغنيات المشرقة، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
شبق الأبنوس وقداس الدموع
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: الهادي عجب الدور -
على اللهِ العوض
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: إبراهيم يوسفأبي مِنْ أسْرَةِ المِحْراث لا مِنْ سادةٍ نُجُبِ وجدّي كانَ فلاحاً بلا حَسَبٍ ولا نَسَبِ! (محمود درويش)
لعلّه يأتي يومٌ مجيدٌ للسلام، يثوبُ فيهِ الإنسانُ إلى رُشْدِه وربِّه وعقلِه. يقدِّسُ الطبيعةَ "ويعبُدُ الأرضَ". ينبذُ العنفَ ويُحَطمُ بيديه ما اخترَعَهُ من آلات القتلِ والخراب.
وإنْ خانَتْنا أو خَذَلتْنا فرصَة ُ العمر، للخلاصِ من القمعِ والقهرِ والفساد، ومن أسبابِ القسوةِ على البشرِ والشجرِ والحجر، سندركُها في دارِ اللهِ الواسعة، الخاليةِ من الخيبةِ والمرارةِ والأحزان، ومن التعسُّفِ (…) -
امرأةٌ من حبر
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: غانية الوناسفي كفّك يحكي خط الحياة كيف أن امرأة الحبر، تلك الغريبة التي لا تعرف كيف تسنى لحبرها وعطرها وحرفها أن يتسلل إلى خبايا قلبك المتعب، هذه التي تأتيك شهية كلما غابت، كأنها لقمة تـتمنعُ عن فم الجائع حتى يوشك على الهلاك، فتأتيهِ كآخر رمق للحياة، وآخر طوق للنجاة.
كأنها غيمة لا يحلو لها الهطول إلا بعد أن يوغل الجفاف والقحط في كيانك، ويتسرب الأذى إلى الأعماق رويدا، هذه التي لا تأتيك إلا على صهوة الوجع، موسومة بكلّ ما له صلة بالحزنِ والألم.
أنت لا تعرفُ كيف تكتبها؛ كيف ترسمها؛ كيف تصنع لها في خيالك (…) -
ثلاثة رجال وامرأة
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: إبراهيم يوسفملاحظة: الأسماء والشخصيات الواردة في النصوص أدناه لا وجود لها.
صالح مظلوم
"آل مظلوم" عائلة منتشرة ومعروفة في كل أرجاء البلاد. وصالح، الابن الأصغر لمدير المدرسة الرسمية في الحيّ، من هذه العائلة الموزعة على عدد من الطوائف والقرى والمدن في مختلف المحافظات. صالح المظلوم يستدعي الغيظ والغضب. ذلك هو الولد المنكود الذي لم يحظ يوما برضا أبيه.
الابن الأكبر للمدير تخرج من مدريد طبيبا متخصصا بأمراض الكلى والسكري. تزوج من فتاة إسبانيّة ونال جنسيّة البلاد، فاشترى بيتا في الريف حيث يعمل ويعيش بأمان (…) -
طائرة الموت
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: غانية الوناسأمّي التي أحبّ
هل سبق وقلت لك إني أعشقُ إشراقة وجهك كلّ صباح؟ هل سبق وأخبرتكِ بأنكِ النّورُ الذي أهتدِي به؟ لا أذكرُ شيئاً أجمل من صوتكِ العذبِ حين تناديني يا طفلي الصغير.
أنا طفلكِ يا أمّي؛ كبرتُ دون أن أشعر بذلك، ها أنا ذا رجلٌ يضعُ روحه وكل سنواتِ عمره على كفّه ويمضِي إلى حيث لا يعرف، مذ غادرتُ بيتنا وأنا أحاول ألا أبكي كلّما تذكّرتكِ وتذكّرتُ والدي وشقيقي عليّ وسلوَى والقرية وكلّ ما فيها.
أنا رجلٌ والرجال في عُرفنا لا يبكون يا أمّي، لا يبكي أولئك الّذين يرتدون بزّات الشرف ويمضون (…) -
وداعــا
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ياسمينة صالحلم يعد في الأرض العربية متسع لروحنا المشردة، ولم تبق ثمة يد تحط على رأس متعب، كما تحط يد محسن على رأس يتيم. قبل سبعين عاما خلت، كانت للقضية أسماء العابرين إلى مدن الشمس، وكان للشمس طريق واحد لا يمشيه سوى الشهداء، عن قناعة وليس عن واجب مؤقت. تقول الأم للأرض التي ستتركها عما قليل: "وداعا، يكفي أنك جمعت شتاتي قبل الشتات الأخير. يكفي أنني أترك فيك ذاكرتي التي لفظها العرب لأنها أكبر من مصيرهم المحمول على قبة البيت الأبيض وهيكل الكنيست العربي مطأطئ الرأس، لتعبر العاصفة دون خسائر ممكنة، فالغزاة (…)
-
حكاية لابن لم يولد بعد
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: سهام السرورإليك بُني: صفحات من سيرة حياتي قبل أن تُخلق. أكتبها قبل أن يصبح الكلام وهنًا على وهن
بني الغالي: لن أكلمك عن قريتي كثيرًا، ولن أقول لك هي قرية جميلة جدًا، ولن أجعل أهلها ملائكة، بل إنني أكره أيامي التي قضيتها في هذه القرية، ولا أبالغ إن قلت لك هي من أسوأ أيام حياتي على الإطلاق، بل هي ما أعمل جاهدة على نسيانه وطرده خارج ذاكرتي القريبة البعيدة.
هي قرية فيها اللص وتاجر المخدرات والقاتل والمرأة المومس والعجوز النمامة والشاب الضائع الضارب في متاهات الهوى والغواية والطفلة ذات اللسان الطويل، (…) -
خشب قديم
25 أيار (مايو) 2011, ::::: هدى الدهانفي لحظة حنين أرسلت لها رسالة. كنت وحيدة ومريضة. استمر مرضي قرابة شهر كامل حتى خضعت لعملية جراحية أنهت تلك المعاناة. اشرف على علاجي أناس يتحدثون بنفس لغتها فتذكرتها. صديقة قديمة، أو هكذا كنت أراها. لم أكن أرى أو افهم. كنت كطفلة تتمسك بلعبتها حتى وإن بليت.
يومها تذكرتها وتذكرت خلافاً كانت قد افتعلته لِتُنهي تلك الصداقة. وقتها كان يوما شتائيا. وكنت قد اقتصيت ركنا بالمرآب، انا وزميلتان، نتدثر بسيارة صغيرة بانتظار الشخص الذي سيقلنا. بقينا هناك قرابة الساعة، بعدها خرج الجميع وذهبوا كل إلى بيته. (…) -
لا وصفَ يُعرّفه ولا تعريفَ يَصفه
1 آذار (مارس) 2021, ::::: شفاء داودثمّ ماذا؟ ثمّ ذاتَ لُطفٍ من ألطافِ الرّحمن تكونُ كُن، ويكونُ الحُب. السكنُ والسكونُ وهدوءُ النّفس وقرارها واستقرارها والسلام. المشاعر الحسّاسة المتردّدة المتمرّدة ما بين مطرقةِ جحيمه وسندان نعيمه. شعورُ متأرجحٌ ما بين التماس الورع والرهبة والهيبة أثناء محاولة التعبير برقّةٍ لوصف أحاسيسه المرهفة وبين إدراك المرابط على الثغور.
إنه اختلاس دقائق معدودة من السعادة لالتقاط الأنفاس بعد هرولةٍ طالت، ترجو بلطفٍ خفيٍّ سُكوناً للجنديّ المجهول، واستراحةً للمحاربِ النبيل مصانةً بالقيود والحدود: لا تأخذ (…) -
كراكيب
25 آذار (مارس) 2012, ::::: أمل النعيميأعرف أنّ تكرار حكايات الأنا مملّة، فنجيب محفوظ حصل على نوبل الأدب لأنّه سطّر تاريخ مصر عبر الحواري الضيّقة البالغة الفقر وبائعات الهوى. وفي الجانب الآخر طه حسين و"الأيام" وعتمة داخله الّتي حاصرتني يوم طلب منّي فرض مدرسيّ مقدّس تلخيص سيرته الذاتيّة.
سهل جدّا كتابة قصّة طويلة وقصيرة بشخصيّات وهميّة أو حقيقية ووصف واسم وأحداث، فقد جرّبتها مرّة وربّما مرّات، وأصعب شيء حين أحس كلماتي تروم تعريتي على الورق ثمّ يغتصبني يراعي وحبره الجاف.
حسنا، عندما ترتّبنا الأحداث نصبح قدرييّن، وهذا ما حدث معي (…)