=1=
قد تحتاج في صباح كهذا الصباح إلى كاس من الشاي، ولكنك ستحتاج أيضا إلى صوت ملائكي يضيء قلبك ويفتح عينيك، صوت ينقلك إلى عالم آخر، عالم حياة تبتسم فيها الكائنات، عالم فيروز الذي يرسم صباحاتنا بحيوية ودفء أكثر. وقد تصحو هذا الصباح على أصوات كثيرة، أصوات لا فائدة فيها، ولكنك لن تبتسم إلاّ على صوت فيروز.
إن فيروز التي غنت لبيروت هي نفسها التي غنت لشمس هذا الصباح: "طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة"[1]. ما أحلاك يا فيروز الإنسانة/الصوت! ما أحلاك "يا مايلة عالغصون عيني سمرا يا حورية"!
لم أكن (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
فيروز : نكهة الصباح والمساء
1 آذار (مارس), ::::: هاني الفحّام -
سعادة أخرى
1 أيار (مايو) 2008, ::::: ربيع محمود الربيع=1=
دائما تسألني في جميع رسائلك السؤال الأبدي ذاته: "كيف الصحة والأحوال؟" ودائما أكذبك القول بالإجابة نفسها والتي عودتكَ عليها:
"الصحة جيدة والحمد لله."
لا يا صديقي، صحتي ليست جيدة وأخباري سيئة جدا، لا تسر عدوا ولا صديقا، فمرضيّ خطير جدا، وسأموت خلال أيام معدودة. هذا السر الذي أخفيته عنك في رسائلي السابقة ولا أجد مبررا لإخفائه بعد الآن. ومع ذلك لا تقلق، فمعنوياتي عالية جدا. وكما عهدتني ما زلتُ دائم الضحك، حتى أنني أصبحتُ لا أستطيع التوقف عن الضحك:
أضحكُ على هذه الدنيا، وكيف أن فراقها (…) -
إلى مدينة مختلفة
25 آذار (مارس) 2012, ::::: هبة محمد الأغاشتاء مجنون، وبردٌ هرم، يتسلل إلى بيوتنا الحالمة بالدفء، الخالية من المصابيح، المحترقة بينها وبين نفسها، والتي _رغم كل شيء_ تغني في آخر الليل أغنية النوم الطويل، وتحلم بكلام غير مفهوم.
لا يعرف أهل مدينتي رجل الثلج أبداً، فهم منذ أن خلقوا في هذه المنطقة، وهم لا يرون إلا الريح والمطر، وإذا ما حالفهم الحظ فهم ينظرون من نوافذهم إلى "البَـرَد" الذي يطرق أسطح "الزينكو" فلا يستطيعون فتح الباب للضيف المتعب. إنهم لا يملكون إلا حماية أنفسهم من البلل، لكنهم يعيشون على صخب المطر طيلة الشتاء، فصوت طرق (…) -
فتى الأحلام
1 حزيران (يونيو) 2010, ::::: إبراهيم يوسفعيوننا إليك ترحل كلّ يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
لن يقفل باب مدينتنا
فأنا ذاهبة لأصلي
سأدقّ على الأبواب
وسأفتحها الأبواب
وستغسل يا نهر الأردن
وجهي بمياه قدسية
وستمحو يا نهر الأردن
آثار القدم الهمجيّة (*) . يقتلك الحنين أو تقتله، لا فرْق. في الحالين أنْت القتيل. ستون عاما من الخيبة والهزيمة والهجْرة والانتظار، ومن الحنين. ستون عاما من التشهير والسمعة المستباحة. ستون عاما تجوب الآفاق، تحْلم وتكْتب وتبكي. ستون عاما انْتظرتْه أمام (…) -
نصوص قصيرة
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: نورة صلاحأهداني لوحة، يُبلل بكاؤها الحيطان، تستبيح ثقافة الألوان، تُغيب ملامح اللوحات الأخرى، تصرخ فيهم. ذات يوم رأيتها تخرج من إطارها تهشم كل ما حولها، تستنشق رائحة الورد في المزهرية، تَسرقُ بسمة فتاة تداعب قطتها الصغيرة، تُغير مسار قطار للهاوية، تزمجر في الموج لتغرق أطفالا يلعبون على شاطئ هادئ، فرقت أحبه يتابعون غروب الشمس، كسرت قلوباً تعشق، أغرفت أرواحاً بالبكاء، وأتلفت كل ما كان يزين حائطي، حطمت كل الصور.
**
هل أرقي نفسي لأبتعد عن حبك، وأطلب من السماء أن ترفع عني وعنك نار اللقاء. أراني أرقي (…) -
عندما لا يموت الوطن واقفا
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: ياسمينة صالحعندما كنت صغيرة، كان الناس يرددون (في المواقف الصعبة خصوصا) عبارة "موت واقف" والتي تحمل نبرة الأمر أكثر من نبرة التمني. كلما اشتكى شخص صعوبة الحياة لصديقه أو جاره يقول له: "عليك أن تموت واقفا." وكنت أستغرب استسهال الناس لتلك العبارة وللموت نفسه. وقتها لم يكن يعني لي الموت وقوفا أكثر من كونه الموت وكفى بحيث لا فرق قبالة جنازة ما أن نسأل هل مات الميت واقفا أم جالسا؟
مع الوقت اكتشفت أن العبارة مأخوذة من مشهد ثوري، ليس بالضرورة فيلم، بل حدث ثوري كان ثوار التحرير يرددونه كلما وقعوا في أسر (…) -
سقيفة الحياة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2021, ::::: شفاء داودلنكتب ها هنا الحنين. أريد أن تصل رسالتنا لعيني كلّ مشتاقٍ يحنّ إلى ثرثرة الأشواق. رسائل المرسال البنفسجيّ لا تروي قلوب البشر ولا تصل بهم إلى تلاقٍ أو مستقرٍّ إلاّ ما ندر.
لا بأس أن يقرأ النّاس مشاعر بعضهم لأحبتهم أحياناً. لا ضيْرَ أن نرى أنّ أحداً مثلنا في هذا الكون يحسّ بما نحسّ، يعيش كلّ الأحاسيس البشريّة جميعها معنا وليس إحساساً واحداً فحسب.
الذين يبرعون في تقمّص شخصيّة الإحساس الجامد الواحد الذي لا يتغيّر ولا يتجدّد مع الوقت والظروف قد يشكّلون لهواة التّجديد كارثة.
أين تكمن (…) -
عن تجربتي في عود الند
25 أيار (مايو) 2012, ::::: فراس حج محمدتعرفت إلى مجلة "عود الند الثقافية" عن طريق الصدفة عندما جاءتني رسالة من الناشر الأستاذ والصديق عدلي الهواري، تفصح عن صدور العدد الثامن والأربعين من هذه المجلة، وكعادته يضمن رسالته رابطا إلكترونيا لموقع المجلة، فدفعني الفضول إلى تصفح موادها الأدبية بنصوصها ومقالاتها وأبحاثها، فوجدت أنها منبر أدبي ثقافي عالي المستوى، فبادرت بإرسال أولى مقالاتي الأدبية، وكانت بعنوان "المرأة في مجتمع ما قبل الإسلام" لأجده منشورا في العدد التاسع والأربعين في الشهر التالي لصدور العدد الثامن والأربعين، وكم كانت (…)
-
أحلام قيد الانتظار
25 آذار (مارس) 2013, ::::: غانية الوناسأكذبُ على نفسِي وأكذبُ عليك، أخنقُ شوقِي إليكَ باستهتارِي واستهزائِي ولا مبالاتِي، أمضِي في خيبتِي السريّةِ غيرَ آبهةٍ بالوجعِ الّذي صار يتدفقُ في روحِي، دون أن أعِي أنّي إنّما أنتحرُ ببطءٍ شديدٍ، كمدمنٍ يحاولُ إقناعَ نفسهِ في كلّ مرّة بأنّها الجرعةُ الأخيرة وبعدها سيتوقّفْ.
يخيّلُ إليّ وكأنّي مهرّجٌ طاعنٌ في الحزنِ، يعلّقُ أوجاعهُ قبلَ كلّ عرضٍ على مشجبِ الانتظارِ في الكواليسِ، يرسمُ بالألوانِ ابتسامةً صاخبةً على وجههِ الحزينِ ذاك، ويرتدِي سعادةً باذخةً ليخرجَ إلى النّاسِ بكاملِ أناقتهِ (…) -
حين تلفظني المدن
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: محسن الغالبيما سر هذه العداوة ما بيني وبين المدن، أو بالأحرى ما بين المدن وبيني، فلطالما كنت لها ذلك العاشق الأحمق، أبدد الساعات والأيام، أبدد العمر في النظر فيها والتمعن. ناظرا فيها وناضرا منها. ثم ماذا؟ ما الذي جنت يداي أو عيناي منهن؟ كأنما دخلن حلفا وشددن أزرهن عليّ، حتى شرعن تلفظني الواحدة منهن تلو الأخرى.
أم لعلها الخطيئة الأولى؟ ما كان لي أن أهجرك طائعا أو مرغما. وكأنما ذاك هو جزاء الهجر الأول، هجر يتلوه هجر يتلوه هجر...يتلوه هجران. ما ضرني لو كنت التصقت إلى أحجار بعض زقاقك هناك لأغفو على إيقاع (…)