عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

د. محمد الشاوي - المغرب

طموح الحرية وفطرية الضمير الأخلاقي

في الأعمال التشكيلية للفنانة زهرة زيراوي


طموح الحرية وفطرية الضمير الأخلاقي في الأعمال التشكيلية للفنانة زهرة زيراوي

رحم الله فقيدة الأدب المغربي المبدعة المتعددة والمتفردة زهرة زيراوي، وأحسن إليها بقدر إحسانها وحبها للثقافة العربية وعشقها للتشكيل. كانت مبدعة أصيلة صاحبة رسالة إنسانية نبيلة عمادها العدل والخير والجمال. رسالة حملتها على عاتقها وآمنتْ بها أيما إيمان داخل صالونها الأدبي رفقة ثلة من المبدعات والمبدعين العرب بمدينة الدار البيضاء [1].

محمد الشاويوبالنظر إلى موضوع هذه الدراسة، فإننا نهدف إلى مقاربة مفهوم الحرية في علاقته بفطرية الضمير الأخلاقي في الأعمال التشكيلية للفنانة زهرة زيراوي من خلال مرتكزين أساسيين، وهما: التحليل والتأويل الفلسفيين. وعلى سبيل التحديد، فالتحليل هاهنا ليس مستقلا بذاته وإنما هو مرتبط بالمفهوم. إنه بتعبير آخر تحليل مفهومي يقارب الحرية والضمير الأخلاقي ويُحدِّدهما [2].

أما التأويل فإنه يتخذ مسعى فينومينولوجيا يروم المعنى المضمر لمختلف الظواهر والإدراكات الواعية التي تربط الفنان بالعالم الذي يعيش داخله. وهو منفتح على عدة إمكانيات أخرى من شأنها أن تساهم في خلق هندسة جمالية كلية، نبتغي تفكيكها للخروج من المعنى المجازي نحو المعنى المضمر أو الشبيه بالحقيقة. إنه تأويل من شأنه أن يفتح آفاقا رحبة للتفكير والتأمل في رؤية جديدة للأعمال الفنية التي وقع عليها اختيارنا [3].

وعلى هذا الأساس يمكننا طرح التأملات الآتية: ما دلالات الحرية في أعمال الفنانة زهرة زيراوي؟ وما علاقتها بالطموح؟ وما دور المرأة في فهم واستيعاب هذه الدلالات؟ أليستْ هناك اكراهات تحول بين طموح الحرية وإرادة التحقق؟ وما حقيقة فطرية الضمير الأخلاقي في هذه الأعمال؟ وإلى أي حد استطاعت هذه الأعمال تكوين بناء جمالي منسجم في قالب تعبيري جديد يتواءم مع المسعى الذي اتخذته زهرة زيراوي في توجهها الفني خلال سلسلة معارضها الفردية والجماعية داخل المغرب وخارجه؟

=1= طموح الحرية عند الفنانة زهرة زيراوي ودلالاته

زهرة زيراوييتخذ مفهوم الحرية عند الفنانة زهرة زيراوي معنى خاصا ومتفردا. فإذا كان هذا المفهوم يدل على استقلالية الذات فكريا وسلوكيا، وعدم خضوعها لإكراهات خارجية، فإن تحققه لا يصير بالفعل إلا داخل تشكيلية من التعابير الجمالية التي تؤثث فضاء اللوحة باستحضار موضوع المرأة في أعمال زهرة زيراوي. فالمرأة ها هنا هي الحجر الأساس لطموح الحرية. لذلك، فطبيعة العمل الفني وخصوصياته من حيث الاختيار والتعاطي الجماليين، هما ما يدفعان الناقد الفني إلى تأطير تحليله داخل مسعى يتسم بشروط وضوابط التحليل العلمي من حيث المقاربة التي يتبعها وباستحضار خصائص التحليل الجمالي للأعمال الفنية في صيغتها المعاصرة [4].

إن الحرية التي تتوق إليها زهرة زيراوي وجهتها الأساس هي المرأة، شريطة أن تتحرر من قيود المجتمع وتعانق أسمى معاني تحقيق الذات شأنها شأن الرجل في جميع مجالات الحياة. وكما تقول سيمون دو بوفوار: "نحن لا نولد نساءً بل نصير كذلك"، أي بالتربية والانفتاح على العلوم والمعارف والفنون والتخصصات، إذ تستطيع المرأة أن تكون بالفعل لا بالقوة، وأن تُحقّق ذاتها مشيدة كيانها الذاتي المستقل فكريا وسلوكيا [5].

وفي هذا التحقق يكتمل المعنى الحقيقي لكيان المرأة فكرا وسلوكا، فهي بصيغة أخرى تنطلق من موقف تكاملي لعلاقة تفاعلية وتشاركية يكون فيها كل من الرجل والمرأة وجهان لعملة واحدة. "بل النصف الآخر في علاقة متكاملة وبناءة ومثمرة" [6].

فإذا تأملنا مفهوم الحرية في أعمال الفنانة زهرة زيراوي، فإننا سنجد أن هذا المفهوم تم إعداده بكثير من الصبر والعزيمة، وباستحضار الإرادة الطيبة والخيّرة التي تطفو على سطح تَشكيلةٍ لونية ساخنة لخامات وأسندة متعددة ومختلفة في الحجم والكتلة الجماليين.
وهو الشيء الذي يجعل المتلقي يعيد التفكير من جديد في الموضوع التعبيري والتصويري، راسماً مع الفنانة خطوطاً جديدة للحياة والناس داخل تجربة اليومي، وفي خضم الواقع الاجتماعي للمرأة. وهي حرية مفعمة بالحبّ الصافي، وبرؤية تدافع فيها عن وضعية المرأة في العالم العربي، ولا سيما المرأة الباحثة عن هويتها، والتي تروم الانعتاق والتحرر من أغلال التبعية للرجل أو لسلطة أخرى تتمثل في المرأة نفسها. وهي نفس السلطة التي تحاكي بها الرجل في نفس الهيمنة والتحكم، فتُعيد إنتاج نفس السلوك الاجتماعي برؤية أنثوية.

وهنا يتبدى لنا تحقق الحرية عند الفنانة زهرة زيراوي في أفق المشاركة الفاعلة للمرأة، أي عندما تُساهم في بناء السلطة الجماعية. ويكتمل هذا بالتأثير في الحياة العامة سلوكيا وأخلاقيا ببلوغ السيادة والمكانة الرفيعتين بجوار الرجل. فهي حرية، إن صح القول، شبيهة بتلك التي نادت بها الفيلسوفة حنّة أرندت بتقويضها للمعنى الميتافيزيقي للمفهوم نحو المعنى المُطبَّق والاجرائي الذي يبتغيه المواطن داخل الشأن السياسي للنظام الديمقراطي، وبالمشاركة الفعّالة داخل السلطة الجماعية [7].

وبالموازاة مع ذلك، فالشرط الاجتماعي بالنسبة للفنانة زهرة زيراوي يظل حاملاً لرؤية الفنان وخاضعاً لتأثيره، حيث تأخذ الذاتية الجانب الأقل حظا من نسبة التأثير والتأثر الموجهان للسلوك الإبداعي. تقول في إحدى حواراتها: "نتذكر لوحة الجرنيكا، نعرف أنها كانت التعبير عن الحروب التي عرفها الغرب آنذاك، ونتأمل لوحة فريدا كهلو التي تعكس صورتها متمثلة في صورة غزال تترصده السهام من كل الجهات وهي تركض في الغابة. هذا ما عاشته فريدا كاهلو في شرطها الاجتماعي. نعم الذات عامةً عندما تمتلئ بالمعارف تكون معبّرةً عما يعكسه الزمن، وما يتطلع إليه الأنا الأعلى بشكل من الأشكال. ألا يظل الذاتي نسبيا إلى حد ما؟" [8].

=2= فطرية الضمير الأخلاقي عند الفنانة زهرة زيراوي من ميتافيزيقيا الأخلاق إلى أكسيولوجيا الفعل

يدل الوعي في حقيقته على تلك السيرورة الذهنية التي تتدخل فيها العديد من العمليات والقدرات ذات الطبيعة المعرفية، حيث يستطيع الإنسان من خلالها أن يُدرك ذاته والعالم من حوله بتكوُّنِ الفهم واكتماله في أسمى تجلياته الذهنية. ومرد الوعي في تحديده إلى مختلف الأنشطة ذات الطبيعة الحيوية ونشيطة جدا للذهن الإنساني كتطور اللغة لديه من المعنى الحسي المادي نحو المعنى المجرد والذهني [9].

إن الإنسان حسب هذا المعنى، وإذا أمعنا النظر في سيرورة وعيه، فهو في سعي مستمر نحو بناء واقعه ذهنيا وفق خبراته المكتسبة التي تساهم في بناء الأنشطة المعرفية لديه. فهو أيضا "فاعل وقيمه في الفعل تتجسد لديه على مستوى السلوك والإدراك والفهم لما يتعلق بذاته ولما يتعلق بالتفاعل مع الغير وكذلك الشأن بالنسبة للبيئة التي يعيش فيها من حيث سعيه الدائم إلى التوافق مع شروطها الطبيعية والاجتماعية والثقافية" [10].

أما بالنسبة للوعي الأخلاقي أو الضمير الأخلاقي فإذا أردنا تحديده فإننا سنكون ملزمين بالوقوف عند دلالته الأكسيولوجية التي على أساسها تتكوَّن لدى الإنسان الأحكام المعيارية التي يُصدرها، بناء على عملياته الذهنية، أحكاما قيمية على أفعاله وسلوكاته. وكذلك هو الشأن بالنسبة لسلوكات الغير، وأيضا في تلقي مختلف الأشكال الفنية والجمالية والإبداعية.
وهنا يمكن للإنسان أن يميِّز بين الدلالة الميتافيزيقية للخير والشر، فتصير تلك الدلالة بصيغة أخرى إجرائية مُطبَّقة عندما يتجه باختياراته للتمييز بين ما هو ممنوع أو مرفوض، وبين ما هو مرغوب أو مطلوب طبقا لمقومات الضمير الأخلاقي المشترك. فيتأرجح الوعي ها هنا بين الطبيعي وليد الفطرة والسجية، والمتأصل في الإنسان؛ وبين الثقافي المكتسب الذي يرتد بنا إلى العلاقات الاجتماعية ومختلف التفاعلات بين الإنسان وبيئته [11].

تأسيسا على ذلك، فإن أعمال الفنانة زهرة زيراوي تتأطر مفهوميا باستحضار فطرية الضمير الأخلاقي المُؤسِّس لخلفية الأسلوب الفني المتبع في اللوحات عينة الدراسة. وهو أسلوب تعبيري يحيلنا إلى الواقعية الجديدة التي تنتح من التشخيص التصويري المعاصر، وبلمسة خاصة ومتفردة تميزتْ بها هذه الأعمال، حيث تتقاطع فيها مع أعمال مجموعة من الفنانين اشتهروا بهذا النوع من التعبير الجمالي. وهم فنانون إسبان مالقيون ينتمون إلى فترة الثمانينات من القرن العشرين. وقد وقع عليهم اختيارنا على سبيل المثال لا الحصر، ولكون وجوه التماثل والتقارب حاضرة في الموضوع المُشكل من حيث التوارد والتخاطر إن بصيغة أو بأخرى. وقد تميزتْ أعمالهم باستحضار الواقعية الجديدة في صيغتها اللَّعبية، وهم: كَالوسْ دُورَانْ، وبُولاَ بَارْيُو نْوِيبُو، وأًنْخِيلْ لْوِيسْ كَالْبُو كَابَا [12].

ومن الأهمية بمكان استحضار الضمير الأخلاقي في علاقته بطموح الحرية، وذلك في ضوء علاقة تواشج بين المفهومين، وهي علاقة جسدت أرضية علمية لمقاربة أعمال الفنانة زيراوي. إنها علاقة تنقلنا إلى الغوص في بواطن الذات لمُشَكِّلة والفاعلة للخاصية الجمالية التي نقف عندها أثناء تلقينا لهذه الأعمال. فتارة نتأمل معها المرأة داخل فضاء المنزل مستلقية على أريكة في وضعية التعب بعد شقاء اليوم. وتارة أخرى نجد المرأة تتذكر شبابها ومراحل أجمل عمرها التي لا تملك منها غير توثيقها بتوسل الكتابة التي تعتبر دواء فعالا عالجت به الفنانة زهرة العديد من طموحاتها الإبداعية الراقية. ناهيك عن حضور المرأة في أعمالها لا يعني إقامة جبهة نسوية للتشكيل النسوي، وإنما هو تشكيل واحد ومشترك شأنه شأن الإبداع وكذلك بالنسبة للمعارف والعلوم التي ترتبط بالإنسان بصرف النظر عن جنسه.

تقول الفنانة زيراوي: "إن الإبداع إبداع ولا أؤمن بغير ذلك. فلا وجود لطب رجالي وآخر نسائي. وهل سنتحدث عن فن تشكيلي رجالي وفن تشكيلي نسائي؟ فإذا كنا نقول بأدب نسائي فما المقابل أهو أدب رجالي أم ماذا؟ (...) أليست خنساء العصر الجاهلي كانت ستحبر قصيدتها "يذكرني" التي ترثي فيها صخرا بالذهب وتعلقت على جدار الكعبة مع كبار الشعراء آنذاك. إنه احتفاء بالقصيدة الشعرية. إنها القصيدة التي تنتمي إلى جنس الشعر، وليس إلى النسائي أو الرجالي" [13].

كما نجد الفنانة زهرة زيراوي تأخذنا معها إلى عوالمها التشكيلية بضربات فرشاتها نحو تعددية لونية منسجمة يتكامل فيها البعد الجمالي مع التعبيري. وذلك وفق تخطيط لوني مسبق يتأرجح بين شفافية الضوء وتوسطه المركز، لينحاز إلى جزء من أجزاء اللوحة في سعي مستمر للتكامل مع الظل. وبتعبير آخر، يمكن القول بأن أسلوبية التشكيل التشخيصي في صيغتها المعاصرة عند زهرة زيراوي تظل حاملة لحرارة اللون في تجلياتها داخل الأسندة وباستحضار الإنسان وبيئته التي يحيا داخلها، وفي خضم الاكراهات والإشراكات الخارجة التي تعوق حرية اختياراته.

وهنا يحضر الضمير الأخلاقي بفطريته وسجيته وطهره في ملامح وسمات الفعل الإنساني. ولهذا فالفنان الذي اتخذ من التشخيص مسارا تعبيريا فإنه لا يرصد عالم الظواهر والمرئيات كما هي معطاة وجاهزة في حيز الاكتمال، بل يعيد بناءها مستحضرا "اختزانه لنواظمها الباطنة، فهو يقطف في كل لحظة من العالم آلاف العلامات اللونية والشكلية ثم يترجم ذكرياته عنها بمواد جديدة" [14].

ولعل هذه العلامات اللونية إذا ما نظرنا إلى أعمال زهرة زيراوي التي ارتبطت بالرسم الشبه بياني للوجوه والملامح ذات أثر نفسي اجتماعي وباستحضار الفضاء المكاني، فإننا سنقطف معها ثمرة التشويق ومتعة جمع المكونات والخصائص الفنية لرسم الوجوه وتمثيلها على الأسندة بطريقة تستجيب لطموح الحرية، وفي الآن نفسه ترتد بنا إلى فطرية الضمير الأخلاقي الكامن في نفوسنا عند تلقينا لهذه الأعمال، فالمسألة شبيهة بالتطهير الذي نادى به الفيلسوف اليوناني أرسطو في حديثه عن التراجيديا ضمن كتابه فن الشعر (البويطيقا) [15].

فضلا عن ذلك، ففي الأعمال التي تتطلب دقة الرسم وتقنية التلوين تُطلعنا زهرة زيراوي على حوار فني غاية في التفرد عندما تعمل على تكسير البنية الشكلية للرسم التشخيصي ببنية أخرى أكثر تحرراً طارقةً باب المساحاتِ والأشكالِ التعبيريةِ لحيٍّزِ الأسندة لكي تتحرر بدورها من كل فراغٍ رتيبٍ من شأنه أن يترك لمسة تساؤل مبهمة، فهي بصيغة أخرى تتحاور مع "حيّز اللوحة كفراغ فرضي (وليس ماديا واقعيا)، فيبدأ التكوين بشبكة من الخطوط ثم بتوزيعها من المساحات لتحديد موقع الشخص أو الوجه من هذا الفراغ، ويستمر منطق اللوحة في التنائي عن الموصوف من خلال البحث عن اللون المسيطر وارتباطه ببقية الألوان، وقد تُعدَّل هذه العملية من نسب الوجه بما يناسب الضرورات الفيزيائية للمادة" [16].

وتجدر الإشارة إلى أن للفنانة زهرة زيراوي عدة مساهمات نقدية في مجال التشكيل وقضاياه في صيغة مقالات وحوارات وإصدارات، أذكر على سبيل المثال لا الحصر كتابها الذي يقع في 440 صفحة، وموضوعه: الفن التشكيلي في الوطن العربي: مقامات أولى: سلسلة من لقاءات مع فنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي: مصر، وسوريا، والعراق، والجزائر، وتونس، والمغرب، وفلسطين، الصادر عن دار إيديسوفت بالدار البيضاء، المغرب. ويتطرق الكتاب إلى قضايا تهم التشكيل وراهنيته، والضوء، والظل، والأبعاد، وقيم الجمال في المعمار، والصراع بين سلطة الاسمنت وفضاءات التشكيل بمدينة الدار البيضاء، وقاعات العروض، وواقع اللوحة العربية اليوم، والسوق الفنية بالمغرب ومسألة اللوحات المزيفة [17].

=3= الخاتمة

يتبين من خلال ما سبق أن أعمال الفنانة زهرة زيراوي جسدت وبحق أنموذجا متفردا للتشكيل المغربي الحداثي في الأسلوب والتعبير الجماليين، ولا سيما أن هذه الأعمال نمت ونضجت داخل أفق إنساني منفتح البُّنى والروافد. إنها بصيغة أخرى أعمال تؤرِّخُ لعلاقة الإنسان بالعالم الذي يحيا داخله ويتفاعل معه.

ولا شك أن مقومات التعبير الجمالي في صيغتها العَالمة وفي علاقتها بالأسندة والصباغات والخامات قد أسفرت عن تفجير قضايا وموضوعات من صميم الواقع اليومي للمرأة العربية التي تبحث عن ذاتها، وفي سعي مستمر بدون انقطاع لبلوغ استقلاليتها ماديا ومعنويا. وهذا من شأنه أن يساهم في تجديد طرح سؤال ما الإنسان؟ وبالنظر إلى تكامل الهوية البصرية الجماعية الثاوية خلف طموح الحرية وفطرية الضمير الأخلاقي للذات المُشكِّلة والفاعلة التي تؤسِّس لأنماط التلقي وآفاقه الإبداعية لدى الفنانة زهرة زيراوي.

لقد استطاعت مبدعتنا أن تجعل المتلقي يخضع لسلطة اللوحة، ولا شيء غير تأثيرها النفسي والاجتماعي لكي نرتمي معها ونغوص في رحاب المؤتلف والمختلف، باحثين معها عن أسمى مدلولات التطهير لبلوغ السعادة المفقودة للمرأة في علاقتها التكاملية بالرجل. تلك السعادة المرتبطة بالذات والغير، في رحلة بحث عن قيم الجمال للشخوص والفضاءات والأمكنة ودلالات الألوان.
أليس هذا جزء من حلم جميل ما فتئ يغمر أحاسيسنا المرهفة والتوّاقة إلى تهذيب ذوقنا الجمالي بغية إعادة بناء ملكات الفهم والتحيل والتركيب عندنا؟

= = =

لوحات

اضغط على الصورة لمشاهدتها بحجم أكبر

زهرة زيراوي لوحة زهرة زيراوي لوحة زهرة زيراوي لوحة

مؤلفات

زهرة زيراوي غلاف كتاب زهرة زيراوي غلاف كتاب
زهرة زيراوي غلاف كتاب زهرة زيراوي غلاف كتاب

الفنانة في معرض لها + لوحة الغلاف

زهرة زيراوي لوحة لزهرة زيراوي غلاف العدد 64

الهوامش

[1] فرات إسبر: الصالونات الأدبية من مي زيادة إلى زهرة زيراوي ولطيفة حليم. احتفاء بالجمال والثقافة المغربية. صحيفة المثقف (موقع إلكتروني) العدد: 3033. بتاريخ: 25 دجنبر 2014.

[2] A. Cherniavsky et J. Chantal (cordination), L’art du portrait Conceptuel Deleuze et l’histoire de la philosophie. Ed. Classique Garnier. Paris. 2013.

[3] M. Pelletier et F. Verreault, L’interprétation des ouvres d’art: Proposition d’une démarche. Revue des science de l’education. Vol: 24. N⁰: 3. 1998.
F. Jaran, comment Heidegger convertit la méthode phénoménologique en outil herméneutique. Revue philosophique de Louvain. Vol. 110, n⁰. 4, 2010.

[4] محمد الشاوي، الفن المعاصر ودور الناقد الفني، جريدة الشمال، العدد: 1010. بتاريخ: 10 إلى 16 شتنبر 2019.

[5] S. De Beauvoir, Le Deuxiéme Sexe. T 1 Les faits et mythrs. T 2 L’expérience vécue. Ed. Gallimard. Paris 1986.

محمد الشاوي، استقلالية الذات وطموح التحرر في الأعمال التشكيلية للفنانة فوزية ضيف الله. موقع صّدى نت. بتاريخ: 15يونيو 2018.

[6] نادية أبو زاهر، المرأة في لوحات زهرة زيراوي. مجلة عود الند، الناشر: عدلي الهواري العدد: 90. بتاريخ: دجنبر 2013.

[7] H. Arendt, La Crise de la culture, Gallimard, coll. "Folio", Paris, 1972. P. 188-189.
 C. Trottmann, Faire, agir, contempler: contrepoint á la condition de l’home moderne de Hannah Arendt. Paris Sens & Tonka. 2008. . P. 496-501.

[8] حوار مع زهرة زيراوي: إبداع دائم ومواقف ثابتة. حاورها: ابراهيم أكراف، مجلة طنجة الأدبية (اُنظر الموقع الإلكتروني) بتاريخ: 08 شتنبر 2012.

[9] P. Lecocq et L.Maryniak, Opérations mentales, Structures Linguistiques et analyse chronométrique: une approche expérimentale de la compréhension. Langages. Revue Trimestrielle. V. 40, 1975. p. 74- 97.

[10] عبد الكريم بلحاج، التفسير الاجتماعي لسببية السلوك. مدخل إلى المعرفة الاجتماعية. منشورات دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، 2010. ص. 15.

[11] C. Babin, Le Discours de l’axiologie romanesque, thèse Ph.D. Université Laval, Canada. 1995

[12] J. C. Martínez Manzano, El posicionamiento de la pintura figurativa malagueña de la década de los 80, Centro de Ediciones de la Diputación de Málaga (CEDMA), 2014. p. 102‐ 133- 189.

[13] حوار مع زهرة زيراوي، مرجع سابق.

[14] أسعد عرابي، النقد الفني بين الشرعية والإدانة، مجلة الوحدة، العدد: 70/ 71، موضوعه: التأصيل والتحديث في الفنون التشكيلية. يوليو 1990. ص. 60.

[15] J. Michel Vivès, La Catharsis, d’Aristote à Lacan en passant par Freud, une approche théatrâle des enjeux étique de la psychanalyse.
Dans Recherches en Psychanalyse, no. 9, 2016. p. 22- 23.

[16] أسعد عرابي، مرجع سابق، ص. 62.

[17] انظر/ي دليل كاتبات وكتاب المغرب (النسخة الرقمي) حرف الراء والزاي. بتاريخ: 1 أبريل 2015.

انظر/ي في هذا الصدد أيضا:

= غازي نعيم، اعترافات تتجاوز مفهوم اللوحة نحو عالم أكثر رحابة. الدستور (موقع إلكتروني) سلطنة عمان. نشر بتاريخ: 30 ماي 2008.

= زهرة زيراوي، الفن التشكيلي في الوطن العربي: مقامات أولى، دار إيديسوفت، الدار البيضاء، 2005.

= الطاهر الطويل، الساحة الثقافية المغربية تودع صاحبة "نصف يوم يكفي": زهرة زيراوي جعلت بيتها ورشة لتجارب إبداعية متعددة. جريدة القدس العربي (عن الموقع إلكتروني)، بتاريخ: 24 أكتوبر 2017.

مرفقات

  • لوحة لزهرة زيراوي
  • لوحة لزهرة زيراوي
  • لوحة لزهرة زيراوي
D 1 آذار (مارس) 2021     A محمد الشاوي     C 0 تعليقات

مرفقات

  • لوحة لزهرة زيراوي
  • لوحة لزهرة زيراوي
  • لوحة لزهرة زيراوي