عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 3: 25-36 » العدد 34: 2009/03 » غزة غرفة في بيت العروبة الكبير

رزق فرج رزق - ليبيا

غزة غرفة في بيت العروبة الكبير

ملف: غزة في القلب


رزق فرج رزقهل شاهدتم أيها النائمون الضبع الجائع وهو يقع على فريسته، وهو ينهش ما تبقى من الجسد البريء؟ الضبع الجائع سيظل جائعا، وسيبحث حتما عن فريسة أخرى ليشغل بها أنيابه الشرسة، ومن ثم هل من مزيد؟

أيها النائمون الخاضعون: إياكم أن تنسوا، في قوقعتكم الطارئة أو المزمنة، أن تقدموا قوائم شهداء غزة الأبرياء والجرحى المظلومين، لكي يسجلكم التاريخ في صفحاته السوداء.

هل لكم أن تحصوا صرخات الأطفال الأبرياء؟ هل لكم أن تمسحوا دموع أرامل قهرت قنابل الأعداء قلوبهن، وسُرقت البسمة من على وجوههن؟

أيها النائمون استيقظوا، فإن الجراح تنزف والجُرح العميق سيظل ينزف. التراب الطاهر ارتوى وتشبع من دماء الأطفال.

أيها النائمون المتقاعسون، كيف لكم أن تغطوا في نومكم العميق على صرخات الأطفال وصدورهم تنهشها قنابل الأعداء؟ كيف للنوم أن يسري في عيونكم، وصيحات الأمهات تعزف لحن الحياة على أوتار النصر أو الاستشهاد، والضبع يشوي بفسفوره وآلة حربه الجهنمية جلود الأبرياء، ويكوي ضمير الشرفاء؟

أيها النائمون العاجزون، كفاكم حبا للذات، فالشعوب باتت تتألم إلى أن وصلت إلى حد زفرات الموت وألم المخاض.

أيها النائمون المرتعشون: شاهدتم عبر الشاشات الصغيرة رائحة الموت، وقهر العجز وعمق الجراح وهي تروي لكم شراسة العدوان، والمستشفيات في غزة، يا ولداه، صفر الإمكانيات خير شاهد على صفركم الكبير وسباتكم العميق في وقت الصيحة والاستنفار.

أيها النائمون، غزة كانت تنادي، ومازالت تنادي: أين أنتم يا عرب؟ غزة ما زالت ترسل خطابهاً المفتوح: أين أنتم يا حكام العرب؟

أيها النائمون، غزة ما زالت تنزف من الجرح الأبدي الذي دونه التاريخ. ومن لم يمت بالقنابل مات من القهر والجوع، وتعمير غزة مرتهن بدبلوماسية التهدئة والمعابر ومصير شاليط، وأنتم تحتضنون سفراء الضبع بينكم وفي قلب عواصمكم.

ترى ماذا أنتم فاعلون وقد عاد النتن اياهو إلى سدة الحكم ليزيدكم مذلة وهوانا وقتلا ودمارا؟ اطردوا سفراءهم. قاطعوهم. قاطعوا منتجاتهم، واعلموا أن هامش ربح المنتجات الإسرائيلية التي تستهلكونها يعود إلى دعم العدوان على بلدانكم، فما بالكم بمن يصدر لهم النفط والغاز؟

أيها النائمون: هؤلاء الشهداء أنجبتهم أرحام الأمهات. مكتوب على جبينهم الشهادة. أحياء عند ربهم يرزقون. لا ينتظرون منكم نصرة، بل موقفكم عار عليكم أو رفعة لكم، سجلوه واغربوا عن وجوهنا فلم نعد نطيق وجوهكم الملوثة للشاشات بالبهرجة، والتلميع الزائف المخادع، فالعروبة لابد أن تجري في العروق، والعروبة جسد واحد، فكيف لعضو نائم وآخر يتألم أيها النائمون؟

غزة غرفة في بيت العروبة الكبير، والعروبة جسد قطعه العدو، وجئتم أنتم باركتم هذا التقسيم، واستوليتم على أعضائه، وتركتم المحتل ينهشه عضوا عضوا.

أيها النائمون: لم نر فيكم خير مرتقب، ولكن لعلنا سنستفيد من القهر والذل والخضوع الملتمس فيكم وتنجب الأمهات صلاح الدين آخر، يسل سيفه في وجه العدو مدعوماً بنداء الأمهات.

D 1 آذار (مارس) 2009     A رزق فرج رزق     C 0 تعليقات