عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

عباس علي موسى - سورية

مارفا تختبئ في جناحي سنونوة


عباس علي موسىهو جامع الهجرة إلى الجميل والدافئ ما يجعلها مختبئة في جناحي سنونوة، لكنها تهاجر من ذات المكان الذي تؤمّه، في دوران، ناحتة من الدائرة أشكالها الأثيرة، أجملها شكلا، الزهرة في هوية ذاكرة.

تحلم بعينين بصيرتين، وتدلق ما تركه النهار في هيئة قلم رصاص، رذاذا على طيوفها، لا تكبر، تبقى صغيرة مهما مرّ الخريف مؤذنا بميلادها. هي ما تبقى من عطر نثرته آناهيتا على جسدها.

وأنا أشاهد فيلم "الفتاة ذات الحذاء الخفيف" (وهو فيلم إيراني) قبل أن أعرفها، أكاد أنْ أقول بتصرف في ذاكرة الوقت: (هذه هي بفارق الألق).

تقرأ عيون العابرين جوارها، تكاد لا تبتسم إلا للعصافير، مثل أزرار على لوحة الموبايل، فيما تنحت عيون العابرين إليها، تكاد تلهج شعرا عندها.

تخبئ ما يساورها من قلق خلف أصابعها، وما يساورها من ألق في عينيها الشاردتين أبدا، صباحها زهرة ياسمين بأربع أوراق، الساقطة منها هي وردة الغياب.

وتلك الأخرى تتأبطها أينما مرّت، كأنما هي مستلة من حنينها إلى ذكرى جناح ستكونه أبدا.

كأنما توأمان يمشيان متأبطتين، إلا أن توأمتها تمارس دور الأم حينا، والصديقة حينا، والحبيب حينا آخر ببراعة. كأنما نزلتا من خاصرة وردة ببتلتين، مزروعتين في أصيص لا يفصلهما سوى تربة مندّاة بعطر تلك الوردة.

وأقول: "لا ترجمي العصافير بالودّ، فتخسر بذلك أجنحتها."

D 1 شباط (فبراير) 2011     A عباس علي موسى     C 0 تعليقات