نورة عبد المهدي صلاح - فلسطين
نصوص قصيرة
وقت
ثلاثة أوقات أحببتك فيها، قبل اللقاء يتدفق الحنين بعروقي مع كل نبضة، وقت اللقاء يلجمني شوقي عن كل فعل وقول، بعد اللقاء أثرثر وحدي بكل ما لم أستطع قوله، أما بقية الوقت الذي لست فيه مجرد حمل ثقيل ممل.
أشياء مفقودة
الأشياء التي يمكن أن أفقدها منذ دخولك حياتي قليلة جداً؛ عقلي وفقدته، قلبي وصددته، لساني وأسكته، روحي توهتها، أملي أمته، أورقي وأقلامي وأفكاري، أخذتها معك وتركتني بلا أنا وانتهيت.
رفقا بـــ
رفقاً بقلب نسيّ تفاصيله بين يديك. رفقا بروحٍ تنفست الصعداء لرؤياك. رفقا بكلي، بسنين عمري التي تسربت لأجل لقياك. رفقا بانتظاري، وسهري، وكل حلم أنكسر في عتمة ليلاك.
تخلف عن السرب
تدربت على التحليق، تعبت، هلكت، نحلت، وعندما أتقنته، وجدت نفسي قد تخلفت عن السرب وبقيت وحدي. هم بالسماء وأنا ما زلت على الأرض.
فِلاحة
عندما أنتهي من تقليم أشجار حبنا التي تطاولت كثيراً دون ثمر، وإزالة الأعشاب الضارة من حولها، حينها قد تسقي السماء أغصانها الجافة، وقد تحتضنها الأرض أكثر، لتنمو ثمارها بحب وحنان. لكن مواسم القحل ما زالت تمارس دورها بيننا، والأرض عاقر لا تنجب إلا الجفاف.
كتابة
أكتبُ لتأجيل الجرح زمنا آخر. وأتصالح مع الزمن الحالي، أحمل المواسم بعض همومي لترحل بها، وإن عادت بدلتها الشمس الحارقة، أو جمدها البرد القارص، أكتب حتى أوثق الحلو والمر، وأعيد قراءة تاريخي بكل أبعاده المتحركة والصاخبة والساكنة. أكتب لأعيش حالات أحببتها، وأتعلم من دروس مررت بها، الكتابة بالنسبة لي فعل أسعى إليه ليل نهار، بالقوة والضعف، بالفرح والجرح.
زاوية أخرى
متأكدة أن القمر ليس مضيئاً وجميلا طيلة الوقت، متأكدة أن الشمس حارقة وملتهبة، متأكدة أن القطب الشمالي والجنوبي للأرض باردان قارصان، متأكدة أني أينما ذهبت سأكون بمواجه البرد والحر والشوائب، متأكدة أن أغصان الغابة تخرمش وجهي إن مررت بينها مسرعة، وأن الماء الراكد يمكن أن يغرقني، متأكدة أن كل أرض فيها ما فيها من أشواك وحفر، لكني أحتاج لأرض أخرى، تشرق عليها ذات الشمس، وذات القمر، ولكن بالنهاية أحتاج أن أرى كل ذلك بطريقة مختلفة ومن مكان أخر.
قسمة عادلة
لن أقسم القمر بيني وبينك، القمر بارد باهت بعيد، أبيض بليد، أرغب أن أقسم الشمس بيني وبينك، أينما ولت وجهها حارقه، متجددة ساطعة.
حقائق لا تتحقق
=1=
إذا توقفت عن متابعة نبضات قلبك، بسكناته وتنهيداته، إذا دخلت شبكة الإنترنت ولم أبحث عن اسمك فيها، إذا مشيت بالشوارع والأزقة، وشربت القهوة وحدي دون أن أنتظر من يقاسمني شربها، إذا ضحكت من قلبي ورقصت بكامل حريتي، وركضت بأقصى طاقتي، وبحثت عن ألعاب جديدة محشوة بالإسفنج تغني، ترقص وتقبلني إن شئت، دون البحث عن شيء يشبهك، حينها أشفى من علاقة لا معنى لها سوى الألم.
=2=
قلبي لا يتعظ، يمارس الحب حتى تتقطع شرايينه، لا يتبع حمية ضد ما يثيره، يبحث عن المتاعب، يمارس التخفي بالنظر عمن جرحه من بعيد، لا يتقبل البعد، يعلله بالشوق والحنين. قلبي أصم لا يسمع أنين وجعي، قلبي أبكم ينطق حباً، يتنفس عشقاً، ويتألم.
=3=
من الآن؛ أتجاهل اسمك إن مر بذاكرتي. وأمحو خطاك إن اقتربت مني، لن أدعك تسرق عبير الورد من حولي، لن أهديك طيب الأنفاس والحلم، أفعل ذلك دون إذن من رقابتك على محتويات روحي، أتلفك وأرسلك إلى سلة النسيان وأمضي.
◄ نورة صلاح
▼ موضوعاتي
5 مشاركة منتدى
نصوص قصيرة, هدى الكناني من العراق | 26 حزيران (يونيو) 2013 - 00:48 1
نورة عبد المهدي صلاح من فلسطين
عزيزتي :
اعجبتني كلماتك ، لقدأحسستك و كإنك تفكرين بقلبك ، لابعقلك
كيف ذلك و العقل هو صاحب التفكير؟
قلبك فكر كمن يفكر بصوت عالٍ و هو يخاطب صديقاً له لا يتحرّج أن يبوح إليه بكل ما يعتمل في صدره . أحياناً قد يناقض نفسه ، وحين يساله صديقه الذي يستمع إليه بتأنِ و سعة صدر " ما بالك ؟
يجيبه ببساطةٍ و ببراءة" أنا افكر بصوت عالٍ معك " .
و أنت ياعزيزتي كذلك ،و كأنك كنت تفكرين بقلبك .
بالتوفيق
هدى الكناني من العراق
1. نصوص قصيرة, 27 حزيران (يونيو) 2013, 18:27, ::::: نورة عبد المهدي صلاح\ فلسطين
هدى الكناني .. عراق العراقة والأصالة .. ما أجمل التفكير بالقلب فمهما إختلفت بالفكرة تبقى طيعة ولينه بين يديك .. فكرة لا يمكن أن تنكسر .. نفكر بالقلب حتى نبقى مرنين في تقبل الحقائق المزعجه فيما هو حولنا ..
نصوص قصيرة, حسان نزال | 26 حزيران (يونيو) 2013 - 22:08 2
كل نص حالة يا نورة. وكل حال فضاء بكامل كينونته وأماله وآلامه وخيباته وانتصاراته (على قلتها)...نصوصك حدائق لا ينقصها الكثير لتكون قصائد متعددة الشرفات واسعة العرصات ما دامت تقلم أشجارها وتنبت في جنباتها فسائل عصية على الاندثار...سأحبها لصفحتي/ تحياتي
1. نصوص قصيرة, 27 حزيران (يونيو) 2013, 18:25, ::::: نورة عبد المهدي صلاح\ فلسطين
أرى أن الكتابة صورة تحمل كل الأبعاد تماما كلقطة العين للأشياء .. هي تجسيد لكل واقع نرغبه أو نحلم به .. القصائد ثمرة تحتاج للرعاية والمثابرة لأنها وحدة واحدة متكاملة تأت عليك كوحي السماء متواتره .. شكرا لك أستاذي وما زلنا نتعلم
نصوص قصيرة, إبراهيم يوسف - لبنان | 27 حزيران (يونيو) 2013 - 10:03 3
أنتِ التفاحُ في لبنانْ وأنفاسُ الوردِ من بلادِ فارس. أنتِ ياسمينٌ تَجَرَّحَ في الشّام، وأنتِ يا نورة نبضةٌ في قلبِ فيروز.. وأنا أحببتُ كثيراً ما تقولين.
"ضِجْرِتِ خْصُورِ الوَرْدْ مِنْ لَمِّ النِدي
والطّيْرْ وَعَّى الزَّنبقة البيضة وْهِدي
وِانْتَ يا ضَايِعْ إمْتى رَحْ تِهْتدي"..؟؟
1. نصوص قصيرة, 27 حزيران (يونيو) 2013, 18:20, ::::: نورة عبد المهدي صلاح\ فلسطين
{{}} الصديق الرائع إبراهيم يوسف .. القارئ المتمرس، البهي .. من لبنان الأرز وصخب الأماني .. وأسرار العصافير المخبأة بجباله، إذ كنت أحببت ما أقوله، فقد نبض لبنان فينا من أهازيجه وتراتيله وترانيمه العبقة، سرني ما وصفتني فيه لا بل أربك كياني وقدرتي على الرد شكرا لك
نصوص قصيرة, رانيا كمال - مصر | 27 حزيران (يونيو) 2013 - 20:10 4
نصوص قصيرة، لكن معانيها كبيرة، حقاً كلماتك الدافئة جميلة وذات طابع خاص، وبالتوفيق دائماً.
1. نصوص قصيرة, 2 تموز (يوليو) 2013, 19:00, ::::: نورة عبد المهدي صلاح\ فلسطين
لك مني فائق المحبة والتحية .. على قراءتك ومرورك الجميل
نصوص قصيرة, أشواق مليباري\ السعودية | 29 حزيران (يونيو) 2013 - 12:59 5
ترنيمة المطر ..الأستاذة نورة
تعودين لتفتحي المزيد والمزيد من الجراح، ومن يدري لعل العلاج يكون بالاعتراف.
يجب علينا أن تعترف بأننا سقطنا لنستطيع النهوض من جديد.
أيضا أعجبني النص الأخير هذه المرة، ولكن من منا تستطيع؟!!
شكرا لك
خالص مودتي واحترامي
1. نصوص قصيرة, 2 تموز (يوليو) 2013, 19:02, ::::: نورة عبد المهدي صلاح\ فلسطين
أشواق .. ما اجمل ما لقبتني به ( ترنيمة المطر) وما ارقها وأعذبها من ترنيمة نشتاق لسماعها دائما وأبداً.. لكني أبدأ لا أرغب أن أفتح جروح الأخرين بل اكتب لأعبر عن جروحهم التي ما زالت تنزف .. فتحديد موضع الألم بالروح يساعد المتألم على الشفاء .. اما الفقرة الأخير فلدي نفس التساؤل من يستطيع ..؟؟