باتنة مدينة تقع شرق الجزائر. يطلق عليها اسم عاصمة الأوراس، وهي المدينة الّتي شهدت انطلاق أول رصاصة في ثورة التحرير الكبرى.
متى سنستعيد هوية هذه المدينة التي غاب عنها وجهها منذ زمن بعيد، ولم تعد تعرف نفسها أو تتعرف إليها؟ إنك تمشي بشوارعهـا كل يوم ولست تشعر بشيء اتجاهها. لا تحس بشيء يجذبك إليها أو يشدك إلى نبضها، لا شيء يربطك بها مطلقا، لا هوية تستشعرها وأنت تمر بأحيائها، وعبثا تبحث عن نفسك بين كلّ أولئك النّاس الّذين يملئونها ضجيجا وصخبا، فلا تجد نفسك ولا الآخرين حتى. الكلّ غارق بمتاعب (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
متى ستنبضين بالحيـــاة مجددا؟
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: غانية الوناس -
شاشة
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: كروان السكريصافحتني عن بعد، وجلست تحدق بي طويلا، ثم راحت تتحدث دون توقف، وأنا صامتة لا أنطق بحرف. فتحت ألبوم صورها وبعثرت محتواه في عينيَّ مشاهد حارقة تلسع عقلي فيشيط قلبي.
"أنتِ من اختار. يمكنك أن تنظري في صور أخرى لو شئتِ"، هكذا همست لي.
حسن، صور أخرى مما في جعبتك.
هذا أفضل. أناس طبيعيون، يضحكون ويتبضعون. ثيابهم أنيقة، وأولادهم يقفزون داخل الفرح. يرتادون منتجعات الثراء. يمخرون عباب البحر بيخوت فخمة. يسبحون في اللون اللازوردي. لا ينحنون أبدا، بل تنحني لهم الحياة وتؤدي طقوس الاحترام والتبجيل. لا (…) -
نـصـان
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةعلياء وطيف جدة
مهداة إلى علياء محمود حماد
عرفتك والروح تلملم أشتاتها في مجالس الذكر، وخريف العمر يأمل بشتاء دافئ قرب كانون جدتي العتيق. وشاء حسن الطالع أن أرى، من خلالك، طيف ماض جميل استنشق فيه عبير الثرى الطيب، والشيح، والقيصوم، وسراج جدتي يتوهج بشعاع دافق من المحبة والحنان، والرضى بما كتب العليم الخبير. هذه قصة علياء.
لا تفتأ علياء تهدهد جديلة جدتها. هي كنزها الثمين وحرزها الأمين. هي نور يستضاء به عندما يغشى الروح القنوط وتشكو العين السهاد. تناجي علياء الجديلة التي لطالما اغتسلت بشمس (…) -
أسطورة الذكريات
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: ربا الناصرتمهيد
عندما أتى المساء وتشرب السكون وقع أقدام المارة، لم يبق في منزلي سوى الهدوء ورعشات ضوء السراج الضعيف يمضيان معي ليلي الطويل. وعندما توسدت أوراقي المبعثرة على الأرض بدأت تجول في عقلي أسئلتي المعتادة، محاولا إشباع فضولي في المعرفة، فداهمني سؤال سألت قاع نفسي عنه:
"هل من الممكن أن تحتفظ الأماكن بذكرياتها دون أن تذريها رياح الزمن ويخفيها ظل الإهمال؟"
لم أعلم إجابته، فحولت نظري إلى ضوء السراج حتى شعرت بنور روحي تنسلخ من جسدي وتحلق بالقرب منه وحدها، قبل أن تنضم إليها فراشة دخلت من نافذة (…) -
وأخيرا عادت الطيور المهاجرة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: عبد السلام فزازيهكذا في نهاية المطاف رجعت الطيور المهاجرة إلى أوكارها وفضاءاتها التي ظلت مسمرة العيون صوب غد مشرق يحمل معه الذكريات الجميلة وليواري إلى غير رجعة زمنا حربائيا نتنا وغشوما.
هكذا نطق أخيرا الحق وزهق الباطل، وسالت على الخد دمعة الفرحة واللقاء مع من غيبتهم سلطة الجور والقهر والطغيان، أولئك الذين باعوا الوطن بثمن بخس زهيد، ونكلوا بحماة الحب، ونجوم في السماء تنظر ولا تسعف، فمن كان رباه يصدق أن العناق آت لا ريب فيه؟ ومن كان يصدق عناق الميت للحي في لحظات ربانية ناطقة؟
أبدا لن تضيع أحلام (…) -
أجساد من الصفيح المعلب
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: آمال يحياويإهداء خاص: إلى العربي بن مهيدي (*). إلى التاريخ. وإلى الذاكرة.
المدخل:
اقرؤوا التاريخ كله مرة واحدة.
اجمعوا رفات كل الشهداء بمقبرة واحدة.
واتركونا نموت بعدها، ميتة واحدة.
علّ واحدا من الألف، واحدا من المليون، واحدا من الملايين، يستحق الشهادة.
مع الصباح الباكر انطلقت أبتلع الزمان والمكان. الشوارع تتصافح بصدق غريب والطرقات تحيي المارة في ألفة ورقة خاصة. الجو منعش هذه الأيام، صوت الحب، صوت العصافير، رنين ضحكات الصِبْية يداعب الربيع في حنان فياض مغدق. العالم يرقص على غير عادته، (…) -
أنــت
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: زينب عودةسألوني كثيرا، والحوا ليعرفوا: من هو؟ أو من أنت؟ ما اسمه؟ ما شكله؟ من تكون؟ كثيرة هي أسئلتهم ولكن، ما كنت أدري بأي حروف أو كلمات أرد، تلعثم لساني، واحتار دليلي، عدت للوراء كثيرا، واسترجعت شريط ذكريات لم تمحوها سنون وأيام، أتأمل سطور عمري، أقلبها حرفا حرفا، وبكل حرف كنت أجدك فيها. هم في شوق. كانوا ينتظرون بم سأجيب عنك. سادت لحظات صمت عميق. ولكني نطقت. قلت هو ساكني بروحي وبدمي، قد أكون أعرفه ولا أعرفه، وقد يكون أنت هو أنا، وقد يكون هنا أو هناك، وقد لا يتسعه مكان ولا زمان، وقد يكون وهم وخيال، (…)
-
قلب من سحاب
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: غانية الوناسولكنني كنت أحب الحياة، لم أكن بعد قد ضجرت منها، ربما أصبت بحالات ملل عادية، كتلك التي تصيب كل الأشخاص، ربما واجهت مشاكل كثيرة، وربما خيبات بالجملة وانكسارات كثيرة، وخذلانا من المقربين.
لم أحقق الكثير في حياتي، لم أحقق كل الذي كنت أرغب به، كلّ أحلامي وآمالي، لكني لا زلت أحب أن أعيش وأحيا، لا زلت أحبّ الحياة نفسها بشدّة، وأحبها كل يوم أكثر، لا أريد الموت، أريد أن أعيش المزيد من السنوات، ليس لأني أخاف الموت، فمنذ يتمي الأول، ومنذ زمن الحروب التي لا تنتهي، لم تعد ترهبني فكرة الموت كشيء طاغ، (…) -
هدية الإله
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: سناء شعلانهدية الإله(*): قراءة في مخطوطة "سفر العاشقين"
تتضارب الأقوال والتصريحات والمراجع والأسفار المقدّسة حول سبب خلق ذلك الكائن العجيب الذي اسمه امرأة، لكنّها جميعا تجمع على أنّ الإله قد خلقها في لحظة تجلّ ورضى، وعلى أنّه جعلها خلاصة إبداعه، وشبيه كلّ مخلوقاته، فأخذ من البحر هديره، ومن السماء كرمها، ومن الأرض حنانها، ومن الشجر حنينها، ومن الشمس وهجها، ومن الوحوش غضبتها، ومن الزهور أريجها، ومن الماء عذوبته، ومزجها جميعا، ونفث فيها من روحه، فكانتْ المرأة. وأهداها للرجل الأوّل، الذي لا تذكر (…) -
وعادها الشّوق إلى العالم السّحريّ
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: وهيبة قويّةمازالت تُحسّ أحيانا أنّها طفلةٌ صغيرةٌ تحتاج إلى من يُهديها لعبةً فتعرف أنّها موجودة مثل الجميع وبإمكانها أن تَصنع أحلامَها وهي تلعب. وتظلّ تحلم بكلّ شيء جميل وتبني عوالم جميلة من حولها ثمّ تَهُدّها ثمّ تُعيد بناءَها بنفس الحماس وفي شكل وإن كان يُرضيها في البداية فإنّه يبقى قابلا لإعادة التّشكيل إلى ما لا نهاية.
وأحيانا تحسّ أنّها ما زالت مراهقةً تحتاج إلى من يُهديها وردةً تُخبّئُها بين صفحاتِ كتابٍ تعشق قراءتَه، ولكنّها لا تقرأ من حروفه بالقدر الّذي تقرأ به من حروف الوردة. وتفتح بعدها (…)