ما بين الخذلان والخيبة نكتب ألما وذكرى وأشياء أخرى ما كانت بالحسبان.
خيبة (1)
عصفورٌ ملون، منحته السماء متسعاً للطيران، مد جناحيه بالأفق وطار، علا وهبط للنهر يغرف شربة ماء، سحرته الغابة، وشلالات الماء المنهمرة، شاهد قفصاً يسجن عصفورا، نزل يواسيه بتغريد جميل، غردا معاً، حلما بالطيران معاً، تنازل الأول عن حريته، ليهب الأخر حرية التحليق والانسجام، خرج العصفور الأول منطلقاً للحياة، طار وطار، فسحة الكون أرسلته بعيداً، مات من وهب الحرية داخل القفص، وذاك لم ينظر خلفه حتى لا يرتجف قلبه من (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
خيبة ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: نورة صلاح -
قصص قصيرة جدا
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: سعاد أشوخيبئر بترول
كم كان غبيا حين صدق أنه الأول في حياتها! وكم كانت غبية حين صدقت أنها الأولى في حياته! كثيرات من أمسكن يده. وكثيرات من أسمعهن كلام العشق والأغنيات. أرادت أن تكون الأولى في حياته، فكانت رقما في سلسلة مغامراته، وكما أراد أن يكون الأول في كل شيء، كان ذلك البنك المتحرك الذي يدفع ثمن رشاقتها البيروتية وأناقتها الباريسية، وبعض الغباء المطعّم بالسموم.
الحقيقة ما بعد الخامسة
(1) حين تغضب مني يغضب كل شيء حتى الكتب والسماء، وأشتال الورود.
(2) أصبحت أتوهم رسائلك هنا وهنالك، أقترب (…) -
الجيرة + رسالة نصية
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: ضياء الشرقاويالجيرة
سقطت حافظة نقوده من الطابق الخامس ولم يمر على حبس راتبه الشهري داخلها إلا بضع ساعات. استبق الريح هابطاً للشارع قبل أن تذوب بين المارة. لم يكن بينه وبين باب الخروج غير طابق واحد، الشيخ عبد السلام يحاول ان يستوقفه:
"لما العجلة هكذا يا بُني؟" "أتركني الآن". دفعة قوية أدخلت الشيخ شقته. عاد خائب الأمل، وطرق باب الشيخ ليعتذر منه:
"جئت أحق نفسي لسوء أدبي". "لا عليك. لكن ما السبب لهرولتك هكذا كالهارب من الموت؟" "لا تشغل بالك، لكني سأحل عليك ضيفا في كل غداء وعشاء هذا الشهر". (…) -
رسالة إلكترونية
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: هدى الكنانيحافية الوجع
سأسير دربي حافية لا أنتعل وجعي، عارية لا أرتدي خوفي، طاوية كتبي ململمة أوراقي. حقيبتي هي وطني ومسكني. دثاري آلاف الحروف والكلمات. اقتات ألمي وأشرب دموعي حد الثمالة حتى تنضب مع آخر رشفة في كأسها. لن أخاف كواسر دهر أو من أو ما قد يحاول أسر روحي فأنا حافية القلب عارية الهم وسأجد ذاتي بل ها قد وجدتها.
ربما
كما أعشق البحر وزبده المتناثر حول فمه العملاق مغريا وممنيا النفس بأن يهديها إحدى محاراته الحبلى بلؤلؤة أو لآلئ، يغريني زبد فنجان قهوتي لأتجرع مرارتها حتى آخر رشفه علّي أعثر (…) -
نصوص قصيرة
1 آذار (مارس) 2008, ::::: ضياء مذكورجنون
أمام مرآتها أجهشت بالبكاء. اكتشفت حقيقة الخديعة، وضياع الشرف والكبرياء. بيدها مزقت عقد الفل المزين لجيدها، وكأن الذي تمزق الخيط الرفيع بين العقل والجنون. طوق تفكيرها وسواس ينذر بولادة حقد مجنون، لدرجة أنه ارتسمت على شفتيها ابتسامة مليئة بالسواد. لقد نجح الشيطان في تأجيج نار الفتنة. توعدت "سحراً" بالانتقام. كان مساءها يحمل غِلاً. زفرت الألم، تنشقت الغضب ثم خلعت إنسانيتها ونامت. عندما تَــنـﱠـقُــش الوعود الكاذبة في قلب المرأة فأنت تنثر بذور الحقد.
اغتصاب
لطالما استطاع اختطافها. هذه (…) -
ذاكرة عطر ونصان آخران
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: هدى الكنانيذاكرة عطر
حين أهم باحتضان ذاكرتي، أفرغ محتوياتها وأفردها كما تفرد الملابس الباريسيّة غالية الثمن. أقلبها، أعطرّها، أشمها وأتناولها قطعة بعد أخرى، لأرتديها وأغفو تحت دثار ليليّ توّشمه نجوم وترّصعه أقمار، لأعيشها حلما تلو آخر، كسجين حلمه الخلاص، وجائع حلمه رغيف خبز، وعاقر حلمها طفل جميل. أنا احلم أن أحتضن ظلك وأعاقر خمرة اللقاء، وليشتعل الجسد عطرا كحريق يستعر في قارورة عطر، وكحلم نام واستيقظ على حلم.
قراءة بأنامل القلب
حين تقرأ كل ما همسته وباحت به أوراقي، لن ترى حروفا رصّت على ورق، بل (…) -
مذاق خاص
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: عادل جودهوفي الصّباح سألتها: "أسعيدة أنت حبيبتي؟"
رفعت رأسها قليلا. نظرت إليّ، فإذا بحياء الدّنيا يكسو وجنتيها. بدت عليها رغبة الهمس، لكنّها لم تستطع، فراحت بنظراتها تراقب أناملها الرّقيقة وهي تداعب بعضها بعضا، ثمّ ألهبتني بنظرة أخرى ثمّ سكتت.
فابتسمت. ومع آخر رشفة قلت: "أتدرين حبيبتي: لقهوتنا اليوم مذاق خاص. لم برأيك؟ ألأنّني أعددتها بنفسي؟"
استجمعت قواها وغمرتني بإشراقة جبينها وهي تقول:
"لا حبيبي، بل لأنّها جمعتنا في مكاننا الخاص؛ حيث النّظرة تهامس النّظرة، والبسمة تداعب البسمة."
ثمّ (…) -
نصان: تشبهني الجثة + ورقة مقدسة
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: لبنى المانوزيتشبهني الجثة
خليط من أصوات بعيدة وقريبة يخترق شريط الجثة الممتد بين نقطة الإدراك ونقط تتلاشى في كثافة الكابوس، العكاز تلمعه الجدران بوسوسة تنبت في قرن اللغة. لا تفتحي الباب! يشير إليﱠ وهو يتوغل في حواسي بظله المتكئ على الغيب. الشجرة يلزمها نقصان لتتفادى التورط في الغياب، أبرم مع الجثة خيطا صغيرا فيحيطني ورم السر بتأتأة الميعاد حيث ستأخذ الأخرى هيأتي فوق صفحة الخلق. أدلف إلى الماء بصوت مبحوح وخال من زيت الوعي، أجد بعض خصلاتها فتدلني على المنبع حيث البرزخ الكامل، يشملني ارتعاش الورق في ضريح (…) -
غرق سعيد ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: فريال مقلاليغرق سعيد
على شاطئ البحر أسير وأداعب المياه الحالمة. أجلس ولا أسبح، فدائما ما كنت أخشى السباحة، وهذا ما جعلني في كل مرة أغرق في محيط من الأفكار المتناقضة، التي تنقلني من أقصى الحزن إلى أقصى السعادة، تأخذني وترجع بي، لأجد نفسي فجأة خالية الفكر إلا من شيء واحد: فكرة الغرق السعيد.
بصمة لقاء
يوم جئت تستلم جواز سفرك، وجدتني في الجهة المقابلة أنتظر بدوري استلام بطاقة هويتي وسط طابور عريض يوحي بالانتظار الطويل والسأم.
ولأن الانتظار هو أكثر شيء يزعجني في الحياة فقد بدأت أتمتم بكلمات غريبة لم (…) -
رسالة إلى أبي العلاء
1 كانون الأول (ديسمبر) 2019, ::::: جليلة الخليعوأظل دائما أختبر إدراكي، وتكون الأشياء بشكلها السطحي واضحة جلية، حتى إذا ما مرت ريح عابرة بقربها، حركت غطاءها فأسفرت عن وجها، وكم هي عديدة هذه الوجوه المتنافرة .
أستجدي كل معلوماتي السابقة ونتائجي الحالية، والكل في كفة وأنا أفقد توازني عند اهتزاز مؤشر الحيرة . أي يقين سيلبسني والأحوال دائما في تحديث، وأنا ضمير غائب يقتات مما هو قريب ولا يغوص في العمق، ليكون النص وهميا بجمل سطحية.
أجدني في مهب الريح، أنكمش كقطعة ثوب تخفي ثقوبها حتى لا تفشي عيوبها التي خلفتها السذاجة.
كل موقف يجعلني أطلب (…)