غابت شمسُ يومٍ آخر. في صبيحة ذلك اليوم، بدا وكأنه يوم مُشرق. لم تكتمل تلك الأُمنية. لكن لا بأس، اعتدنا على ذلك. حان وقت الخروج. خرجنا ومع الخروج غابت تلك الشمس. رافقتها عيناي لمكان رحيلها، للمكان الذي احتضنت به ذلك الوادي بكل حنان وهدوء.
الناس كلٌ في عمله. وأنا بينهم ومعهم. أنظر إلى وجوههم نظرة التائهة. لا أعلم أين أنا، ولماذا أنا هنالك، ولماذا معهم. لكن فقط أعرف أني كنت معهم ولست معهم. هنا ولست هنا. بينهم ولست بينهم.
هنالك كانت نظرة حائرة. لا أعلم لماذا. اسألوها علها تجيبكم، فعلها تملك (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
دمعة أمل
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: آلاء محمد كامل -
عنوان حياة ونصان آخران
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: جعفر أمانعنوان حياة
اعتاد أن يسقيها من روحه وأنفاسه قبل أن يسقيها الماء. منذ صغره وهو يأنس بجوارها. يبثها في غالب الوقت شكواه وآلامه. إحساسه بالوحدة هو العنوان العريض لحياته برغم من حوله.
عندما كبُر وضعف -ومع تغييب الموت لآخر أفراد عائلته- لجأ إليها. وفي هذه المرة أسند ظهره إلى ظهرها وكأنه ينتظر دعمها. بعد أن اطمأنت روحه قليلاً. استدار نحوها، وأفرغ كل ما لديه في جوفها. ثم احتضنها، لكن خصرها العريض أبى الإحاطة به.
رجع خطوات حتى يتأملها كاملة. عاد أدراجه صوبها، أمسك المقص، وبدأ يهذب أوراقها (…) -
مذاق خاص
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: عادل جودهوفي الصّباح سألتها: "أسعيدة أنت حبيبتي؟"
رفعت رأسها قليلا. نظرت إليّ، فإذا بحياء الدّنيا يكسو وجنتيها. بدت عليها رغبة الهمس، لكنّها لم تستطع، فراحت بنظراتها تراقب أناملها الرّقيقة وهي تداعب بعضها بعضا، ثمّ ألهبتني بنظرة أخرى ثمّ سكتت.
فابتسمت. ومع آخر رشفة قلت: "أتدرين حبيبتي: لقهوتنا اليوم مذاق خاص. لم برأيك؟ ألأنّني أعددتها بنفسي؟"
استجمعت قواها وغمرتني بإشراقة جبينها وهي تقول:
"لا حبيبي، بل لأنّها جمعتنا في مكاننا الخاص؛ حيث النّظرة تهامس النّظرة، والبسمة تداعب البسمة."
ثمّ (…) -
ياسمين أبيض
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: هدى جراداتتناولتني الأرض لقمةً سهلة، وقدّمتْ يديّ للهواء. بين نصف ونصف تنفرط ذاكرتي، وأغرق في وحشتها. لكنّي لم أنسَ زهر الياسمين وإكليله الذابل سريعا لفرط بياضه.
جاء أحمد أخي الأصغر الذي لم أنظر إليه منذ سنوات وأهداني قلبَه.
تعبتُ، تعبت من قلبه. أحمد لم يزل صغيرا رغم دخوله عامه العشرين. ورغم الحياة لم يزل صغيرا، يفكر في الوجود ولماذا هو هنا. ولم يعرف. وكلَّ مساء يأتيني، ويهديني قلبه. وأتعب.
* * *
وأنا، بين وقفة وأخرى، أحاول أن أدرك، أحاول أن أسرق من عمري لحظة أنسى فيها أين أنا وأدرك فيها قلبي (…) -
رسائل ليست للنّشر
25 آذار (مارس) 2015, ::::: غانية الوناسبريد مستعجل
إلى شخص لم أكتب إليه منذ بدأت الكتابة، وربّما أكثر.
كيف أنت أيّها المسافر طيرا شريدا لا تهدأ ولا تستقر؟ كيفَ عالمك المؤثّث بالغيّاب أبدا؟ أما زال باردا كما كان؟ أما زال دفء قلبك ثلجا، كلّما حاولت كسر الجليد من فوقه، استحال عاصفة تحيلني على هامش الوجع، معلقة على مشجب الإهمال، غير مدرجة ضمن قائمة الاهتمام؟
قل لي أيّها الغريب، كيف نبضك منذ زمن الرّحيل الأول؟ ألا زلت تؤمن بأن الصدف وجدت ليصدّقها الأغبياء؟
أتعرف، ما زلت غبية أصدّق أن صدفة ستجمعني بك آخر الزمان، وأنّ كلّ (…) -
قرصني الجوع ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: نازك ضمرةقرصني الجوع
قرصني الجوع. خرجت أبحث عنها في كل مكان، أبحث عن أمل ذي عينين مشعتين، وجدتها، ترسم وتتقن فن الطبخ، يشغلها إنجاز الكثير من لوحات التأمل والأحلام، والدها الشيخ متأمل لا يقوى على الكلام، يننتظر إنتاجها ولا يتدخل به، ابيضت لحيته من طول الانتظار.
لمحتني قادما صوبها، وحين قلت لها إن نبضي طفر وعلا فجأة، توقفت وتأملتني لحظتها ثم ضحكت، أمسكت بيدها، أبحرت في عيني، ألهمني الله بإن التصق بجانبها وأطوق كتفيها. ابتسم شيخنا وأرخى جثته على مقعده القطني السميك.
تعبث بريشتها على لوحة معلقة (…) -
نصان: هذه ليلتي + درويش أناديك
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: عصام عقرباويهذه ليلتي
تجربتي الليلة أن أتوقف في المنتصف، ما بين أرض عشقتها، وبين أخرى نفرت منها. توقفت لساعات بين جدران أربعة، أراقب كل شيء من بعيد، كان في داخلي صوت لفرح قديم في لحظات وقوفي في المنتصف اكتشفت أن نفورك من مكان ما قد يولد مودة قوية قد لا تحس بها بهذا المكان، حتى تقف في مكان ما بعيدا عن نفورك وعشقك لتكتشف أن كل أرض تعيش بها تكون لك بمثابة قرية فرح صغيرة تسكن تحت جلدك، لا تطفو على السطح حتى تدعوها لذلك: وليلتي هذه لا تحمل أي نفور وعشق للمكان الذي أنا فيه، وما أصعب الاعتدال في الإحساس! (…) -
ثلاث رسائل
1 آذار (مارس) 2020, ::::: جليلة الخليعرسالة بدون رد
كتبت لك مرات عدة، وعادت رسائلي أدراجها، كنت كمن تصب الماء في الرمل، لا هو ارتوى ولا هو أنبت.
أقف الآن عاجزة أمام قلمي وبوحي، أغلق عليّ الأقواس لأعتكف في محراب صمتي، وأعيد الأسئلة إلى أوكارها، فأسراب الإجابات لم تبدأ رحلتها بعد، وسمائي بحرب طروادة تعج بالسحب والتي تسرعها الرياح للقارة التي استوطنها اكتئابي.
وإني في متاهات الأمكنة والأزمنة، لا غاية يرنو إليها قصدي، ولا هدف ستقتنصه رماحي، فأنا وحالتي هذه شبيهة بما قاله الشبلي في هذا البيت:
وَمِنْ أَيْنَ لِي أَيْنٌ وَإنِّي (…) -
نصان: العقد + الخريف النهم
1 آذار (مارس) 2009, ::::: ظلال عدنانالعقد
"إنه عقدتي وحرزي،" قالها وقد ترقرقت دمعات في عينين أضناهما طول بحث عما وراء الأكمات. زفرات توالت وهو يتحسس حبيبات عقده:
"أرتاح له، أشعر بالسكينة معه حينما يطوق عنقي."
لحظات صمت وخيالات ورؤى تراقصت أمامه، عبثت به وبحلمه. أزاحها بحركات من يده لعلها تمحو خربشات في الذاكرة. آه من ذاكرة تلاصقك. تبعثرك. تشتتك. تنثرك! سمع صدى صوت حلمه وهي تقول له:
"أنسيتني؟ أم لعلك ستنساني يوما؟"
نبضه تعالى وهو يهمس لها: "من يخربش صورة في خياله لا توجد في كل الدنيا ممحاة تستطيع أن تمحوها. أنت حلم (…) -
حروف في قبضة الذاكرة
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: جليلة الخليعللكبار فقط
ولأنهم الكبار، نظل نتلعثم في عقدة البوح، نكرر الكلمات إلى حيث لا مرمى، والأهداف نتلقفها بقدم الخيبة.
نعيد تصفيف شعرنا حتى نظهر بما يليق لمن لا يليق، ونعاود الكرة، وللمرة الألف نظل صغارا في زحمة التجاهل.
نستعيد ريق الوجع بطعم المرارة، والصوت المنكسر بالداخل يخرج إفرازاته بلون الهزيمة على لوحة شردتها السريالية في عتمة الزمن الذي يعاني من مغص حاد، وما زال الوجع يطلق صافرته، والآهات تعبر مجرى النزيف.
يأفل النور المعلق بسراج الحلم، نودع في كل لحظة رفة فرح زارتنا ذات إشراق، (…)