صـــلاة
الحذاء ينفث أنفاسه. عَطَن يتلمس فتحات الأنف. والعينان مغمضتان ترومان بعض وميض في الحلكة، أو حتى ما قد ينسي ذات سواد عم.
ذكر، والأدعية تنساب من غور متآكل. قطرات تتشربها أحجار بلاط المسجد، استسلمت منذ زمن ولى وتجتر وجبات الأحزان. ما كانت لتستبدل طهر الأقدام متوضئة، لكن...
زفرات منها حرى تلك الساجدة والحذاء يلكز منها الجبهة، يذكرها به هو الواقف في عنف، هو من استُفِزَّ حتى بدموع منها، فما عاد يقبل هو ذاك الأقوى حتى أن يراها تلك الدموع تغسل أدران القهر.
استمرأه هو ذاك الذل، يراه (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
نصان: صلاة + مقتطفات من أنفاس مخيم ما
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: صالحة رحوتي -
دمعة أمل
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: آلاء محمد كاملغابت شمسُ يومٍ آخر. في صبيحة ذلك اليوم، بدا وكأنه يوم مُشرق. لم تكتمل تلك الأُمنية. لكن لا بأس، اعتدنا على ذلك. حان وقت الخروج. خرجنا ومع الخروج غابت تلك الشمس. رافقتها عيناي لمكان رحيلها، للمكان الذي احتضنت به ذلك الوادي بكل حنان وهدوء.
الناس كلٌ في عمله. وأنا بينهم ومعهم. أنظر إلى وجوههم نظرة التائهة. لا أعلم أين أنا، ولماذا أنا هنالك، ولماذا معهم. لكن فقط أعرف أني كنت معهم ولست معهم. هنا ولست هنا. بينهم ولست بينهم.
هنالك كانت نظرة حائرة. لا أعلم لماذا. اسألوها علها تجيبكم، فعلها تملك (…) -
ومضات
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: ضياء مذكورالقدر والحياة
تقدم خطوة قدر كان وقدر يكون. مد قلبه قبل يديه. امسك خاصرتها وطوقها، بل صدقا تلحفها. راقصها. هي الحياة. هو القدر. حاول كل منهما أن يسرق الآخر. هي لم تنجح. استدرجها، بل أغواها. هذه حاله يستطيع دائما أن يسرقها. كان لها أن تؤمن به.
***
رحيل
يا لها من ليلة غرر به الأصدقاء. أسرج الصمت وحّزم ذكراه بالأمل ووضعها على عاتق المستقبل. قرر السفر والاغتراب عن الوطن. أين الوطن؟ "يوم كنا ولا تسل كيف كنا." لم يبقى له سوى الطلل، وغربان تنعق على قبور الأبرياء.
***
تمائم العشق
قبلت (…) -
غمضة عين + كتالوغ بالعربية للحياة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: عصام عقرباويغمضة عين
مللت من البحث عن سعادتي المشروعة، ومن غربة النفس والمشاعر، وتعبت من الدائرة المفرغة التي أدور بداخلها، وضقت ذرعا من السراب الذي احسب عنده الرواء، ومن اعتقادي بان كل ما يلمع ذهبا. لذا سأكف عن تأنيب نفسي واقتنع بنصيبي، لا بد من التغيير ولا بد أن تنبع سعادتي من داخلي حتى تخف معاناتي. وقد يكون ذلك خيرا لي، فالخير لا يعلم به إلا الله، فلم التفكير وقد يأتي وقت على الإنسان يظن فيه أن كل شيء انتهى، ولكنه يكتشف أنها البداية. فبين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
::
كتالوغ (…) -
حروف في قبضة الذاكرة
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: جليلة الخليعللكبار فقط
ولأنهم الكبار، نظل نتلعثم في عقدة البوح، نكرر الكلمات إلى حيث لا مرمى، والأهداف نتلقفها بقدم الخيبة.
نعيد تصفيف شعرنا حتى نظهر بما يليق لمن لا يليق، ونعاود الكرة، وللمرة الألف نظل صغارا في زحمة التجاهل.
نستعيد ريق الوجع بطعم المرارة، والصوت المنكسر بالداخل يخرج إفرازاته بلون الهزيمة على لوحة شردتها السريالية في عتمة الزمن الذي يعاني من مغص حاد، وما زال الوجع يطلق صافرته، والآهات تعبر مجرى النزيف.
يأفل النور المعلق بسراج الحلم، نودع في كل لحظة رفة فرح زارتنا ذات إشراق، (…) -
مـلـكـتــي
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: آلاء محمد كاملأعيش في منتصف مملكتها. قلبٌ مليء بالعطاء، ينثر عطر الياسمين في كل مكان، تسمع الضحكات في أرجاء المكان، تشعر بدمعاتها بغضبها بخوفها وبحبها، ولكن لن تشعر أبداً بالكره من ناحيتها، فهي لا تعرفه مطلقاً.
في صغرك هي لك. في شبابك هي لك. في كبرك هي لك. هي دائماً لك، فأنت تسير معها وبها، فلن تقوى على العيش بدونها. فراقها كنزع الروح من الجسد.
ناعمةٌ هي كنسمات الهواء، تمشي بكل رفق وهدوء، في يديها كلمات حب وحنان، وفي شفتيها دفء وعطاء، وفي حضنها شجنٌ ثائر، وفي عينيها دمعتا اشتياقٍ ورضا وبسمة لن تزول. (…) -
رسائل ليست للنّشر
25 آذار (مارس) 2015, ::::: غانية الوناسبريد مستعجل
إلى شخص لم أكتب إليه منذ بدأت الكتابة، وربّما أكثر.
كيف أنت أيّها المسافر طيرا شريدا لا تهدأ ولا تستقر؟ كيفَ عالمك المؤثّث بالغيّاب أبدا؟ أما زال باردا كما كان؟ أما زال دفء قلبك ثلجا، كلّما حاولت كسر الجليد من فوقه، استحال عاصفة تحيلني على هامش الوجع، معلقة على مشجب الإهمال، غير مدرجة ضمن قائمة الاهتمام؟
قل لي أيّها الغريب، كيف نبضك منذ زمن الرّحيل الأول؟ ألا زلت تؤمن بأن الصدف وجدت ليصدّقها الأغبياء؟
أتعرف، ما زلت غبية أصدّق أن صدفة ستجمعني بك آخر الزمان، وأنّ كلّ (…) -
وصية ونصوص أخرى
24 آب (أغسطس) 2013, ::::: نورة صلاحمربع ودائرة
كتب لها رسالة يقول فيها:
في دائرتنا التي رسمناها بالأمس وقفنا بالمنتصف، نقيس الدوران والتعب الذي عشناه بالحياة، إننا بحاجة لانفتاح وتوسيع الدائرة أكثر، حتى لا تضيق علينا وتخنقنا. لندفع محيطها للخارج حتى تتسع أكثر فأكثر.
هي استلمت رسالته بمغلف "مربع"، كلاهما يتسع بشكل مختلف دون أن يدري.
غيمة
فقيرٌ ألهمه حلمه أن يفطر غيمة، استعد لوجبته الصباحية وكلما هم بالتهام واحدة فاجأته شمس عنيفة من خلفها.
وصية 1
ترك لها وصية على باب بيتها؛ لا تقطعي شجرة الشوق بيننا، وإن فعلت (…) -
نحن والقاع
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: الهادي عجب الدورالصورة الأولى
معناها في شقشقة العصافير، وشعاع الصباح، كالخرافة العنيدة والأساطير القدسية البعيدة. سمعناها في أمواج البحر الهادرة بشجي وفتون. سمعناها في حفيف الشجر، وفي جوف دموع الشعراء، وفي عبق الزغاريد القرمزية المنقوشة تمثالا على مسامات قوس قزح، وفي أحلامنا السرمدية.
سمعناها في أنغام الوتر، وقيثارة الصباح، وفي رعشة الانتماء الكبيرة. هي وطن مليء بالأشجان البضة والدعابات الرقيقة والألحان الدافئة والأحزان الغامضة والدموع الرمادية والشموع الباردة والرأفة والحنان. لمحناها في الأفق البعيد (…) -
شــرخ
1 أيلول (سبتمبر) 2019, ::::: هدى الدهانكلنا في هذا الوقت نبني أسوارا حولنا. كل مما تَوفر له من طاقة واحتمال وتجارب مؤلمة وخيبات أمل في الآخرين. نبنيها من خشب فَتُبلى بفعل الزمن، أو من طابوق فتتعرض ربما للخلل بسقوط إحداها، فَتُحدث ثقبا يستغله الآخرون، أو من زجاج فَيَسُهل كسرها وتَسهَل رؤية أرواحنا عرايا من خلالها، أو من قضبان فَيَسُهل التسلل منها وإليها بلا أثر، أو من حديد، وبفعل الثقة والحب في المكان الخطأ، يتعرض هذا السور للصدأ. فقط من يبني من كل واحد منها سورا يضمن السلامة، ولا ضمان للسلامة إلا بالموت.
وهل هذه حياة حين نضع (…)