عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

هدى الكناني - العراق

سنونو مهاجر


سنونو مهاجر

أتراك حائر كحيرتي، لا تدري إلى أين سيقودك الدرب؟ دلني إليك لنترافق إلى حيث لا ندري. لا تخف، لن أتعب، فقلبي سنونو مهاجر لا يكاد يستقر في بلد، حتى يقرصه برد العواطف وتغرقه أمطار تبكي ندما وقصائد، فيضع شظايا روحه على أجنحته الصغيرة ويسافر، باحثا عن دفء عينين ضاعتا منه بين أطلال ألف خاطر وخاطر، تاهتا بين أوطان وطرق بلدان معفرة بتراتيل أمل. يبحث ويبحث علّه يجدهما. حينها فقط، سيعتزل الترحال والألم.

قلب مرتهن

قلبي مرتهن بدين قديم. مر الزمان وهو يسعى لتسديده بنزيف دموع وآهات. أما حان الأوان ليكون طليقا؟ ألم يفِ دينه بعد؟ أم تراه سيبقى حبيس دين غير قابل للسداد؟ ألا من سبيل لفتح، ولو كوّة صغيرة للمسرات؟

نسيج على نول أمنية

نسجت من خيوط أحلامي على نول أمنية وجلة دثارا لونته بمسبحة أيامي. أغمض عينيّ وأتهيأ لألملم شتات نفس، بعثرت وأكلها برد عمر وأوهام، لأتدفأ تحت الدثارِ، فتهتاج ذكراك وتضج حيرتي، فيلسعني برد جليدها الدامي. يرفع عني دثاري ويجرني إلى برد وإعصار كورقة لفظها غصنها وسلمها إلى ريح تتلاعب بها يمينا وشمالا ولتُرشَق بكل ما في جعبة العاصفة من أحجار هائجة وأغصان ومذر.

نجم بعيد

يا نجمي القطبي، وإن بعدت عني آلاف السنين الضوئية، يكفيني أني ما أن أرفع عينيّ، حتى أراك وتراني وإن كنت حبيسا في قبتك العالية، تحرسك آلاف الكواكب والأفلاك وأنا حبيسة حياة ماضية تتكرر، لا إفلات من مللها. يا من ترسل نيران قلبك فارسا أيهم جسورا على مهرة من أمل ونور، سأترك لك عينيّن لن تمل التلويح والنظر، وآتمنك على قلب ضجيجه الأمل وسقمه الحرمان.

سؤال حائر

لم حين أركن إلى السكون ولا أرد على سؤالك، وحين ترتديني حيرتي، تفرد أسئلتك على طاولتها كما تفرد الثياب، لتكوي بنار عينيك صوتك وشكك تكويني؟ لا تستشط غيظا وتثب مبتعدا عني، فأخافك. هلا سألتني ما بك، علّ كلماتك تطفي نيران حيرتي وتطمئن قلبي؟ لا تكن قاضيا ظالم لأنوثتي الحائرة بين سرِ وإعلان.

أحبك كلمة لا تقارن بما أكنه لك في وجداني والخاطر. أتدري أن حروف أسمك تدور في زوايا الروح كالكواكب السيارة التي تأبى لمدارها أن تغادر، وأن جرحك غائر في قلبي، سرمدي لا يشفى إلا إن عمدته ببحر عينيك.

لا ترحل. سأجيبك وأبوح لك عن حب هادر تحت غلال دموعٍ وصمت حائر. هل عرفت الآن لم أتوجس الحيطة والحذر؟ ها قد عرفت، فأرني ما أنت فاعل؟

D 25 تموز (يوليو) 2014     A هدى الكناني     C 6 تعليقات

5 مشاركة منتدى

  • وهل السنونوات وحدها من يهاجر! فهي وكما نعلم من الطيور المهاجرة وهذا يعني ان هجرتها امر مفروغ منه.
    فالقلوب ايضا تهاجر عندما تحب و تعشق تهاجر باجنحة الخيال الى عالم الاحلام الوردية كي تلتقي بمن سكن القلب وملكه كامير متوج على عرشه لتطير معه في ملكوت الخيال والرومانسيةو تتحول نبضات القلوب الى اجمل الالحان وبهذا تزول حيرة القلب الذي اصبح كالسنونو المهاجر .بوركت وسلمت يداك ياهدى سعدت بقراءة ماتكتبين اتمنى لك دوام النجاح والتألق ان شاء الله.


    • أحلام مهدي من العراق
      لا ياعزيزتي
      لسن السنونوات وحدهن من يهاجرن . بل القلوب وحتى الحناجر
      تهاجر طربا وترنيما بين تراتيل الامل او حزن مثابر.
      كم لكلماتك وقع جميل في القلب والخاطر. دوما يسعدني انك تتفهمين قلمي وتحسينه باحساس شفاف مرهف كالندى الذي يزين خدود الازاهير وقت الفجر، هكذا قلمك ينثر الرقة على كلماتي.
      دام مرورك سيدتي

  • من السنونو المهاجر إلى السؤال الحائر ، غصة تستجمع حروفها ، لينهمر البوح بالحنين ، ويلتسع الحرف بنار الشوق .
    هنا الحيرة تلبس أكثر من ثوب ، وتطال أفق التعجب باستدارة استفهام ، لتعلن عجزها عن التقاط نجمة جواب تشفي غليل السنوات التي تستعيدها الذاكرة في لحظة وجع .
    هدى الكناني المبدعة ، خواطر تستوقفنا ، وتنعكس فيها صورنا بأكثر من مرآة .
    تقديري الكبير ومحبة.


  • كم هي الكلمات التي نقولها؛ قف هنا؛ قف بقربي؛ قف بجانبي ولا تغادر روحاً كانت تتنفس لأجلك؛ تترجى الغد ليأت لترى سعادتها شغفها وإحساسها؛ كم هي عبارات الرجاء التي قيلت وكم من الأحلام التي رسمت؛ تخلى عنها الورق؛ وتنكر لها الرصاص؛ فانزلقت تماماً بلا أهمية تذكر .. فعن أي حيطه وحذر يمكن أن يفهمها من يهم بكل ما ذكرنا ضارباً إياه في عمق القطيعة والبعد .. أعجبني النص الأخير حقاُ ذكرني بشيء كنت قد نسيته لكنه عاد ..ابدعت فقد حط طائر السنونو قريبا مني يحمل كل هذا الروح إلي


  • كم من نار استحالت رماداً الا نار شوقي لعيناك وانا الفتاة التائهة بين سمار وجناتك يا رجلاً استحلَ قلبي بهدوء ... احببتُ نصكِ الاخير


  • عزيزتى هدى ..الهجر والفراق يطلان من نصوصك التى تنبض بمشاعر فياضة ورومانسية ندرت في هذا الزمان ..دُمتِ ودام تألقك ..تحياتى وتقديرى


في العدد نفسه

كلمة العدد 98: كيف تقاوم مشروعا استعماريا استيطانيا؟ غزة نموذجا

مفهوم الأدب والأديب عند الرافعي

المصطلح النحوي والبلاغي في الموروث العربي

أرض وسماء: قراءة

محمد خميس يكتب على صفحة روحه

بحث



5 مختارات عشوائية

1.  قضايا وشخصيات يهودية

2.  الأدب الجزائري القديم ج2

3.  قصتان: مهذب ومتسخ + لماذا لا يرتاح؟

4.  شتاء، بحر وأشياء أخرى

5.  الْعَنَاصِرُ الدِّرَامِيةُ وتَشَكُلاتِها الفَنِّيَة

send_material


microphone image linked to podcast



linked image to oudnad.net pdf_xive
linked image to oudnad.net/dox