عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

أوس حسن - العراق

الظل: مسرحية من فصل واحد


أوس حسنالمشهد الأول

تفتح الستارة على مكان معتم وتسلط إنارة جزئية على الشخصيات وموقع الحدث وفقا لمجريات ومتطلبات المشهد، وبقية المكان يلفه الظلام.

الشخصيات:

=1= رشيد حقي (شاعر وأديب ومفكر).

=2= مرآة.

=3= دمية.

المكان: طابق علوي في بيت قديم، مرآة قديمة جدارية على حائط متهرئ ومتشقق، دمية كبيرة مركونة في إحدى الزوايا، كرسي وطاولة عليها كتب وأوراق متناثرة، مصباح في الطرف الأيسر القريب، رجل طويل في منتصف الأربعينات، يبدو أكبر من عمره محني الظهر، وتظهر تجاعيد على وجهه، وقسم من الشيب غطى شعره ولحيته، يرتدي قبعة بنية ومعطفا طويلا أسود وبنطالا كحليا، وحذاء بنيا متسخا، له عينان غائرتان، ولحية كثة طويلة توحي بأنه مثقف وأديب.

رشيد (بانفعال وتوتر ينفث دخانه ويمشي مشية قلقة غير متزنة يرفع رأسه ويومئ بيده إلى نقطة في السقف): آآآه أيها العالم! ما زلت غريبا عنك، وحيدا أصارع الوجود وآلام الحقيقة. لم يعد ظلي يتبعني، وأنا لم أعد أتبع أحدا، وحده الليل غابة من الظلال الغائبة والهاربة.

المرآة: لقد أفنيت عمرك في هذا الكلام التافه السخيف. عشرون عاما مرت من حياتك، وأنت لا تملك بيتا ولا زوجة ولا وطنا. لم يكن الماضي لك يوما ولن تمسك بمستقبلك الهارب، أنا اشفق عليك كثيرا لأنك مهدد بالانقراض.

رشيد: أنا الذي خلقت من العدم، وجئت إلى هنا مجبرا، لأنني تحملت وزر الخطيئة الأولى، والخديعة الأولى، سأبحث عن الحقيقة، عن سرها المكنون، سأبحث عن تلك الأرض الخرافية، الأرض التي وعدت بها، الأرض التي لا تظللها سماء مطرزة بالنجوم، ولا قمر أحمر ملوثا بخطاياها.

الدمية (بصوت رفيع ونبرة مرتفعة): رشيد، أيها الحالم البعيد، ذو الفكر السديد، رشيد يا صاحب الحقيقة الضائعة، والموهبة البارعة، رشيد يا صاحب الظل المفقود والفردوس الموعود، رشيد... رشيييييييد

المرآة: أنتِ دمية، وستبقين دمية إلى الأبد، يحركك متى شاء، وأنّى شاء، ويستطيع أن يفعل بك ما يشاء، ينفخك، يحشوك، يصرخ بأذنيك ويملأ رأسك الإسفنجي بهذه التفاهات التي تسمى أدبا، ثم يمزقك، ويرميك أشلاء في الفناء أو إلى ماعز الجبل.

رشيد: مهزومة دائما أنتِ أيتها المرآة اللعينة، هل هذا لأنك هرمت وانطفأ وهجك؟ ألا تذكرين مرابع الطفولة الخضراء، عندما كانت أمي تمشط ضفائري الشقراء أمام ناظريك؟ هل تذكرين الطفل الصامت المسكون بالأسئلة؟ هل تذكرين دموعي، اختلاجاتي، انفعالاتي، وفرحي المؤجل في كل يوم؟، هل تذكرين أضواء المدينة الساحرة وهي تتلألأ في وجهك الفتي آنذاك؟ هل تذكرين أناشيد بيتنا القديم وأحاديث المساء الخرافية؟، هل تذكرين تلك الدمية كيف كانت تنام على صدري وتمسح عن خدي دموع الليل؟ هل تذكرين الخوف وارتعاشة الشفتين وتعرق اليدين؟ هل تذكرين الذكرى الأولى التي كتبتها على جبينك؟ كتبتها بأحمر الشفاه. هل تذكرين؟

المرآة: نعم واذكر كيف أن كلب العجوز (راشيل) تبول في أذنيك ذات ليلة وأصبحت بعدها ثلاثة أيام لا تسمع شيئا، ليتك بقيت أطرش، لأرحت نفسك وأرحتني من هذا العذاب. على الأقل سيكون لديك راتب الآن من الجمعية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة. أفضل من هذه التفاهات التي تلقيها في اتحاد الكتاب والمجانين والمعتوهين.

رشيد: معتوهين؟ (ينظر باستغراب وتساؤل ويشير بإصبعه إلى نفسه).

المرآة: وهل تسمي من يرتدي حذاء أحمر، وبنطالا أزرق مثقوب الجيوب، وقبعة صفراء، ويتمشى بين الناس لكنه غائب عنهم تماما في عوالمه يضحك ويبكي في نفس اللحظة، يهيم في الدروب، ولا يعرف أين تأخذه الريح، هل تسميه عاقلا وسويا؟

رشيد (بانفعال وغضب يقترب من المرآة): سحقا لك ولوجهك البائس الصدئ؛ ألا تعرفين من أنا؟ أنا الذي سأجعل الفردوس ينحني لتراتيل الشعراء، والشمس تغفو تحت وسائد الحالمين. أنا صاحب أكبر هزة معرفية في هذا الكون. هل عرفت الآن من أنا، ومن أكون؟

المرآة (تضحك بسخرية): نعم، ههههههه. مخدوع، موهوم، مجنون.

الدمية (بصوت رقيق وحزين في نفس الوقت): طفل بريء وحنون.

الثلاثة معا (بصوت واحد): نوووون.

رشيد: أنا قدمت للبشرية أكثر من خمسين كتابا ما بين شعر ورواية ومسرح وترجمات عن اللغات الأخرى، سيبقى العالم مدينا لي لمئات السنين. وأنت تتهميني بالجنون.

نعم أنا مجنون. مجنون. مجنون (يصرخ ويتجه نحو الجمهور).

نعم مجنون (بصوت هادئ، يجلس بركبتيه على الأرض، ورأسه محني إلى الأسفل): لأنني أرى جميع الأشياء بوضوح تام، وبحكمة العارفين الذين أرهقتهم نبوءة الانتظار وحلم الخلاص الأبدي.

المرآة: أنت لا ترى سوى الظلام، والتراتيل الباردة التي ترددها الأشباح، أنت لم تقدم شيئا سوى الحزن والخوف والعبودية والموت اليومي المتكرر للإنسان. الحالم بغد أجمل، هو وحده قادر على تغيير العالم. لن تنتظر الأرض أحدا، فطوبى للمتأملين الغارقين في بحر عميق من السكون.

رشيد (بانفعال واضح، يصوب نظره إلى أعلى ويومئ بيديه أثناء الحديث وهو يذرع الأرض جيئة وذهابا): أنا أنرت الطريق إلى الحقيقة وأوقدت لكم دروبها المليئة بالظلام بقناديل الألم. وستبقى هذه الروح متوهجة دائما بجميع جراح الأرض ما دام فيٍّ عرق ينبض، ودم يسري، وقلب يخفق. الإنسان يباع في كل مكان، والبضاعة القيمة هي ضمائر على أرصفة الطرقات. لم أكن يوما ضمن أقدار الآخرين المعتمة، ولم أسقط في رغباتهم اليومية الدنيئة، ما زلت محافظا على أصالتي وجوهر وجودي. الزمن القادم هو زمني، هو ذلك الزمن الذي ستردم فيه الفجوة بين الإله والإنسان، والوشم الذي سأتركه في جسد العالم سيكون مؤثرا وعميقا.

المرآة: جزء كبير من الحقيقة، يكمن في بساطة الأشياء، في قوة اللحظة، في التحرر من عبودية الفكر والجسد، في الإيقاعات الخفية التي يعزفها القلب وترقص عليها الروح، ليس للحقيقة ظلال كما يدعون، وليس لنا ظلال أيضا، من يدعي أنه يمتلك الحقيقة يصبح عبدا لها، أو صنما في معابدها، هذا هو عقابه، ليست كل الحقائق جوهرية ومتجردة، فهناك حقائق ترتدي أثوابا سوداء، وتخفي تحت قلبها مخالب شيطانية، ستمزق هذا العالم البائس الذي يسير نحو الهاوية يوما بعد يوم، وهو يقرأ آخر فصل من فصول الحكاية الأليمة.

(يخرج رشيد سكين من معطفه، بحركة سريعة يقوم بقطع رأس الدمية، يرمي السكينة على الأرض، يرمي الأوراق على الأرض، يقوم بحركات جنونية غير متزنة، يشعل المصباح ويطفئه عدة مرات، ثم يضع يديه على رأسه كمن يعاني صداعا ويبدأ بالصراخ والتأوه، يخلع معطفه وقبعته ويرميهما في زاوية بعيدة، تخف انفعالاته وآلامه رويدا رويدا، يجلس على الكرسي، ويخرج من درج الطاولة ورقة وقلم، ويقوم بتسجيل شيء ما).

(يسود الصمت لبرهة من الوقت).

المرآة (تتمتم بهدوء مع نفسها): العقل البشري أكبر مجرم عرفه الوجود، جزار ماهر للطبيعة، وفي نفس الوقت هو الوجود كله، هذا العقل الذي ابتكر العلوم والفنون والفلسفات، هو ذاته الذي ارتكب أبشع الجرائم والمآسي وعمليات الإبادة الجماعية، وهو نفسه كان قادرا على تزييف وعي شعوب بكاملها، المشكلة في الإنسان، هذا المخلوق الغامض، تكمن في الزمن. كيف يتحرر من الزمن عندما يستوطن عقله ويسري كتيار كهربائي بين الماضي والمستقبل فيفقد لحظته السرمدية، التي تبقيه يقظا وحيا وخالدا. الوعي المدمر النابع من الاغتراب الوجودي، صنع آلاف المبدعين والفلاسفة والعلماء، وفي نفس الوقت صنع آلاف المجرمين والطغاة والمشعوذين الذين عرفهم التاريخ البشري، وصنع هذا المختل المجنون رشيد حقي، الذي سيبتلع الأرض ذات يوم، وهو يبحث عن ظله، ونحن سنصبح ذرات صغيرة تائهة في معدته. عليَّ أن أعيد تكوينه مرة أخرى من الفراغ في مجرة كونية لم يطأها عقل إنسان بعد.

رشيد (يتمتم بهدوء مع نفسه وهو جالس على الكرسي يسجل في الورقة): سرعة الضوءxسرعة الزمن+سرعة الذاكرة= المكان+الظل.

رشيد (مبهورا ومذهولا ويبدأ صوته بالارتفاع تدريجيا): الظل. الظل. الظل.

(يصرخ ويسقط على الأرض منبطحا): ظلي. ظلي.

(ينتفض مذعورا فجأة ويبدأ بالدوران حول نفسه؛ يلتفت يمينا ويسارا ثم يوجه كلامه للمرآة): أين ظلي؟ أنت التي سرقتيه لتخفي الحقيقة عن الآخرين، أليس كذلك؟

المرآة: أنت فقدت ظلك منذ زمن بعيد، وأنا لا أرى الظلال، لأن الشمس لم تزرني منذ فترة طويلة

رشيد: أنت تخافين الشمس.

المرآة: أنا لا أخاف الشمس، بل أثقب جدران الليل بحثا عنها.

رشيد: أنت جبانة تخافين الشمس.

المرآة: أنا قلب الشمس البيضاء، وصورتها الأزلية.

رشيد: أنت كاذبة، قلب الشمس هي الحقيقة المطلقة، وظلي هناك يسبح في أبدية عابرة، أو يتفيأ تحت شجرة في حدائقها.

المرآة: ظلال، حقيقة، أبدية، إله، فنون، علوم، فلسفة، حروب، ثورات، أمجاد، قادة، سادة، عبيد، خير، شر، أنبياء، أديان، لغات، حضارات، زمن، كل هذه أوهام وأمراض تنخر عميقا في جسد الأرض، الأرض المهددة بالفناء، المتآكلة يوما بعد يوم، لكن الإنسان سيفنى، قبل أن تفنى الأرض، هذه حتمية لكل الصراعات والتناقضات في كوكبنا.

(يخرج رشيد من الدرج عصا غليظة، يحاول أن يقترب من المرآة ببطء، يمشي متئدا مثل لص، يحمل العصا بيمينه ليهوي بها على المرآة ويكسرها).

المرآة (يخرج منها وهج أحمر خافت وصوت متحشرج رفيع وخفيف وبنبرة حادة تمتزج معها عدة أصوات مخيفة):

الظلال ترقص خلف التلال

الرأس المقطوع يتشظى أفكارا على غصون الشجر

الرأس المقطوع له ملامح القمر

الظلال ترقص خلف التلال

والرأس المقطوع له حكمة الينبوع

وصمت يهوى الرحيل في مواسم السفر

(يقترب رشيد. الهلع والخوف يبدو واضحا هنا في مشيته وحركات جسده المترنحة، ويصيح بصوت جنوني): يا الله، يا الهي أنا لا أرى شيئا، لا أرى نفسي، لا أرى ذاتي، لا أرى حتى هذه العتمة، لا أرى شيئا، جسدي خفيف، لا أحس بشيء.

يا الهي يا الله يا ... (يصرخ؛ يمتزج صراخه بموسيقى على خشبة المسرح مع عمليات متكررة وسريعة في إطفاء وإشعال الضوء الخافت على حركات جسده الذي يسقط تارة ويمشي تارة إلى أن يقترب من المرآة).

المرآة (تضحك بصوت عال ممزوج مع الموسيقى وعمليات إطفاء الضوء وإشعاله): رشيد ها هو رأسك وقد أصبح رأس دمية، وأطرافك حوافر كلب، ولك ذيل كنغر، ومعدة زجاجية شفافة، وقلب بلوري ترى من خلاله العالم كنقطة صغيرة. أنت الآن لا ترى إلا هذا النقطة الفاصلة بين العدم والوجود. أنت لست سوى فكرة لفكرة أخرى، تحرر أيها المسخ اللعين، تحرر من عقلك إلى الأبد.

(هنا تطفئ الإنارة لبرهة قصيرة وتبقى الموسيقى متماهية مع المشهد الظلامي).

المشهد الثاني (نفس المكان)

تشعل الإنارة وعلى خشبة المسرح نرى الدمية متناثرة، ممزقة، وأوراقا مبعثرة، وشظايا زجاج المرآة المكسورة. عبث واضح في الغرفة. وفي الزاوية التي كانت فيها الدمية، نرى رشيدا ورقبته المتدلية من المشنقة وعلى جسده آثار حروق وكدمات وضربات، وبقع حمراء على الأرضية، وسكينة كبيرة كان يمسك بها. المكان هادئ تماما، كأن شيئا لم يكن ولم يحدث، يسوده الصمت فقط. يخفت صوت الموسيقى رويدا رويدا.

وتركز الإنارة على جثة رشيد، وهنا ينساب صوت جهوري رهيب من ثنايا العتمة.

صوت الظل: (نعم لقد رحل، كان يحاول جاهدا أن يتخلص من كوابيس الجحيم العالق في مخيلته، وأن يحطم مرايا العالم الزائف كما كان يراه، لكن العالم تكسر على جسده قطعة قطعة، فحاصرته أصوات البرزخ لتنقذه من لعبة الدمى الشيطانية، وأناشيدها القذرة. لم يكن صامتا كما ينبغي، لكنه كان يتقن لغة البحر جيدا. يجيد رقصة الورد، ويذوب في موسيقى الكون، لم يكن صامتا كما ينبغي، لكنه كان يرى وهج الحقيقة من نافذة خفية في هذا العالم).

= = يسدل الستار = =

D 25 أيلول (سبتمبر) 2014     A أوس حسن     C 8 تعليقات

5 مشاركة منتدى

  • حقا العقل البشريّ أكبر مجرم لكنّه الوجود كلّه.طرح قيّم للماهيّة ينزع إلى التّفكر،ويدعو إلى طرح الأسئلة،وخاصة عن الأديب.


    • مليكة علاوي- الجزائر:- هل تصدقين لو قلت لك أن الفيلسوف الفرنسي بول سارتر،قد أخطأ في كثير من جوانب فلسفته الوجودية وفكرته عن العدم،وخاصة في روايته الغثيان،العدم من وجهة نظر الروحانيين،هو فرح الكينونة الأزلي،هو الإحساس بتلك النشوة الغامضة في الجسد الداخلي،أو الجوهر الحقيقي لكل إنسان،وهذا الجوهر هو جزء من جمال الله والتكوين وروعة الوجود الأزلية، دمت بكل ود/ تحياتي.

  • أوس حسن من العراق
    أن معرفة الانسان ضرورية ولكن كثرة التعمق والتفكير
    توصله الى حافة الانهيار وقيل ان الفرق بين العبقرية والجنون شعرة.
    لقد اجدت في السرد المسرحي وكذلك الديناميكية التي رافقت تطور الاحداث لتوصلها الى تلك النهاية التراجيدية كانت غاية في الروعة.قد يستغرق الاخرون الكثير من المشاهد والفصول، لكنك اختزلتها ولم تفقدها رمزيتها .
    بالتوفيق
    هدى الكناني


    • هدى الكناني من العراق:- شكرا لك هدى،وهذا ما أسعى إليه،قوة الرمزية تكمن في قوة الإيحاء،في مخاطبة العواطف والمشاعر والخيال،وليس العقل، العقل يحاول أن يشوه الحقائق،ضمن مفاهيم ذهنية وتجارب حسية،قد تكون لإنعكاساتها،أثر مدمر وسلبي على الإنسان الذي يعيش في تناغم حقيقي مع الطبيعة وطاقة الكون اللامتناهية...تحياتي لك

  • هي حال بعض الشعراء والأدباء والمثقفين والعشاق والفنانين ممن يطلقون شعر رؤوسهم ولحاهم.. ينظِّرون ويتثاءبون في جلساتهم معظم ساعات النهار؛ ويتوهون في شرود عميق. وفي الليل يستسلمون لخيالاتهم وهواجسهم ويحلمون بأدوار البطولة. وجدتُ الكثير في المسرحية مما تجدر مناقشته، ولو أنّ النقاش سيسفر أخيراً عن كثير من النتائج العقيمة التي تخيِّبُ الآمال. أخيرا تبقى ملكة الكتابة في سن مبكرة سبباً إضافياً وعنصراً من عناصر النجاح "الأكيد".. أرجو لك المتابعة المتواصلة والمزيد من الصبر والتوفيق.


    • ايراهيم يوسف -لبنان:- شكرا لكلماتك الدافئة،ورحابة صدرك وجهدك المتواصل في متابعة النص ومحاولة فك رموزه و تأويلاته،وبما أن كليناينتمي لمدرسة أدبية مختلفة،وربما أفكار ورؤى مختلفة في الحياة،لن يؤدي النقاش إلى نتائج سلبية عقيمة،على العكس أنا أرى أن هناك فرقا بين الجدل والحوار البناء، نحن دائما نحاول أن نجد مساحة مشتركة نقترب فيها أكثر،أو أرضا خصبة تزهر فيها أفكارنا المتنوعة والمختلفة،مجلة عود الند هي منبر حقيقي للتنوع والتمايز الأدبي والفكري،وتوفر لنا ساحة حقيقية للنقد البناء والجاد،إن كانت هناك بعض النقاط في المسرحية التي تستوجب النقاش والحوار،سأكون سعيدا بذلك،فلا أحب لقلبي من الحوار الأدبي بين فكرتين لتنتج فكرة ثالثة أكثر تطورا وعمقا،وهذا ما يحتاجه تماما شاب مثلي في بداية مسيرته الأدبية،/ شكرا مرة أخرى تقبل محبتي وتقديري.

  • أشكر مجلة عود الند المتميزة:- هذا النص لن ينشر في اي مكان آخر،ولا يحق لأي كاتب الإقتباس منه دون الإشارة إلى اسم المجلة والكاتب، هذه أولى تجاربي في كتابة النص المسرحي وقد حققت فيها نجاحا لم أكن أتوقعه،بعدما أرسلت هذا النص المسرحي إلى عدة روائيين ومسرحيين،سيكون هذا النص ضمن كتابي الذي أعمل على تجهيزه ودفعه للطباعة خلال فترة قصيرة،سيحتوي الكتاب على مجموعة من النصوص التي نشرت في عود الند، في حال الانتهاء من الكتاب سأرسله لمكتبة المجلة بصيغة بي دي اف،مع مجموعتي الشعرية،متمنيا من أعماق قلبي أن تبقى مجلة عود الند ذلك النبراس المضيء،الذي ينثر كنوز المعرفة على مر الأجيال والأزمان.


  • أ / أوس .. ما الدنيا إلا مسرح كبير ..وقد أختزلت ما يدور بها من احداث فى مسرحيتك ذات الفصل الواحد وأثنى على أختيارك لأسم البطل ، المرآة والدمية كلها أدوات كمل بعضها البعض لتوضح فكرتك بشكل رمزى يصل إلى كل متلقى وفقًا لثقافته وأدراكه لما يدور بالعالم من حوله وما يحاك فيه من مؤامرات وترتكب فيه من جرائم والمشهد الثانى أكد فى سطور على ما بنيته فى المشهد الأول من رؤية عميقة للأحداث الجارية حولنا ..كل التحية والتقدير لك ولإبداعك المميز


في العدد نفسه

كلمة العدد 100: عود الند تضيء 100 شمعة

"إمبراطورية النظرة المحدقة"

جدارية جرنيكا لبيكاسو

ثقافة الصورة: من الاستعراض الاجتماعي إلى البكاء الجماعي

ثقافة الصورة: ما لها وما عليها