عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

زكي شيرخان - السويد

وحدة


زكي شيرخانكعادته، صباح كل يوم، وبعد أن يتناول فطوره، ويستبدل ملابسه، جلس على الكرسي المجاور لشباك غرفته الوحيد والمطل على الزقاق. فنجان قهوته ينتصب على حافة الشباك، وسيجارته الأولى في يومه الجديد في يده، يراقب سكان الدور المشاركة لداره في هذا الزقاق وهم يهمون ذهابا إلى أعمالهم نساء ورجالا، وإلى مدارسهم فتيات وصبيانا. لا يعرف أحدا منهم إلاّ هيئاتهم دون أسمائهم.

بالرغم من مضي عدة أشهر على إشغاله الدار، إلاّ إن أحدا لم يزره من جيرانه، ولم يزر أحدا، ولا يلتقي بهم حتى خارج الدار في ذهابه وإيابه. فبحكم عمله هو يخرج متأخرا ويعود متأخرا. في النهار يخرج ضحى بعد أن يكون حتى آخر واحد منهم قد وصل إلى مكان عمله، وفي نهاية النهار يعود بعد أن يكون الجميع قد ركنوا للراحة في منازلهم.

كانت مجرد صدفة في صبيحة يوم من أيامه الأولى في سكنه الجديد أن ينظر من خلال النافذة. شده منظر الصبية يحثون الخطى نحو مدارسهم وهم ينوءون تحت ثقل حقائبهم الملأى بكل كتبهم ودفاترهم. أثار منظرهم ذكريات طفولته، وأول يوم له في المدرسة، والذي لن ينساه. كان الوحيد من زملائه الجدد يبدو منشرحا، مبتسما، بل فرحا إلى أبعد حدود الفرح، بينما البقية بين متجهم، وخائف، وباكٍ. كان يريد أن يتعلم القراءة والكتابة، لأنها، كما كانوا يرددون في البيت الذي نشأ فيه، المفتاح للمعرفة وشق الطريق في الحياة. كل هذا وغيره من ذكريات أثاره منظر الأطفال.

وسرعان ما أصبحت هذه عادة يمارسها صباح كل يوم، المراقبة. وامتدت رقابته إلى الكبار، وبمرور الوقت صار لها مستلزمات وطقوس. كرسي وضعه بزاوية محددة كي تتيح له مشهدا أفضل. منفضة سجاير. قهوة الصباح، مع أول سيجارة في بدء يومه. رف تستطيع يده الوصول إليها وهو جالس، وضع عليه آلة تسجيل صوتي يسمع من خلالها الموسيقى الكلاسيكية التي هواها في وقت بدا للآخرين مبكرا في حياته. وهو منهمك في مراقبته، كان يلحظ هيئة كل واحد منهم، وسحنته، وطريقة مشيه.

بمرور الأيام، عرف كل واحد منهم جيدا، كما أعتقد في قرارة نفسه. وتجرأ ذات مرة قائلا لنفسه: "أظن أني بتُ أستطيع أن أعرف انفعالاتهم من سحنات وجوههم". وأتم حديثه: "هذا البدين، على سبيل المثال، لا أشك في أنه تخاصم مع زوجته مساء أمس. هذا البدين، ما اسمه؟ وذلك المستطيل الوجه، ما اسمه؟ و…".

وفطن، لأول مرة، إلى الأسماء. تعارف الناس أن يتنادوا بالأسماء. هل يخرج إليهم في صباح يوم ما، ويسأل كل واحد منهم عن اسمه؟ في أحسن الأحوال سيظنونه مجنونا. فليسمهم هو. كيف سيختار الأسماء؟ المشكلة أن الاسم لا يصف الشخص. فـ "فاتك" ليس بالضرورة أن يكون حامله عدوانيا. و"ضرغام" قد يكون جبانا. كيف يختار الناس أسماء أبنائهم؟

لمعت في ذهنه فجأة فكرة. لم لا يعطهم أرقاما؟ 1، 2، 3، …، 13، …، 25. ابتسم لهذه الخاطرة. وليعطي من أجل التمييز الأرقام الفردية للإناث، والزوجية للذكور. لا بل العكس، الفردية للرجال، لأن أول الأرقام هو 1 وهو فردي، والرجل مقدم على المرأة في مجتمعه الرجالي.

ليكن أكثر دقة في التسمية. الفئة الأولى هي الأعمار ما دون العاشرة 1، 2، 3، … الثانية ما دون العشرين 11، 12، 13، … الثالثة ما دون الثلاثين 21، 22، 23، … وهكذا. إذن فعندما نقول رقم 43 فهذا يعني رجل بين الثلاثين والأربعين من عمره. و18 هي أنثى بين العاشرة والعشرين.

أطلق ضحكة عالية، سرعان ما كتمها خوفا من أن لو سمعها أحد من المارة لظنه مجنونا، وهو لا يريد أن يتهم بذلك، خاصة وإن الجميع في الزقاق من جيرانه قد وضعه في ذهنه كي يعرف ماهيته. أليس جديدا في السكن؟ وكل جديد مثير حتى تعرف كل خفاياه.

مرت الأيام، والأسابيع، وهو يرقب الجميع صباح كل يوم. أحس بألفة تجاههم. هذه الألفة تحولت إلى محبة تجاه البعض منهم، وعندما لا يرى أحدا منهم، يبدأ بالتساؤل: "لماذا 9 لم يذهب هذا اليوم إلى المدرسة؟ لا بد إنه الزكام قد طرحه في الفراش، لقد كان أنفه، يوم أمس، محمرا، وعيناه ذابلتين، وهذه أولى علامات الزكام".

"الحمد لله على سلامتكِ 26 فقد قلقت عندما لم أركِ أمس، لابد وإنكِ كنتِ مجازة؟".

"ما بالك 35 متجهما؟ اصبر يا رجل فلم يبق على نهاية الشهر إلاّ أياما وتستلم مرتبك".

"لا يا 44، كان لون شعركِ أحلى، لم غيرتي صبغته؟".

كان حواره الصباحي المعتاد مع ذاته بخصوص جيرانه يدفعه إلى المزيد من التفاعل معهم دون أن يهتم إن أحس به أحد منهم أم لا. بدأ يكره أيام العطل لأنها تبعد هؤلاء عنه، حيث لا يراهم فيها. لأول مرة شعور الوحدة الذي لازمه عبر سنوات طويلة من عمره، بدأ يفارقه. ها هو ذا أصبح له صلة تربطه بآخرين، حتى لو كانت هذه الصلة من طرف واحد؛ من طرفه فقط. يترقب الآخرين، يهتم بهم، منشغل بهم.

كان فيما مضى من زمن، من منتظري الصيف. الصيف بالنسبة له تعني إجازة من عمله، والإجازة تتيح له فرصة سفر من خلالها يعيش مراحل زمنية مختلفة من تاريخ إنساني طويل وهو يتطلع إلى بقايا القلاع وما تناثر حولها من أحجار، وما انتصب من تماثيل ونُصب لحقب زمنية متتابعة من عمر الحضارات المتعاقبة. هذه كانت متعته التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تضاهيها متعة. بينه وبين الصيف ود عمره سنوات طوال. هذا الود انقطع منذ بضع سنين، لأن السفر لم يعد متاحا له. كره الصيف هذه المرة، لأنه أيضا سيحرمه من الأطفال، والصبية حالما تبدأ عطلتهم في نهاية سنتهم الدراسية.

مرت أشهر الصيف القائظة في أول عام سكنه الجديد. هو لا يرى الأطفال الذين حرم منهم منذ سنوات طويلة، بالرغم من زواجه المبكر. علم بعد سنتين من زواجه أنه عنين. الأطباء أخبروه بهذه الحقيقة استنادا إلى فحوصات جمة أُجريت له. بعد هذه الصدمة التي فاجأته كغول أرعبه، قرر طلاق زوجته التي باتت تتبرم من حياتها، وبدأت شكواها تزداد.

لم يترك لعواطفه كبير فرصة كي تتحكم بقراره. بعد طلاقه، انكمش على ذاته. انعزل. خلق لنفسه عالما خاصا به. مملكة، هي عبارة عن قراءات متواصلة. موسيقى كلاسيكية. سفر صيفي منتظم. وظيفة تسد احتياجاته المتواضعة.

زهد الدنيا ومتعها. درب نفسه على كبح جماح احتياجاته الجسدية. أخذ نفسه بالشدة. عمله هو هدفه في الحياة. قراءاته لها المرتبة الثانية. سماعه الموسيقى لها المرتبة الثالثة في الأولويات، ثم قبل كل هذا سفره الصيفي.

أسلوب حياته، منحه إمكانية الاحتفاظ بحيويته، وحبه للحياة. شيء واحد لم يمارسه، الكتابة. بالرغم من قناعته بأن قابلية الكتابة لم تعزه، ولكنه لم يجد من المناسب أن يكتب عن خصوصياته. لم يشأ أن يكسر القشرة السميكة التي أحاط بها نفسه، حتى لا يطلع أحد على ما بداخله.

في أول يوم لبدء العام الدراسي الجديد، الذي تلا العطلة الصيفية، كان قبل ليلة قد هيأ نفسه لاستقبال هذا اليوم، الذي يعني له أنه سيلتقي بمن أحبهم. سيلتقي بهؤلاء الأطفال والصبية واليافعين بعد غياب طال عليه.

جلس كعادته في مكانه المعتاد. خرج الجميع. ذهب الكل إلى المدرسة، وهم يرتدون ملابس جديدة. حقائبهم ما زال البلى لم يمر بها. وجوه نضرة. ضحكات تصل مسامعه. الكل ما عدا 7. أين هو؟ في اليوم هذا، لا بد وأن النوم قد غلبه.

تطلعت عيناه تتفرس الوجوه. بعضها لم يعتدها. هذا هو اليوم الأول لهم في المدرسة. لم يكن يراهم في الموسم الدراسي المنصرم إلاّ لاهين في الزقاق يلعبون، أما اليوم فهم محمّلون بحقائبهم في رحلة دراساتهم الطويلة التي قد تستغرق البعض منهم أكثر من عشرين عاما كي يبدأوا حياتهم العملية. يوم يستلمون الأمانة ممن قبلهم، ليواصلوا بناء وطنهم الذي لم يجد في قلبه حبا أكبر منه.

كان بإمكانه أن يتقاعد منذ سنوات، كالكثير من أقرانه، ولكن حبه للوطن دفعه إلى حب العمل. هو لم يعد يجد غير العمل وسيلة للتعبير عن هذا الحب، وإن كان لا يجرؤ على إعلان رأيه خوفا من أن يهزأوا به. لم تعد مثل هذه المفاهيم تعني الكثير للكثيرين ممن يشاركونه في الوطن.

مر ما يقرب من ساعة قبل أن يرى 7، وهو يجرى مسرعا نحو المدرسة. لم يبق أحد من أقرانه إلاّ وقد جلس على المقعد في هذه الساعة. لا يوجد أحد في الزقاق غيره، ولا يسمع صوتا غير وقع أقدامه. ابتسم فرحا. ليس المهم أن يكون متأخرا في اليوم الأول، بقدر ما يكون بخير. ها هو ذا يمر من أمام الشباك دون أن يلحظ إنه يراقبه.

فجأة تعثر الصبي. سقط أرضا. ندت منه آهة اعتصرت قلبه. تحولت الآهة إلى حشرجة، ثم بكاء. اتكأ الصبي على يديه يريد النهوض. سقط مرة أخرى. انكفأ على وجهه وهو يمسك ركبته اليمنى. سمع صوت بكاء يكاد يكون مكتوما. انتظر قليلا متوقعا أن ينهض الطفل، لكنه لم يفعل. إنه يتململ ألما. رنا بنظره يمينا ويسارا عل أحد يراه. لا أحد في الزقاق. بدأ القلق يساوره، وهو يرى الطفل يعلو بكاؤه، والألم يشتد به.

لمح دما يسيل من وجهه. لم يجد بدا من الإسراع إليه. ما أن أصبح في الزقاق حتى أعاد النظر يمينا ويسارا عله يعثر على أحد يقدم يد مساعدة للطفل. كل الأبواب موصدة. لم يجد بدا من الانحناء عليه. لمح في نظرة الطفل توسلا بان في عينيه. حمل الطفل بين ذراعيه. دم يملأ أنفه، وفمه. وجه مصفر صفرة الموت. تدلت رجل الطفل. لم يعد يسمع له بكاء. أسرع به نحو إلى الداخل. أرقده على السرير. جاء بقطعة قماش مبللة، وهو يحاول أن يهدأ من روعه. مسح الدم من ركبتيه، ومن وجهه، ويديه.

شفة الطفل العليا أصيبت بجرح غائر. وضع قطعة قطن كبيرة على الجرح، وطلب منه أن يضغط عليها بأسنانه. ووضع قطعة قطن في منخره النازف. ثم بدأ يبحث عن أماكن الخدوش والجروح في جسمه، ويضمدها له بوضع المطهرات، ولفها بلفائف. كل هذا والطفل مسلم القياد له لا يتأوه. لا يأتي بحركة. لا يعترض، فقط ينظر إليه وكأنه يريد أن يشكره بنظراته البريئة. هو يحاول أن يخفف عنه بابتسامة يخبأ خلفها قلقه عليه، وألمه على ما أصابه.

ما يقرب من ساعة مضت، والطفل راقد على السرير، وهو يجلس إلى جانبه، كل ما يستطيع أن يفعله هو أن يبتسم. لم يعتد التحدث مع الأطفال. لا يعرف أسلوبا للتعامل معهم. كل ما يعرفه هو أن ينظر إليهم عندما يراهم.

توقف نزف أنفه، وتوقف نزف لثته. جاءه بعصير وطلب منه أن يشربه، وسأله فيما لو يستطيع الوقوف. نهض الصبي. بدا وكأن لا شيء هناك سوى آلام الخدوش، والورم الذي بدا واضحا للعيان يعلو شفته. طلب منه أن يذهب إلى داره، ولا يخشى شيئا. أطاعه الصغير دون أن ينبس ببنت شفة.

* * *

مساء، وبعد عودته من عمله بقليل، سمع طرقا على الباب. لم يعتد أن يزوره أحد. هو في الحقيقة، ومنذ سنوات طويلة لم يستقبل أحدا في أي من الدور التي سكنها. فتح الباب، فإذا بالطفل يمسك بيد فتاة في نهاية العشرينيات من عمرها. سلمت عليه، وبدأت تكيل له آيات المديح، وتجزل له الشكر على إعانته وحيدها. وتحمد السماء على إنه كان موجودا أثناء الحادث. لم يكن أمامه إلاّ أن يعتذر لها على عدم إمكانية دعوتها للدخول لأنه وحده في الدار. رجعت قافلة، ولسانها يلهج بالشكر.

في ضحى اليوم التالي. وقد خلا الزقاق من المارة، وحان وقت خروجه للعمل. وما أن فتح الباب حتى وجدها أمامه تقف خلف الباب تماما. سمراء، ببشرة صافية، تمتلئ أنوثة، رشيقة، عطرها يمكن أن يشم على بعد أمتار. خمّن إنها استعدت للقاء من خلال ما لبسته من ملابس دلت على ذوق رفيع. تحمل بيدها طبقا مغلفا، وهي تعتذر عن الشيء البسيط من الحلوى الذي يحويه الطبق والذي صنعته خصيصا له بيديها. سرعان ما استرسلت في الحديث معه.

خلال الدقائق القليلة التالية، علم إنها مطلقة منذ سنتين، وتعيش وحيدة مع ابنها. تركت الوظيفة لترعاه، مكتفية بالنفقة التي يرسلها طليقها شهريا، تقدم لها العديد ممن يريد زواجا بها، ولكن لم تجد فيهم ما يناسبها، وخوفا من أن لا يحنو من تتخذه زوجا على ابنها.

اعتذر منها لأنه مرتبط بموعد عمله، ومعتذرا عن قبول الحلوى لأنه لا يأكلها البتة. شكرته ووعدته بزيارات قادمة.

في طريقه إلى مكان عمله، أتخذ قرارا لم يجد ما يبرر الرجوع عنه. عليه أن يجد سكنا جديدا. لا يمكنه السماح لأحد ومهما كان أن يشاركه وحدته.

D 25 تموز (يوليو) 2015     A زكي شيرخان     C 11 تعليقات

7 مشاركة منتدى

  • رائع النص بسرديته ولعل الوحدة تكون القرار الصحيح في الحياة الفوضوية التي صار يعيشها الإنسان...


  • الأستاذ زكي شيرخان- السويد

    الساكت عن الحق شيطان أخرس. لكي أكون منصفا ينبغي أن أشهد أن "الوحدة" من أفضل ما قرأت في العدد الأخير، بل لعله الأفضل في المطلق، وينبغي لوجه الحق أن أسجل استغرابا وعتبا بالغا، في الأقل على أصدقائي وصديقاتي من القراء والكتاب، كيف نأوا بأنفسهم فلم يشيروا من قريب أو بعيد، إلى هذ الموضوع الرائع بكل المقاييس.


  • الأستاذ زكي شيرخان تحية طيبة قصة قوية التأثير ولا تقل في عمقها الإنساني عن قصص أنطون تشيكوف لك تقديري واحترامي.


  • للأسف لم أقرأ (الوحدة) الموضوع المشار إليه إلا الساعة، وهذا تقصير من قبلي. أجل هو مكتوب بحرفية عالية، من حيث المقدمة فالعقدة والنهاية المفاجئة. أحسن الكاتب الخاتمة فأوهمنا أنه سيقبل مبادرة السيدة ويتبنى الغلام كونه عقيما، لكن النهاية كانت مختلفة على عكس ما كنت أتوقع. عندما اتخذ قراره بالرحيل والتفيش عن منزل جديد. الخاتمة من أسباب نجاح النص .
    لوكانت النهاية خلاف ذلك لأخطأ الكاتب في اختيارالعنوان.

    مع صادق تحياتي

    أشكرك


  • المبدع القدير زكي شيرخان،قصة ماتعة ، ببطلها الرئيسي ، وشخوصها المتحركة خلف النافذة
    يرسم لنفسه عالما يؤنسه ، ولكنه يخشى أن يقترب منه، وكأنه يقول لا تقتربوا من وطني الذي سيجته
    بين النظرة الملقاة من النافذة ، والأفكار المختبئة الخجولة ، التي ترسم أواصر علاقةوهمية بمنظار القرب والبعد ، والمونولوج الداخلي التي تعتليه بعض الضحكات الدفينة ، رسم القاص المبدع الوحدة بمفهوم طغت عليه النفسية المهزوزة للبطل ، الذي وجد ضالته في عالمه الذي أسسه على شكل خيمة ، كلما أحس باللاأمان ، إلا وحمل خيمته ليغرس أعمدتها في مكان جديد يستأنس به ثم يغادره
    دام لك الإبداع مبدعنا زكي شيرخان تقديري والود


  • قصة إنسانية رائعة ومؤلمة بنهاية مفاجئة وأحداث لم أتوقعها.
    دمت مبدعا أستاذ زكي.
    لك كل التوفيق والنجاح والإبداع المتواصل.


  • هذا التوحد المؤلم أو المريح لا أدري؟ ما اقتنع به وارتضاه لنفسه رجل الحكاية. إن هو إلاّ متاهة النفس البشرية المعذبة. قل لي يا سيدي: أليس ما يدعو إلى الاطمئنان عن أحوال هذه الشخصية التائهة المربكة، أنه لا زال يأكل ويشرب ويتنفس، ويدخن أيضاً!؟ هذه الشخصية التي لا يخلو الواقع من مثيلاتها بشكل من الأشكال. شكرآ


    • الفاضلة ليلى ابراهيم... حالة التوحد ليست بالضرورة أن تكون عن قناعة أو رضى، فقد تفرضها فوضى التوحش.
      الأكل والشرب والتنفس والتدخين، ربما تدعو للاطمئنان، ولكن الخشية أن تكون هذه الممارسات بحكم العادة!

    • الأستاذ زكي شيرخان-السويد
      ربما كان التوحد بفعل الفوضى والتوحش كما تقول؟ لكن الإنسان السَّوي غير المتوحش مثلي ومثلك، وهو موجود بلا شك، إنما يأكل ويشرب ويفرح ويحزن. ثم يحب ويكره ويخون ويخلص ويتناسل ويغضب.. ليحيا فقط. لا لكي يموت مرتان، مرة في الحياة ومرة في الموت!!.

في العدد نفسه

كلمة العدد 110: توظيف الواقع في الروايات

بائع العرقسوس: مهنة شعبية من الزمن العضوي

موسم الحوريات ...

اللغة العربية في الثقافة الإسلامية

الأدب الجزائري القديم ج1