عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 5: 48-59 » العدد 56: 2011/02 » نبذة عن الشاعر التونسي: أبو القاسم الشابي

مختارات: محمد الأمين الشابي - تونس

نبذة عن الشاعر التونسي: أبو القاسم الشابي

ملف: تونس: إرادة الحياة


الشاعر أبو القاسم الشابيقدم أبو القاسم الشابي إلى العاصمة سنة 1339هـ (1920م) للدراسة بجامع الزيتونة في الثانية عشرة من عمره، وقد تكون سريعا، وقال الشعر باكرا (1). كون لنفسه ثقافة واسعة عربية بحتة جمعت بين التراث العربي في أزهى عصوره وبين روائع الأدب الحديث بمصر والعراق وسوريا والمهجر، ولم يكن يعرف لغة أجنبية، فتمكن بفضل مطالعاته الواسعة من استيعاب ما تنشره المطابع العربية عن آداب الغرب وحضارته.

وكانت أول نشراته في الصفحة الأدبية التي كانت ترتبها النهضة كل اثنين سنة 1342هـ (1926م). وفي سنة 1346هـ (1927) ظهر شعره مجموعا في المجلد الأول من كتاب الأدب التونسي في القرن الرابع عشر (2). وفي نفس السنة ألقى بنادي قدماء الصادقية محاضرة حول "الخيال الشعري عند العرب" كانت مادة الكتاب الذي نشر بنفس العنوان في السنة التالية.

وإنك لتجده وهو يواصل دراسته ويضع شعره في صميم حركات الإصلاح التي كانت تعتلج بها النفوس آنذاك من بعث لحركة الشباب المسلمين ودعوة لتجديد الجهاز الثقافي التقليدي، ومناصرة لحركة تحرير المرآة (3)، ودعوة للتجديد في الأدب تحتل المكان الأول من نفسه. وقد أحدث كتابه الخيال الشعري الضجة الكبرى، وأستهدف الشاعر بسببه لحملة صحفية عنيفة ثبت لها ثبات الرائد المؤمن بما يقول.

نشرت هذه الآثار في حياة والده، فلم ينكر عليه مذهبه، ووجد الشاعر في تسامح أبيه ما يعزز ويثبت خطاه.

وفي هذه الأثناء (سنة 1929م) نكب بوفاة والده المحبوب، ولقد رافقه عليلا من بلد زغوان إلى توزر مسقط رأسه، وتجرع غصص مرضه، وطفحت الكأس بموته وهو في الخمسين من عمره فاضطلع بأعباء عائلة كبيرة وأختار طريقا وعرا، فإنه —ضنا بحرية الأديب والشاعر— لم يلج باب الارتزاق من المناصب الحكومية ورضي بحياة بسيطة على رأس أسرته بتوزر حيث تزوج، ولعل هذا الذي عاناه بعضهم حين قال: "كنا نرى في نفسه الزكية مثال القناعة في أفضل ألوانها والطموح على خير وجوهه" (4).

وفي السنة نفسها أصيب بداء تضخم القلب، وهو في الثانية والعشرين من عمره، بيد أنه رغم نهي الطبيب لم يقلع عن عمله الفكري، وواصل إنتاجه نثرا وشعرا. وقد نشرت له سنة 1933 بمجلة أبولو المصرية قصائد عملت على التعريف به في الأوساط الأدبية بالشرق العربي. وإلى أبى القاسم أوكل صديقه الدكتور أحمد زكي أبو شادي تصدير ديوانه الينبوع.

= = =

الهوامش

(1) قصيدة "يا حب" (منشورة في ديوان أغاني الحياة).

(2) الكتاب من تأليف زين العابدين السنوسي.

(3) أيد أبو القاسم الشابي صديقه الطاهر الحداد مؤلف كتاب امرأتنا في الشرع والمجتمع الذي أثار ردودا حارة وسخطا عنيفا.

(4) مجلة العالم الأدبي تشرين الثاني/نوفمبر 1934.

المصدر: ديوان أغاني الحياة. الناشر: الدار التونسية للنشر. تونس 1970.

D 1 شباط (فبراير) 2011     A عود الند: ملفات     C 0 تعليقات