فنار عبد الغني - لبنان
عود الند أسرتي الكريمة
اعتبر نفسي محظوظة بالتعرف على أسرة عود الند، وأشعر أنني أكثر حظاً لأني تشرفت بمشاركة الكتابة فيها. كنت أكتب القصص وأودعها بين كتبي لعلها ترى النور يوما. وأنا لم أكتب إلا قصصاً حول قضيتي وفي هذه المناسبة، أحب أن استخدم كلمة قضيتنا لأن قضية فلسطين هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل من يمتلك شرفاً وضميراً في هذا العالم. إذا، أحب أن أكتب قصصاً عن قضيتنا وانعكاساتها على مختلف أوجه حياتنا في دول الشتات.
نحن مشتتون في جوانب كثيرة من حياتنا: مشتتون من دواخلنا، نبحث عن حقيقة وجودنا وعن أنفسنا. مشتتون في الداخل ومشتتون في الخارج. نبحث عن حبل خلاص. وكل منا وجد حبل خلاصه وفقاً لثقافته ومعتقداته أو وفقاً لمصالحه النفعية أو أهوائه وآخرون وجدوا خلاصهم في التقوقع على ذواتهم وغيرهم أحرقوا مراكبهم وولوا فارين بعد أن أجبروا أنفسهم على قمع أدنى فكرة أو أدنى شعور ممكن أن يذكرهم بأصولهم وهؤلاء الذين لا انتماء لهم.
وجدت ضالتي في عود الند. أنها جسر طويل ممتد، يمر عبر عوالمنا الداخلية ويقربنا من بعضنا البعض ويعطينا فرصة التحاور مع بعضنا البعض بشكل حضاري. تعرفت على أسرتي عود الند من خلال أستاذي الكاتب جابر سليمان. هو من شجعني على النشر ولا أنكر أن أختي التي تصغرني بثلاثة أعوام هي أول من شجعني على الكتابة وهي من قامت بنشر قصصي الأولى وإرسالها إلى المجلات. وقد ربحت أول قصة نشرتها لي وكانت تدور أحداثها عن قصة لقاء جدي بأقربائه القادمين من عكا إلى الحدود اللبنانية –الفلسطينية. وبعد ذلك تشجعت وأخرجت الأفكار من رأسي لترى النور.
وبعد ذلك تعرفت على أستاذنا الدكتور عدلي وبدأت رحلة الكتابة، وأنا أشكره من كل قلبي لأنه أتاح لي فرصة التعرف على نفسي واستبطان واستخراج خباياها – لقد جاد عليّ بوقته الثمين وكان يجيب دائما عن أسئلتي. وأنا تعرفت من خلال عود الند على قامات أدبية وفكرية وثقافية أغنت تجاربي في الحياة ووسعت من ثقافتي. وأنا أشعر بالسعادة كلما قرأت لكتّاب معي في عود الند، يشاركوننا ثقافاتهم ويجعلوننا نطلع على أحلامهم وأحزانهم وآلامهم وهمومهم.
وقد بدأت فكرة الشتات والشعور بها يتضاءل عندي وحل بالإضافة معها أفكار أخرى وهذا أيضا بسبب الاطلاع على ثقافات وتجارب الآخرين. وقد احتلت فكرة الصراع الأبدي بين الخير والشر في العالم مكانا واسعا في نفسي، إذ بدأت أعيد كل طرح أقرأ عنه إلى هذا الصراع. وكل واحد منا يعيش حياته تتجاذبه هاتين القوتين. ونحن من خلال طرح أفكارنا في عود الند نستطيع تحليل ما يحدث معنا ونستطيع تقييم ما نمر به من خلال قراءاتنا للمشاركات الثقافية للكتّاب المشاركين وبالتالي نستطيع تحسين وقولبة مشاعرنا وأفكارنا.
والنتيجة التي توصلت إليها أنني لست وحدي أو ليس شعبي من يعيش حالة الشتات، فالكل يتشاركها ولكن بشكل مختلف وربما يعيشها دون أن يدري أنه يعاني فيها في زمن العولمة واستلاب الإنسان من نفسه وتجرده وتحلله من قيمه التي تبقي عليه كإنسان.
أسرتي الكريمة عود الند: أنتم في الجبهة التي تقوم بنشر الخير وأنتم صلة وصل بين أبناء الوطن العربي في مختلف أنحاء العالم وأنتم من ينشر بصدق قضايانا العادلة ويحترم مشاعرنا ويبث الأمل في نفوسنا في زمن قهر الإنسان والسعي لعولمته وجعله يتمرد على طبيعته وفطرته تمهيداً لاستعباده بمشيئته للأسف. دمتم لنا.
◄ فنار عبد الغني
▼ موضوعاتي