من الكليشهات الشائعة في الحديث عن الصحافة أنها السلطة الرابعة، وهذه سلطة غير رسمية تضاف إلى ثلاث رسمية هي التنفيذية والتشريعية والقضائية. ويفترض أن السلطة الرابعة تمارس نوعا من المراقبة على الثلاث الأخرى وتحاسبها. هذا هو المفترض أو الموقف النظري، ولكن الواقع مختلف كثيرا عن ذلك.
الواقع يقول إن الصحافة (الإعلام بمختلف وسائله) سلطة رابعا فعلا، أي أنها جزء من نظام الحكم في بلد ما، فتكون ديمقراطية بقدر ديمقراطية البلد، أو لا ديمقراطية بقدر دكتاتورية الحاكم.
حتى في الدول الديمقراطية لا تبتعد (…)
الغلاف > المفاتيح > افتتاحيات > كلمة عدد
كلمة عدد
المقالات
-
كلمة العدد 62: أدوار الصحافة: الحاجة إلى اليقظة
25 تموز (يوليو) 2011, ::::: عدلي الهواري -
كلمة العدد 85: ظاهرة اليساريين سابقا
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: عدلي الهواريانتقال الإنسان من موقع إلى آخر، وتغيير موقفه وأفكاره ليس سيئا بالضرورة، بل على العكس يمثل حالة إيجابية إذا كانت نتيجة تطور فكر، وتأمل، ومراجعة ذاتية ونقدية.
لكن الانتقال المثير للشك والكثير من الانتقاد هو الانتقال الذي لا يبدو تطورا فكريا طبيعيا، من قبيل انتقال اليساريين إلى مواقع يمينية، مع الاستمرار في كثير من الأحيان في استخدام لغة يسارية في انتقاد من لم يغادر يساريته.
أما سبب الاهتمام باليساري أكثر من غيره فيرجع إلى أن اليساري يفترض أن يكون من المؤمنين بقضايا مهمة من قبيل العدالة (…) -
كلمة العدد 42: عن دور المحرر الثقافي
1 كانون الأول (ديسمبر) 2009, ::::: عدلي الهواريكل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
ينطوي دور المحرر الثقافي (والمحررة الثقافية) بحكم المنصب الوظيفي على واجبات صحفية من قبيل اختيار الأخبار، ومراجعة النصوص وتنقيحها، وإجراء الاتصالات للاستيضاح أو لإجراء مقابلة للنشر، أو تكليف هذه أو ذاك بكتابة موضوع ما.
وفي ممارسة دور المحرر الثقافي، لا يختلف الجانب الصحفي كثيرا عن دور المحرر السياسي أو الاقتصادي أو غيرهما، إلا في اختلاف مجال الاختصاص. وعندما يقوم المحرر الثقافي بتلك الواجبات، يفترض أن يقوم بالدور بمهنية وحيادية، ولا يكون (…) -
كلمة العدد 104: الفقر والعدالة الاجتماعية
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: عدلي الهواري"الفقر ليس عيبا" قول شائع وصحيح، فلا أحد يختار أن يكون فقيرا. ولا أظن أن هناك فقيرا لا يسعى إلى تحسين أوضاعه ليصبح قادرا على تغيير المسكن، أو تعليم الأبناء والبنات، أو توفير العناية الصحية اللازمة وفي وقتها لأفراد العائلة، أو كل ذلك وأكثر. وقد ينجح فقير ما في تغيير أحواله فيصبح لديه الكثير من المال والممتلكات، وينتقل إلى طبقة الأثرياء.
يناقش ديفيد دونيسون مسألة الفقر وسبل معالجتها في كتاب عنوانه "سياسة الفقر" (The Politics of Poverty)، ويخلص إلى تعريف الفقر بأنه "مستوى معيشة منخفض جدا إلى (…) -
كلمة العدد 69: عن الانتماء لقيم
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: عدلي الهواريعندما يتعمق الإنسان في مفهوم الانتماء، سيجده فضفاضا كغيره من المفاهيم، ولكنه مفهوم شائع ويولى أهمية كبرى.
في بعض الحالات يكون الانتماء على شكل عملي كالانتماء إلى منظمة سياسية أو رابطة مهنية، بمعنى أن يختار الإنسان العضوية فيها، وممارسة ما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات.
هناك انتماءات كثيرة رسمية وغير رسمية، بعضها يكون إلزاميا ومطلوبا، وبعض آخر يتم الانتماء إليه بمحض الإرادة.
ثمة تأكيد دائم على أهمية الانتماء، ولكن سياق الأهمية يختلف من شخص لآخر، فقد يكون هناك تأكيد على أهمية الانتماء (…) -
كلمة العدد 108: دور النشر والجوائز
25 أيار (مايو) 2015, ::::: عدلي الهواري. أوصى الشاعر مريد البرغوثي، بصفته رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (2015/2014)، دور النشر بتعيين محرر أدبي ليعمل مع المؤلف/ة على الارتقاء بجودة العمل الروائي. ووردت التوصية في الكلمة التي ألقاها في حفل الإعلان عن الرواية الفائزة، وكانت من نصيب الروائي التونسي شكري المبخوت عن روايته "الطلياني" (الناشر: دار التنوير، تونس).
هذه التوصية وملاحظة أخرى لها علاقة بدور النشر هما موضوع الكلمة هذه. يقول البرغوثي في النقطة الأولى [1]:
"لاحظت اللجنة ترشيحات من دور يبدو أنها تأسست (…) -
كلمة العدد 95: "عود الند" تتم سنتها الثامنة
25 نيسان (أبريل) 2014, ::::: عدلي الهواريأمام عينيك عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، عدد جديد يفخر بتقديم نفسه إليك، فهو أولا زاخر بالمواد القيمة، إذ يضم العديد من البحوث، وثانيا لأنه مسك ختام السنة الثامنة من "عود الند"، المجلة الثقافية الشهرية، التي يلتقى فيها محبو العربية في كل مكان.
كانت "عود الند" تسبح منذ البداية عكس التيار، فهي صدرت بصيغة إلكترونية، التي كانت محل نقاش متجاهل للواقع. ولكن التقدم التقني فرض نفسه على المؤسسات التي تصدر صحفا ومجلات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية، فتوقفت صحف ومجلات عن الصدور (…) -
كلمة العدد 101: الكتابة المحايدة جندريا
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: عدلي الهواريهل الكتابة بالعربية بحياد جندري ممكنة؟
الجنس في سياق تصنيف البشر نوعان: ذكر وأنثى. وتصنف الكلمات والأفعال والضمائر في اللغة العربية إلى نوعين: مذكر ومؤنث. في اللغة الإنجليزية هناك كلمتان مختلفتان لتصنيف البشر والكلمات. في حال البشر الكلمة هي سكس (sex)، وجندر (gender) في حال الكلمات.
حُمّلت كلمة الجنس معاني إضافية، ولم تعد تستخدم فقط في سياق تصنيف الذكر والأنثى والمذكر والمؤنث. ورسخ المعنى الإضافي النظرة التي تكبل المرأة ولا تعترف بكيانها إلا في سياق مرتبط بدورها كزوجة وأم أولا وأخيرا. (…) -
كلمة العدد 79: عامان على محاولات التغيير في العالم العربي
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: عدلي الهواريتمكن شعب تونس قبل عامين من الإطاحة بزين العابدين بن علي. وبعد ذلك بفترة وجيزة تمكن شعب مصر من خلع حسني مبارك. في الحالتين كانت الحركة الشعبية المطالبة بالتغيير سلمية إلى حد كبير.
نجاح التغيير في تونس ومصر ولّد وهما يتمثل في الظن بأن كل نظام عربي سوف يسقط بنفس الطريقة، وما يطلبه الأمر هو مظاهرات تستمر بضعة أسابيع، فيضطر الحاكم بعدها إلى التخلي عن حكمه.
ورافق هذا الوهم إفراط في النظرة الرومانسية لمحاولات التغيير في العالم العربي، فكثر استخدام مصطلحات تنتجها شركات العلاقات العامة من قبيل (…) -
كلمة العدد 71: فاشية إسلامية؟
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: عدلي الهواريتزايد في الآونة الأخيرة استخدام "الفاشية الإسلامية" في معرض الامتعاض من تحقيق التيارات الإسلامية نتائج جيدة في الانتخابات في مصر وتونس والمغرب، وما تبع ذلك من ممارسات أو تصريحات في المجال السياسي أو غيره، وتزايد احتمالات تمكن هذه التيارات من فرض برنامج حكم يفتقر إلى الحريات الفردية والعامة الأساسية.
من حق أي إنسان أن يعارض الإسلاميين وغير الإسلاميين سياسيا وايدلوجيا، ولكني أدعو كل من تراوده نفسه باستخدام "الفاشية الإسلامية" إلى العدول عن ذلك لأسباب سأوجزها أدناه.
المتعصبون ضد الإسلام (…)