سيمفونية الجراح
النيران تندلع في خافقه، فيضع الجرح فوق الجرح، يثور كبركان هائج، يحمل لهفته، يدور في الشوارع والأزقة، ويفتش عن الغزالة التائهة، التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى سراب.
يدور حتى يتدحرج فوق صخور التعب، فيجلس تحت شجرة توت عتيقة، يناجي السماء، يذرف دموعا صامتة، ومن حزنه عليها تنحني وتبكي عليه قامات الأشجار، يمسح دموعه ويتساءل بحرقة والتياع:" هل ضاعت أم اختفت إلى الأبد؟
يعرش العذاب في جسده، فيشعر كان الزمن توقف، فلا الليل ينجلي ولا الصباح يكشر عن نوره، يبقى شاردا على خطوط التيه، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
قصتان: سيمفونية الجراح + سيدة القصر
1 آب (أغسطس) 2010, ::::: بسام الطعان -
تدقيق لغوي
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتأعمل مدققا لغويا، ولي في هذه المهنة ست عشرة سنة، لم أخطئ، ولم يكتشف أحد بعدي خطأ نحويا واحدا. أولعت بالتدقيق، وصرت أدقق بكل شيء، صرت - في كل عبارة أقرأها- أبحث في الوجوه الإعرابية المحتملة إذا رأيت فيها خطأ ما. صرت أرى الشارع أسطرا، و الناس والأطفال -على وجه الخصوص- نقاطا متحركة تحتاج إلى من يضبط تواجدها على الحروف. الشوارع أسطر. البقالات نصوص تحتاج إلى ضبط.. الأصدقاء نص غير مرقوم. عرائض النواب نصوص تحتاج إلى مراجعة. سائقو التاكسي يحتاجون إلى تنصيص. مخالفات حزام الأمان الموسمية تحتاج مدققين. (…)
-
في مدينة الألعاب
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: إيمان الشافعيفي مدينة الألعاب حيث يتجمع عدد كبير من قطع الشطرنج وآخر من الطاولة والدومينو فضلا عن العرائس الملونة بألوان الطيف السبعة والتي تتخذ أشكال حيوانات عدة، تجمع الأطفال والكبار طالبين الدخول لتحقيق المتعة والتسلية، فمنعهم الحراس بشدة، فأصيب الناس بحالة من الغضب الشديد واعتصموا خلف أسوار المدينة منددين بهذا التعنت الغاشم، وحرمانهم من حقهم في الاستمتاع الذي تحققه لهم المدينة بما فيها وبمن عليها، فاضطر الحراس لاستخدام بنادق المياه لتشتيت الجموع وتحقق ما أرادوا.
غير أن شرذمة قليلة منهم لم يتفرقوا، (…) -
الـــتـــيــــه
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: السيّد نجمها هنا في الشقة الصغيرة الضيقة، شقتنا التي كنا معا نعيش فيها، أصبحت وحدي مع الجدران، الأوراق المنثورة، وذكريات الأيام. هنا كنت بمنجى عن كل شئ: الأنباء الواردة عمدا، الشمس الساطعة الغافية، الريح الهوجاء، الزمهرير، الهديل، النعيق، الفحيح، الحفيف. كلها، لم أعرها اهتماما. كنت أطل من زجاج نافذة حجرة نومنا. أضحك. الأرض مبتلة، والأشجار مرتعشة، وأناس يخبئون رؤوسهم داخل فكرة النجاة، فتغوص أقدامهم عفوا في المياه الآسنة العكرة شتاء.
أطل ثانية في الصيف. أضحك. الأرض جافة، والإفريز يعلوه الغبار، وشمس (…) -
مسرحية
1 آذار (مارس) 2020, ::::: زكي شيرخانعلى الكرسي الهزاز وأمام الموقد جلس مسترخيا يراقب ألسنة اللهب تتصاعد من الخشب المحترق متمتعا بألوانها الصفراء والبرتقالية والحمراء. بين الفينة والأخرى يطعمها بقطعة أو اثنتين كلما خبت النار بعد أن يقلّب الجمر بسيخ طويل نافضا الرماد. يتناول الدفتر والقلم إلى جانبه على منضدة يسجل بعض الجمل التي ستكون عونا في كتابة ما يدور برأسه المتخم بأفكار تظل تتعبه إلى أن تصبح موضوعا متكاملا.
الجلوس على الكرسي الهزاز مراقبا تحول الخشب للهب ورماد عادةٌ يمارسها منذ سنين لا يعرف كم عددها. هي أقرب ما تكون لطقس (…) -
مذكرة يوم عادي
1 آذار (مارس) 2017, ::::: زهرة يبرمعقارب الساعة تقارب الواحدة ظهرا حين دعاها للخروج في جولة على كورنيش البحر، فكانت سرعتها في تجهيز نفسها بقدر عشقها لتلك الأماكن. وفي دقائق كانت أمام الباب. ولما استقبلهما الشارع انتبهت إلى السماء الغائمة وهمت بالرجوع للإتيان بمظلة تحسبا لنزول المطر، لكنه رأى في المظلة حملا زائدا، فالمواصلات متوفرة على المسار تُـنْجِدُهما إن أمطرت.
وبعد خطوات قليلة، ولما مازحته قائلة إنه استبق فصل الربيع حين غير معطفه الشتوي بجاكيت خفيفة وقد يبرد، انتبه إلى أنه نسي نقوده في جيب المعطف وهم بالرجوع. لكنها (…) -
أحلام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: أشواق مليباريكانت ما تزالُ على مقاعدِ الدراسة، طريةَ الشباب، قويةَ الذكاءِ، لماحة تتميزُ بالحضور، متحفِّزة الحركة، ومفتونةً بأحلامِ اليقظةِ.
عادت إلى البيتِ بعد انقضاءِ نهارٍ منَ الجدِ، لا يخلو من المشاكساتِ والضحكِ والتّسكّعِ في بهو الصفوف. ألقتِ الحقيبةَ عند الباب واندَفَعتْ كعادتها إلى المطبخِ.
"أمّي لقد عدت."
"أهلا وسهلا. هكذا بلا سلام؟"
اقْتَربتْ مِن أمّها وهي تَغسِل الأطباقَ، وطَبعتْ على وجْنَتِها قُبلَةً سريعةً، واستدركت فقالت:
"السلامُ عليكم."
"وعليكم السلام، كيفَ كان يومُك يا نور (…) -
بائع الرمل
25 آذار (مارس) 2013, ::::: زهرة يبرمبائع الرمل (1): قصة للصغار
ملاحظة من الكاتبة: تقتضي الأمانة الإشارة في البداية إلى أنني أخذت هيكل القصة "بائع الرمل" من موقع فرنسي موجه للأطفال بين سن الثالثة والسابعة (pommedapi.com)، وهي قصة كتبت قبل عشرين سنة، وكاتبها غير معروف. القصة الأصلية بسيطة تدرب على المحادثة، ولذا كانت بلا نهاية. أما النص أدناه فهو نتاج تطوير الهيكل، ووضعه في إطار تاريخي متعلق بالجزائر.
مقدمة: أغيلاس يريد أن يصبح بائع رمل. لكنه ليس إلا طفلا. هل تظنون أنه سيحقق مبتغاه؟
في عصر موغل في القدم، كانت هناك مملكة (…) -
عاشقة
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: أشواق مليباريوقف خلف سيارة النقل. ناوله زميله العامل صندوقاً حمله على كتفه. سند الصندوق بيده، ودخل إلى فناء البيت عبر بوابة مزخرفة بالحديد المشغول. صبي صغير مشى أمامه، يشير إلى غرفة في الفناء قائلاً: "هنا يا عم".
ابتسم للصبي وأنزل الصندوق برفق، وعاد إلى السيارة ليحمل آخر.
الشمس في كبد السماء، تصلي الأرض ناراً، وترفع حرارة الجو إلى "العظمى" في هذه البلاد التي تختزن صحاريها الذهب الأسود، لكنها لا تعرف الغيمة الرحيمة. مذ جاءها وهو يشعر أنه في نهاية الكوكب. تحول من مهندس في بلاده إلى حمال هنا؛ من سترة (…) -
وجع البادية
1 آذار (مارس) 2023, ::::: طارق المنيظركان المساء قد بدأ يطل والشمس تقصد مغربها. يجلس با أحمد حينها رفقة زوجته في فسحة المنزل البدوي البسيط وشجرة العنب متدلية ومثقلة بالعناقيد: منها من صار طعمه جاهزا للأكل ومنها من صار زبيبا بعد أن جفت عروقه وأخذت سحنته ما يكفي من التجاعيد.
سمعت الزوجة لالة رحمة طرقا خفيفا، فنادت على با أحمد الذي كان ساهيا وهو يُنصت لإذاعته بخشوع وتركيز: "وا أحمد، وتا تكلم نوض شوف شكون ساير يهرس في الباب".
نهض با أحمد وخطف عكازه الذي لا يفارقه مطلقا. اتجه مهرولا صوب الباب القصديري: "وابلاتي هاني جاي أو مالنا (…)