حيرة لفت الكلمات وازدحام ملأ السطور. من أين أبدا بلملمة خيوط قصة راقصة ولاعبة جيدة وأنثى متمردة ألبسها العمر ثياب النساء، وقلبها معلق بحياة الطفولة والنقاء؟
من لعبة الطفولة " الحجلة" تبدأ حكايتي، نجتمع أنا وبنات الجيران ونرسم خمسة مربعات ونتممها بدائرة كبيرة، نرمي حجرا أملس لينساب بخفة على الأرضية الخشنة، نقفز من مربع لآخر. نجاحنا أو فشلنا حدود الرسم وقياس المسافة قبل أن نزيح الحجر ليسبقنا للمربع الأخير، لعبة تدربنا عليها؛ أتقناها فاستطعنا أن نتقن الحياة وفن القفز عن همومنا مرة تلو مرة دون (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
كعب عال
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: نورة صلاح -
آلهة قريش
26 شباط (فبراير) 2015, ::::: زكي شيرخانألقيتُ نظرة على ما حوته الصالة وأنا في انتظار فنجان القهوة التي راح سامر يعدها لي. لم تتغير أية قطعة من الأثاث، لا بل أكاد أجزم أنها لم تتحرك من مكانها، حتى الرائحة ما زالت كما هي. كأني كنت قبل دقائق أربع هنا وليس أربع سنوات. عاد سامر. قدّم لي فنجانا، أخذ الآخر. جلس على الأريكة المقابلة لمقعدي. ارتسمت على شفتيه ليست تلك الابتسامة التي عهدتها.
"لا بد وأن أمرا مهما دفعك لزيارتي، متى كنت هنا آخر مرة؟"
"على ما أذكر منذ أربع سنوات".
"وزدها أشهرا".
لم أعلق، لا أحد يستطيع أن يتحدى ذاكرته. (…) -
عروس السماء
26 شباط (فبراير) 2015, ::::: غانية الوناس"زرفه"(1) العذبةُ، الرقيقةُ، الطّفلةُ الّتي كانت تركضُ في حقولِ القمحِ، تفرك بين كفّيها الصغيرتين السنابل المملوءة حبّا، وتنثرها للعصافير، وتهربُ حين تسمعُ صوت جدّتها تصيحُ من أعلى التلّة: "يا زُرفه، أبقِ عينيكِ مفتوحتين، هذا القمحُ لجوعِ الشّتاء، وليس طعاما للطيّور"، كبرت وصغرت مسافاتُ ركضها. صار الحقلُ بعيدا عن حلمِ الطّفولة الجميل، حلّ محلّها فزاعةٌ بحجمِها، تقفُ حاجزا أمام العصافير.
لما كبرتِ سريعا يا زُرفه؟ لما لبستِ ثياب العمرِ الجديدِ بدل طيشِ الطفولة، وخدلتِ للهمّ مبكرا؟
تضحك حين (…) -
يوم ككل يوم
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: ياسمينة صالحعندما استيقظت صباحا، قلت في نفسي: ليكن اليوم جميلا. كان مدهشا أن أقول هذا الكلام بصوت بدا لي واثقا. قالت لي أختي وهي ترتشف القهوة قبالتي:
"أحتاج إلى النقود لشراء ما ينقص المطبخ من أغراض."
كنت أنظر نحو النافذة متأملة السماء التي بدت لي زرقتها دعوة حميمة إلى الحب. كررت أختي جملتها كي تلفت انتباهي أن علي أن أضع النقود قبل أن أغادر البيت.
ابتسمت وأنا أشير برأسي: نعم.
قالت كأنها تكتشف موضوعا يليق لحوار الصباح:
"القطة التي كنت تعتنين بها ماتت."
توقفت عن ارتشاف قهوتي. نظرت إليها قبل أن (…) -
أربع قصص قصيرة
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: محمد التميميشكرا...
اديش كان في ناس
عالمفرأ تنطر ناس
وتشتي الديني
ويحملوا شمسية
وأنا بأيام الصحو وما حدا نطرني
كلمات سمعها بصوت فيروز لتلامس جرحا لم يندمل بعد. أطرق قليلا ليستمع للأغنية، ولكن ذكرياته أخذته بعيدا في الماضي، فتذكر المرة الوحيدة التي كان ينتظره أحد فيها تحت المطر.
كانت امرأة حسناء وكان هو صغيرها. لقد كانت أمه. انتظرته تحت المطر حتى يخرج من المدرسة. كان سعيدا جدا بوجودها، ورغم رداءة الجو إلا أنه تمنى أن تدوم هذه اللحظات للأبد.
بحث مجدداً في ذاكرته المملوؤة بالحزن. فلم يجد (…) -
الورود الحمراء
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: إبراهيم دشيريفتحت كيس النخالة، ثم أخذت حفنة واحدة فوضعتها في قصعة خشبية صغيرة، ثم توجهت نحو البئر فألقت دلوها فأخرجت ماء نميرا كالقمر أفرغته في سطل حديدي صغير، ثم رجعت إلى القصعة فصبت الماء فوق النخالة.
وما أن شرعت في الخلط حتى هرعت الكلبة تتمسح بالقصعة تحاول أن تلتهم النخالة. لكن المرأة كانت تخلط النخالة بيد وتدفع الكلبة باليد الأخرى. وما أن انتهت من الخلط حتى هجمت الكلبة على القصعة فأخذت تلتهم النخالة بشراهة تنم عن جوع شديد.
جلست المرأة على حصيرة دومية تستجمع أنفاسها، فكانت تارة تنظر إلى الكلبة (…) -
كلمات على كلس الجدار: أمّـي. يَـمّــة. آيـّي
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: ياسمينة صالحكلما مررت من هنا تتبعثر أشيائي الصغيرة، ويختلط الفرح بالحزن. تختلط الكلمات التي نقولها كل يوم بالكلمات التي نجهزها للمناسبات الخاصة والحميمة. فأجدني أتقمص هدب الذكرى. أرنو إليك طفلة تطلق ضحكتها الأولى في حضور وجهك الأبدي. كم بعثرني العمر العبثي يا يمة. كلما اعتقدت أنني اهتديت إلى شيء، أكتشف أنني أضعت ألف شيء.
أمي. يـمّة. آيــي.
لم أصدق يوما أن المدن باقية على حالها، لكني صدقت أنك مدينتي الوحيدة، وأنك النظام الوحيد الذي أمسك زمامي جيدا، ولم يبع قضيتي في السوق الموازية للعواطف الجاهزة (…) -
وجه آخر للنفاق
1 آذار (مارس) 2020, ::::: فراس ميهوبفي هذا العالم الافتراضي، كل شيءٍ جميل. في شبابي كنت معزولا، ولم يكترث بي أحدٌ. أمَّا الآن فلديَّ أكثر من ألف صديق فيسبوكي.
كنْت، وما زلْتُ، أمر بقرب النَّاس، فلا أسلِّمُ عليهم، ولا يسلمون عليَّ، أمَّا على صفحتي، فنتبادل النكز، والإعجابات، وبعض المشاركات.
أغضبُ أحياناً، فأهدِّدُ الجَّميعَ بالويل، والثبور، وقطع الصداقة، فيرتعبون، ويتراجعون عن منشورٍ غبيٍّ، أو تعليق غير مناسب.
أنا ماردٌ أزرق على الفيسبوك. وبالمناسبة، هذا هو اسم حسابي الوهميِّ. ولا أخفيكم أنِّي بالحقيقة لست بهذه الشجاعة، (…) -
الخلاص
1 كانون الأول (ديسمبر) 2016, ::::: زكي شيرخاننفض رماد سيجارته بقوة، ناظرا إلى المنفضة، يحسب الأعقاب. هذه هي السيجارة الخامسة خلال أقل من ساعتين دون أن يهدأ، أو حتى يبعد عن ذهنه ما يُصدّع رأسه الذي يحمل من الهموم ما يهد من هو أشد منه صلابة وأكثر شكيمة. يحاول منذ أكثر من ساعتين وسط دخان السجاير جمع شتات أفكاره علّه يستطيع حلا لمعضلته التي باتت تلازمه منذ أشهر لم يعد يعرف عددها.
للمرة العاشرة حدث نفسه. "لنبدأ من جديد، ولنبدأ بحل المشكلة على طريقة الرياضيات: (المفروض)، (المطلوب إثباته)، (البرهان). ماذا تهلوس يا هذا؟ أنت أمام معضلة (…) -
زوجة ثانية
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: زكي شيرخانالغضب تمكّن من الأصغر فهب واقفا. وبصوت علت نبراته:
= هذا هراء. كذب. افتراء.
وبشيء من حدة، قال الأكبر:
= لا أدري إلى متى تبقى نزقا؟ لم تعد مراهقا.
= كيف صدّقتَ ما سمعتَ؟
= تعرف أني لا أتكل على ما يُقال، ولا أصدّق ما أسمع. حتى ما أرى، أشك فيه إلى أن أتيقن. ولو لم أكن متأكدا مما سمعتم مني للتو، ما قلته. رأيتُ العقد الصادر من المحكمة الشرعية.
= أين هو؟
= عند عمو سالم.
تهاوى على مقعده. ألقى نظرة على الأوسط الذي راح ينقل القلم الفضي بين أصابعه بخفة وكأنه في عالم آخر. قال له:
= (…)