كم عمرك؟
سألها عن عمرها ولم ترد. في الحقيقة لم تتوقع أن يسألها عن عمرها أولا. كانت تريد أن تكسب وقتا قبل أن تكون جاهزة لسؤال كهذا.
قالت لها صديقتها الخبيرة في المواعيد واللقاءات:
"اسمعي. لا تتكلمي معه عن شيء تقليدي، بادري بالحديث في مواضيع تتحكمين فيها. لا تفقدي زمام المبادرة، ولا تكسري الصمت بالسؤال. اجعليه يعتاد عليك. ثم دعيه يطالب بحضورك يوميا. واجعليه المبادر للاعتراف يحبه لك."
ولكن عندما جلست أمامه ارتبكت. فهذه أول مرة تلتقي فيها بشاب تعرفت عليه عبر الهاتف. أعجبه صوتها وأعجبها (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصوص متفرقة
1 آب (أغسطس) 2006, ::::: ياسمينة صالح -
ريـحـــانة الـــوادي
1 تموز (يوليو) 2010, ::::: ظلال عدنانها هي تتلاشى. بدأتْ بالانسحاب. سئمتْ هذه الحياة؛ لا ثبات، ولا استقرار نفسيا. هي لا تعلم من تكون، وماذا تريد أن تكون. لا تثق بنفسها. هي فاشلة في كل شيء. لم تكن تريد الحياة، لكن الحياة تريدها؛ لتسقيها سما زعافا.
فاشلة، فاشلة، فاشلة. لا تستحقُّ أي نفـس تـتـنـفسه، لا تستحقُّ أن تكون أما.
أنت مهملة، غبية، بلهاء، خرقاء. ليتك لم تولدي. ليتك مُتّ لحظة ولادتك.
كانت تدور في دوائر مفرغة، وحلقات متصلة، لا تعلم لها بداية، وتخشى أي نهاية. روحها تبحث عن السلام، وأنّى لها ذلك؟ بحثت حولها عن مخرج. أين (…) -
انتظار
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: روضة الجيزانييستيقظ من نومه مبكرا. يمارس تلك الطقوس التي اعتادها يوميا. وفي طريقه لمكتبه، يجري عشرات الاتصالات. يزدهر خياله بنجاحات حققها ومازال ينتظر تحقيقها. يلتقط شريطا اعتاد على سماعه يوميا. صوت الأماكن يحرك ذكرى سنواته العابرة. يحاول أن يلتقط صورا من أماكن كانت عناوين للقيا بينهما فلا يجد سوى مساحات فارغة تشيخ أمامه اللحظات، وتصبح الأشياء التي حوله عجوزا ينتظر نهايته بكثير من القناعة.
يواصل السير. "يا أنت لم تخلق للأحياء وإنما للأشياء،" عبارة رددتها كثيرا. ظلت بداخله تجسد أمسه وحاضره، تلوح بسنوات (…) -
نصان: تواصل وكم أغبط الشمس!
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: هدى أبو غنيمةبدا عيد ميلاد الصغير احتفالا إنسانيا اجتمع فيه أطفال من جنسيات مختلفة، جمعت بينهم مقاعد الدراسة.
أقبل الأطفال حاملين هداياهم متألقين بثيابهم الزاهية، وانشغلت الأم والجدة بالترحيب بالصغار ومتابعتهم وهم يتراكضون في الحديقة. وحينما حان وقت الاحتفال أقبل الصغير لاهثا، وعيناه معلقتان بالباب قال: "لم تأت باولينا بعد. لا أريد إطفاء الشمعات الآن". بعد دقائق أقبلت باولينا ترافقها جدتها. وبعد إطفاء الشمعات وتوزيع الحلوى انصرف الصغار إلى اللعب، وجلست الجدتان في ركن من الحديقة للتحدث والمجاملة. لم (…) -
فتاة عادية
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: عود الند: مختاراتكانت الآنسة فاطمة عوض فتاةً عاديّةِ. فاطمة مثل ملايين الفاطمات ذلك لأنّه لم يحدث قط أنْ لفَتَتْ الأنظار إليها لأيّ سبب من الأسباب إلاّ في ذلك اليوم المشهود الذي سنأتي على ذكره فيما بعد.
لم تكن فاطمة قبيحةَ حتى تلفت إليها نظر موظف الاستعلامات مثلاً حين تدخل مبنى الوزارة صباحاً، فيغمغم لنفسه كما يصنع حيال منظر الموظفات القبيحات: "لا حول ولا قوّة إلا بالله." كما أنّها لم تكن جميلة إلى الدرجة التي تجعل إنساناً مثله لا عمل له سوى مراقبة الناس ينصب ظهره ويشدّ حيله كما كان يفعل حين تمر به (…) -
ليلة زفاف
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: أروى أبو مقدمنظرتُ إلى المرآة ربما للمرة المئة منذ هذا الصباح، وفي كل مرة أطرح نفس السؤال على نفسي، هل آن الأوان؟
الــزواج. كم كانت تلك الفكرة بعيدة عن ذهني بعدا تاما! كنت أسمع بها، لكن لم أتوقع أن أكون في يوم من الأيام في هذا الموقف.
عدت مرة أخرى إلى المرآة وعاد نفس السؤال. لكنه هذه المرة أصبح أكثر من سؤال. كيف يكون الزواج؟ ومتى سيكون ذلك؟ ومن هو الشخص الذي سأقضي بقية حياتي معه؟ وهل سأكون سعيدة؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها. لم يخرجني من دوامة هذه الأسئلة سوى صرير الباب وهو يفتح. التفتُ وإذا بها صديقتي (…) -
مذكرة يوم عادي
1 آذار (مارس) 2017, ::::: زهرة يبرمعقارب الساعة تقارب الواحدة ظهرا حين دعاها للخروج في جولة على كورنيش البحر، فكانت سرعتها في تجهيز نفسها بقدر عشقها لتلك الأماكن. وفي دقائق كانت أمام الباب. ولما استقبلهما الشارع انتبهت إلى السماء الغائمة وهمت بالرجوع للإتيان بمظلة تحسبا لنزول المطر، لكنه رأى في المظلة حملا زائدا، فالمواصلات متوفرة على المسار تُـنْجِدُهما إن أمطرت.
وبعد خطوات قليلة، ولما مازحته قائلة إنه استبق فصل الربيع حين غير معطفه الشتوي بجاكيت خفيفة وقد يبرد، انتبه إلى أنه نسي نقوده في جيب المعطف وهم بالرجوع. لكنها (…) -
كسكس بشحمة الإذن
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: عبد الجليل لعميريعبد السلام ، المكنى بـ "قميحة"، يعمل حارسا لمستودع الأموات بالمستشفى المركزي بالمدينة. التحق بهذا العمل منذ سنة تقريبا بعد وساطة عمه عند بعض النافذين في المستشفى. أقام خلال هذه المدة عند صديقه، وابن دواره، عبد السلام أيضا، ولكن المكنى بـ "شحيمة"، لذلك كان معارفهما والمقربون منهما يستعملون الكنيتين تفاديا لالتباس التشابه في الاسم الموحد.
شحيمة هذا يعمل بائعا للأسماك. جمعت بينهما عشرة حميمية كبيرة جوهرها عالم النساء والخمرة.
اصطاد قميحة ذات يوم – كما يقول – فتاة كانت برفقة أمها داخل (…) -
امرأة في حيرة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: طه بونيني"العَالــَمُ يَتَدَاعَى، يَهوِي بسُرعَة نَحو هُوةٍ سَحِيقَة". قالت سميرة التي تشاهد الأنباء وقد أتمّت لتوّها تحضير الغداء، وهي تتحدّث إلى زوجها الذي يبدو منشغلا بتحضير السَّلَطة وهو يُدَندِن.
"هل أصغيتَ إلى نشرة الأخبار؟" تسأل سميرة، وهي تريد إقحام وليد في الموضوع بالقوّة. وأجاب:
"الحياة فنّ، أفضّل التفكير فيما يريحني. هذا خير لي وللعالم".
وأخذ يقطِّع حبّةَ جزر بسرعة فائقة، وطبع كلامه بغمزة خفيفة تلاءمت مع ابتسامة عريضة، وكأنّه يفتخر بتقطيعه السريع للجزر على طريقة الطهاة المحترفين. (…) -
خسارات
1 آذار (مارس) 2018, ::::: نازك ضمرةهل أتاك حديث قومي؟ أجمعوا أمرهم على تجريمي ورجمي. هجروني في البداية، لم أعبأ بكل ذلك، أعيش قدري وظروفي. تجمهروا حول البيت، جاؤوا من كل حدب وصوب، تلاقت عيونهم وتواصلت نواياهم.
همهم البعض منهم وفي نيته تصرفات خاصة، وآخرون طمعا في جسدي، وغيرهم حقد قديم أو بلا حكمة، المهم إن معاداتي جمعتهم هذا اليوم وعلى غير عادة.
أهلي ومن لف لفهم من مجتمعهم لا يتفقون عادة ولا يستفهمون، وتدميرهم في خلافهم وتدبيرهم، لهذا نرى القوم في حيرة وهزيمة دائمة، يطمع الغير بهم، ويتحالفون مع أعدائهم ضد بعضهم، فهم دائما (…)