أصوات دعوات وتهجدات تسابيح وقرآءة لآياتٍ من الذكر الحكيم، ليست جلسة ذكر أو حلقة في مسجد من بعد صلاة الفجر. هي دقائق قبيل امتحان نهائي لإحدى المواد الدراسية. خوف، ترقب وقلق على وجوه الطلبة، وقاعة رغم ما فيها من إضاءة الا أنها كانت معتمة باردة. كل طالب جلس في مقعده يمارس طقوس اللحظات الأخيرة قبل بدء الامتحان.
دخل رجل سمين يشبه المعلمين في الافلام، رجل في أواخر العقد الخامس من العمر، كث الشاربين، متجهم الوجه، يلبس بدلة "السفاري" ويتأبط شرا ملف الأسئلة. يتقدم بهيبة اتجاه الطاولة المعدة مسبقاً (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
في قاعة الامتحان
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: محمد التميمي -
المسافات تغادر مواقعها لاحقا
25 آذار (مارس) 2013, ::::: حاتم الشبليبألق وتوهج استلقت علي الكرسي المجاور. كان الجو في الغرفة حارا، والمكتب البني تفرقت علي سطحه أوراق مبعثره وجهاز كمبيوتر شخصي تنبعث منه أغنية رقيقة لأمال النور. ابتسمت، وحالا انطلقت نظراتي الليزرية تتأمل في مواضع منتخبه في جسد اللوحة. تذكرت صديقي الذي يمازحني دائما: نظراتك مسمة. اشتبكت الكلمات مع بعضها وانشغلت عنها بمعاينة اللوحة، اعيين نفسي علي ذلك ببعض الكليمات النازحة، كلمه يتيمة أخرجتني من خشوعي. قالت: "زوربا".
"نعم، زوربا". قالت: "أكيد في قصة ورا الحاجة دي".
بكل تأكيد، فهو قد روى (…) -
الـصّـفــر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: إبراهيم يوسفوعلى ضفاف "دجلة" ما يزال حشدٌ من الآلهة
يتباطأ. فبعضهم برزوا من الطوفان والكتب الأولى،
والآخرون قدِموا مع الفاتحين أو التجار.
وقليل من المؤمنين في "المدائن" يحتفظون
بصلواتهم لوثن أوحد (1).
مع تحيةٍ من القلب للأخ الصديق مهند النابلسي
ترك الكتاب مفتوحاً على الصفحة التي بلغها، ثم غطى به وجهه ليحجب النور عن عينيه، وراح يستعيد في ذاكرته المشاهد العديدة التي توالت أمام ناظريه لساعة من القراءة أو ما يزيد.
كان من أشهر علماء عصره في بلاد الرافدين، منذ حضارة العهد البابلي والسبي، وسيادة (…) -
الحرف الناقص
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصأنهى الناقد الكهل قراءة روايات أحلام مستغانمي عن الجزائر، وشرع في كتابة مقالة نقدية لما قرأ. كان يريد أن يقول إن أحلام بالغت في لجوئها إلى فكرة تقليد الحياة للأدب. ففي الرواية الأولى تلتقي شابة اسمها حياة برسام جزائري كهل بترت يده أثناء حرب استقلال الجزائر، اسمه خالد طوبال، وتنشأ قصة حب بينهما. وفي الرواية الثانية تشرع حياة في كتابة رواية، وتختار شخصية يفترض أن تكون من وحي الخيال، ولكنها تبدأ بالبحث عنها هنا وهناك حتى تجدها. وفي الرواية الثالثة مصور صحفي سمى نفسه خالد طوبال حرصا على سلامته (…)
-
الـفـزّاعـة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: سناء شعلانملابسه رثّة، قبّعته قديمة، فيها خرق كبير، قدماه خشبيتان، عيناه زرّان مختلفا اللّون، وفمهُ مخاط على عجل، ولا أذنين له، وقلبه من القشّ، وخصره نحيل، وجسده مصلوب ليل نهار، ولكنّه يحبّها. لا يحبّها فقط لأنّها هي من خاطته، وزرعته في هذا المكان، ولكنّه يحبّها لأنّها رقيقة ولطيفة، ويعشق صوتها ذا الرّنين العذب كلّما غنّت.
صنعته بيديها الصّغيرتين النّاعمتين منذ أشهر طويلة، وزرعته في هذا المكان من حقل الفراولة كي يفزع الطّيور والعصافير، ويمنعها من مداهمة الحقل وأكل الثّمار، وقد قام بعمله على أتمّ وجه (…) -
روحٌ تائهـــة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: فنار عبد الغنيفي الصالة الرئيسية للمنزل العائلي الكبير، كانت تتربع كأنها ملكةٌ في حفل تتويجها. هي الحسناء التي لم تمسها خطوط الزمان. كل متأمل لوجهها الفائق الجمال يصاب بنوبة طويلة من الذهول الكلي. ذهول يشبه السحر، ذهول لم يتمكن أحد من متأملي جمالها من النجاة منه، ذهول يتبعه أرق مزمن يسكن كل روح تقترب منها.
من مساحتها الصغيرة تطل بوجه مشع وعينين ثاقبتين وجبين متمرد يواري خلفه عالما من الأسرار. أسرار عظيمة يتعلق بعضها بجذورها ،كما يرى أقرباؤها. هي لا تشبه أحداً من أفراد عائلتها. وحول جمالها الساحر، الخاطف (…) -
الفرح على تخوم الحرب
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: فتحي العكرميعرفَته المدينة شجاعا ومحبّا للضّعفاء وللمظلومين. يهاب الجميع عضلاته المفتولة. يقضّي وقته مستعدّا لنُصرة الغرباء. يتدخّل لفضّ الخلافات التي تقع في المقاهي وفي السّوق. ينتقل من حفلات الزّفاف إلى المآتم ناصحا ومساعدا.
جمّع حياته في قِيَم الكرَم فأطلقوا عليه كنية الطّاهر.
ذات توحّش، نشبت الحرب في المدينة المجاورة فقرّر الذّهاب إلى المخيّم لمساعدة اللاّجئين. ساعده جسده القويّ على تحمّل مشاقّ السّفر في صحراء شاسعة. دلّه رجل يرعى الإبل على الطّريق الذي أوصله إلى مخيّم واسع تقطنه عائلات جاءت من (…) -
نصان: صراع + أوهام
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: وسام هلالصــراع
انتقلت في الصيف الماضي مجبرة إلى بيت عمتي بالمدينة لأكون قريبة من الجامعة. البيت تسكنه أشباح من هدوء، تمتلك مهنة صنع الملل بجداره، ليس فيه أحد من عمري لأتقرب إليه، وأؤنس وحدتي به.
عمتي أرمله لديها ولد يصغرني بثلاث سنوات، لاحظت منذ بداية إقامتي تعلقه الشديد بها، وانه نسخه مطابقة من كل تصرفاتها وحركتها. لا يشبه من هم في سنه من الصبيان الممتلكين لطاقه اللعب والحراك الدائم، حتى أنني ظننت أن الأشباح التي منحت لي الملل هي أيضا من وضعت الهدوء والسكينة بداخله. بمرور الأيام وجدته قد تأثر (…) -
حلمي: طاقية الإخفاء
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: غادة المعايطةأعلن علماء أمريكيون وبريطانيون عن نجاحهم في تصميم جهاز قادر على لعب دور الإخفاء.
قدمت براءة اختراع في روسيا لتكنولوجيا ابتكرها عالم الفيزياء الروسي اوليغ غادومسكي، أستاذ جامعة اوليانوفسك، تجعل الأشياء غير مرئية. . وأخيرا. هل من المعقول أن يتحقق حلم حياتي و(أصول وأجول) على مزاجي في أرض الله الواسعة، وأكشف المستور وأخترق المحظور، وأنافس إبليس، مع إمكانية هزيمته، على انتهاك عورات البشر ونشر غسيل سلالة آدم على الفضائيات وفي المحافل وفي مجالس الثرثرة والنميمة؟
منذ الطفولة راودتني الفكرة ولكن (…) -
أيام القصر الأخيرة
1 أيلول (سبتمبر) 2018, ::::: فراس ميهوبيتربّع المصيف الجميل، مقصد الأثرياء، على قمّة جبل عال، يبعد أكثر من مئة كيلومتر عن العاصمة، الهدوء حذر ملفت، أمانه استثنائيّ، ومُعدّل الجريمة فيه يقارب الصّفر.
قاد سيارته الصّغيرة، عبر الجسر الضّيّق فوق النّهر متلاطم المياه، صعد الدُّروب شديدة الالتواء، ومع تبدُّد السّحاب بخيوط الصّباح، رأى شاخصة معدنيّة صدئة، قرأ بصعوبة عليها: بلدة القصر.
انتقل النّقيب رافع إلى مخفر القصر، بعد سنوات من الخدمة المضنية في العاصمة.
سبقت سمعة ضابط التّحقيق قدومه إلى القصر، رغم صغر سنّه، وهو لم يبلغ (…)