قلبي يرتعش للحقيقة المؤلمة التي سمعتها لتوي. كدت أقع على الأرضية. كلماته كانت تنافس دقات قلبي:
"ابنتك تتعاطى المخدرات."
تلك المراهقة التي فتحت لها أبواب الحرية دفعتها مزاجيتها المتحررة إلى دخول عالم الإدمان.
دمعت عيناي تأثرا. اجتاحتني المرارة حتى ظننت أن العالم يوشك على نهايته. قام من مكانه محاولا تهدئتي:
"اجلسي سيدتي. سينتهي كل هذا بجلسات خاصة للعلاج."
وقعت على الكرسي منهارة بينما كانت هي بالغرفة المجاورة مخدرة الجسد تحوم بها الممرضات كسرب حمام أبيض.
ابتسم الأخصائي وعلى وجهه (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
إدمان مراهقة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: عبد القادر كعبان -
موظفة الترويج
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: محمد التميميتقف في وسط السوق بكامل أناقتها، مرتدية ابتسامة خفيفة وزي الشركة الذي يغطي شعارها كل ما حولها والجدار من خلفها . تعرض بضاعة وعروض شراء لها رغم عدم إقناعها بالبضاعة او عروضها ولكن "لقمة العيش". رغم هذا فهي تحاول إقناع الناس بها بكل الطرق، حتى في بعض الأحيان تضطر لأن تخلق كذبة بأنها ستأخذ هذا العرض لنفسها لو لم تكن قوانين الشركة تمنعها.
جلس على طاولة في مقهى قريب، وبدأ يراقب تحركاتها، علامات وجهها، انفعالاتها، ابتساماتها الجميلة عند إقناعها لأحد الزبائن بشراء قطعة، خيبة أملها من عزوف زبون عن (…) -
فائض عن الحاجة
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: موسى أبو رياشاستيقظ كعادته كلَّ فجر. توضأ. صلّى. قرأ أذكاره وأوراده. أعدَّ فنجان شاي، تناوله على مهل مع لقيمات من الخبز، وقطعة جبن بيضاء؛ إفطاره الصباحي منذ خمسين عاماً أو يزيد. همَّ أن يرتدي ملابسه؛ استعدادا للخروج، عندما تذكر أمراً لطمه، وأحدث غصَّة في قلبه. لا داعي للخروج هذا الصباح، فقد باع بقالته لأبي سعيد يوم أمس، وغدت ملكاً له، لا يحق له أن يدخلها إلا زائراً أو زبوناً. ارتمى على فراشه خائر القوى. مشتت الذهن. يسقط في هاوية بلا قرار. اندس تحت لحافه مهزوماً، يستذكر عمره الذي قضاه في هذه البقالة التي (…)
-
خرابيشُ خطّ
1 آذار (مارس) 2024, ::::: زكي شيرخانلا أستطيع ضمان بقاء ذاكرتي على قوتها، التي أُحسد عليها، مع تقدم العمر فيما لو طال، ولو عندي شك بأنه لن يطول. لذا قررت أن أكتب. ما سيلي، ولست متأكدا كم سيكون، ليست مذكرات بالمعنى الدقيق للمفردة. هي خرابيش، سأتعمد أن تكون بطريقة سيّئة غير منسّقة أو منظّمة أو محدّدة الشَّكل، وغير نهائيّة، خوفا على رأسي من أن ينفصل عن جسدي. أدرك، جيدا، خطورة ما أنا مقدم عليه، لكن، وأتمنى، ألّا تكون مما يدينني، ربما لأنها لن تكون مفهومة. زيادة في التمويه، لن أدون تأريخ الأحداث. سأرقم هذه الأحداث تبعا لتسلسل (…)
-
سقوط يوم من الزمن
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: أمل النعيميفي غفلة من ذاته، قرر الزمن أن يتقمص شخصية الإنسان ليوم واحد فقط، وأن يتواضع ويهبط على البسيطة عسى أن تسري هذه الرحلة عنه وتخلصه من ملل مزمن أصبح يستشعره في الآونة الأخيرة. ارتدى أجمل الثياب وأغلاها، وتبرقع بوجه رجل وعقل رجل، وخبأ في حقيبة السفر ثياب امرأة ووجه امرأة وعقل امرأة ليستعمل كل ذلك إذا لزم الأمر.
لم يفكر لحظة بثياب ووجه وعقل طفل أو طفلة لأنه كان يعلم أن الأطفال لا يحسنون ارتداء الأقنعة، وأن عقولهم لم تلوث بعد، وأن أجسادهم لو تعرت فان سذاجتهم سوف تحميها. ولم يفكر بثياب ووجه وعقل (…) -
مريم
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: جمال بوطيبقالت مريم:
كيف لا أبكي يا أمي؟! لقد قصوا ضفائري. كانوا ثلاثة، بدانا، مسلحين، وبزي عسكري. وكنت وحيدة بوزرتي الخضراء. جردوني من ثيابي يا أمي، وناموا معي تباعا. وكبرت يا أمي. كبرت، ولم أعد مريم الطفلة، ولا مريم "الغزالة" كما كنت تناديني. بكيت يا أمي، بكيت ضفائري، وبكيت ضعفي وطفولتي، وبكيت أنوثتي ودمي. وحين انتبهت وجدت الضفيرة الوحيدة المتبقية قد صارت شيباء. كانت دموعي قد جفت، وشعرت بألم خارق على خدي. صدقيني يا أمي، كانوا ثلاثة بدانا، وبزي عسكري، وكنت وحيدة بوزرتي الخضراء، وفي جوف السيارة التي (…) -
أقراص الفيسبوك
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: زوليخا الأخضريهل أنا مدمنة؟ سؤال محيّر. فيسبوك وأرق. لم أكن أبدا أتجاوز العاشرة ليلا، أجلس بترف جميل في فراشي وأستمتع برواية أو شعر أو أضمومة قصصية. ثم بعد أن أشبع جوعي من متعتها، أغلق الكتاب، أطفئ النور وبمجرد ما أغمض عيني أذهب في سبات لذيذ.
لاحظوا أن كل حركاتي طبيعية، هادئة بل انسيابية. أتحرك بخفة، ذهني متوقد لكن في نفس الوقت في سلام مع نفسه ومع الكون وأنا في سلام مع سريري، اسلمه جسدي بكل اطمئنان، أنتشي في دفئه الحنون وأشم عطر الخزامى في الملاءات والمخدة. أجرّب حظّي مع طقس موت يومي مؤقت. إن عانقني (…) -
الحقيبة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: أشواق مليباريوقفت تنظر إليّ وأنا أستعد للخروج، قالت متوسلة:
"متى تغيرين هذه الحقيبة؟"
"تعجبني، فهي تذكرني بسنوات الدراسة."
"لكنها بالية الأطراف يا ابنتي."
"إنها كثيرة الجيوب، تتسع لملابس الصغيرة، ومريحة في الحمل."
ابتسمْتُ لها وقبّلت يدها، ثم أسدلت غطاء وجهي.
هزّت رأسها كمن أعيتها الحيلة، ثم ودّعتنا وتمنّت لنا رحلة سعيدة.
كان الطريق طويلاً، طويناه في الأحاديث المسلّية، والنقاش المفيد، ولم يقطعه إلا فضول الطفلة وضجرها تسأل عن وقت الوصول، حتى استغرقت خليّة البال في نوم مريح.
حين بلغنا (…) -
الحصاد
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: إيمان يونس(1)
بعد عدة سنوات من تنقل قضيتها من قاض إلى قاض ومن محكمة إلى محكمة، نُطق بالحكم النهائي بأحقيتها في حضانة وحيدها مع إلزام طليقها بكافة نفقات القضية وأتعاب المحاماة مع تخصيص نفقة شهرية للأبن ولها.
(2)
كرست كل وقتها وجهدها لأبنها، ولازمته عند ذهابه للمدرسة وإيابه. أمسى عالمها الذي تدور في فلكه وتعيش لأجله، تناست أنوثتها التي أهينت وهي في أوج عنفوانها، رفضت كل الرجال وأكتفت به رجل اليوم والغد.
(3)
حرصت على أن يشب رجلا بمعنى الكلمة، دائما ما تكرر على سمعه إياك والدموع يا ولدي إنها لغة (…) -
سوق الغزل
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: رحاب الصائغغازلت الغرور الأعمى، فدفعوا بها إلى دهاليز الخليفة عند (شمش). كانوا ينظرون إليها كشيء يجلب التآمر. ركّبوا لها عجلات الرحمة وجعلوها تبتسم منكمشة على صدر (مزملتها) في إيوان البيت.
هم رهبان الوليمة، ما همهم ما دامَ قد فهمت هذا أسلم من الوأد مع أول صرخة.
لم يطاردها رغم غروره. حلّقَ بعيداً ونفخَ في أقفاص طيورها قرب سوق الغزل. أعدت منارة الحدباء في جامع النوري واعتزلت الأصوات. عاشت أول معاركها بتحصيل من سماء ذهنها المسكون بطيور برّية.
استمرَ عطشها يخزن السنوات واستلت خيط إبريسم من زجاج حزنها (…)