(1)
يا نيل طامح وعالي، فوق الصفحات شمسه تلالي.
النيل في رحلته المقدسة، قادما من أرض الـنبـع من جنوب الخير، قوافـل الموج في تدافع، متجهة شمالا نحو المصب.
طائر يمارس الطيران المنخفض ليختلس قبلة من سطح ماء سبقه شعاع الشمس إليه وترك أثاره واضحة عليه، في زمن الفيضان؛ في مثل هذا الوقت من العام يزيد الماء ويعلو فوق الضفاف. يتحول لون ماء النيل الأزرق إلى طيني غامق، وماء النيل الأبيض يظل لونه ابيض رمليا فاتحا. عندما يلتقي الماءان -الأزرق والأبيض- عند المقرن، يحتفظ كل بلونه .
أمام مسجد النيلين (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
شجرة اللبخ تحاكي النحل
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: بقادي الحاج أحمد -
طائرة الموت
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: غانية الوناسأمّي التي أحبّ
هل سبق وقلت لك إني أعشقُ إشراقة وجهك كلّ صباح؟ هل سبق وأخبرتكِ بأنكِ النّورُ الذي أهتدِي به؟ لا أذكرُ شيئاً أجمل من صوتكِ العذبِ حين تناديني يا طفلي الصغير.
أنا طفلكِ يا أمّي؛ كبرتُ دون أن أشعر بذلك، ها أنا ذا رجلٌ يضعُ روحه وكل سنواتِ عمره على كفّه ويمضِي إلى حيث لا يعرف، مذ غادرتُ بيتنا وأنا أحاول ألا أبكي كلّما تذكّرتكِ وتذكّرتُ والدي وشقيقي عليّ وسلوَى والقرية وكلّ ما فيها.
أنا رجلٌ والرجال في عُرفنا لا يبكون يا أمّي، لا يبكي أولئك الّذين يرتدون بزّات الشرف ويمضون (…) -
هي: نصوص قصيرة
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: إيمان يونسفنانة
ورقة بيضاء، فرشاة، لون أسود. كل أدواتها في التعبير عن لوحاتها الكاريكاتورية. ساخرة ضاحكة أحيانا، وناقدة لاذعة في أحيان أخرى. ولأنها فنانة جزء من المجتمع والمجتمع جزء منها تتأثر به ويؤثر فيها، لم تستطع أن تنفصل عن قضاياه، اجتماعية كانت أو سياسية.
وكانت تعبر بجرأة من خلال ريشتها عن كل القضايا الشائكة، وتترك رسوماتها تبوح وتصرخ بدون كلمات، ولم تخش في الحق لومة لائم.
تواردت الأنباء عن تورط مسؤول كبير في أكبر قضية فساد. ما كان منها إلا رسمته خلف القضبان. في صباح اليوم التالي صورتها (…) -
أنهى المهمة بنجاح
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: إبراهيم يوسفغافلتْ أباها واستولتْ على مفاتيحِ سيارتِه، ولم يمضِ على شرائِها من الوكالةِ إلاّ بضعة شهورٍ لا تبلغُ العام. ثم اصطحبتْ معها صديقتَها، إمعاناً في الطيش واستكمالاً لمتعةِ "المشوار". قادتِ السيارةَ بلا رخصة؛ مزهوةً بنفسِها تتفرسُ من وراءِ المقودِ في وجوهِ المارة، في سيّارةٍ خمرِيَّةِ اللون حديثة العهد تثيرُ الحسد، وتأسرُ قلوبَ أترابِها من صبايا وشباب.
قامتِ الفتاة والصديقة إلى جانبِها، بنزهةٍ إزاءَ الشاطئ؛ الممتد نزولاً من صخرةِ الرَّوْشَة حتى المنارة فتمثال عبد الناصر (*) ذهاباً وإياباً، ثمّ (…) -
ثلاثة رجال وامرأة
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: إبراهيم يوسفملاحظة: الأسماء والشخصيات الواردة في النصوص أدناه لا وجود لها.
صالح مظلوم
"آل مظلوم" عائلة منتشرة ومعروفة في كل أرجاء البلاد. وصالح، الابن الأصغر لمدير المدرسة الرسمية في الحيّ، من هذه العائلة الموزعة على عدد من الطوائف والقرى والمدن في مختلف المحافظات. صالح المظلوم يستدعي الغيظ والغضب. ذلك هو الولد المنكود الذي لم يحظ يوما برضا أبيه.
الابن الأكبر للمدير تخرج من مدريد طبيبا متخصصا بأمراض الكلى والسكري. تزوج من فتاة إسبانيّة ونال جنسيّة البلاد، فاشترى بيتا في الريف حيث يعمل ويعيش بأمان (…) -
للأمنيات سعيٌ يُذكر
1 أيلول (سبتمبر) 2022, ::::: شفاء داود. ابتداء من المرحلة التمهيدية في التعليم، وحتى ختام الصف الثالث من المرحلة الثانوية، اعتاد المعلمون والمعلمات سؤال التلاميذ عما يتمنون أن يكونوا حين يصبحون كبارا. عاما بعد عام يرى الطفل نفسه في حلم أكبر، أو يكبر حلمه معه في وجدانه أكثر فأكثر.
هل يبدو الكبار كبارا في نظر أنفسهم كما هم في نظر الصغار؟ من يدري؟ هل كبرنا حقا؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟ ما هو العمر الذي يكبر فيه البشر؟ هل تمثل التواريخ المطبوعة على شهادات الميلاد شيئا من ذلك؟ هل من أحد يريد معرفة الجواب يُذكر؟ ربما.
الحصة المدرسية التي (…) -
نصان: حلم + المدينة الفاضلة
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: عصام عقرباويحلم
وتضعضعت الأحلام. تاهت في الذكرى. اللحظات المترنحة في الظلام انسلخت من خلف جلد الحاضر الغريب، وأصبحت لحظات مسحوقه، تغتال تفكيري العميق متى تشاء.
وبوجه الماضي الرهيب التصقت أحزان الأيام وشظايا هيكل ميت تهشم في طلاسم الأحلام. ومع الرياح الآتية انتحرت بسمتي الجريئة من بين أفواه الأنام، وذهبت نفسي الجريئة إلى عالم الذكرى والآلام، وفقدت أدوات التنسيق. وساقي المترنحة تغلغلت في دائرة التيه. وصرت أبحث عن الضوء، وعن المشاعل بين أزقة الشوارع المعتمة وفي بروج اليمام.
وفي دوامة التساؤلات، وجدت (…) -
لمن أحطم قيدي؟
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: زينب عودةكانت تقف ثم تجلس، وتسير بخطوات مثقلة تارة أخرى. لا تدري ما هي فاعلة، وتصمت وتهذي بكلمات ليست كالكلمات، بل رموز وآهات تنبع من ثناياها صرخات بصوت مبحوح. ثم أخذت تبحث في أدراجها فوجدت صورا لحفل زواجها. مدت يدها وأخذت تقلبها واحدة تلو الأخرى، كأنها تسترجع شريط ذكريات، وترى عمرها بكل صورة، وانفعلت كثيرا وشعرت بمرارة تعتصرها، ومدت يدها لتحرق بعضا من تلك الصور. أدركت حينها فقط أن حبها يحترق أكثر من اللهب الذي يستعر بداخلها.
صور أخرت مزقتها، ثم أحست بالإعياء واتكأت على وسادة بجانبها وانفجرت تبكي (…) -
لحظة انتظار
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: إبراهيم دشيريأطل من غرفته الصغيرة فرأى حمامة بيضاء تجلس على غصن لوز اخضر، أخذ يستمتع بهذا المشهد الذي أثار في نفسه معاني جميلة وذكرى حب قديمة، أحس بنشوة الفرح تسري بين جوانحه، وصار عنده للحياة معنى آخر لم يتذوقه منذ أمد طويل.
إنه التفاؤل والأمل الجميل الذي يدفع الإنسان إلى حب الحياة، إنه لأول مرة يرى حمامة عن قرب وهي لا تراه. كان مغتبطا غاية الاغتباط وهو ينظر إليها تمارس إرادتها بكامل الحرية، تسجع حينا وتلهو حينا آخر بالتحرك بين عيدان الغصن الأخضر الذي زادته الأمطار الأخيرة نضارة واخضرارا، فقال في (…) -
العرس
1 آذار (مارس) 2009, ::::: منجي العيساويانطلقت خيول الاستعراض في تلك العشية من أيام "أوسّو" الحارقة من أمام بيت العروس والهودج المتبختر في سيره إلى منتهاه في مشهد مهيب قلّما عاشت القرية مثيلا له. يسايره علي جنبتاه شبّان القرية وشابّاتها وتتبعه من ثقلت حركته من المسنّين والصّبية. اختلط الغبار المتصاعد بالعرق المتصبّب من الوجوه المنتشية بزغاريد النّسوة وغنائهم ودقّ الطّبول المنغّم علي وقع خطي الفرسان في سباقهم وألعابهم البهلوانية المضمرة مع جيادهم.
سار الموكب الهوينى والعروس تترنّح متمايلة مع وقع خطي الناقة. عند منتصف الطريق توقّف (…)