أي عشق يستهوينا إلى فضاءات مقاهينا المدللة! وأي سمفونية متاهية تطرز عشق قهوتنا الصباحية وتدجن فينا الكلمة الواقفة في حناجرنا! أين عشق طفولة المكتبات الذي ولى وراح كزبد البحر، وعاف اليم وعانق اليابسة! وسواد قهوتنا بياض لزمن حلزوني يسخر من كل شيء. أيكون حبر قلوبنا قد هاجر طفولته الأولى واختلس خطانا نحو بوابة الصمت المشرعة، أم ترى المقهى حقا محراب من لا قبلة له، وسحر من سحر له! المقهى ناموس النميمة في زمن ضاع فيه المجداف والملاح.
والمقهى فن سابع لمن يبحث عن قيراط ضاع على كف قارئة فنجان غزتها (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > عامة
عامة
المقالات
-
ويسألونك عن مقاهينا
1 آذار (مارس) 2010, ::::: عبد السلام فزازي -
خربشة على الخريطة
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: إبراهيم يوسفلحفظ عروشهم وطمأنينة قلوبهم
قد سلحوا الدرزي لمقاتلة العربي
وحمّسوا الشيعي لمصارعة السني
ونشطوا الكردي لذبح البدوي
وشجعوا الأحمدي لمنازعة المسيحي
فحتى متى يصرع الأخ أخاه على صدر الأم؟
وإلى متى يتوعد الجار جاره بجانب قبر الحبيبة؟
وإلام يتباعد الصليب عن الهلال أمام عين الله؟
جبران خليل جبران
"يا ثلجُ قد هيَّجْتَ أشجاني، ذكَّرْتَني أهلي بلبنانِ". قتَلَه الحنين إلى الوطن "المعافى" حديثاً، والربيعُ الأخضر المقبل إلى بعض الديار، من عيون زوجته الأجنبية، وصبابة إيليا أبو ماضي يخاطب (…) -
حكاية مئتي جنيه
25 آذار (مارس) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصلم تكن مصيبة فصل كاظم من العمل كافية. كان فصله قبل عامين من بلوغه سن التقاعد المبكر، وبعد ستة عشر عاما من العمل في وظيفة دخلها صار يكفيه، ويمكنه من مد يد العون إذا مر أحد أفراد عائلته في ضائقة مالية.
بعد أيام من صدمة القرار غير المتوقع، جاءته رسالة من مصلحة الضرائب تطالبه بثلاثة عشر ألف جنيه إسترليني. هذا مبلغ ضخم يصعب تسديده حتى لو كان لا يزال في عمله. وهو أيضا لا يصدق أنه يدين لمصلحة الضرائب بمبلغ كهذا، فدخله الرئيسي كان راتبه الشهري، الذي تقتطع منه أولا بأول نسبة لمصلحة الضرائب.
كان (…) -
عندما يصبح الوطن منفى
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: وفاء زيناتيالنزوح القسري والفقر داخل الوطن غربة. والشعور بالغربة منفى. عندما يقرر الإنسان في الظروف الطبيعية الرحيل عن منزله إلى مكان آخر، لأسباب مختلفة، فإن هذا الانتقال المكاني يتطلّب منه فترة زمنية ليست بالقصيرة للتأقلم نفسيا واجتماعيا مع المكان الجديد.
ولنا أن نتصور بناءً على ما تقدّم الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية السيئة لملايين العراقيين من الرجال والنساء والأطفال، الذين هاجروا خارج العراق أو الذين نزحوا داخله نتيجة ظروف الحرب وما تبعها من قتل، ودمار، ومداهمات للبيوت، وتفجيرات عشوائية (…) -
الطابع البريدي: سفير الثقافة والفنّ
1 كانون الأول (ديسمبر) 2017, ::::: طه بونينينادرون هم من يدركون حجم الثقافة والتاريخ والفنّ الموجود في ذلك المستطيل الصغير الذي نُلصقه في أظرفتنا البريدية قبل إرسالها.
أوّل طابع بريدي صَدر في بريطانيا (The Penny Black) يوم 1 ماي 1840. ومنذ ذلك الحين تطوّرت الطوابع البريدية فصارت لها أحجام مختلفة، ومواضيع متنوّعة فلم تعُد ذات شكل واحد بل اتّخذت أشكالا كثيرة، ولم تعد تقتصر موضوعاتها على صور العائلة الحاكمة، كرمز الملكة في الطابع الأوّل المذكور، بل صارت متحفا لثقافة البلد كلّها. فلو تتبّعتَ طوابع بلدٍ ما عبر السنين، لوجدتَها تحكي كفاح (…) -
عيد الحب
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: ياسمينة صالحفالانتاين (فلانتينو)
يا عيد حبهم لأجل كراهيتنا واحدا واحداً. ألم نكره أنفسنا قبلك؟ ألم نكره جذورنا التي كانت تتربص بعشاقنا البسطاء، لتصمهم بالعار، وتغتالهم في موكب الشرف الجليل؟ مع ذلك ها أنت هنا يا فالانتاين، أو فلانتينو، أو كيفما كانت الأسماء التي حملتها في ثقافة الذين كانوا يحبونك لأنك لم تحب سوى امرأة اعتقدت أنها الأحق بالحب وهي تجردك من قداسة الكنيسة لتدخلك إلى قداسة القلب. كم نشعر بـ "الفخر" بك وأنت تقبع على هامة تقاليدنا "المستحدثة" والتي دخلتها الديمقراطية من الباب المفتوح (…) -
فلنتعلم من الطبيعة
1 أيار (مايو) 2009, ::::: محمد الوظائفيكل دابة أو نبتة على وجه هذه الأرض فيها عبرة وعظة لأولي الأبصار. ففي هجرة الطيور والأسماك سعي ونضال وحبّ للأرض. فإذا لفتنا نظر أطفالنا إلى هذه الظاهرة الحية، استطعنا أن ننشئ جيلا مناضلا يعشق الترحال والسعي والكفاح.
وفي انفصال فراخ الطيور وصغار الحيوانات عن أمهاتها، والاكتفاء بسعيها الذاتي، إيماء للطفل بأن يعتمد على نفسه كما تفعل صغار الحيوانات. وفـي ملاحظتنا للنحل والنمل في سعيها ونضالها، يلمس الطفل صورة لحياة العمل والصبر.
أما البعد عن الغرور والتعاظم، فيجده الطفل في حياة الفيل والجمل (…) -
شيخوخة الصبا
25 آذار (مارس) 2013, ::::: مكارم المختارلماذا يسمون ذكرى يوم الميلاد أو الزواج عيدا؟ لم احتفل يوما بذكرى ميلادي. البعض يجد متعة في الاحتفال بــ"عيد الميلاد"، وبعض آخر لا يحب أن يتذكر أن اليوم هو تاريخ ميلاده. ولعل السبب وراء تفادي التذكير بالمناسبة أن العمر يجري وأن سنوات منه تمضي، ويتعدى الصبا ويزول الشباب ويتقدم العمر، وتأتي الشيخوخة.
تتهم المرأة بأنها لا تحبذ الإفصاح عن عمرها، وحين تسأل عن سنها، تراوغ وتتجنب ذكر عدد السنين التي مضت من حياتها. وتلام المرأة أيضا حين تتقدم بالعمر، وحين تتغير أعراضها البيولوجية وسماتها الأنثوية، (…) -
الحلم يأبى العتمة
1 آذار (مارس) 2007, ::::: ياسمينة صالحها أنت حر. لم تكن الحرية أبعد منك كما هي الآن. لم تكن الحرية قريبة منك كما هي الآن. قريبة حد الدهشة، ومحاطة بالصور الكثيرة التي كنت تعتقدها ضربا من الخيال. الآن لم تعد معينا بشيء. لم تعد معنيا بالوطن ولا بالسياسة ولا بالخبز ولا المطالب اليومية البسيطة والضرورية. لم تعد معنيا بالحب ولا الضغائن الصغيرة، ولا بالأكاذيب البيضاء التي أغرقت المدينة والناس معا. لم تعد معنيا بأي شيء، سوى باللحظة التي تحررت فيها من مواجعك المزمنة، ومن خيباتك التقليدية الصغيرة منها والكبيرة، ومن تلك الوجوه التي خانتك (…)
-
البحث عن الشباب الضائع
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: مادونا عسكرلسنا بحاجة للبحث عن الشباب الضائع من جديد
فيا ليت الشّباب يعود يوماً - - - لأخبره بما فعل المشيب كم من مرّة نردّد هذا البيت لأبي العتاهية، بشكله ومضمونه، وكم من مرّة يحرقنا ألم الشّيب وهو يتذكّر جمال الشّباب، بحيويّته ونشاطه. وكم من مرّة يتمنّى الإنسان لو أنّ الأيّام تعود به إلى الوراء ليصنع حياته كما يرجو أن تكون.
والشّيب ليس بالضّرورة دلالة على الشّيخوخة، وإنّما يمكن أن يُرمز به إلى النّضج والإدراك من خلال التّجارب الإنسانيّة الّتي مرّ بها الإنسان وصقلت شخصه. ولا يصل إلى النّضج (…)