ظهر في شوارع المدينة معلنا أن القطط والكلاب لها فروض ذهنية مرتبطة بمسألة القانون الوجداني، لذلك لن تحفل للتدحرج نحو مسألة المشاعر، أصبح أسلوبها الممتع من الداخل في التعامل مع الفئران المحتلة. أما أبو معشر، يتنبأ عن صور مستنزفة من الواقع الحاصل في عموم المدينة والبلاد. أما الفئران، كلما مشت خطوة رمت بعضا مما يزيد طحن التفاعل. من يحملها يصاب بمرض عري السيقان، مطارد من ظل الليل، متذكرا أقنعة أبو لهب. مسح الرعب المدينة وشوارعها، رعب كبير, الكل مغلق فمه لا يتحدث بغير الأمثال القديمة. الضياع يعرض (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
أبو معشر الفلكي
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: رحاب الصائغ -
غرق سعيد ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: فريال مقلاليغرق سعيد
على شاطئ البحر أسير وأداعب المياه الحالمة. أجلس ولا أسبح، فدائما ما كنت أخشى السباحة، وهذا ما جعلني في كل مرة أغرق في محيط من الأفكار المتناقضة، التي تنقلني من أقصى الحزن إلى أقصى السعادة، تأخذني وترجع بي، لأجد نفسي فجأة خالية الفكر إلا من شيء واحد: فكرة الغرق السعيد.
بصمة لقاء
يوم جئت تستلم جواز سفرك، وجدتني في الجهة المقابلة أنتظر بدوري استلام بطاقة هويتي وسط طابور عريض يوحي بالانتظار الطويل والسأم.
ولأن الانتظار هو أكثر شيء يزعجني في الحياة فقد بدأت أتمتم بكلمات غريبة لم (…) -
بوح مشروع
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: جليلة الخليعبوح مشروع (1)
وأنا وسط هذياني، أراني بموقد حزن وكل الحروف تنعي موتي. أضيع بين فاصلة ونقطة، والحبر يواري بياض الفرح في ثوبي.
ربما الحرف يشد على أوتار الحزن عندي ويغفل أوتار الفرح، فيعزف على وتر واحد بمقام مفخخ بالشجن، بنوتة يتيمة من نبرات القرار.
بين البياض والسواد، أتشكلني بزوايا مكعب مغلق علي، فأبدو في وجوهه الخلفية. بين اللونين أمرر ظلالي، أنطفئ عندما تنتحر نيازك الأحلام، وتتكسر رماح الآمال، وتتشتت سبحة اللغة بداخلي ، لأتبعثر من جديد في هندسة خيباتي.
هي أنا، عقدة من ضعف، كتلة من (…) -
ومضات
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: ضياء مذكورالقدر والحياة
تقدم خطوة قدر كان وقدر يكون. مد قلبه قبل يديه. امسك خاصرتها وطوقها، بل صدقا تلحفها. راقصها. هي الحياة. هو القدر. حاول كل منهما أن يسرق الآخر. هي لم تنجح. استدرجها، بل أغواها. هذه حاله يستطيع دائما أن يسرقها. كان لها أن تؤمن به.
***
رحيل
يا لها من ليلة غرر به الأصدقاء. أسرج الصمت وحّزم ذكراه بالأمل ووضعها على عاتق المستقبل. قرر السفر والاغتراب عن الوطن. أين الوطن؟ "يوم كنا ولا تسل كيف كنا." لم يبقى له سوى الطلل، وغربان تنعق على قبور الأبرياء.
***
تمائم العشق
قبلت (…) -
يوم من الأيام
1 آذار (مارس) 2009, ::::: آلاء محمد كاملصبيحة كل يوم جمعة، تشرقُ عليهم شمس يوم جديد ككل يوم. تُرى ماذا يحمل لهم ذاك اليوم من خبايا؟ تساؤل تراه في أعينهم، تلك العيون البريئة. أطفال أيتام.
أيّ ظلم لقوه؟ وماذا نالوا غير البؤس والتعاسة؟ هكذا كنت أعتقد وكثيرون غيري: أنهم يعيشون أسوأ حياة على وجه هذهِ الأرض. ولكنهم في الواقع لم يسلموا أنفسهم لتلك التعاسة. ولن يفعلوا ذاك أبدا. لو نظرت في وجوههم ترى الفرحة بالرغم مما في قلوبهم من آلام كثيرة.
قد زرتهم، عشت معهم يومهم بالثانية، بالدقيقة، بالساعة، وحتى بالأنفاس التي يتنفسونها، بالهواء (…) -
قصص من المدينة
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: رامي أبو شهابلقاء
كاد أن يمضي في تلافيف العقل بعيدا ووحيدا، ولي وحدي، لولا أن رائحة مطر طارئ باغتت ذاك اللقاء المضروب في أحد المقاهي الراقية فكاد أن يقتلعه، ولكن تمردت على ترددي، ومضيت إلى ذاك الشارع بعد أن ترجلت من سيارة التاكسي مبللة بالأمل والكلام. صغتُ كل جملة يمكن أن تقال أكثر من مرة. حاولت أن أضع أولويات للتعبير عن نفسي في لقاء لا يمكن أن يوسم سوى بأنه سوف يكون لقاء حافلا بالصمت ربما أكثر من البوح.
جلستُ على الطربيزة الدائرية. كان الجو هادئا، فهذه ليست ساعة ازدحام الزبائن إلا من طاولتين بعيدتين (…) -
نصان: العقد + الخريف النهم
1 آذار (مارس) 2009, ::::: ظلال عدنانالعقد
"إنه عقدتي وحرزي،" قالها وقد ترقرقت دمعات في عينين أضناهما طول بحث عما وراء الأكمات. زفرات توالت وهو يتحسس حبيبات عقده:
"أرتاح له، أشعر بالسكينة معه حينما يطوق عنقي."
لحظات صمت وخيالات ورؤى تراقصت أمامه، عبثت به وبحلمه. أزاحها بحركات من يده لعلها تمحو خربشات في الذاكرة. آه من ذاكرة تلاصقك. تبعثرك. تشتتك. تنثرك! سمع صدى صوت حلمه وهي تقول له:
"أنسيتني؟ أم لعلك ستنساني يوما؟"
نبضه تعالى وهو يهمس لها: "من يخربش صورة في خياله لا توجد في كل الدنيا ممحاة تستطيع أن تمحوها. أنت حلم (…) -
جوع ونصوص أخرى
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: أمين دراوشةجوع
فرّ من بيته إلى المدرسة، شعر بدوار خفيف، كأنه أصيب بفقدان ذاكرة مؤقت، يعلم أنه يعمل مدرسا، وأنه الآن في المدرسة، ولكن لا يعلم بتاتا أين يكون فصله، وكونه لم يتعرف على المعلمين لم يسألهم عن فصله، فقرر الدخول إلى أول صف في طريقه، كان الطلاب داخل غرفة الصف في حالة هيجان، يغنون ويرقصون ويتنططون. دلف إلى الغرفة، عاد الطلاب إلى مقاعدهم، ونظروا باندهاش إلى القادم الجديد.
أمسك الطبشورة، وكتب وسط اللوح: " الجوع".
سأل الطلاب عمّا توحي الكلمة إليهم.
ارتفعت الأصابع طالبة الإجابة.
= الجوع (…) -
قرصني الجوع ونصوص أخرى
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: نازك ضمرةقرصني الجوع
قرصني الجوع. خرجت أبحث عنها في كل مكان، أبحث عن أمل ذي عينين مشعتين، وجدتها، ترسم وتتقن فن الطبخ، يشغلها إنجاز الكثير من لوحات التأمل والأحلام، والدها الشيخ متأمل لا يقوى على الكلام، يننتظر إنتاجها ولا يتدخل به، ابيضت لحيته من طول الانتظار.
لمحتني قادما صوبها، وحين قلت لها إن نبضي طفر وعلا فجأة، توقفت وتأملتني لحظتها ثم ضحكت، أمسكت بيدها، أبحرت في عيني، ألهمني الله بإن التصق بجانبها وأطوق كتفيها. ابتسم شيخنا وأرخى جثته على مقعده القطني السميك.
تعبث بريشتها على لوحة معلقة (…) -
مجرة ولودة
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: هدى الكنانياسمك وشمي
كل مرة تؤذيني أو تُخطئ، أغزل من كلمات الحب شباكا، أطرّزها بحروف أسمك؛ لأصطاد لك بها الصفح والغفران من سويداء قلب يموج ثورة توجعه حد الجزع.
كم مرة أعدت لبحيرة حبنا صفاءً، عَكَرْتَه بأحجار أخطائك العمياء. هذه المرة طعنتك النجلاء، فستان من الساتان والتل الأبيض، مقتلي؛ ليست هي الأجمل ولا الأفضل. لكن أتراه حظي العاثر الذي يطل من عيني خَجِلا متعثرا، جعل قلبك يتعثر في الوصول إلي؟ أم حظها المتوثب توقا وتغنجا، سرق المبادرة من عينيك؟
سأشم جسدي ووجهي وجفوني بحروف اسمك وسأحتمل كل (…)