عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

للباحثات والباحثين

من الأرشيف: نشرة المتراس

ملف: شؤون فلسطينية 2017


صدرت نشرة "المتراس" أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت في صيف عام 1989. الصورة أدناه لغلاف العدد التاسع، وتاريخه 15-18/7/1982. عنوان افتتاحية العدد" القابضون على الجمر". وفيما يلي نصها:

في الوقت الذي يصمد فيه الوقف السادس لإطلاق النار، ولليوم الثالث على التوالي، يدور الحديث حول عودة الأزمة إلى نقطة "الانطلاق" أو حتى ما دون نقطة الانطلاق.

يعبر هذه الوضع عن نفسه بتصعيد العمليات العسكرية خلف خطوط العدو، وبمزيد من رص الصف الوطني، والثقة بالنفس والإعداد لـ"أسوأ الاحتمالات" التي يحري الحديث عنها، بهدف التهويل والابتزاز وزعزعة ثقتنا بجبهتنا المقاتلة الصامدة. وفي المقابل، تشهد جبهة العدو المزيد من الانقسامات واللغط حول الحرب وأهدافها السياسية وجدواها النهائية، ليس فقط في الأوساط الرسمية، وإنما في الأوساط الشعبية، وفي أوساط جنوده وضباطه على جبهة القتال. ولنستمع إلى شارون يخاطب جنوده وضباطه في أحد المواقع العسكرية المتقدمة على جبهة القتال في بيروت: "علينان أن نلتزم بالصبر والنفس الطويل، إذ أنهما يعتبران أسلحة مهمة مثل السلاح العسكري".

وبعودة الوضع إلى نقطة الانطلاق هذه، مع ما يرافقها من هدوء نسبي على جبهات القتال، تهب رياح الخليج حارة لافحة، لتقذف بعوامل جديدة إلى ساحة الصراع، وينفجر الوضع في القرن الأفريقي، منذرا بأن نيران الحرب في لبنان يمكن أن تمتد لتطال أصابع الأطراف الدولية ذاتها، المعنية بالأزمة اللبنانية.

ومن الطبيعي أن يدور الحديث في الصف الوطني اللبناني/الفلسطيني حول مدى تأثير هذه العوامل المستجدة على مجرى الصراع في لبنان، سلبا كان أم إيجابا، أي هل ستنقل هذه العوامل الجديدة بؤرة الاهتمام الدولي إلى الخليج والقرن الأفريقي بشكل يوفر للعدو الصهيوني شروطا أفضل للاستمرار في حربه العدوانية؟! أم أنها ستؤدي إلى لجم اندفاع الإمبريالية الأمريكية في تبنيها الكامل لأهداف العدوان، ووضع العراقيل أمامه؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

فلتعد الأزمة إذن، المرة تلو المرة، إلى "نقطة الانطلاق"، لأن نقاط الانطلاق هذه، بالنسبة لنا، "نقاط الصمود" التي تشكل في مجموعها خط الصمود الوطني اللبناني/الفلسطيني المعمّد بالدم والتضحيات. ويبقى من المهم والأساسي في مثل هذا الظرف الدقيق أن نحمي ونصون خط الصمود الوطني هذا، فالعدو الصهيوني كمن يقبض على الجمر، وبيروت الوطنية تحرق أصابعه، فتحت رماد حرائقها يتقد الجمر.

"المتراس"

= = =

أدنا القسم العلوي من الصفحة الأولى من نشرة "المتراس". كتب تحت اسم النشرة ما يلي:

تصدر عن الإعلام الجماهيري الموحد - منطقة بيروت الرئيسية - العدد (9) 15-18 / 7 / 1982.

"عود الند" تشكر الباحث جابر سليمان على تزويدها بصور لبعض صفحات "المتراس".

JPEG - 53.5 كيليبايت
ترويسة نشرة المتراس
D 1 كانون الأول (ديسمبر) 2017     A عود الند: التحرير     C 0 تعليقات