إبراهيم قاسم يوسف - لبنان
رحلة في ست ساعات ج2
قبل بلوغنا زحلة، عروس البقاع "وجارة الوادي"، زحلة التي كرَّمها شوقي ذات يوم في قصيدة مشهورة بهذا العنوان، وغنَّاها عبد الوهاب فزادها تكريماً على تكريم، مررنا بالقرب من مرصد كسارة للأحوال الجوية، وكروم العنب وأقبية الخمر المعتقة فيها، وبعضه يعود إلى عقود طويلة من الزمن، ويبلغ أسعارا خيالية لا تصدق. تمت رشوة أحد رجال السياسة، لشراء صوته في بعض القضايا بقنينة معتَّقة من نبيذ كسارة، فتحوها على شرفه فكسبوا صوته وكان لهم ما يريدون. لا تعجب يا صاحبي، فلو عرفت كم يبلغ سعرها، لزال العجب.
أما بعلبك فتعود آثارها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويشوب تاريخها بعض الغموض، فتقع إلى الشمال من مدينة زحلة، لا تفصلها عنها إلاّ بعض عشرات الكيلو مترات، وتبعد 85 كيلومترا إلى الشرق الشمالي من بيروت. تعلو ألفاً ومئتي متر عن سطح البحر. مثلت عبر التاريخ أهمية كبرى بسبب موقعها على مفترق تجاري للقوافل القديمة، لاتصالها بالبر الشامي وشمال سورية بفلسطين.
وكانت محطة تجارية بارزة وموقعاً اقتصادياً مميزاً بالإضافة إلى وجودها وسط سهل البقاع الخصيب. وفيها قلعة بناها الرومان، تشير معالمها الباقية أنها كانت ذات أهمية قلَّ نظيرُها، ولها في التاريخ شأن عظيم. لم يبقَ من أعمدتها الأربعة والخمسين إلاّ ستة أعمدة فحسب. لا يلتصق الواحد منها ببعضه بمادة لاصقة كالإسمنت أو الرصاص أو أي مادة أخرى، بل ما يجمع مكونات الأعمدة هو الفراغ.. ليس إلا الفراغ (Vide et étanchéité parfaite). وفيها معبد باخوس، إله الخمر، ومعبد فينوس وجوبيتير، والبهو الكبير بأروقته وأحواضه ومذابحه.
رغم الخيالات الكثيرة حول رواية كليوبترا وأنطونيوس، وكيف اختارت الملكة أن تنتحر على أن تدخل روما في موكب النصر، ففي معالم القلعة ما يشير بوضوح إلى كليو بترا وثعبان الكوبرا في صدرها.
بعلبك أنا شمعة على دراجك
وردة على سياجك
أنا نقطة زيت بسراجك
بعلبك يا قصة عز علياني بالبال حلياني
يا معمرة بقلوب وغناني
(الأخوان رحباني) غناء فيروز
على يمين مدخل المدينة، يقوم حجر منحوت، هو حجر الحُبلى. كتلة هائلة بالغة الحجم والوزن، تعجز عن إزاحته من مكانه أضخم وأحدث آلات "الإيدروليك". بنى أحد طلاب الآثار أطروحته للدكتوراه حول الحجر، فافترض أن رواداً أتوا إلى الأرض يحملون الحجر من كوكب آخر، أو أنهم قدّوا الحجر ونحتوه ثم تركوه معجزة لأهل الأرض كي يجربوا وينقلوه إلى القلعة أو إلى أي مكان آخر.
أول مهرجان جرى في ظل هياكل بعلبك، يعود إلى عهد الرئيس الراحل كميل شمعون في العام 1956. والحق أن هذه الفترة كانت تتصف بالكثير من سعة العيش والرخاء. ولكن قبل انتهاء ولاية الرئيس شمعون، اندلعت اضطرابات عُرِفت يومها بثورة 1958 بين محورين: محور يساري أو "وطني" ينادي بالقومية العربية ويؤيد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، المتحالف مع الاتحاد السوفييتي، الذي تصدى للعدوان الثلاثي على مصر من قبل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل. والمحور الآخر يميني يدافع عن امتيازاته ويتحالف مع الغرب، ومن يناوئ عبد الناصر من العرب كما كانت الحال مع حلف بغداد.
أسَرَّ في أذني مهندس فرنسي إبان وجودي في دورة دراسية، أن الفرنسيين كانوا يرسمون علم إسرائيل على طائراتٍ يُذَخِّرونها ويرسلونها مباشرة إلى إسرائيل، لتشارك في العدوان على السويس.
توالت المهرجانات في بعلبك تستقطب فرق الرقص والغناء والأوبرا والتمثيل. وأبرز هؤلاء الرحابنة، وزكي ناصيف، ومعهم فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح وفيليمون وهبة وصباح فخري، وأخيراً مرسيل خليفة وعاصي الحلاني، وغيرهم الكثير من المغنين والفرق المحلية والأجنبية.
ممن شاركوا في افتتاح أحد المهرجانات في الخمسينات 1957، ثريا زوجة شاه إيران، محمد رضا بهلوي، وهي سيدة فاتنة بحق. أوصلتها إلى المهرجان سيارة بويك سوداء من طراز ذلك العصر. ثم توقفت المهرجانات لاحقاً لعقدين من الزمن إبان الحرب الأهلية منذ بداية العام 1975.
تميزت المدينة ببأسِ رجالها وشهرة علمائها وشعرائها، وأبرزهم الإمام الأوزاعي خصمُ من أوقعَ ظلماً بمعاهدٍ أو جار، وخليل مطران، وبعض آل حرفوش، وملحم قاسم، وهو ثائر شجاع ممن تصدوا للاحتلال الفرنسي ولم ينصفهم التاريخ. في المدينة نبع رأس العين وتحاذيه مساحة واسعة من "الغازون الأخضر" تُعْرفُ "بمرجة" رأس العين، يستخدمها أبناء المدينة والجوار للاحتفالات، وبعض المقاهي تنتشر هنا وهناك.
فندق بالميرا الأكثر شهرة، ويحتوي على متحف عن آثار المدينة ويعود تاريخ بنائه لأكثر من مئة عام. ليس بعيدا عن القلعة يقع مقام السيدة خولة ابنة الإمام الحسين، وعربة السبايا من آل بيت الرسول الكريم، مرت في هذه المدينة في طريقها إلى الشام زمن حكم الخليفة يزيد.
الفراعنة أكلوا فاكهة من بعلبك عندما أطلقوا الحمام الزاجل في الصباح الباكر من مصر، وعاد إليهم عند العصر تحمل كل حمامة في رجليها حبتين من الكرز أو المشمش.
أما ما حدث لزحلة من الدمار بفعل الزلازل، فقد حدث في بعلبك على شكل زلزال دَمَّرَ الأعمدة والقلعة، وفيضان أغرق المدينة في وقت مختلف، وحمل إليها الصخور فدمر بيوتها، ولم ينج من سكانها إلاّ القليل.
مطعم العجمي من المطاعم المتواضعة، لكنه الأكثر شهرة في المدينة، ويعود تاريخه لعقود طويلة من الزمن. له خبرة واسعة في الأكل البلدي التقليدي، ومن منفعة الزائر الإشارة إلى هذا المطعم، ليتذوق فيه الحمص وفَتَّة المقادم والخضار والشواء، وشطائر لحم الغنم بالبندورة، المشهورة على مساحة البلاد ويطلقون عليها "الصْفِيْحَة البعلبكيَّة".
أبعد من بعلبك "مدينة الشمس" وعلى الحدود مع سورية شمالاً، تقع بلدة الهرمل، مسقط رأس المغفور له صبري حمادة أول رئيس للمجلس النيابي، وأحد أبرز رجالات الاستقلال. انتخب نائبا لخمسين عاما على التوالي دون انقطاع. أصلح ذات البين مع الاتحاد السوفييتي، زمن ولاية الرئيس فؤاد شهاب الذي انتخب رئيساً للجمهورية خلفا للرئيس كميل شمعون قبل انتهاء ولايته لتهدأ اضطرابات ما سمِّيَ ثورة الـ 1958.
انتشرت إشاعةٌ مُدَبَّرَة خطط لها يومئذٍ "المكتب الثاني" (*) تقضي بخطف طائرة "ميراج" من لبنان لصالح الاتحاد السوفييتي للتجسس على أسرارها، كما أشيع يومذاك. جرى ذلك بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي قام بها بعض ضباط الجيش من الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب الذي أسّسَه أنطون سعادة، وذلك ليلة رأس السنة من بداية العام 1962 للإطاحة بحكم الرئيس فؤاد شهاب. ومحاولة الانقلاب هذه لا ترتبط بخطف طائرة "الميراج، بل كانت نوعاً من التخريب على الاتحاد السوفييتي لخدمة الغرب.
ينبع نهر العاصي من "شواغير" الهرمل "وعين الزرقا" ومجموعة ينابيع أخرى في بلدة اللبوة وتغذِّيه بعض الروافد الأخرى، وتنمو على ضفتيه أشجار الصفصاف، ومنه الصفصاف "المسْتَحي" أو الخجول، الذي يتميز بالظل الظليل.
ولا يخالف نهر العاصي الذي يوحي اسمه بالعصيان، مبدأ فيزياء الجاذبية من الأعلى إلى الأسفل كما يشاع، لكن مجراه يختلف عن مسيرة الأنهار المعتادة الأخرى التي تختار الطريق الأقصر إلى البحر. أما العاصي فيلتف في طريقه على الجبال، ويمضي باتجاه سورية يروي سهولها ويحرك النواعير العملاقة في حماة، بعد أن يروي القليل من أراضي لبنان، ليقطع مسافة أربعمئة كيلو متر في طريقه إلى تركيا في رحلة طويلة تتجاوز أربعة أضعاف رحلته إلى البحر الأبيض المتوسط على شواطئ لبنا، ويصب أخيراً في لواء الإسكندرون، توأم فلسطين بفاصل زمنيّ لا يتعدى عشرة أعوام.
ومن أبناء الهرمل ونجومه ليلى الصلح حمادة، ابنة المغفور له رياض الصلح أول رئيس لمجلس الوزراء، ومن رجالات الاستقلال أيضاً. قتل عن طريق الاغتيال عام 1951 في الأردن، ودفن في مقام الإمام الأوزاعي في بيروت. والسيدة ليلى زوجة ماجد حمادة نجل رئيس مجلس النواب صبري حمادة، وخالة الأمير الوليد بن طلال لأمه، ترعى الكثير من المشاريع الخيرية للأمير، وكانت قد شغلت منصبا وزارياً في إحدى الحكومات.
أما إلى الغرب من مدينة بعلبك وعلى بعد 30 كيلومترا منها، فتقع بلدة اليَمُّونة المشهورة بالينابيع، ومنها نبع اليمونة وينابيع أخرى كنبع التفاحة ونبع البرج والعروس وغيرها من الينابيع التي تروي معظم قرى وبلدات البقاع الغربي، وتروي الكثير من المزروعات، حتى حدود مدينة زحلة.
في البلدة بقايا أسوار وأعمدة تعود إلى عصر الرومان، ومن أبنائها مُعِيْن شْرَيْف، أحد أجمل الأصوات في دنيا الطرب والغناء، وخليفة وديع الصافي (رحمه الله). يحد البلدة من الشمال عيناتا فالأرز. أما من ناحية الغرب فتحدها تنورين والعاقورة، وتتفوق البلدتان على أعذب مياه في العالم. يذهب البعض إلى القول إنها مياه تشفي الكثير من الأمراض. وتفاح العاقورة من أطيب التفاح على الإطلاق.
إبان الحرب الأهلية دفنوا في هذه الجبال النظيفة مخلفات بعض المعادن الثقيلة والمواد السامة الأخرى، التي استقدمتها بعض ميليشيات "الثوار" من الخارج ليُخَلِّصوا بلدانها منها، وتتسرب سمومها إلى مياهنا الجوفية لقاء المال.
= = =
(*) المكتب الثاني: جهاز أمني (مخابرات) في لبنان.
الجزء الثالث في العدد القادم.
◄ إبراهيم يوسف
▼ موضوعاتي
18 مشاركة منتدى
رحلة في ست ساعات ج2, هدى الكناني من العراق | 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 19:16 1
ابراهيم يوسف / لبنان
ياصديقي
إن عمق تصويرك وصدقك ، أثارا الحيرة واللهفة في الوجدان .
فتراني حائرة في تنقلي مع الكلمات ، تارة أجدني في عربة رومانية وتارة اخرى في مركبة فرعونية او استقل تللك السيارة البيوك التي اوصلت ثريا بهلوي الى المهرجان .
وتحتويني اللهفة وانا اطوف بين كلمات وتاريخ طويل ، تنقل بنا من ارشيف عصر الى ارشيف آخر.لقد كنت حقاً خير مرشد لنا في رحلتنا ،وكانك أركبتنا كبسولة الزمن وطفت بنا في اجمل البقاع واحلى زمان .
بوركت وسلمت اناملك
هدى الكناني
رحلة في ست ساعات ج2, مكارم المختار / العراق | 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 21:13 2
مسالنور الجميع" ابراهيم يوسف احييك" اما انا هاهنا، فاستقل العناوين واوظفها لادون منها مرور متواضع، اجملع بين الرمزي والصوفي في مأساة لبنان، وحركات الضمائر، ثم لاطوف الى قراءات في صمت الفراشات، لاجد كل من كتب ومن يقرأ " كتاب ماثل بالذاكرة" ودلالات ماء في مقولة ادب، او قراءة في كأس الروحخ ومقدسات تحترم، ومرأة في لوحات زهرة، حتى نسمع هديل اللجوء الحضاريورحلة في ست ساعات مع كروان الفن وبلبله، ثم لنرتقي الى سر الرابية وترتتيل نصوص قصيرة، مع قلوب لم يدفئها حب، وخيبة ونصوص اخرى، حتى يقرصنا الجوع، لنجيء الى هزيمة وانتصار وعبور على حافة الذاكرة، وها نحن مع ذاكرة عطر واحلام ذائبة، ليبادرنا سعيد بغرقه وباقة ورد، وبائع بالونات ومشروع، ثم وصلنا الى بستان العاشقين ومختارات الذاكرة والاوراق" فهل في اي من هذه هروب الى جحيم، ام نحن ننزل جنان التواجد معا والحضور الكريم ؟
رحلة في ست ساعات ج2, بلا اسم | 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 10:23 3
الرحلة ست ساعات ولكنها جعلتنا نعيش تاريخ ممزوج بالماضي والحاضر والفن والطبيعة، والشخوص وحياة لبنان بين الرفاهية والألم، وعشق الحياة.
قلم أستاذنا إبراهيم رائع لأنه ينقلنا لكل جزء من لبنان بتاريخه وحضارته التي أتسم بها، رغم صغر هذا البلد ولكن كل يوم ينبض حياة وعشقا للطبيعة والتاريخ.
رحلة في ست ساعات ج2, مريم-القدس | 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 11:04 4
يستطيع القادم إلى لبنان أن يجعل من نصك خريطة يستدل بها على أجمل المناطق السياحية قي لبنان ومعالمه الأثرية والتاريخية وعن الناس في التفاصيل الدقيقة.
لا عجب في آلهة الحب والخصب والجمال، تسترُ نفسها بورقة عنب، والكروم منتشرة من حولها في كل مكان.
وحضور ثريا زوجة شاه إيران إلى مهرجان بعلبك دليل على أهمية السياحية في بلدكم واهتمام الزائرة بالفنون والثقافة في تلك الفترة التي ازدهرت فيها المهرجانات، وانتعشت فيها السياحة كما تقول ...ودليل تواصل بين الحضارات.
أما إرسال الحمام الزاجل من مصر إلى لبنان ليقوم بتوصيل ما اشتهرت به من المشمش والكرز لهو خير دليل على جودة الفاكهة اللبنانية في الحاضر والماضي.
وحكاية نهر العاصي الذي تفرد بنبعه ومساره دليل على ما يجمع ولا يفرق هذه البلدان سوريا ولبنان وتركيا وكانه يوحد بين البلاد التي تفرقت شعوبها ..؟
يتبع..
رحلة في ست ساعات ج2, مريم-القدس | 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 11:08 5
وما تقوم به السيدة ليلى الصلح حمادة من رعايتها للمؤسسات الخيرية والفقراء، يعود الفضل فيه إلى الأمير صاحب المشاريع المثمرة التي تنعكس بالخير على مختلف المؤسسات.
أليس معين شريف ذلك المطرب الذي ظهر ذات مرة في برنامج غنيلي تاغانيلك؟ أرجو أن يكون عاصي الحلاني ممن يتمتعون بإعجابك أيضاً.؟
يبدو أن عافية بلدكم وربما علته مرهونان بعلاقاته بدول الجوار؟
لستَ بارعآ يا صديقي في الكتابة عن الشعر والأدب فقط. بل في التاريخ والجغرافيا كذلك.
استمتعت جدآ بقراءة الموضوع.. فشكرا جزيلا على ما كتبت
رحلة في ست ساعات ج2, أشواق مليباري\ السعودية | 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 13:36 6
الأستاذ إبراهيم يوسف..
الرحلة في ست ساعات. جعلتنا نعيش تاريخا ممزوجاً بالفن والأصالة بالحاضر والمستقبل.
المسافة بين محطات الرحلة لا تقاس بالكيلومترات، ولا بالأميال، بل بالحضارات التي حكمت وسادت.
أغرانا حديثك عن بعلبك لزيارتها كما فعلت سابقا مع قصر الشهابي.
وعند الحديث عن بعلبك ومهرجانها وآثارها ورجالها يطول الحديث عن إمام أهل الشام الأوزاعي (رحمه الله)
الذي صدع بالحق في وجه الولاة والحكام دفاعا عن الضعفاء والمظلومين.
دفن المخلفات مقابل المال وتلوث المياه الجبلية النقية خساره للجميع، وفساد ظاهر، ومحق للبركة.
وكما في الآية الكريمة(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) سورة الروم
شكرا للنص الجميل والرحلة الممتعة بانتظار الجزء الثالث
تحيتي وتقديري
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 07:36 7
مريم من القدس
حاضر.. سأرد على كل التعليقات
وأعقب دون مطالبة على ما يلزم من النصوص
رغم صغر مساحة هذا البلد..؟ فهناك من المناطق ما لم أزرها بعد. أما تمثال أفروديت على مدخل مدينة زخلة فأخشى ما أخشاه أن يأتي من يحطمه ما دام صنماً يروج للخمرة وفعل الحرام.
الفاكهة كما دبس العنب كانت مميزة في بعلبك، لكن المساحات الزراعية تضاءلت كثيراً بفعل المدنية، واختفت معها معظم البساتين.. وهذه نكبة أخرى.
ذلك التاريخ من عمر البلد تميز عموماً بالرخاء وسعة العيش، وما يستتبع من النشاطات الثقافية والمهرجانات، وتحوَّل اليوم بفعل الفوضى والعدالة القاصرة؛ بعض شذاذ الآفاق إلى عصابات ثأرية أو خطف لقاء فدية مالية، شوهت وجه البلد ووجوه (الأوادم) من الناس.ناهيك عما يحدث يومياً في مدينة طرابلس إلى الشمال.. المدينة التي أعرفها جبدا.. ولم تكن هكذا يوما من الأيام. يتبع
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 07:40 8
مريم من القدس
تابع
وليلى الصلح حمادة سيدة محترمة ومحبوبة، لتواضعها وأياديها البيضاة في إسعاف الزوايا المظلمة البعيدة عن الأضواء، وأتوقع أن تلعب دوراً سياسياً مميزاً في حكومة مقبلة.
معين شريف يأسرني صوته وقد التقيت به في بداياته على ضفاف بركة اليمونة، ومعجب كذلك بعاصي الحلاني ولو بتعصب أقل.
أنا يا صديقتي من ينبغي أن يشكرك على اهتمامك المتواصل، في التعقيب على ما أكتب.
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 - 13:32 9
مكارم المختار
هذه الذخيرة والفذلكة في الالتفاف اللغوي والإيحاء.. دافئة ونابضة؛ مفهومة أو عصية على الإدراك. تندفع أو تتوقف؛ تلين وتقسو؛ تتأوه أو تتوتر وتسترخي؛ تنتفض وتتمرد، تغيب وتحضر، تستكين أو تصرخ؛ كل ما تقوله لا تلتزم فيه بقاعدة أو ناموس.
شكو ماكو.. هكذا هي مكارم المختار؛ هكذا خلقها الله وهكذا تعودناها وهكذا ينبغي أن تبقى.
رحلة في ست ساعات ج2, نورة عبد المهدي صلاح | 1 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 17:37 10
رحلة في ست ساعات .. ما أجمل الرحلات خاصة تلك التي نشم فيها رائحة كل ما نقرأه وكأننا نعيش أجواءه، حتى أن ملمس الأشياء ومصداقية الصوت يحضرنا كله .. بعض النصوص هي متحركة حتى لو كتبت على ورق .. فيها نبض وجمال وروح وكيان ... خذني دائما برحلاتك فهي أشبه بالحقيقة لا بل هي حقيقة
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 1 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 19:41 11
نورة عبد المهدي صلاح: أنت تقولين كلاما صائبا يا صديقتي، فربما كان الحديث عن الرحلات والأنظمة الشمسية وعلم طبقات الأرض، أفضل كثيراً من أخبار الحرب والسياسة ومتاعب الأوطان.
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 4 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 12:47 12
أشواق مليباري
أرجو أن تتاح لك يوما زيارة لبنان من جنوبه إلى شماله
من نهر الوزاني وبوابة فاطمة في الجنوب
حتى بعلبك وتخوم العاصي في الشمال، مروراً بِعَنْجَرْ
وْبَييِّ رَاحْ مَعْ هَالعَسْكَرْ
في رحلة طويلة ليست في سيارة (ليموزين)..؟
بل في سيارة صغيرة تقودينها بنفسك
أنا لا أنفع أكثر من حاجب على باب وزارة السياحة
شكرا لك على لطفك ومحبتك وتفانيك في صداقاتك
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 4 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 17:03 13
هدى الكناني إن كان حقا ما تقولين؟ فالفضل في الرحلة يعود أولا وأخيراً لهذا الوطن المُمْتحن. أنكرته فئة من أهله وعميت عنه بصائر مسؤوليه. لعل سعيد عقل من القلة ممن أنصفوه. سعيد عقل يأتي ذكره في عدد مقبل. أنا شديد التعصب لأهلي ووطني.. فمن لا يحب أهله ووطنه..؟ لا يمكنه أن يحب السِّوى وأوطان الآخرين.
رحلة في ست ساعات ج2, الهام | 4 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 17:19 14
هي رحلة في عمق التاريخ و قراءة للموروث الثقافي و المنتوج الحضاري...رحلة اختصرت ماضي الانسان في شواهد خلدت معتقداته , أفكاره , أحاسيسه, و رؤاه للمستقبل في لوحات فنية بقت رغم الزمن خالدة. لكن سؤالي أين روح الفن في الانسان المعاصر؟ مع خالص تحياتي لك أستاذي الكربم.
رحلة في ست ساعات ج2, زهرة يبرم / الجزائر | 7 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 21:29 15
"جارة الوادي" في ما غنى عبد الوهاب هي إذا زحلة وليست امرأة كما كنت أظن!؟
من خلال هذا النص تجولنا في ربوع لبنان وروينا فضولنا المعرفي والتاريخي والجغرافي والبيئي مع كثير من التفاصيل الصغيرة.. لزحلة وبعلبك والهرمل... لبنان هذا البلد الصغير مساحة، بملايينه الأربعة فقط، وبتركيبته العرقية والدينية المعقدة، قد حير العالم بعدد أدبائه ومثقفيه وسياسييه وفنانيه ونشطائه في مختلف المجالات.. لبنان هو قلب العروبة النابض بالحياة.. لبنان الذي كرم جميلة بوحيرد في إحدى قنواته، وأخرجها إلى عالم النور والحياة بعد أكثر من خمسين عاما عاشتها في الظل، قد أثبت مرة أخرى جدارته للحياة.. سيظل لبنان بهمة أحراره رئة للحرية وواحة وارفة تحلق في سمائه الطيور عشقا للحرية والإنطلاق..
هي رحلة في ست ساعات يخالها القارئ في العديد من الأيام، لعله تفوق في كتابة أدب الرحلات؟
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 8 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 11:35 16
الأستاذة الكريمة إلهام
إن كانَ الظلمُ من شيمِ النفوس كما "يدَّعي" المتنبي..؟ وإن كانتْ بعضُ أسبابِ الآثارِ وعظمةِ ما وَصَلنا من تراثِ التاريخ، يقومُ على الاستبدادِ والمظالم..؟ كما حدثَ في بناءِ الأهرامات وهياكلِ بعلبك، وحفرِ قناةِ السويس وقصرِ بيتِ الدين، وسوى ذلك على مرِّ الزمن..؟ فإنَّ روحَ الإنسانِ المعاصر وهي تعاني ما تعانيه من شللِ الضمير، وعُقَدِ النفسِ في البطشِ والقتلِ والتخريب.. سيتمخضُ عنها في الآتي من الزمان أسوأ حضاراتِ البشرِ على الإطلاق.
لا أرجو لكِ النجاح فحسب..؟ بل التفوق والفرح وتحقيق أغلى أمانيكِ.
شكراً جزيلا لك.
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 9 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 18:49 17
زهرة يبرم
بلْ "جارةُ الوادي" يا سيِّدتي امرأةٌ فاتنة كما كنتِ تعتقدين. وقعتُ في حبًّها زمناً طويلا، ولا زلتُ أعاني بسببِها جراحاً قديمة لم أشفَ من آثارها بعد. الحديث ُعن زحلة لم يزلْ في البداية يا سيدتي.. "لِسَّه فْ أوَلْ يومْ".
أسعدني حقاً تكريمُ المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، والحفاوة التي لاقتْها ممن شاركوا " قناة الميادين". شعرتُ فعلاً أن الوفاء ما زالَ مقيماً في قلوبِ المحبين، وأن الدنيا لا زالت بخير.
إبنةُ المناضل غيفارا شاركتْ مهرجانَ التكريم، إلى جانبِ وزراء ورسميين ووجوهٍ مميّزة من الداخلِ والخارج. غسان مطر شاعرٌ وعضوٌ في الندوة النِّيابيّة شاركَ أيضاً في المهرجان، وألقى في المناسبة قصيدةً أعقبَها حماسٌ وتصفيقٌ طويل.... يتبع
رحلة في ست ساعات ج2, إبراهيم يوسف - لبنان | 9 كانون الأول (ديسمبر) 2013 - 18:51 18
زهرة يبرم... تابع
واكبتُ وقائعَ التكريم لحظة بلحظة.. كلُّ من احتفى بالمكرَّمَة ناداها: حبيبتي جميلة. وحبيبتُنا جميلة لم تتمكنْ أن تخفي دموعها فبكتْ مراراً. لا حدود لشكر الناس هنا على ما فعلتْه قناة الميادين وجميع المشاركين.
إن كانت زحلة "جارة الوادي" "وعروس البقاع" "ودار السلام"..؟ فجميلة بو حيرد سِحْرُ العرب ونورُ الأنبياء وسيدةٌ في نساء العالمين.