"وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع، حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد"
ربما كان الأمر كذلك كما قال محمد الماغوط، لكنني لست فقيرة، مع ذلك أشاركهم هذا العذاب في كل يوم.
الأمر ببساطة ، أنني طالبة جامعة. أهجر سريري في الخامسة فجرا وقد ألتقيه في الثانية صباحا .نوع من العذاب.
وأحمل معي فطوري لألتهمه في مطعم الجامعة أو على أحد المصاطب فيها ملفوفا بكيس من الورق أو النايلون، لا يهم، باردا على الأغلب، مع قدح من الشاي من أحد الأكشاك المهملة. هناك أتجرعه مجبرة. نوع آخر من العذاب.
أتصدقون أني (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
شيء من العذاب
1 آذار (مارس) 2017, ::::: محسن الغالبي -
ثلاث قصص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: محمد التميميسمراء
تمددت أمامه بشعر أصفر ذهبي كسنابل قمح حان حصادها، وعيون زرق كسماء صافية في يوم مشمس، أبرزت له مفاتنها وسألته بلغة أجنبية وبلهجة متكبرة: "أتحبني؟"
تبسم مشفقا عليها وقال بلغة عربية فصيحة:
عيون المها بين (الرصيفة) والجسر --- جلبن لي الهوى من حيث أدري ولا أدري (*)
ثم قال لها بلغتها: "لن تفهمي ما أقصد، ولكن قلبي أسير سمراء الوجه، ذات العيون السود، لقد أحببتها ولن أنساها".
سألته مستنكرة: "أهي أجمل مني؟"
لم يستطع أن يكتم ضحكته، فخرجت عالية مدوية وقال لها: "نعم أنت جميلة، ولكنها (…) -
نجمة تشع وتختفي
25 أيار (مايو) 2013, ::::: أشواق مليبارينظرت بدهشة إلى السماء من خلال زجاج النافذة.
كانت نجمة عالية تومض بنورها الأحمر وسط الظلام. التفتت إلى أختها الكبرى مستلقية على أريكة وهي تتصفح مجلة بين يديها بلا اهتمام. تميل برأسها طربا ذات اليمين وذات الشمال، وفي أذنيها سماعة صغيرة متصلة بجهاز.
هزتها من كتفها وقالت لها: "أنظري إلى تلك النجمة الحمراء".
أومأت الأخت الكبرى برأسها بلا اكتراث.
"إنها كبيرة جدا، تشع وتختفي". أومأت مرة أخرى دون أن تنظر إليها.
"إنك لا تصغين إليّ". قالت الأخت الصغرى.
حملت لعبتها وغادرت الغرفة بامتعاض. (…) -
الحديقة المهجورة
1 آذار (مارس) 2018, ::::: فنار عبد الغنيهاربة تعدو وسط السعير المدوي، النافث لحممه على رؤوس المارة من العمال الكادحين القافلين من أشغالهم للتو، وعلى من ساءت حظوظهم وفرضت عليهم المشي في هذا القيظ، على المتواجدين هنا على الشارع كضحايا الحروب الذين أرغمهم الأعداء على المكوث تحت سياط الشمس.
أصوات الباعة المكتظين فوق الرصيف، تلح عليها دون كلل بالشراء. كل يوم يثيرون استغرابها أكثر فأكثر بإلحاحهم المتواصل عليها رغم أنهم ألفوا وجهها جيّدا. تنظر إلى أصناف وألوان الفاكهة الشهية المغرية، تمسح يدها بلطف على معدتها الخاوية، تهدهد ألمها، ثم (…) -
في الطريق الى مرسيليا
1 آذار (مارس) 2021, ::::: مرام أمان اللهكما تعرّت الاشجار من أوراقِ أيلول، تعرّتْ هيَ من أحلامها واغتسلتْ بماء الحرية. حزمتْ ما تبقّى لها من قوّةٍ وترَكَتْ خلْفَهَا كُلَّ شيءٍ ورَحَلَتْ. أخذَتْ تبحثُ عن قطارٍ يحملُها بعيداً إلى حيثُ شاء، لا حيثُ تشاء. لمْ يكُنْ رحيلُها سهلاً أو حتى مُمكِناً، فقدْ احترقتْ أجنحتُها من قسوةِ الأيّام، لكنّها ما انفكّتْ تريدُ ما تَبَقّى من حياةٍ حتى ولو كانت "مجهولاً بحتاً".
وصلَ القطارُ أخيراً. دخلتْهُ بِخِفّةٍ لا كغيرها من المسافرين، فلا حقاىٔبَ لديها سوى ذلك الصندوق الثقيل الذي تحملُهُ في (…) -
عــودة الـربـيــع
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ربا الناصرعلى دقات الساعة الخمس، عبرت المرأة العجوز ممر الصالة ذهابا وإيابا بخطوات مثقلة بهموم الزمن، متأملة وجهها بين الفينة والأخرى في مرآة، مظهرة ملامح امرأة تجاوزت السبعين من العمر، قاطنة في دار للعجزة منحتها غرفة بسيطة، لا يتعدى أثاثها سوى سرير خشبي قديم وغطاء صوفي مرقع، هي كفيلة -في نظرهم- لتمنحهم الدفء والأمان، لكن أيكفي الحصول على الدفء من غطاء وجدران في غياب اللمسة الحانية والكلمة الطيبة؟
هي اليوم في انتظار موعد يجمعها بابنها العائد من سفره الذي قد يكون سفرا إلى بلاد بعيدة، أو بعدا معنويا (…) -
عنق الزجاجة
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: زكي شيرخانجرت العادة أن يجتمع أفراد العائلة ضحى أول أيام كل عيد في منزل الوالد. الأولاد المتزوجون مع زوجاتهم وأبنائهم. البنات المتزوجات مع أزواجهن وأبنائهن. كنت الأصغر من بين الأشقاء والشقيقات والأوحد بينهم الذي لم يتزوج. كنت أعيش مع والديّ وحدي في الدار. لم أكن أحب العيد، ليس لأني لا أحب أن ألتقي بأفراد العائلة، بقدر ما كنت أنزعج من ضجيج العدد الكبير من الأطفال الذين يجتمعون. كانوا وبموافقة والدي يستبيحون الدار كلها. يحتلونها، عدا القبو حيث مكان خلوته، وبه كتبه، نفائسه، أوراقه، أقلامه، (…)
-
حظه العاثر (حدث في الموصل)
1 أيار (مايو) 2007, ::::: نورس السليمها هو اليوم يدفع سيارته القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب ليذهب لعله يجد من يستأجره فيسد بما يكسبه من سيارته المتواضعة ما يسد به رمقه ورمق أولاده.
في صباح يوم آخر، وبينما أتكاسل في النهوض من فراشي إذا بزوجتي تقول انهض فقد سقطت الموصل بيد الأمريكيين، الأمر الذي كان متوقعا بعد سقوط بغداد قبل ذلك بيومين.
فور نهوضي إذا بصراخ يعلو في الشارع، فذهبت مسرعا إلى النافذة، فإذا بجاري يتشاجر مع زوجته وأمه اللذين كانا يحاولان أن يمنعاه من ركوب سيارته القديمة. فذهبت إليهم على الفور وسألت:
"ما بالك يا (…) -
حكايات البحث عن شقة
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: فنار عبد الغنيلم يكن في استطاعتنا أنا وزوجي شراء شقة جديدة في وسط المدينة، لذلك عزمنا على البحث عن شقة مستعملة، مساحتها معقولة وحالتها جيدة ولا تحتاج إلى الكثير من أعمال الصيانة.
وبعد أن اتفقنا أنا وزوجي على بعض الأمور، كلفنا أكثر من سمسار لمساعدتنا في ذلك. وكنت أنا بدوري أتعمد المشي في الأحياء القريبة من مسكني المؤقت في وسط المدينة بهدف البحث أيضا عن شقة، وقد وجدتها طريقة نافعة لأنني كنت أعثر بسهولة على شقق للبيع من خلال تصوير اللافتات الموضوعة على الشرفات والتي تتضمن عبارة «شقة للبيع» مرفقة برقم هاتف. (…) -
حين ينبت الشر في السباسب العليا
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: لطفي بنصرتقطع أربع دقائق يوميا في اتجاه المقهى وتجلس ووجهك مسكون بنظرات المحيطين بك، والأحلام الضائعة تطاردك. عيناك تسافران إلى هناك حيث الشغل والمال والكرامة. الكل يعرف حكايتك. إنك عاطل عن العمل. ما ذنبك؟ ما ذنب السنين تلك الطويلة التي قضيتها خلف أسوار الجامعة، واليوم تتحطم وتتوارى وتنساب في شوارع مدن هجرك فيها الفرح؟
تجلس في مكانك المعهود وتطلب من النادل العجوز فنجان قهوة، ثم تتناول الجريدة وتتصفحها بعصبية زائدة، وينطبق صدرك. أربع سنوات عجاف والدنيا هناك جميلة. أينتهي العمر، وأنت ل تزال بلا شغل؟ (…)