تراه أي دهليز مظلم دخل؟ شيء ما دفعه إلى هذا المكان. لا يذكر بالتحديد متى كان.
يستطيع أن يتوقف ويبقى قريبا من المدخل. يعتقد، أو هكذا أوحى إليه عقله، إن بقي قريبا فبإمكانه الخروج. ما عليه سوى أن يستدير 180 درجة. الظلام دامس، ولا يدري كم مشى.
الإحساس بالاتجاهات مفقود منذ ولوجه. ومشاعره مزيج من خوف ورغبة في اكتشاف ما هو موجود في هذا الدهليز، أرضه، جدرانه، وسقفه، أركانه، وزواياه، وتعاريجه. والأهم عنده ما سيكتشفه في داخل نفسه، في تلافيفها وثناياها.
الخوف من الدخول إلى داخل نفسه أشد وطأة على (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
الدهليز
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: زكي شيرخان -
الخاتم
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: زكي شيرخانلم يعد يملك من ممتلكات شخصية ذات قيمة إلا هذا الخاتم الثمين الذي لم يعد يتلاءم مع مظهره المتواضع ولا مع إمكانياته؛ وأشياء أخرى، ليست ذات قيمة، وكتب كثيرة.
الخاتم، حسب ما أخبره والده، كان لجده، وبعد أن تختم به سنوات طويلة، أهداه لأبنه يوم تخرجه من الجامعة.
إنه يعرف أن جده كان صانع أحذية في أحد أسواق العاصمة التي امتدت إليها يد التحديث في فترة ماضية فهدّتها، وبُنى على أرضها مجمع سكني. وطالما فكر "ما حاجة جدي في ذلك الزمان إلى مثل هذا الخاتم؟" كان يتطلع إليه فيدهش للدقة والجهد المبذول في (…) -
هاجس
1 أيار (مايو) 2009, ::::: نعيم الغولوقفته أمام المتجر تذكره بهاجسه.
الآن يستطيع أن يزعم، أمام نفسه على الأقل، بأن هذا المتجر المرابط منذ سنين أمام "دوار فراس" يقع في قلب المنطقة التجارية لجبل الحسين، الذي ما يزال قلب العاصمة عمان. ومع أنها تمطت ومدت ذراعيها وساقيها في وجه الأفق الدائري كله، وافترشت لجسدها الشرق والغرب والجبل والوادي والسهل والوعر إلا أنه يراها تقبع أيضا في قلب الأردن.
وربما جزم، لنفسه على الأقل، بأن الأردن يراوح بشكل ما كبندول الساعة في قلب العالم العربي. وبشكل ما أيضا يرى وطنه العربي مركز الصليب في (…) -
ورد وعـنـبــر
1 آذار (مارس) 2011, ::::: بهاء بن نوار"لن أنساكِ آلهتي المتوّجة."
"تكذب."
"حتى إن مرّت خمسون عاما. سأنتظركِ."
"تكذب."
"ستجدين كلَّ صباح وردةً حمراءَ على أعتاب بيتك، و..."
"كاذب."
"وبضعَ قطرات من دمعي ودمي، أعتصرها كلَّ ليلة لأجلك."
"كــذاب."
* * *
شروق الشمس، ودقات السّاعة تعلن أيّ عجوز متهدّم صرت. لا أزال رغم كلّ تلك السنوات أستيقظ عند الفجر كلّ يوم، أشذب بعضا ممّا أفسده الزمن من هيئتي، وأرشو المرآة ببسمة مستجدية أو بسمتيْن. أنفض الغبار عن سترتي، وأقطف وردةً حمراء متوهّجةً أو نصف ذابلة من حديقتي.
أستقبل هذا (…) -
الـمـتـعـِـبــة والأســتـاذ
1 كانون الأول (ديسمبر) 2006, ::::: صالحة سعيد الدغيلبي"أرهقتني الحياة؟" قالتها وبتنهيدة متألمة أمام أستاذها الكبير.
سألها: "أتقصدين أرهقتك أحلامك؟"
"أبدا. أنا قنوعة وبشهادة من حولي."
"إذن أرهقك تفاؤلك الجامح."
"ربما بعض الشيء منه، لكن بحق الحياة مرهقة ومؤلمة وإن صبغناها بالرفاهيات يا أستاذ، أليس كذلك؟"
"كنت تقولين من روضتي أرى، بل أعيش، الحياة رائعة. واليوم تقولين مرهقة ومؤلمة. ربما أصبت. لكن الحياة يا ابنتي مهما كانت مؤلمة فهي ليست جحيما. وبقدر ما نقاوم الصعوبات بقدر ما ننضج. وبقدر ما نسمو بأنفسنا عن الصغائر بقدر ما ننمو ونتطور." (…) -
الـفـزّاعـة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: سناء شعلانملابسه رثّة، قبّعته قديمة، فيها خرق كبير، قدماه خشبيتان، عيناه زرّان مختلفا اللّون، وفمهُ مخاط على عجل، ولا أذنين له، وقلبه من القشّ، وخصره نحيل، وجسده مصلوب ليل نهار، ولكنّه يحبّها. لا يحبّها فقط لأنّها هي من خاطته، وزرعته في هذا المكان، ولكنّه يحبّها لأنّها رقيقة ولطيفة، ويعشق صوتها ذا الرّنين العذب كلّما غنّت.
صنعته بيديها الصّغيرتين النّاعمتين منذ أشهر طويلة، وزرعته في هذا المكان من حقل الفراولة كي يفزع الطّيور والعصافير، ويمنعها من مداهمة الحقل وأكل الثّمار، وقد قام بعمله على أتمّ وجه (…) -
ودفنتُها في القمر
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: نوزاد جعدانبحثتُ عنها في غوغل وفي وسائل التواصل الاجتماعي. سألتُ الأصدقاء والزملاء عنها ولم أرَ لها أي أثر. كثيرا ما كنت أتخيل لون غرفتها وفرشاة أسنانها وأيّ الثياب ترتديها في المنزل. كنتُ غارقا في تفاصيلها ولم أدر أنها لسوف تفصّل لي كل شيء في حياتي. ولكن الآن بعد ثلاثين عاما منذ آخر مرة رأيتها فيها حين كنت في الصف التاسع، سرى بي شوق لا يخمد أواره.
الآن ونحن في عام 2050 كان ليلا كبيرا على وطن لم يكن إلا صغيرا لنا. الأوضاع كلها مثلما قبل. ولكن يا ترى ما أخباركِ يا نبال؟ ما زال الوطن على حاله. هذا (…) -
صـديـقـتـي الـوهـمـيـة
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: ندى الصباحأنا سارة في الصف السادس الابتدائي. أعيش في بلدة صغيرة هواءها العليل هو الذي يوقظني في كل صباح جديد. وشمسها الذهبية هي التي تحييني كل نهار رائع جميل.
والدي يعمل في مجال الطب، وهو رجل رائع. أما أمي، فاطمة، فهي أم رائعة وذات أخلاق سمية، صوتها شدي، وحضنها الدافئ أشتاق إليه كل يوم. حياتي هادئة وجميلة، وجميع الطالبات في مدرستي يحببنني كثيرا لأنني متفوقة في دراستي، أما معلماتي فهن أمهاتي وصديقاتي أيضا، يهتممن بي دوما ويحببني كأنني ابنة لهن.
قصتي غريبة جدا لكنها حقيقية، وسأخبركم عنها.
في يوم (…) -
قلب وشمع أحمر
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: الطيب عبادلية"كذبتني وصدقتهم. أعموني. كنت أظن نفسي تزوجت برجل مثقف واع لا بمسجل، لكن يظهر ... "
"أرجوك. يكفي إهانة، والعفو من شيم الكبار."
صرخت فيه. أول مرة تصرخ في وجهه. وجه الرجل الذي أحبته بكل أنوثتها وعزتها وكبريائها. صرخت في وجه القلب. وجه قلبها الآخر. القلب الذي أتعبها طيلة هذه المدة الطويلة. قالت بتحد وشموخ:
"بل افهم أنت جيدا. عد إليهم. سوف يجدون لك امرأة تعيش على رغبتهم وتتكيف مع هواهم. أما أنا فإني دفنت في قلبي الرجل. ذلك الرجل الذي أحببت ذات مرة."
وسكتت. سكتت وهي تنظر إليه وفي نظرتها (…) -
يوم العيد
1 آذار (مارس) 2007, ::::: مازن الرفاعيتاريخان مميزان في غربته: الأول تاريخ حصوله على تأشيرة الدخول إلى رومانيا، والآخر هو التاريخ حين سيعود منها محملا في تابوت.
في طرق الهجرة إلى الشمال، والعودة إلى الجنوب، هناك الكثير من الأحلام والانتماءات المدفونة. وعلى قارعة تلك الطرقات، تغيرت حياته وحياة الكثير من أصدقائه، وربما حياة مئات الآلاف من الشباب المهاجر.
في الوطن كان السفر إلى الخارج حلما له مذاق مميز، ونكهة خاصة، تطعم جلساته مع الأصدقاء حين كانوا على مقاعد الدراسة. الهجرة بالنسبة لهم كانت طموحا، تحديا، هروب، أملا، وخروجا عن (…)