أخ كريم ومرب فاضل أراد أن يقدم لابنه سيارة بمناسبة دخوله الجامعة لتكون هدية تفوقه من جانب، ومن جانب آخر ليعتمد على نفسه في ذهابه إلى الجامعة وعودته منها، فتحدث إليّ بلسان يعي جيدا حجم المسؤولية تجاه هذه الخطوة الحساسة، مبديا رغبته في كلمة توجيهية يتدارسها مع ابنه قبل استلام سيارته. فقبل مني هذه الكلمة المتواضعة:
تركض الأيّام وتقفز السّنون
وتكبر الأحلام وترقص العيون
نعم بنيّ الحبيب
من يصدّق؟
بالأمس فقط كنّا نحلم بهذا اليوم
نترقّبه مع كلّ لحظة من عمرك ونترقّبك
نتابع خطوتك ونناغي (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
أبناؤنا أكبادنا
1 شباط (فبراير) 2011, ::::: عادل جوده -
جنون دمعة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: راضية عشيكان حلم الطفولة غيمة أنام عليها، أو نجمة هاربة تلقى حتفها في حديقة منزلنا فأصادقها، كان حلم طفولتي وهما بحجم خيالي الواسع. كبرت وكبرت أحلامي، وأدركت أن الدراما التي تقبع في مقلتيّ سببها أنني، غباء، قد أغلقت باب الفرح عن سابق الألم والتجربة.
ها أنا اليوم أجلس هنا كالطفلة أفرق بين أصابع يدي وأعد. أعدد خيباتي، فلا أجد غير خيبتي بك التي أكبرتني عشر سنين. حلم واحد، فرصة واحدة، وعد واحد، صدفة واحدة، قدر واحد، صدمة واحدة، لقاء واحد، حقيقة واحدة، وداع واحد، ونهاية واحدة. أوصلت العشرة أم ليس بعد؟ (…) -
الركض تحت المطر
25 آذار (مارس) 2013, ::::: محمد التميميالركض تحت المطر
تناول معطفه الجلدي وانطلق خارجاً. كان الجو بارداً وماطراً وهذا ما دفعه للخروج من غرفته ذات الهواء السميك. أراد أن يحرك ما تراكم في صدره من أنفاس لعله يجدد نشاطه ويدخل قليلاً من السعادة على نفسه.
تمشى قليلاً والأمطار تتساقط بهدوء على رأسه وكتفيه. لم يمنعه ذلك من متابعة المسير وواصل السير حتى استوقفه مشهدٌ هز كيانه، مشهدٌ تمنى لو انه يحدث معه مرةً على الأقل في حياته، مشهد أثار عاطفته وشجونه وحنينه وشوقه.
كانت جميلة شقراء، ليس بجمال حبيبته التي تركها خلفه في الوطن، ويأتي (…) -
عادات سيئة
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: فوزية العلويلي عادات سيئة كثيرة، تزعجني، لكنها مني كأظافري وأنفي وارتباكي المؤبد. الآخرون لهم عاداتهم السيئة أيضا، لكنهم في أغلب الأحيان يتنكرون لها ويدعون إذا ما انفضحوا أنها طارئة وليست متأصلة فيهم ويعتذرون ويجددون الاعتذار، ويمسحون الطاولة التي أمام الضيوف من ماء وهمي ويضعون القهوة، ويفتحون النوافذ لطرد الغبار الذي في رؤوسهم، ويعرضون آخر مشترياتهم من الكتب والقمصان وآخر زجاجات الشامبانيا المهداة إليهم.
أنا شخصيا لم تعد تزعجني عاداتي السيئة لأنني ألفتها، ولكنني أقلق من الذين يدعون أن عاداتهم طارئة. (…) -
نخسر لأننا نحب
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: ياسمينة صالحيمكنني إعلامك بملء الفم أنني نجحت. لم أفشل حين توقعت مني ذلك. ولم أسد ثغراتك المفتوحة للحزن والضجر والكلام. لكني نجحت. نجحت حين خسرتك. ألا يستحق ذلك احتفاء جديرا بنا يا عزيزي؟ قل أي شيء يخرجك من ركام الوقت الضائع بيني وبينك، ومن ثقوب الكلام الذي لم يعد يجدي في شيء. خسرتني حين قررت أن تفوز بي، وخسرتك حين فكرت أنني قادرة على تعويضك في نفسك، وحين فكرت أنني قابلة للفرح على حدود هذا الهباء الشاسع، والكارثة اليومية. تصور كيف ستكون حياتنا لو لم أخسرك ولو فزت بي؟ كنا سنجلس كل مساء قبالة التلفاز نعد (…)
-
هدية الإله
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: سناء شعلانهدية الإله(*): قراءة في مخطوطة "سفر العاشقين"
تتضارب الأقوال والتصريحات والمراجع والأسفار المقدّسة حول سبب خلق ذلك الكائن العجيب الذي اسمه امرأة، لكنّها جميعا تجمع على أنّ الإله قد خلقها في لحظة تجلّ ورضى، وعلى أنّه جعلها خلاصة إبداعه، وشبيه كلّ مخلوقاته، فأخذ من البحر هديره، ومن السماء كرمها، ومن الأرض حنانها، ومن الشجر حنينها، ومن الشمس وهجها، ومن الوحوش غضبتها، ومن الزهور أريجها، ومن الماء عذوبته، ومزجها جميعا، ونفث فيها من روحه، فكانتْ المرأة. وأهداها للرجل الأوّل، الذي لا تذكر (…) -
لمن أحطم قيدي؟
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: زينب عودةكانت تقف ثم تجلس، وتسير بخطوات مثقلة تارة أخرى. لا تدري ما هي فاعلة، وتصمت وتهذي بكلمات ليست كالكلمات، بل رموز وآهات تنبع من ثناياها صرخات بصوت مبحوح. ثم أخذت تبحث في أدراجها فوجدت صورا لحفل زواجها. مدت يدها وأخذت تقلبها واحدة تلو الأخرى، كأنها تسترجع شريط ذكريات، وترى عمرها بكل صورة، وانفعلت كثيرا وشعرت بمرارة تعتصرها، ومدت يدها لتحرق بعضا من تلك الصور. أدركت حينها فقط أن حبها يحترق أكثر من اللهب الذي يستعر بداخلها.
صور أخرت مزقتها، ثم أحست بالإعياء واتكأت على وسادة بجانبها وانفجرت تبكي (…) -
نصان: حلم + المدينة الفاضلة
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: عصام عقرباويحلم
وتضعضعت الأحلام. تاهت في الذكرى. اللحظات المترنحة في الظلام انسلخت من خلف جلد الحاضر الغريب، وأصبحت لحظات مسحوقه، تغتال تفكيري العميق متى تشاء.
وبوجه الماضي الرهيب التصقت أحزان الأيام وشظايا هيكل ميت تهشم في طلاسم الأحلام. ومع الرياح الآتية انتحرت بسمتي الجريئة من بين أفواه الأنام، وذهبت نفسي الجريئة إلى عالم الذكرى والآلام، وفقدت أدوات التنسيق. وساقي المترنحة تغلغلت في دائرة التيه. وصرت أبحث عن الضوء، وعن المشاعل بين أزقة الشوارع المعتمة وفي بروج اليمام.
وفي دوامة التساؤلات، وجدت (…) -
الدنيا لا زالت بخير
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: إبراهيم يوسفحين رنّ جرس الهاتف كان يجفف شعره بعد الحمّام، يراوده شعور بالراحة والانتعاش بعد نهار حافل بالحركة واليقظة والنشاط، وزوجته لم تكن قد انتهت بعد من إعداد السفرة للعشاء. ردّ على الهاتف، وأتاه من الطرف الآخر صوت نسائي رخيم يفيض بالرقّة؛ ويأسر القلب بعفويته وعذوبته.
عرّف الصوت عن نفسه بالقول: معك "جيريترود" موظفة الاستقبال في فندق الماريديان؛ هو يعرفها جيدا ويمبّز صوتها في الهاتف، معجب أيضا بلطفها ونعومتها؛ تناديه دون سواه عندما تدعو الحاجة إلى طبيب. سألته؛ إن كان حضوره إلى الفندق متاحا؛ ليعاين (…) -
هي: نصوص قصيرة
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: إيمان يونسفنانة
ورقة بيضاء، فرشاة، لون أسود. كل أدواتها في التعبير عن لوحاتها الكاريكاتورية. ساخرة ضاحكة أحيانا، وناقدة لاذعة في أحيان أخرى. ولأنها فنانة جزء من المجتمع والمجتمع جزء منها تتأثر به ويؤثر فيها، لم تستطع أن تنفصل عن قضاياه، اجتماعية كانت أو سياسية.
وكانت تعبر بجرأة من خلال ريشتها عن كل القضايا الشائكة، وتترك رسوماتها تبوح وتصرخ بدون كلمات، ولم تخش في الحق لومة لائم.
تواردت الأنباء عن تورط مسؤول كبير في أكبر قضية فساد. ما كان منها إلا رسمته خلف القضبان. في صباح اليوم التالي صورتها (…)