جاءني بعد طول غياب يطرق باب العمر. يقول: كان القرار لحظة ولكن الانتظار كان أسرع. نظرت إليه وعشت لحظات ما بين التأمل والصمت والوحدة. أحسست كم بينها من أشياء مبهمة لا يدركها أحد. وما بين الغربة والحب جذور عميقة من نبض الحياة. أكان القرار لحظة بداية أم نهاية مطاف اتسعت فيه مسافات ومسافات وبقينا نحن في محطة انتظار؟ كان القرار لحظة.
كانت شفتاه ترتعشان وبدا عصبيا على غير كعادته. أجلسته حيث الهواء. اغرورقت في عينيه الحزينتين. مددت يدي على جبينه أمسح قطرات مثل حبات الندى بدت تلمع من وهج الألم. بدا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
لست وحدك
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: زينب عودة -
حيرة على إيقاع التانكو + شرود
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: جليلة الخليعحيرة على إيقاع التانكو
كنت أراهن على أعصابي، عواطفي، أشيائي المتبقية بيدي اليمنى، والتي أصافحك بها كلما مر وجه الغضب بساحات صمتك، غموضك، لأعلن التوبة والغفران.
أنزوي في ثوب الغموض، ألتف على خاصرة اللحظات، أعلق بها استفهاماتي الصغيرة، وأراقص الحيرة على إيقاع التانكو.
بمسافات المجيء والعودة، تنقر أقدامي كل إيقاعاتها، وكعبي يطرق بحدة على بقايا حنين تصببت عرقا على الخشبة، تنزلق بعض الهنيهات، لتعيد لي الصورة المتخفية عني، بعيدة كل البعد كنت عنها، فتقترب مني لأمسكها بيدي اليسرى، تستدير معي، (…) -
هي: نصوص قصيرة
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: إيمان يونسفنانة
ورقة بيضاء، فرشاة، لون أسود. كل أدواتها في التعبير عن لوحاتها الكاريكاتورية. ساخرة ضاحكة أحيانا، وناقدة لاذعة في أحيان أخرى. ولأنها فنانة جزء من المجتمع والمجتمع جزء منها تتأثر به ويؤثر فيها، لم تستطع أن تنفصل عن قضاياه، اجتماعية كانت أو سياسية.
وكانت تعبر بجرأة من خلال ريشتها عن كل القضايا الشائكة، وتترك رسوماتها تبوح وتصرخ بدون كلمات، ولم تخش في الحق لومة لائم.
تواردت الأنباء عن تورط مسؤول كبير في أكبر قضية فساد. ما كان منها إلا رسمته خلف القضبان. في صباح اليوم التالي صورتها (…) -
بريد الأعياد
25 تموز (يوليو) 2015, ::::: فنار عبد الغنيبريد الأعياد
في هذا الموسم مرّ بريد الأعياد من جادتنا متخفيا ومتنكرا في لباس غير مألوف. كانت قدماه بالكاد تلامسان الأرض، كان بالكاد يقرع الأبواب ليلقي تحيته اللطيفة المعهودة، يسلم ويستلم الرسائل وبطاقات المعايدة والهدايا بهمس وحذر.
للمرة الأولى يأتينا بريد الأعياد بشكل مريب: عيناه خائفتان وابتسامته غامضة ووجهه شاحب وقلبه يخفق مرتعشا. في العادة كان كلما اقترب من بيتها ذي النوافذ السوداء المغلقة باستمرار، تنتابه حالة من الهلع خشية لقاءها صدفة، كانت ترهبه نظراتها الحادة وسخريتها اللاذعة من (…) -
الواحة السوداء (*)
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: ربا الناصر(*) أهدي نصي إلى كل متضرر جراء التلوث البيئي المحيط به. وأشكر من ألهمني الفكرة: الإعلامي أحمد الشريدة. . كانت بين الحشود المتزاحمة في الخيمة، تراقب من بعيد تلك السحب السوداء التي غطت الواحة، والتي بدت كوشاح أسود لف المكان. نظرت إليها بعينين دامعتين، متحسرة على بيتها الصغير الذي تركته، وفي الوقت ذاته قلقة على والدها الذي يعد في عداد المفقودين، فالناس يتزاحمون فوق بعضهم كأكوام من الرمل، يختزنون في قلوبهم أحزان عمر قضوه في الاقتناع بكفاف العيش وحب الحياة، بل حب السلام الذي تلاشى مع بزوج فجر (…)
-
انحناء النخل
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: ربا الناصرجلست على المقعد الأمامي لحافلة قديمة، مستعدة لطريق العودة إلى العاصمة، كنت في خلالها أنظر إلى العلامات المدهونة على الطريق من خلال زجاج النافذة، فقد كانت العلامات تتقاطع مع بعضها تارة وتتوازى تارة أخرى، كان الأمر في الحقيقة مسليا لبضع دقائق اندثرت بمجرد شعوري بالملل، فقلبت صفحات التقرير الذي أعددته بعد زيارة إلى دار العجزة والتي كلفني مديري بها، فأنا موظفة في مؤسسة تعنى بالأعمال الاجتماعية.
قلبت صفحات التقرير بهدوء مسترجعة وإياه تلك اللحظات السريعة التواتر، العميقة الأثر، ففي تمام الساعة (…) -
طعم الخوخ
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: رامي أبو شهابشجرة الخوخ تظللني من شمس تموز اللاهبة، لا أحد كان هناك سواي، وكنت خاليا من كل شيء إلا من صوت الريح التي تصفر حين تداعب أغصان الشجرة الباسقة كأنثى شديدة الهياج. الفتنة تتحرش بها وتتركها على أعتاب نشوة، شجرة الخوخ تترك أوراقها وثمارها منفلتة بلا حياء أو خجل، ساقها أشبه ما تكون بفخذ امرأة عريقة التكوين، تحت هذه الأنثى تمكث أرضٌ تضع كل قداستها وعنفوانها في حضرة هذه السيدة الفاتنة، لتغسل قدميها بالماء المقدس، وكلما تجمع ماء شربته سيدة الحياة، والأرض شديدة الحبور كونها تختص بهذا الشرف العظيم. (…)
-
دموع الأرض السمراء
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: الهادي عجب الدور(1)
شلالات الأرق الطويل تحملني مجندلا بالأشجان حافي القلب. أتدثر بلهاث جرحي المستحيل، أواري ومض رحلتي المجهولة الشواطئ، وألسنة الشجن الخرافي تثقب غشاء كلماتي القزحية المنحوتة تمثالا على صدر الرياح الإهليجية وشلالات الأمل المعبق بالأحلام وقصائد قوس قزح.
وتحت زخات مطر الأحلام المسافرة أفواج، تموء صورة الوطن القديم، في شكل جنائزي حزين، تلتقط أنفاس الشتات بشحوب وغموض من السواحل البعيدة ودموع القرى الساكنة تحت ضوء القمر، الملونة برحيق الحياة السيمفوني الرخيم والضباب المالح.
وهنالك عند أسداف (…) -
سيدوري في مملكة الحيوان
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: عدنان الظاهرمن غير سيدوري قادر على تفسير رؤياي؟ ركبت أول قطار متجه صوب العاصمة التشيكية براغ. استأجرت فور وصولي براغ ومعي حقيبتي سيارة تاكسي قاصدا مقهى وحانة الصديقة المخلصة سيدوري.
لاحظت تغييرات كثيرة طرأت على محلها، إذْ تقلصت مساحته وقل تعداد ما كان فيه من حجرات وصالات وغرف طعام واستقبال وزوايا قمار البوكر والروليه الأمريكي، فضلا عن اختفاء ذاك العدد الكبير من عمال وخدم المحل.
ما كانت سيدوري حزينة ولا مبتئسة ولا بالمتشائمة أبدا. وجدتها كما عهدتها دوما عالية الرأس شامخة الهامة والقامة. قالت: (…) -
إلى طفل المخيّم
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: غانية الوناسأعرف أنّ كتاباتي مقارنة بما تشعر به لا تساوي شيئا، أدرك ذلك حين أرى وجعك مرتسما على حروفك، حتّى وجهك المبتسم ذاك يخفي وراءه حزنا عميقا لا تنجح الكتابة ولا الأسئلة الكثيرة في اختراقه.
ربّما في لحظة ما تناسيت كلّ الظروف وفكّرت فقط في شيء واحد، وهو رؤيتك في حال أفضل، لكنّ حالك كانت تسوء، ولا زالت تسوء كلّ مرة أكثر كلّما طالعت صفحتك وما تكتب فيها.
لا جديد سوى الوجع المتكرر كلّ يوم، ذات النفس الذي لا يستطيع أن يخرج بحرية إلى الأفق، لا يستطيع أن ينشد أملا ما، فكل شيء مكبّل بواقع من أسفلت لا (…)