عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 9: 96-107 » العدد 102: 2014/12 » العولمة والحفاظ على اللهجات الجزائرية

حميد بوروبة - الجزائر

العولمة والحفاظ على اللهجات الجزائرية


آليات الحفاظ على اللهجات الجزائرية في ظل العولمة الثقافية

يشكل الحفاظ على التراث الثقافي الوطني في ظل العولمة، التحدي الأبرز للجزائر، إذ يستلزم القيام بأعمال كبيرة من حيث التصنيف والجرد، وكذا صيانة وترميم أهم المباني والمناطق الأثرية التي تشكل تراثا مشتركا للأمم.

آليات الحفاظ على التراث الثقافي الوطني تقتضي منا التركيز على اللهجات الجزائرية (المحلية)التي تحدد خصوصيتنا الثقافية، باعتبار هاته اللهجات في طريق الاندثار بفعل تراجع استعمالها، وكذا العولمة الثقافية التي غيبت هويتنا، وساهمت في بروز جيل عاجز عن الترويج لثقافته وموروثه الحضاري. في حين أن المجتمعات الغربية تستجمع أدواتها البحثية وباحثيها لتسجيل تراثها الثّقافي، إذ يعتبر ذاكرة الأمة ورمز وجودها.

اللهجات الجزائرية (المحلية)تراث لغوي جدير بالدّراسة، والبحث والتسجيل، وهو أساس لقراءة التاريخ ومعرفة حركة الشعوب. فاللهجة أو اللّغة أداة لتدوين التاريخ وصيانة موروث الأمة الثقافي.

تعد العولمة من التحولات الكبرى في التاريخ، ومما لاشك فيه أن نتائجها ومؤثراتها وفاعليتها قد طالت كل وجوه الحياة البشرية، فهي ليست اقتصادية أو تجارية حصرا. إنها بالقدر نفسه تقنية، وسياسية، وثقافية، وإيديولوجية، لها قيمها ومعاييرها ومخططاتها. وهي تقوم بعمليات اختراق واسعة النطاق لكل البنى التاريخية والقومية والجغرافية والديموغرافية والاجتماعية والفكرية في العالم أجمع.

تثير العولمة في حقيقة الأمر مفارقات جوهرية، واحتمالات مصيرية، وأسئلة كثيرة، وتولد هواجس مستقبلية يحتار المرء كيف يتعاطى معها ويستدركها. كما تتباين التيارات الفكرية والمواقف السياسية في نظرتها إلى العولمة، ما بين مؤيد للعولمة وضرورة التمكن منها وتوظيفها بما يخدم خصوصياتنا الثقافية، وما بين معارض ينظر إليها على أنها آلة هدامة لذلك النسق الثقافي والاجتماعي.

ضمن هذا الموضوع الذي يرتبط بالخصوصية الثقافية لأي مجتمع في ظل العولمة، تحاول هاته الورقة البحث عن آليات المحافظة على اللهجات الجزائرية في ظل العولمة الثقافية.

قبل الخوض في موضوع البحث، أقدم تعريفات للغة واللهجة.

مصطلح اللغة

تعتبر اللغة من أهم الميزات التي يختص بها الإنسان والتي يتصف بها دون سائر الكائنات. وقد لفتت هذه الصفة أو الميزة الخاصة انتباه العلماء الأقدمين الذين أقروا بأهمية موضوع اللغة.

وللغة ارتباط وثيق بين الإنسان وبيئته، وتكمن أهميتها في كونها تتيح للإنسان إتمام عملية التواصل بينه وبين أفراد بيئته، فمنذ التقى الإنسان بغيره وهو يحتاج إلى وسيلة تفاهم، إذ كما يقول فندريس:

"أصبح تكرار القول بأن الإنسان كائن اجتماعي امرا مبتذلا. ولعل من أول السمات الطبيعية الاجتماعية في الإنسان تلك الغريزة التي تدفع على الفور الأفراد المقيمين معا إلى جعل الخصائص التي تجمعهم مشاعة بينهم ليتميزوا بها عن أولئك الذين لا توجد لهم هذه الخصائص بنفس الدرجة" (فندريس، 1950، 302).

وإذا كان بعض الدارسين لا يجدون أي إشكال لإدراك البعد العلمي والمنهجي بين"langue" (لونغ) و"language" (لانغويج) و في لغاتهم، فإننا نحن الدارسين العرب نجد اليوم صعوبة للتمييز بين هذين المصطلحين الذين نفهمهما بكل بساطة بأن اللسان يقابل la langue واللغة تقابل le language مع أن الأمر غير ذلك. وأن مصطلح le language لا يزال غائبا (مرتاض، 2000، 36).

وعبر القرآن الكريم عن اللغة بكلمة لسان: "وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَٰذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ" (سورةالأحقاف؛ الآية12).

ومن هنا يقول الدكتور إبراهيم أنيس: "يظهر أن العرب القدماء في العصور الجاهلية وصدر الإسلام لم يكونوا يعبرون عما نسميه نحن باللغة إلا بكلمة "اللسان" تلك الكلمة المشتركة اللفظ والمعنى في معظم اللغات السامية شقيقات اللغة العربية وقد يستأنس هذا الرأي، لما جاء في القرآن الكريم من استعمال كلمة "اللسان" وحدها في معنى اللغة نحو 8 مرات"(أنيس، 1995، 17) لقوله تعالى :"فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا"(سورة مريم الآية:97). وقال أيضا :"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين" (سورة الشعراء الآيات:192، 195).

هذا ويقوم الباحثون المحدثون بإعطاء تعريفات مختلفة لمصطلح اللغة، إذ تؤكد هذه التعريفات على الطبيعة الصوتية للغة، والوظيفة الاجتماعية التي تمتاز بها، وتنوع البنية اللغوية من مجتمع إنساني لآخر. ونظرا إلى الأهمية القصوى التي تحتلها اللغة في حياة الإنسان، فإنه من الطبيعي أن نتساءل عن معنى اللغة:

=أ= لغــــة: اللغة من مادة (ل غ و) وفعلها من باب دعا، وسعى، ووزنها :فعة حذفت لامها، وعوض عنها هاء التأنيث (شاهين، 1980، 19).

ويذكر اللغويون، ومنهم ابن جني، وأرباب المعاجم أنها مشتقة من الفعل "لغا؛ يلغو" إذا تكلم أو من "لغى يلغي" بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع إذا لهج. يقول ابن جني: أما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فعلة من لغوت؛ أي تكلمت وأصلها لغوة ككرة وفلة وثبة كلها لاماتها واوات لقولهم كروت بالكرة وتولت بالقلة ولأن ثبة كأنها من مقلوب ثاب يثوب (إبن جني، 1952، 33)

وكذلك اللغو. قال سبحانه وتعالى: "والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما "(الفرقان؛ الآية:72). ونقل صاحب تاج العروس أنه يقال لغا لغوا: تكلم، ولغا لغوا، خاب. وبه فسر ابن شميل الحديث من قال في الجمعة صه فقد لغا (شاهين، 1980، 20).

ومن هذا العرض الموجز لذكر كلام اللغويين نستنتج أن كلمة (لغة) أصيلة في العربية وموادها، وقد استعملت فيما أوردته بمعناها الحقيقي الذي هو الأصوات الإنسانية وغيرها. وبناء على ذلك، لا يقبل القول الذي ذهب إليه بعض المحدثين من أن كلمة لغة دخيلة على العربية وأنها معربة من كلمة logos الإغريقية التي تعني كلمة أو فكرة. ويعزز ذلك عندهم التشابه بين الكلمتين (ظاظا، 1971، 131، 132)

=ب= اصطلاحا

لقد حاول كثير من المفكرين والفلاسفة، واللغويين، وعلماء الاجتماع، وغيرهم إعطاء تعريفات للغة فجاءت تعريفاتهم متباينة ومتقاربة في نفس الوقت، متباينة من وجهة نظر العلوم والفنون والمعارف التي يمثلونها، ومتقاربة من ناحية عناصر تكوينها، مقاصدها وأثرها. عرفها ابن جني بأنها "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" (إبن جني، 1952، 33). فهي، أي اللغة، واسطة العقد وأداة التواصل، ومزيج متجانس وائتلاف متناسق من لهجات أسهمت في بناء العربية وصرحا المتين" (مرتاض، 1997، 05).

ويعود الفضل الفضل في لفت الأنظار إلى مفهوم جديد في اللغة إلى مالينوفسكي، العالم الأنثروبولوجي، الذي "يرى أن اللغة لا تعرف قيمتها إلا بمعرفة الوظيفة التي تقوم بها في المجتمع، ولذا قرر بعد دراسة في بعض المجتمعات أن اللغة لم تكن مجرد وسيلة للتفاهم والاتصال، فهي حلقة في سلسلة النشاط الإنساني المنظم، وأنها جزء من السلوك الإنساني، وهي ضرب من العمل، وليست أداة عاكسة للفكر (شاهين،1980، 23).

ومعنى ذلك أن اللغة وسيلة مهمة في الربط بين أفراد المجتمع والتعبير عن شؤونهم المختلفة، فكرية كانت أو غير فكرية.

معنى اللهجة

نشأ العربي في الصحراء فصيحا ما عرف قواعد النحو والصرف، أنشد الشعر وصاغ الخطب، وتحدث بالفصحى، وعندما انضوت تحت لواء الإسلام شعوب وأمم من غير العرب، نشأ اللحن فاحتاج الناس إلى التقعيد لحفظ اللغة من الفساد، ومع الزمن خضع المسلمون العرب للأتراك والعجم، فقويت اللهجات العامية الإقليمية إلى جانب الفصحى، وبعد بعضها عن الفصحى الأم حتى يكاد العربي المشرقي لا يفقه ما يقوله العربي المغربي بلغته العامية.

تنقسم اللغة بصورة عامة إلى لهجات، كل لهجة تتكلّمها جماعة اختصت ببقعة من الأرض (سلوم، 1997، 13). حتى اللهجة الواحدة قد يلاحظ فيها اختلاف في النص.

تعريف اللّهجة

=أ= معنى اللهجة، لغة، أخذ عدة معان واشتقاقات، فذكر ابن منظور في اللسان (1992، 359) مادة (ل،ه،ج): لهج: لَهِجَ بالأمر لهجا، ولهْوج، وألهج، كلاهما :أُولع به واعتاده وألهجته به، ويقال فلان مُلْهَجٌ بهذا الأمر أي مولع به، وأنشد: رأسا بتهضاض الرؤوس ملهجا.

واللًهَجُ بالشيئ: الولوع به. واللّهْجة واللهَجة: طرف اللسان. واللّهْجة واللّهَجة: جرس الكلام؛ والفتح أعلى. ويقال فلان فصيح اللّهْجة واللّهَجة، وهي لغته التي جبل عليها فاعتادها ونشأ عليها. واللّهْجة: اللسان، وقد يحرك، وفي الحديث "ما من ذي لهجة أصدق من أبي ذر". كما ورد معناها أنها مشتقة من: ومن الفصيل يلهج أمه إذا تناول ضرعها يمتصه.

=ب= اصطلاحا:

اللهجة في الاصطلاح العلمي الحديث: هي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات أفراد هذه البيئة، وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات، لكل منها خصائصها ولكنها تشترك جميعا في مجموعة من الظواهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض وفهم ما قد يدور بينهم من حديث فهما يتوقف على قدر الرابطة التي تربط هذه اللهجات (أنيس، 1995، 16)

آليات الحفاظ على اللهجات الجزائرية في ظل العولمة الثقافية

إن طبيعة الموضوع فرضت علينا البدء بتعريفات مصطلح اللغة واللهجة لاعتبارات منهجية فلا يمكن الخوض في الموضوع بدون التعريج على هاته المفاهيم الهامة والأساسية.

من المفيد جدا أن نستحضر مفهوم الاستشراق الذي بدأ فكرة ثم أصبح مؤسسة قائمة بذاتها، فكذلك العولمة تطور مفهومها وأنتجت أدوات استحكمت بها السيطرة على مقدرات الشعوب من مؤسسات اقتصادية وعسكرية وثقافية. لذلك العولمة فضاء يتمدد على حساب ثقافة وخصوصيات الشعوب، فالتراث الثقافي الجزائري يمثل هويتنا الثقافية سواء كان هذا التراث ماديا أو غير مادي.

وتمثل العولمة الثقافية التحدي الأبرز أمام هذا التراث الثقافي الذي تزخر به الجزائر من آثار تشهد بتاريخ هذا البلد، وصناعات تقليدية شاهدة على التنوع الثقافي الذي تحفل به الجزائر، ولهجات محلية تمثل تنوعا لسانيا جديرا بالدراسة، إذ من خلال هاته اللهجات نستقرئ التاريخ والأبنية والألبسة، فاللغة أو اللهجة أساس لكل تراث حضاري لأي أمة من الأمم.

في ظل تجليات الحداثة والعولمة الثقافية يكاد تراث الجزائر الثقافي يندثر بفعل اللامبالاة والإهمال الذين نلاحظهما اليوم أكثر من أي وقت مضى، وغياب أو نقص أو تأخر النصوص التشريعية أو النصوص التطبيقية دليل على ذلك.

كانت لنا دراسة ميدانية لمنطقة وادي الساورة بولاية بشار، فاكتشفنا إرثا لهجيا جديرا بالدراسة والاهتمام، خاصة منطقة إغلي ومنطقة تبلبالة ومنطقة واكدة.

وفي ضوء هاته الدراسة الميدانية أطرح آليات أراها هامة للحفاظ على تراثنا الثقافي الذي يمثل ذخرا للأجيال القادمة.

ينبغي أن يستحدث برنامج تربوي يرمي إلى تدريس مادة التراث والتعريف به أمام هذا النشء حتي يغدوا متمسكا بتراثه وهويته الثقافية. كذلك، العمل على ترقية اللهجات الجزائرية (الأمازيغية، والشاوية، والتارقية، والميزابية، وغيرها) إذ تمثل تراثا لغويا ولهجيا للأمة وجب حمايته وصيانته وتسجيله حتى يظل إرثا ثقافيا حيا وخالدا.

مظاهر العولمة يمكن أن تمهد الطريق لتعزيز انتمائنا الثقافي والعمل على إبراز تراثنا الثقافي الذي يمثل عمقنا التاريخي والحضاري، فالبحث في الآليات الكفيلة بالحفاظ على هذا التراث الثقافي اللامادي سيعمل على حماية هوية الأمة من تلك التوظيفات المبتورة لبعض من عناصر وقيم الثقافة الغربية العائدة لقضايا مثل حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والعرقي وحماية حقوق الأقليات.

ينبغي أن تتحلى الدولة بالجرأة في ترقية هاته اللهجات وبعث مراكز بحث جادة ومسؤولة وباحثين أكفاء لتدوين التراث اللهجي الذي تزخر به الجزائر، فعلى سبيل المثال نذكر جهود الباحث الدكتور رشيد بليل الذي جمع أغلب ما كتب باللهجة الزناتية. وهناك باحثون أنثروبولوجيون ساهموا بدراسات هامة حول منطقة القبائل الكبرى، وكذلك التراث الشفهي الذي قام به باحثون في منطقة الشاوية.

التراث الثقافي الجزائري، خاصة في جانبه اللساني واللغوي، يحتاج إلى مؤسسات بحثية تنبري لدراسة خصائص هاته اللهجات الجزائرية والعمل على تقعيدها وتوحيدها ضمن قاموس لهجي قابل للتدريس والبحث، فمعظم المعاجم الأمازيغية ألفها فرنسيون ومن أشهرهم أندري باسي Andre Basset.

كما أن قطاع البحث العلمي غيّب دراسة التراث مع التاريخ، فهما وحدتان متكاملتان، فكثير من التخصصات العلمية اهملت هذا التراث الثقافي عكس الجامعات المغربية التي أسهمت جامعاتها في بعث وحفظ التراث المغربي ضمن هذا الفضاء المعولم، بل إن تراثهم الثقافي أصبح صناعة سياحية، أعطت للمغرب هويتها وحافظت على خصوصيتها الثقافية.

التراث الثقافي الجزائري يحتاج إلى تظافر كل القطاعات خاصة في مجال التربية والبحث العلمي، بغية جرده وتصنيفه وإبرازه ضمن استراتيجية محكمة ترمي للنهوض بالقطاع الثقافي وتوظيفه بما يسهم في رقي وازدهار الجزائر.

سبق ان تحدثنا عن جهود الأفراد في حفظ هاته اللهجات، ولعل بحثنا الميداني جعلنا نقف على إسهامات بعض المثقفين في منطقة وادي السّاورة من بينهم الأستاذ مصطفى عثمان رئيس جمعية تهتم بالتراث، حيث عمل على كتابة مخطوط لقاموس لغوي حول هاته اللهجة المحلية (تاشلحيت) الأمازيغية، وهو يملك مشروعا لكتابة ألفاظ لأعضاء الجسم باللغة الأمازيغية، كما اظهر لنا مشروعا لجمع مخطوطات تتميز بها المنطقة.

الأمر نفسه ينسحب على كثير ممن صادفناهم من أساتذة يعملون في إطار مشروع ضخم لإحياء تراث المنطقة الأمازيغي. ولما لا توظيفه في الجانب السمعي البصري ضمن أفلام وأشرطة تؤرخ للمنطقة وتاريخها وقبائلها وقصورها، فالضرورة تسترعي فتح كل المجلات أمام اللغة والثقافة الأمازيغية في ميدان التعليم والبحث وفي ميدان الاتصال والاعلام، والعمل على ترقيتهما وتطويرهما بالشكل الذي يمكنهما من العودة السليمة إلى موقعها الحضاري (نحناح، 1999، 109).

إن اللغة تحتفظ بالتراث الثقافي جيلا بعد جيل، وتجعل المعارف والأفكار البشرية قيمها الاجتماعية بسبب استخدام المجتمع للغة للدلالة على معارفه وأفكاره (بن نعمان، 1995، 74).

خلاصة لهذا الموضوع، ينبغي التذكير أن الآليات الأنجع للحفاظ على هاته اللهجات الجزائرية تتمثل في زرع الوعي بدور هذا التراث الثقافي في صياغة الهوية الثقافية للأمة الجزائرية وحمايتها من كل أشكال التبعية والغزو الفكري والثقافي وذوبان الذات الجزائرية.

لقد قدمنا إضاءات بسيطة لجهود هؤلاء الخيرين من أبناء الجزائر، الذين يعملون على تدوين هذا التراث اللهجي، لكن جهودهم تبقى غير مكتملة ما لم يتم وضع مخطط فعال لحماية هذا التراث اللامادي الذي يؤرخ لمراحل هامة في تاريخ الشعب الجزائري.

= = = = =

المراجع

1= إبن منظور، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم. (1992). لسان العرب، ج2، القاهرة: دار صادر.

2= أنيس إبراهيم. (1995). في اللهجات العربية، ط9. القاهرة: مكتبة الأنجلو مصرية.

3= مرتاض عبد الجليل. (2000). اللغة والتّواصل، الجزائر: دار هومة للطبع.

4= شاهين توفيق محمود.(1980).عوامل تنمية اللغة العربية، ط1.القاهرة: مكتبة وهبه.

5= ظاظا حسن. (1971). اللسان والإنسان، ط1.القاهرة: دار المعارف.

6= سلوم حسن نور الدين علي جميل (1997).الدليل إلى البلاغة وعروض التحليل، ط2. بيروت: دار العلوم العربية.

7= فندريس جورج. (1950). اللغة. تعريب عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص، القاهرة: مطبعة لجنة البيان العربي.

8= إبن جني الفتح أبي الفتح بن عثمان(1952).الخصائص. تحقيق محمد علي النجار، ج1، ط2. القاهرة: المكتبة العلمية.

9= نحناح محفوظ. (1999). الجزائر المنشودة المعادلة المفقودة...الإسلام، الوطنية، الديمقراطية، ط1. الجزائر: دار النبأ.

10= عبد الجليل عبد القادر.(1997).الدلالة الصوتية والصرفية في لهجة الإقليم الشمالي، ط1. عمان، الأردن: دار الصفاء.

11= بن نعمان أحمد.(1995).الهوية الوطنية الحقائق والمغالطات، ط1. الجزائر:دار الأمة.

D 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014     A حميد بوروبة     C 0 تعليقات