عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

جابر سليمان - لبنان

نصير عاروري وحق العودة


جابر سليماناستشعر نصير عاروري في وقت مبكر المخاطر التي تتهدد حق العودة جرّاء عملية السلام على أساس اتفاقيات أوسلو، فدعا مع مجموعة من الأكاديميين الفلسطينيين، على رأسهم إدوارد سعيد وهشام شرابي وسميح فرسون في العام 1996، إلى عقد مؤتمر "حق العودة وتقرير المصير" الذي يضم ممثلين عن اللاجئين الفلسطينيين من مناطق الشتات كافة.

ولهذا الغرض زار وفد من هؤلاء البلدان المضيفة للاجئين ومن ضمنها لبنان. ولم تنجح تلك المحاولة حينها بسبب رفض المبادرة من قبل الفصائل الفلسطينية، واعتبارها، من وجهة نظرهم، محاولة غير بريئة لخلق بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية.

دعا نصير عاروري عندما كان رئيساً لمجلس إدارة مركز البحوث العربية (تاري) (*) بالتعاون مع جمعية الطلاب العرب في جامعة بوسطن إلى عقد مؤتمر "حق العودة" في كلية الحقوق بالجامعة في نيسان 2000.

وقد دعي إلى هذا المؤتمر مجموعة من الأكاديميين اللامعين أمثال إدوارد سعيد وناعوم تشومسكي وآلان غريش وغيرهم، بالإضافة إلى ممثلين عن حركة العودة مثل مركز بديل/بيت لحم، ومجموعة عائدون/لبنان، وناشطون في مجال حق العودة من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وغيرهم (صدرت أعمال المؤتمر في كتاب بالإنجليزية عام 2001 بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون: حق العودة" حرره نصير عاروري).

كان الهدف من وراء دعوة ممثلي حركة العودة إتاحة الفرصة أمامهم للاستفادة من مداولات المؤتمر، والأهم من ذلك منحهم فرصة اللقاء على هامش المؤتمر للتباحث في توحيد لجان العودة عبر تشكيل هيئة تمثيلية واحدة لتلك الحركة. وبالفعل نتج عن لقاءات الناشطين على هامش المؤتمر تشكيل "منظمة العودة/أميركا" التي عرفت فيما بعد باسم "ائتلاف حق العودة في أميركا الشمالية".

وفي الشهور القليلة اللاحقة، أثمر التنسيق بين مركز بديل ومجموعة عائدون ومنظمة العودة/أميركا عن تشكيل "الائتلاف الفلسطيني العالمي لحق العودة" الذي عقد مؤتمره التأسيسي في لارنكا/قبرص في تشرين الأول/أكتوبر 2000.

نصير عاروريارتبط نصير عاروري بعلاقة مميزة مع مجموعة عائدون (لبنان/سوريا) وقدم النصح والمشورة للمجموعة في كل الأوقات، وحضر العديد من أنشطتها في المنطقة والخارج. وعلى سبيل المثال لا الحصر:

= = ندوة عائدون الدولية الثانية عن "الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة" التي عقدت في جامعة دمشق ( 13-14/12/2005)؛

= = وندوة مدريد/إسبانيا التي نظمتها عائدون بالشراكة مع "جمعية الثقافة والسلام والتضامن" الإسبانية (هايدي سانتاماريا) بتاريخ ( 19-22/5/2009)، التي شارك فيها عدد من الأكاديميين والحقوقيين الإسبان، وقدم فيها نصير ورقة بعنوان "هل حل الدولتين لا يزال ممكناً؟".

وقد تضمن برنامج تلك الندوة لقاء لنصير مع لجنة فلسطين في البرلمان الإسباني قدم خلاله مرافعة قوية في الدفاع عن حق العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتحليلاً رصيناً للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط المعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية، كما دعا فيها إسبانيا، التي كانت رئيسة الاتحاد الأوروبي حينها، إلى الضغط على أوروبا من أجل بلورة سياسة أوروبية شرق أوسطية غير تابعة تبعية عمياء لأميركا.

= = = =

(*) Trans-Arab Research Institute (TARI) [http://tari.org]

المزيد من المعلومات في مقالة نشرت في صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 18/2/2015:

http://assafir.com/Article/18/402644

D 26 شباط (فبراير) 2015     A جابر سليمان     C 0 تعليقات