عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

فراس حج محمد - فلسطين

من هو الكاتب الكبير؟


فراس حج محمدألاحظ في كثير مما يكتب في الصحف اليومية من مقالات ومتابعات ثقافية وقصائد أو قصص أو ما شاكلها من مُحَبِّرات الصفحات اليومية، أنها لا ترقى إلى مستوى الكتابة المتوسطة، فيثير إعجابي كيف يكون هؤلاء الكتاب أصحاب أعمدة وزوايا في صحف كبرى معروفة بسمعتها شرقا وغربا، وقد طبقت الأفاق؟

لعل هؤلاء الكتاب، وقد أضحوا قامات سامقة ومعروفين غدوا مرتاحي البال، فظنوا أن كل ما يسيل على شفاههم هو الصراح والماء القراح، فلم يتعبوا أنفسهم بالتجويد والأخذ على يد القلم ليتمهل ويتقن عباراته، ولم يشدّوا عنان الكلمات، فصار أحدهم كحاطب ليل، لا يدري أهو يقول الحق، أم أنه يلم فيما يسطر ما يثلم أساسيات المهنة، ويدخل الكاتب في دائرة الشك المقيت، ويكون ذلك دافعا لأن ينفض الناس من حول هؤلاء، فقد استخفوا بالقراء استخفافا ينم عن عدم احترام وتقدير لعقولهم.

لم أكن أول من تحدث عن هذه الظاهرة، فقد أشار مرة محمود درويش بصفته رئيس تحرير مجلة الكرمل إلى اعتراض بعض الأدباء والمثقفين، لنشر بعض النصوص الرديئة في المجلة، فأجاب درويش بأننا ننشر لهؤلاء الكتاب لأسمائهم وشهرتهم، وقد علق مرة الناقد الفلسطيني عادل الأسطة في بعض مقالاته في جريدة الأيام الفلسطينية على هذه الظاهرة عند أحد الكتاب، واصفا ما يكتبه ذلك الكاتب لكثرته ورداءته بالإسهال! صحيح أن الكلمة قاسية، ولكنها تنم عن وعي نقدي جارح وصحيح حتى النخاع.

وتأسيسا على ما قاله أستاذنا الأسطة فإنني وجدت - وأنا أتابع كثيراً مما ينشر في الصحف والمجلات، والتي تصل إلى فلسطين المحتلة، وأحرص على اقتناء نسخ من كل مطبوعة جديدة- فإنني وجدتُ أن العديد من الكتاب يعاني من الإسهال الحادّ، فالمهم عند الكاتب هو أن يرى له مقالا في هذه الصحيفة أو تلك المجلة، وليس المهم أن يكون المقال متماسكا ومعبرا عن شخصية مهنية وثقافية رصينة، أو أن المقالة تناقش فكرة تستحق المناقشة.

ولعل أمر المقالة أهون شرا من النص الإبداعي، سواء أكان قصيدة أم قصة قصيرة، فقد يُغفر لكاتب المقالة بعض الهفوات، على اعتبار أنه لا يكتب مقالة علمية محكمة، بل مقالة صحفية، فمعايير الجودة فيها أقل من المقالة النقدية الرصينة، أما القصيدة والقصة القصيرة، وما تفرع عنهما، فلا يصح أن يُتغاضى عن الرداءة فيهما، فهي تمثل أعمالا إبداعية، تشفّ عن روح الكاتب، وتصدر عن موهبته الخلاقة، فلا يقبل أن تكون تلك الأعمال الإبداعية مصوغة من وراء قلبه، لمجرد أنه يريد متابعة سوق النشر، فهذه جريمة في حق الإبداع أولا، وحق القارئ وحق الأجيال القادمة ثانيا، فالقارئ هو الذي سيصطدم يوميا مع ما يُلفظ، والأجيال القادمة هي التي سترث ميراثا يعاني من العلل، نسأل الله ألا تكون معدية، فيتسرب شيء منها إلى كتابات تلكم الأجيال ولغتها ومنطق تفكيرها، فيأتي أحدهم ويقول: إنني تتلمذت على يدي الكبار من الكتاب، ويأخذ يستعرض أعمالا مشوهة لأسماء نفخها الورم الدعائي المصاب بالعمى، وبذلك تكون تلك النصوص قد ساهمت بتردي الذوق، بدلا من أن تنمي الرهافة والإحساس بالجمال، أليست هذه مصيبة بحق المستقبل أيها القارئ الكريم، وما يزيد البلوى اتقادا لجوء بعض الكتاب الصحفيين أو الشعراء والقاصين بجمع تلك المصفوفات اللغوية في كتب، فتقاوم الفناء لوقت أطول من مجرد ركونها في زاوية ما من الصحيفة والمجلة؛ فيعظم الخطر، ويشتدُّ عوده.

والآن فلنحاول الإجابة عن السؤال الذي وضعناه عنوانا لهذا المقال: من هو الكاتب الكبير؟

لقد اختلف النقاد في كل أدب وفي كل ملة في تصنيف المبدعين إلى كبير وصغير، وهذه قضية نقدية شائكة ومعقدة، وليس في المسألة حسم ألبتة، لا قديما ولا حديثا، ولكن مع وجود الاختلاف الكبير فقد التقى حديث النقاد على اختلاف مشاربهم وميولهم النقدية، حول جملة من الأسس التي يجب أن تتوافر فيمن يحق له أن يفاخر بأنه صاحب قلم، ولعل أول تلك الأسس هو امتلاك الكاتب لأصول صنعته، إن شاعرا، أو قاصا، أو كاتب مقالات، إلى غير ذلك، وهذا شرط لازم لا بد عنه.

ويجب أن يلتقي مع ذلك الشرط شرط الصياغة اللغوية المشرقة التي تشعرك وأنت تقرأ بها كأنها لغة جديدة نضحت من عالم البلاغة، واكتست الرواء والماء والنضارة، على ما قال الجاحظ يوما، وهذه البلاغة يجب أن تكون مسبوكة ومصوغة بقوالب لفظية وتراكيب لغوية سلسة وتنساب من بين الشفاه، فتروي عطش الروح إلى جمال التعبير والتصوير، فتشرب نخبها الأحاسيس والمشاعر، كما تتغذى عليها العقول والأفهام، فتشرق العبارات بالصحة اللغوية، وتنعم بالبلاغة غير المتصنعة، وتشمخ بالعرامة الثقافية، فلا تتحسر على وقت ضاع منك سدى وأنت تقرأ!

وأما الشرط الثالث للكتابة التي تشبع وتقنع، فإنها الموضوع، وشرط التعبير عن الموضوع أن يكون مهضوما في عقل الكاتب ووجدانه، وأن لا يتصنع في الحديث عنه، وأن لا يكره اليراع في تسطير ظلال لا تشفّ ولا تصف، وإنما تمغمغ وتدلس، فتتوارد فيه الأفكار، ويرتبط بعضها برقاب بعض، وكل جملة في العمل الأدبي في مكانها داعمة للفكرة، وتزيدها إيضاحا وتعبيرا، وأن يكون الموضوع وجيها في أفكاره، ويستند إلى مبرر وجوده بحضوره المتفرد في تلك المقالة، أو تلك القصيدة أو القصة القصيرة.

عندما تحقق الكتابة شروطها السابقة فقل عن كاتبها إنه كاتب كبير، لا تأخذك في هذا الحكم لومة كاتب، مهما كان الكاتب صغير السن، أو مجهول الألقاب، مجردا عن الصفات، فالعبرة بما يقال، وليس العبرة للشخص، فلا كبير أمام المنطق والنقد إلا من هو كبير فعلا، فاجعل النص حكما، لا ما أحاطه الإعلام من هالات حول ذلك الشخص، وصنع منه صنما تقرأ تراتيله وتردد أوهامه، وهو يظن أنه يحسن أدبا، فلا كاتبٌ كبيرٌ إلا إذا كان النص كبيرا ومحققا شروط الكتابة التي هي وحدها من تجعل الكاتب كبيرا فعلا.

Languagesxx>en GoogleCE
ألاحظ في كثير مما يكتب في الصحف اليومية من مقالات ومتابعات ثقافية وقصائد أو قصص أو ما شاكلها من مُحَبِّرات الصفحات اليومية، أنها لا ترقى إلى مستوى الكتابة المتوسطة، فيثير إعجابي كيف يكون هؤلاء الكتاب أصحاب أعمدة وزوايا في صحف كبرى معروفة بسمعتها شرقا وغربا، وقد طبقت الأفاق؟ لعل هؤلاء الكتاب، وقد أضحوا قامات سامقة ومعروفين غدوا مرتاحي البال، فظنوا أن كل ما يسيل على شفاههم هو الصراح والماء القراح، فلم يتعبوا أنفسهم بالتجويد والأخذ على يد القلم ليتمهل ويتقن عباراته، ولم يشدّوا عنان الكلمات، فصار أحدهم كحاطب ليل، لا يدري أهو يقول الحق، أم أنه يلم فيما يسطر ما يثلم أساسيات المهنة، ويدخل الكاتب في دائرة الشك المقيت، ويكون ذلك دافعا لأن ينفض الناس من حول هؤلاء، فقد استخفوا بالقراء استخفافا ينم عن عدم احترام وتقدير لعقولهم. لم أكن أول من تحدث عن هذه الظاهرة، فقد أشار مرة محمود درويش بصفته رئيس تحرير مجلة الكرمل إلى اعتراض بعض الأدباء والمثقفين، لنشر بعض النصوص الرديئة في المجلة، فأجاب درويش بأننا ننشر لهؤلاء الكتاب لأسمائهم وشهرتهم، وقد علق مرة الناقد الفلسطيني عادل الأسطة في بعض مقالاته في جريدة الأيام الفلسطينية على هذه الظاهرة عند أحد الكتاب، واصفا ما يكتبه ذلك الكاتب لكثرته ورداءته بالإسهال! صحيح أن الكلمة قاسية، ولكنها تنم عن وعي نقدي جارح وصحيح حتى النخاع. وتأسيسا على ما قاله أستاذنا الأسطة فإنني وجدت - وأنا أتابع كثيراً مما ينشر في الصحف والمجلات، والتي تصل إلى فلسطين المحتلة، وأحرص على اقتناء نسخ من كل مطبوعة جديدة- فإنني وجدتُ أن العديد من الكتاب يعاني من الإسهال الحادّ، فالمهم عند الكاتب هو أن يرى له مقالا في هذه الصحيفة أو تلك المجلة، وليس المهم أن يكون المقال متماسكا ومعبرا عن شخصية مهنية وثقافية رصينة، أو أن المقالة تناقش فكرة تستحق المناقشة. ولعل أمر المقالة أهون شرا من النص الإبداعي، سواء أكان قصيدة أم قصة قصيرة، فقد يُغفر لكاتب المقالة بعض الهفوات، على اعتبار أنه لا يكتب مقالة علمية محكمة، بل مقالة صحفية، فمعايير الجودة فيها أقل من المقالة النقدية الرصينة، أما القصيدة والقصة القصيرة، وما تفرع عنهما، فلا يصح أن يُتغاضى عن الرداءة فيهما، فهي تمثل أعمالا إبداعية، تشفّ عن روح الكاتب، وتصدر عن موهبته الخلاقة، فلا يقبل أن تكون تلك الأعمال الإبداعية مصوغة من وراء قلبه، لمجرد أنه يريد متابعة سوق النشر، فهذه جريمة في حق الإبداع أولا، وحق القارئ وحق الأجيال القادمة ثانيا، فالقارئ هو الذي سيصطدم يوميا مع ما يُلفظ، والأجيال القادمة هي التي سترث ميراثا يعاني من العلل، نسأل الله ألا تكون معدية، فيتسرب شيء منها إلى كتابات تلكم الأجيال ولغتها ومنطق تفكيرها، فيأتي أحدهم ويقول: إنني تتلمذت على يدي الكبار من الكتاب، ويأخذ يستعرض أعمالا مشوهة لأسماء نفخها الورم الدعائي المصاب بالعمى، وبذلك تكون تلك النصوص قد ساهمت بتردي الذوق، بدلا من أن تنمي الرهافة والإحساس بالجمال، أليست هذه مصيبة بحق المستقبل أيها القارئ الكريم، وما يزيد البلوى اتقادا ل
D 24 أيار (مايو) 2011     A فراس حج محمد     C 11 تعليقات

6 مشاركة منتدى

  • من هو الكاتب الكبير؟
    سيبقى السؤال ما بقي النّشر لأجل الشّهرة واللّقب لا لأجل جيل وقضيّة لغة وتفاعل ثقافيّ حقيقيّ يتقن نقل وجدان أمّة كاملة وحضارة عرفت إتقان اللّفظ والتّصوير اللّغويّ وامتازت ببلاغتها.
    أستاذ فراس حج محمد، قد أجدت القول في هذا الموضوع وألممت بجوانب السؤال بما يشفي ويكفي في إيجاز وسلاسة وإتقان لغويّ وهذا ما يجب أن يكون لكاتب كبير. فصاحب النصّ الكبير هو الكبير، والنصّ الجيّد لا يقوله إلاّ كاتب جيّد.
    « إنّ النصّ الجيّد لا يكون إلاّ عندما نتبع إحساسا صادقا أثناء الكتابة لأنّه وقتها يكتسبا لنصّ جماليّة خاصة ليست إلاّ له »، هذا ما أقوله لتلامذتي دائما عندما يكتبون محاولاتهم الأولى في النّصوص الإبداعيّة. وكم صغير ا في السنّ كتب نصّا جيّدا.


    • الأخت وهيبة لقد قلت جانبا من الحقيقة في الدافع من وراء الكتابة، ولمن يكتب الأديب، ولماذا يكتب الأديب أصلا، وهذه كلها أيقونات من التساؤل المر الذي يصعب على أي شخص الإجابة عنها، فليست الشهرة وحدها هي الدافع، ثمة دوافع سامية تدفع الشخص لأن يكتب (وجهة نظر)

      أحييك على هذه المتابعة

  • الكاتب الكبير , طبعا هو الكاتب الكبير، فهو على غيره لديه نهج معين يرى من خلالة قضايا العالم التى هى فى الاساس قضيتة الاولى , فيراه العالم بوجهين هما جوهر عظمة الكاتب الكبير : الايغال فى المحلية بنظرة عالمية , او الكتابة عن العالم كانه بيت صغير عند طرف القرية. وفى كلا الوجهين فانه (اى الكاتب الكبير ) يمتلك تجارب مرتبطة اصلا بذاتة وبغيره فيشرق جوهره علية و على الاخريين ,وان اعماله ستبقى خالده لا تعرف امثالا عربية من شاكلة طار غرابه واخرى مثل اكل الدهر عليه وشرب.


  • مقال رائع في الصميم ، ان اكثر ما اضر الكتابة العربية بأنواعها هو عناصر الشللية والمحسوبية والارتزاق المالي وتفكير القطيع ، ناهيك عن تضخم الآنا والنرجسية والغرور والتبجح واحتكار الصواب واحتقار الاخرين ، ولقد أصاب الكاتب تماما في تحديد مسببات مرض الكتابة العربي هذا ، ويجب ان نعترف بدور السلطة المشبوه لتأجير الأقلام لتضليل الخلق والعباد بالاضافة للمسببات التي اوردتها في بداية التعليق ! اخذنا من الغرب والشرق كل شييء ولم ناخذ منهم الموضوعية والنزاهة وبعدهم عن تبجيل الأشخاص والأعمال ، فربما نحن الوحيدون اللذين يستخدمون صفات التعظيم عند وصفنا لكاتب او لشخص او لزعيم او فنان ! وانا اقول احيانا لمن يكتبون برداءة : ابعد عن الكتابة لست منها .......ولو لوثت ثوبك بالمداد ( ولا اعرف صاحب هذه الحكمة الشعرية الدالة ؟!)


  • الأخ المبدع فراس حج محمد : لا زلت اعتقد انك طرحت بملاحظاتك القيمة موضوعا جدليا كبيرا لم يأخذ حقه الكافي في المواقع والمنتديات العربية ، ويسجل لموقع "عود الندط الجرأة بفتح كافة ملفات الكتابة العربية ، وخاصة و أن عالمنا العربي يمر حاليا بمرحلة مفصلية خطيرة و يعاني من تداعيات واشكالات ما يسمى الربيع العربي ، هذه الظاهرة النادرة تتطلب الان حملات جامحة من الفوران الاعلامي الجاد والمضلل وحتى الكاذب ، وينطبق نفس الكلام على الواقع الراهن للكتابة العربية بكافة صنوفها وخاصة الصحفية ذات الطابع السياسي خصوصا ، حيث نلاحظ حملات التحريض والتضليل والاصطفاف ، ناهيك عن الأقلام المأجورة ، وربما يتطلب الأمر لأهميته فتح ملف ريادي لتناول هذا الموضوع الفائق الحيوية والخطورة على توجيه عامة الناس وحتى خاصتهم من خلال التلاعب بالحقائق وتخدير الوعي العام ! مواضيع كثيرة و "تابوات ملغومة " تستحق المناقشة هنا ومنها: كيف يطلب من بعض الأقلام المشهورة مراعاة توجهات صحيفة معينة لغرض ما ؟ لماذا يلمع بعض الكتاب ويهمش بعضهم ؟ لماذا يقبض بعض الكتاب المال ويحصلون على المنافع المادية والمالية مقابل مقالات تحريضية هزيلة ؟ لماذا تحتفظ بعض الصحف والمواقع العربية بقوائم سوداء لكتاب ولا تسمح لهم بنشر او كتابة وجهات نظرهم ؟ كيف توزع الجوائز في بازار الكتابة العربية ؟ كيف يتم اختيار لجان التحكيم وكيف يتم التاثير عليها وعلى توصياتها ؟ ما دور مؤسسات التمويل الغربية المشبوهة في هذا السياق ؟ كيف يغير بعض الكتاب انتماءتهم بين يوم وليلة؟ في الخلاصة يكمن المفتاح في العودة لعنوان مقالك الجدلي الرائع : من هو الكاتب الكبير ؟!


  • للمفارقة الطريفة فقط فهل تعلم أن الانفتاح المعرفي والمعلوماتي وانتشار الكتابة الالكترونية والانترنت والمواقع المختلفة والمدونات قد رفع عدد الكتاب في كوكبنا البائس الى حوالي "مليار شخص يكتب" ولا اقول كاتب! فكيف يمكن التمييز بين مستوى الكتاب وابداعاتهم المختلفة واهتماماتهم وطبيعة منتجاتهم الكتابية؟ وعندما يزيد عدد الكتاب عن عدد القراء يقل التفاعل والتجاوب والانصات، فالكل يرغب بالحديث والكتابة! وهل تعلم ان عدد الفقراء في كوكبنا يصل ايضا للمليار! فهل توجد علاقة ما؟ والسؤال الهام الثالث هنا هو "هل تم جرد عدد القراء في العالم؟" وستكون الاجابة صعبة جدا لأن هناك تداخل كبير ما بين عدد الكتاب والقراء، ولانتشار الامية في عالمنا العربي وعدم اقبال العرب على القراءة! الشيء المميز حقا الذي قامت به عود الند يستحق حقا التقدير والاحترام ، ويكمن في عدم نشر المقالات المنشورة سابقا مهما كانت الأسباب، وبذلك كسرت تقليدا مبتذلا في بازار النشر العربي يمنع نفس الكاتب من "المتاجرة " بمقاله ونشره هنا وهناك، ويجبر الكاتب على بذل جهد نوعي لارسال مقالات بجودة معينة! وليس كتحصيل حاصل وليس بناء على الشهرة الافتراضية التي بناها الكاتب من مقالاته السابقة! يسجل لعود الند هذا التوجه كماركة مسجلة في سوق الكتابة العربية . طبعا هذا رأي شخصي وقد يثير الجدل والنقاش الايجابي وهذا هو باعتقادي التواضع الهدف من التعليقات: لايقاد شعلة التفكير وتصويب الامور ودمتم جميعا مع خالص الود والاحترام .


في العدد نفسه

الحياة على الدرب الروماني القديم

نقد بناء العدد 60

قصة من مجموعة بعنوان أنثى فوق الغيم

انتفاضة الاحتضار

خشب قديم