ما كان لي يا ليلى خياراً في حبك، وأنــا الذي لم أؤمن بالحب قبلك بل وكنت استخف دوماً بالمحبين.
كان الحب بالنسبــة لي نوعاً من الهراء، فكيف لإنسان ولد حراً أن يبيع نفسه عبداً لما يسمى "الحب"؟
كنت أسمع دوماً عن عذاب المحبين وآلامهم، عن شقائهم و اكتئابهم، وما كان لي فضول في تجربة ألم الحب، فيكفيني ما أنــا فيه.
وكأن الحب سمعني أسبّه، وكأنه سمعني أسخر من مُريديــه، وقد غضب و استحلف لي من وصفي لهم بالعبيد، فأراد أن يشتريني عبداً و أنــا الذي عشت عمري قبله حراً.
أراد أن يتحدى نفسه في مباراة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
مات جنينا يا ليلى
24 آب (أغسطس) 2013, ::::: مهند فوده -
آلهة قريش
26 شباط (فبراير) 2015, ::::: زكي شيرخانألقيتُ نظرة على ما حوته الصالة وأنا في انتظار فنجان القهوة التي راح سامر يعدها لي. لم تتغير أية قطعة من الأثاث، لا بل أكاد أجزم أنها لم تتحرك من مكانها، حتى الرائحة ما زالت كما هي. كأني كنت قبل دقائق أربع هنا وليس أربع سنوات. عاد سامر. قدّم لي فنجانا، أخذ الآخر. جلس على الأريكة المقابلة لمقعدي. ارتسمت على شفتيه ليست تلك الابتسامة التي عهدتها.
"لا بد وأن أمرا مهما دفعك لزيارتي، متى كنت هنا آخر مرة؟"
"على ما أذكر منذ أربع سنوات".
"وزدها أشهرا".
لم أعلق، لا أحد يستطيع أن يتحدى ذاكرته. (…) -
بین سیف نیرون وعیني جوستينا
1 آذار (مارس), ::::: فراس ميهوبغرقتَ من جدید في بحر ذاكرتك القریبة جدا، انتبھتَ أخیرا إلى جوستینا، ھذه الجمیلة.
كانت فعلا أجمل مما توھمتَ، وكعادتك ترى التفاصیل متكوّرة في حضن النظرة العامة. وكنتَ قد أھملتَ أي اھتمام مفرط بأي إنسان ولو كان أنثى بھذا الحُسنِ، لكن تجاھل جوستینا كان ممكنا لأعمى أو أطرش فقط، فقدرتْ بعد أیام قلیلة على أن تأسر منك العین والأذن.
نظراتھا وھي تحدق في داخل عینیك، وترمي في وجھك المتعب كل ھذا التحدي القاھر، إن كنتَ قادرا على الإفلات فافعل.
جریئة بتلقائیة، دون أن تواري خجلا عمیقا یطفو إلى السطح (…) -
إيناس
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: فنار عبد الغنيكل شيء بدا في ظاهره غريبا. دأبها المفاجئ على زيارتي بشكل غير متوقع، حضورها الغامض في أوقات أكثر غموضا، هيئتها المثيرة للريبة. كل ذلك حدث أثناء فترة بالكاد كنت أذكرها فيها. ظلت تأتيني على غير عهدي بها: الوجه الملائكي البديع الذي لا تفارقه الابتسامة الواسعة التلقائية؛ ابتسامة تعاند النكبة بكل أبعادها؛ ابتسامة تصر على البقاء؛ العينان واسعتا المدى حيث تستلقي بداخلهما حدائق النعنع الجليلي؛ الخدان النضران؛ الضحكة التي تفوق أناشيد النصر الذي نحلم به ليل نهار؛ نظراتها التي تغدق على عالم اللاجئين حبا (…)
-
أحلام دافئة
25 تموز (يوليو) 2015, ::::: زهرة يبرمبدأ الإعجاب مبكرا، وظل محبوسا في الصدور شهورا عديدة. هي تخشى أن تبادر. تخشى أن يكون فظا. وتخشى أن يرفض مبادرتها. وهو أيضا يخشى المبادرة. وطال حبس الإعجاب المتبادل، لأنهما إن تكلما استخدم كل واحد لهجة رسمية وكلمات مقتضبة، ويعود كل منهما إلى صمته.
في الحياة مواقف كثيرة، بسيطة كانت أو معقدة، تحتاج منا إلى اتخاذ القرار. وكما أن السرعة في اتخاذ قرار ما لها سلبياتها، فإن التردد في ذلك يقتل الفكرة ويقضي على كثير من الفرص.
ذات مرة، وبعد أن شجع نفسه كثيرا على المحاولة، قرر أن يبعث لها رسالة (…) -
انتظار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: ربا الناصرارتشفت بعض القهوة من فنجاني وقد سيطر عليّ الملل الشديد وأنا جالسة على المقعد المقابل لآلة البيانو الذي تعزف عليه ابنتي، فقد كنت أحضر درسها اليومي في معهد الموسيقى الواقع في إحدى ضواحي عمان المترفة. أجلس في كل مساء متأملة أناقة ثياب السيدات في المعهد مقارنة أسعارها بأسعار ثيابي التي تعكس الطبقة المتوسطة التي أنحدر منها.
ففي الواقع بعد حصول ابنتي على منحة دراسية في هذا المعهد، اضطرتني الظروف أن أرافقها في دروسها، فأجلس على مقعدي كمسامير دكت في الأرض، أتابع معها دروسها مستمعة لملاحظات معلميها (…) -
حبّ بنيّة الفراق
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: مرام أمان اللهبينما بانت لهما خيوطُ الشوقِ الخافتة من بعيد، تنساب في عذوبةٍ قسريةٍ لا اعتيادية، أخذ كلٌّ منهما الغوصَ في عتمة الصمت المطبقة، هرباً من جنون الخيال نحو معقولية التفاصيل. ولكن، لأنّ الجنونَ يكسرُ حدودَ المنطقِ في لحظةِ شوق، وصولاً إلى اللا ممكن؛ تولّدتْ "الفكرة" من أمّ ٍ لم يمسسها بشر. على أنين انتظارهما كان المخاض، وبين ثنايا ارتباكهما كانت تكبر، إلى أن تقاطعت خيوط الصباح على كتفيهما، كطيرٍ حرّ، له كلّ السماء، وليس له وطن.
فالأحلام تُبعثُ خلسةً إلى حيث تشاء الأماني. كانت البدايةُ (…) -
الـفـتـى الـمـغـرور
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: سناء شعلانيُحكى أنّه عاش في قديم الزمان في مملكة صغيرة عند حدود البحر فتى وسيم، ولكنّه مغرور وكسول، لا يرغب في أن يمتهن أيّ عمل، يقضي نهاره مفتونا بجماله، مهتما بأناقته، ويلقي بجميع الأعباء على أمّه العجوز، التي تبيع السمك والخبز للناس، وتنفق من ثمنها الزهيد على نفسها وعلى ابنها الوسيم الكسول.
كانت الأم تغري ابنها بالعمل، وتحضّه عليه، لكن الفتى لم يكن يستجيب لها، ويقول مُستهزئا: "كيف تريدين أن أعمل وأنا بهذه الوسامة؟"
بقي الفتى الوسيم على كسله إلى أن ماتت أمّه، وانفضّ من حوله المعزون، وبدأ يشعر (…) -
أسرار الغناء
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: نوزاد جعدانتبرعمتِ الأغصان وأولدتِ الأزهار في بشارة لطيف الربيع القادم، وسعيدٌ يصيد الأسماك على شاطئ البحر، يغني أغانيه الشجية التي تعلمها من عزف الطيور على الجبال كقوس كمان ومن البحر الذي ترتع الأسماك فيه فيبدو البحر كآلة القانون، ومن حفيف الأشجار حين يداعبها النسيم فترنو قيثارة خلّابة، يغني للأسماك ثمَّ يصيدها، سعيد متوسط طول القامة ووقور المحيّا كقدِّ شجر الصفصاف له وجه تبدو عليه ألحانُ السنين، وعينان تحملان زرقة السماء وعمق البحر، يبلغ من العمر الربع قرن، حلم أن يدرس الموسيقى في إحدى المدن إلا أنَّ (…)
-
سأختار حلمي
1 آذار (مارس) 2007, ::::: ربى عنبتاوي"لو عدت إلى الوراء وفكرت كم من السنين قضيتها في الواقع، وكم في الخيال لرجحت كف الأخيرة بلا منازع. تلك هي حياتي وذاك هو عقلي، جاءا معاً متشابكين، اتفقا على اختيار عالم هش، غير ملموس، طفولي أو بريء ربما، لكنه الأجمل."
أومأ برأسه وكأنه يؤيد ما تقول، ونهض مشيرا إلى انتهاء الوقت، وقال:
"تحتاجين إلى لقاء آخر أو ربما اثنين. لا تقلقي العلاج لن يطول، ما تحتاجينه لا يتعدى بضع جرعات من الواقع."
"لا." قالت بقرف.
شكرت الطبيب، وهي تسير في شوارع المدينة، تتأمل فترينات المحال التجارية، الوجوه، الكل (…)