كان اكاكي اكاكيفيتش يسير في اشد مشاعره ابتهاجا واحتفالا. وكان يحس في كل ثانية من الدقيقة أن على كتفيه معطفه الجديد. وضحك بسخرية عدة مرات خلسة، من فرط سروره الداخلي. ففي الواقع فائدتان: الأولى كونه دافئا والأخرى كونه جيدا.
لم يكن صاحب المعطف هذه المرة غوغول بل كانت السيدة أم راضي، التي كانت "تسير في اشد مشاعرها ابتهاجا واحتفالا. وكانت تحس في كل ثانية من الدقيقة أن على كتفيها معطفها الجديد. وضحكت بسخرية عدة مرات خلسة، من فرط سرورها الداخلي. ففي الواقع فائدتان: الأولى كونه دافئا والأخرى كونه (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
غير معطف غوغول
1 آذار (مارس) 2009, ::::: غادة المعايطة -
مدارات الشجن
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: محمد عبد الوارثأدار زر المذياع، بأطراف أنامله الرخوة وأظافـره الطويلة بغير عناية. راح الراديو يبث شفرته؛ زجزاجية الصفير، لعله يجد من بين رموزها برنامجاً، أويسمع موسيقى وغناء يبعث فى قلبه ذكرى لحظات ماضية، أو ينصت خاشعاً لتلاوة شيخ من شيوخ زمن وحيد قد لا يأتي غيره. تَـِــكْ. شيششيشش شااااااااااااا شاشششش ووووووووـشـشـش.
رنم الصوت واضحاً رخيماً، وفى خلفيته، تماوج وشيش ضعيف وصفير جيئة وذهابا.
أيها السادة، إلى قصر رأس التين. هنا قصر الملك. أيها السادة السلام عليكم
ورحمة الله. هذه ليلة جديدة مباركة من (…) -
قال لي الطبشور
30 أيار (مايو) 2014, ::::: إيناس ثابتإلى الأرض الواسعة أشد رحالي، حين يضيق بي سماء غرفتي ودويّ الشاكين من حولي. حيث السماء اللا متناهية، وتحليق الطيور الحرة، حيث أكون أنا والعالم الذي أريد.
قطع الطبشور قصتي، رسمت بها مدينتي الجميلة التي غادرتها على سطح منزلنا. رسمتها بالأصفر، لون الشمس التي تشبه مدينتي، فلكم إليها وجهت خيالي وجلّ دعواتي. هذا جسرها الكبير وهذه مبانيها الملونة بألوان قوس قزح، أحمر، أزرق، وبنفسجي.
وهذه نجوم سمائها كحلوى جوز الهند اللذيذة. أكاد أن أطير إليها طفلة، أدس الكثير منها في جيب فستاني المطرز بألوان (…) -
مارد المصباح
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: هدى الدهانعرفته رجلاً لا يقول لامرأة "لا"، خجلاً أو حباً أو لمعرفته على قدرته على فعل ما تأمره به، ثم لم يعد يقول نعم. أصبح صامتاً ولكن، بقدرته السحرية على معرفة ما تريد حتى قبل أن تطلبه منه، وأحياناً يمتاز بذكاء استباقي لما ستكون عليه ردة فعلها فيباغتها بقبلة وهي أحوج ما تكون إلى دليل لوجوده قربها: قبلة بصمت السمكة أو يفاجئها باحتضان حار حين يحسها ضائعة، وبحاجة لمرفأ يحميها من الآخرين أو من أفكارها هي على الأقل.
في البداية كان يكتب لها أحلى الكلمات "شبيكِ لبيكِ" ومرنّماً "أنا بين يديكِ"، فتخبره (…) -
الخطوة المليون + عيد ميلاد سعيد في يوم لا يأتي
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: أمل النعيميالخطوة المليون
ترى ماذا يفعل الإنسان عندما يدرك أنه اختار طريق المليون ميل ووصل الخطوة المليون وما يزال هناك الكثير الكثير؟
ماذا يفعل عندما يستدير خلفه فلا يرى البداية لأنها أصبحت أبعد من مدى الرؤيا وهو يريد العودة بعد أن أتعبه الانتظار؟
ماذا يفعل عندما ينظر أمامه فلا يرى النهاية لأنها كانت أبعد من مدى الرؤيا بعد أن خانه القرار؟
ماذا يفعل عندما يستدير هنا وهناك باحثا عن وجوه مألوفة، يسعفه الخيال في رؤية الوجوه لكن أدوار الاستحالة التي مرت بها النفوس تجعله يستغيث بعمى البصر والبصيرة؟ (…) -
عــاشــقــة الــورد
1 أيار (مايو) 2009, ::::: ربا الناصررأيتها تبتسم كملاك، يعلو شعرها إكليل من الفل الأبيض. ترتدي فستانا أبيض كالثلج، أدمته بضع قطرات تسيل من جيدها. لمست يدها. كانت باردة. حسبتها من بعيد دمية خشبية تتدلى من حبل لف حول عنقها.
حمت حول جثتها كطائر جريح يطلب المساعدة في تفسير سبب انتحارها. غادرت المكان ووراءها حياة غامضة، وصمت جريمة كاملة أطبقت على المكان وغيرت ملامحه لفترة. كانت ابتسامتها تزيد اللغز غموضا. مددت يدي إلى جيبها وأخرجت منها ورقة كتبت فيها:
"قد أكون مخطئة فيما أقدمت عليه، لكنكم لم تتركوا لي خيارا آخر أستعين به وأمضي (…) -
لا تـطــل الغياب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: أميمة أحمدلا زالت آثار النوم غافية على جفونها. جالت عينيها في الغرفة، توقفت إلى الوسادة الخالية وما زالت محضونة بين ذراعيها، تأملت الألوان المنسجمة في غرفتها، كلها مستولدة من مشتقات الأصفر، اللون المحبب لها. أعجبتها الأناقة المتواضعة، وتلك الوردة المتسلقة على نافذة غرفة نومها. كل شيء يوحي بالشاعرية المفرطة.
هكذا أصبحت بايا تبحث عما يُريحها، وكان هذا الأمر مهملا لديها، لأن راحتها كانت خارج منزلها، في الحياة العامة، حيث السياسة والنقاشات الحادة غالبا، فهي لا تعرف أنصاف الحلول، وهذا ما جعلها تحزم (…) -
عاشق أفعاه
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: مهند فودهيقولون إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولكنه لدغ ثلاث مرات من ذات الجحر وذات الأفعى.
في قريتنا التي اشتهرت بأن سكانها يعاشرون الأفاعي كما البشر، ولدَ، ونشأ فيها، وإليها عاد بعد انتهاء دراسته.
كان دوما يرى الأفاعي تتجول في طرقات القرية بين سكانها، وتتمايل على جذوع الأشجار، وترقص على إيقاع المزمار في العروض الفنية.
كان اقتصاد قريتنا في ذات الوقت وما زال قائما على الأفاعي التي تقاسمت مع سكانها تلك الأرض منذ الأزل، فصارت فصيلا من سكانها وجزءا لا يتجزأ من هويتها.
انتشرت في القرية كل المهن (…) -
رحلة الشوق: الليلة الثانية بعد الألف
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: ظلال عدنانفي الليلة الثانية بعد الألف قررت شهرزاد أن تحزم متاعها، وخرجتْ باحثة عنه، تاركة لشهريار، ذاك السلطان، رسالة جاء فيها:
سيدي السلطان، يا مالك البلاد ورقاب العباد على عرش من ذهب وقصور من دماء وأشلاء وبقايا كرامة. وبعد ألف ليلة وليلة ثم ليلة اقتطعتها من ربيع عمري أغادرك؛ لأبحث عنه، فقد تملّك روحي ووجداني. لست خائنة، لكن الخيانة -كل الخيانة- في بقائي معك. سأبحث عن ذاك الرجل الذي طالما تمنيت وحلمت ورأيت.
سأجوب كل بلاد العرْب، وسألملمه من كل بقاعها، سأجده بين ذرّات ترابها، وفوق شجيراتها (…) -
المليونير والمنحوس
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: نوزاد جعدانيعتمر الضباب سقف المدينة، وهالات الذكرى تبعث ما سكن الطفولة والشباب لتردها إلى الحياة مرة أخرى، تنشر الأشجار صفحاتها على دفتر الأرض ودوواين التراب، تردد أغانيها حفيف الأشجار، إنه الخريف الكئيب يا قلب!، أيلول الباكي يردد ترنيمته، هذه الأجواء البائسة تزرع الكآبة وسوء الطالع في نفس فرحان أكثر مما هو عليه، فجسمه النجيل وقامته الفارعة لم تعد تحتملان حظه السيئ، أمست عيناه ذابلتان وشفتاه خشنتان من تدخينه للتبغ، رسم كثيرا ولم يشتري أحد لوحاته ولم يحصل على نقود ليفتح معرضا خاصا بلوحاته، قارع الثلاثين (…)