حدّثيني الآن ماذا لديكِ؟ فارقني وجهُك منذ ساعات عشر (دهور عشرة) قابلتِ خلالها دون شكّ وجوها جديدة، وأقنعة قديمة؛ قصصا، وحكايات، وبقايا كلمات.
نمتِ خلال بعض من ساعاتها؟ لا بأس! لكنك حتما قابلت في تلك المنامات بعضا من أشباح الماضي، أو رؤى الآتي؛ بعضا من متاهات الآن.
بالحكي وحده يحيا الإنسان! حدّثيني عمّا لديكِ. وأعيدي إن كنتِ امرأة حقا، أو نثارَ آلهة بعضا من نثار ذلك اللّهب، والرّماد؛ بعضا من نثاري.
قفي حيث أنتِ أو تقدّمي. أغمضي عينيْكِ، أو أشهريهما، وأشرعي نوافذ الحلم، أو غلّقيها؛ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
فاتحة النهايات
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: بهاء بن نوار -
السيجارة الأخيرة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: جميل السوالمةمقهى، ليل، نساء، برد، ضجيج، بخار متصاعد من الأفواه يكاد يخطف برودة المكان، مزيج من الناس يجلسون في مقهى في ليلة باردة، ضجيجهم وأحاديثهم كقصة بوليسية متفرعة الخيوط، تلتقي حيناً تتباعد أحياناً، تشوبها مشاعر حزينة مجهولة السبب. حركة صاخبة في ذلك المكان، تكاد تعتقدها للوهلة الأولى مرسومة منظمة لرتابة الأحداث فيها ليلة بعد ليلة، أبطالها هم دائماً سكان ذلك الحي البائس. فرحة ترتسم على الوجوه، ربما لإخفاء ما في نفوسهم من حزن دفين. عيون تسافر عبر البخار والضجيج تحلم بغد أفضل، أو على الأقل غير الذي (…)
-
وحش جميل الجائع
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: نوشين الكيلانيلا شيء في الدنيا يستحق الألم أو حتى الانكسار أكثر من الفقد. فقدنا الكثير الكثير وما زلنا نفقد، وكلما تقدم بنا العمر تلاشت تدريجيا الأشياء ذات القيمة في نفوسنا، في حاضرنا وماضينا، في ذاكرتنا وفي طيات النسيان. نتألم كأطفال فقدوا متعة اللعب ونبكي بحرقة لدرجة الابتسام.
نبدأ مئات البدايات بعد آلاف الآلاف من النهايات وكل مرة نحاول أن نجمع شتات أنفسنا. لكن في الحقيقة لا نجمع سوى ما فقد غيرنا فينا.
وكعادتنا الفطرية البريئة نعتقد أننا نتحكم بما يجري حولنا، وأن لنا حق اتخاذ القرار، ونغفل حقيقة تلك (…) -
نصان: صراع + أوهام
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: وسام هلالصــراع
انتقلت في الصيف الماضي مجبرة إلى بيت عمتي بالمدينة لأكون قريبة من الجامعة. البيت تسكنه أشباح من هدوء، تمتلك مهنة صنع الملل بجداره، ليس فيه أحد من عمري لأتقرب إليه، وأؤنس وحدتي به.
عمتي أرمله لديها ولد يصغرني بثلاث سنوات، لاحظت منذ بداية إقامتي تعلقه الشديد بها، وانه نسخه مطابقة من كل تصرفاتها وحركتها. لا يشبه من هم في سنه من الصبيان الممتلكين لطاقه اللعب والحراك الدائم، حتى أنني ظننت أن الأشباح التي منحت لي الملل هي أيضا من وضعت الهدوء والسكينة بداخله. بمرور الأيام وجدته قد تأثر (…) -
في زقاق المخيم
1 آب (أغسطس) 2010, ::::: رامي حسينأسير تائها بين دروب الزمان. أنظر حولي هنا وهناك. لا أرى سوى السراب الذي لف المخيم من كل جانب. دخلت عيادة الطبيب. صعدت الدرج بصعوبة بالغة. دخلت الباب وجلست على أقرب كرسي. رمقتني السكرتيرة بنظرة غريبة كما لو أنني مذنب في شيء. نظرت في المرآة المقابلة لي لأتفحص وجهي وملابسي لأرى إن كان هناك ما يدعو السكرتيرة لأن تنظر إليّ بتلك النظرة. لم أر أي شيء يدعو للريبة، إلا شيئا واحدا، وهو تجاعيد وجهي الكثيرة التي حفرها الزمان في وجهي بكل دقة، حتى أمسى وجهي لوحة فنية تعبر عن الحزن بكل ما تعنيه الكلمة. (…)
-
ق ق ج: حبذا لو ينطقون
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: عبير درويش.
قطرة ماء
الحنفية تُغلق بابها المسائي بعد رحلة شاقة مع التدفق. قطرة الماء الأخيرة تختنق وتختنق. تلتفُّ حولها الدائرة النحاسيّة. تُعاني قلة الهواء. تتعرّق بعد الجنون وتكبر في الداخل. إرهاق وانتظار. فجأة يأتي مغفلٌ في لحظة تطفّل. يتملّقها بجهل. يشد صنبور المياه بقوّة أكثر فأكثر. تسقط القطرة بوجع. تموت بصوتٍ محزن.
رحلة حصى
قذفتها امرأة معتوهة من الوطن. لم تكن الحصى تعلم شيئاً عن الحياة. هي خائفة ومسكينة. لم تعد تجد إخوتها هنا. غرباء. غرباء. الجو بارد وليس من أمكنة للنوم. أرهقتها (…) -
غير معطف غوغول
1 آذار (مارس) 2009, ::::: غادة المعايطةكان اكاكي اكاكيفيتش يسير في اشد مشاعره ابتهاجا واحتفالا. وكان يحس في كل ثانية من الدقيقة أن على كتفيه معطفه الجديد. وضحك بسخرية عدة مرات خلسة، من فرط سروره الداخلي. ففي الواقع فائدتان: الأولى كونه دافئا والأخرى كونه جيدا.
لم يكن صاحب المعطف هذه المرة غوغول بل كانت السيدة أم راضي، التي كانت "تسير في اشد مشاعرها ابتهاجا واحتفالا. وكانت تحس في كل ثانية من الدقيقة أن على كتفيها معطفها الجديد. وضحكت بسخرية عدة مرات خلسة، من فرط سرورها الداخلي. ففي الواقع فائدتان: الأولى كونه دافئا والأخرى كونه (…) -
مارد المصباح
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: هدى الدهانعرفته رجلاً لا يقول لامرأة "لا"، خجلاً أو حباً أو لمعرفته على قدرته على فعل ما تأمره به، ثم لم يعد يقول نعم. أصبح صامتاً ولكن، بقدرته السحرية على معرفة ما تريد حتى قبل أن تطلبه منه، وأحياناً يمتاز بذكاء استباقي لما ستكون عليه ردة فعلها فيباغتها بقبلة وهي أحوج ما تكون إلى دليل لوجوده قربها: قبلة بصمت السمكة أو يفاجئها باحتضان حار حين يحسها ضائعة، وبحاجة لمرفأ يحميها من الآخرين أو من أفكارها هي على الأقل.
في البداية كان يكتب لها أحلى الكلمات "شبيكِ لبيكِ" ومرنّماً "أنا بين يديكِ"، فتخبره (…) -
الخطوة المليون + عيد ميلاد سعيد في يوم لا يأتي
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: أمل النعيميالخطوة المليون
ترى ماذا يفعل الإنسان عندما يدرك أنه اختار طريق المليون ميل ووصل الخطوة المليون وما يزال هناك الكثير الكثير؟
ماذا يفعل عندما يستدير خلفه فلا يرى البداية لأنها أصبحت أبعد من مدى الرؤيا وهو يريد العودة بعد أن أتعبه الانتظار؟
ماذا يفعل عندما ينظر أمامه فلا يرى النهاية لأنها كانت أبعد من مدى الرؤيا بعد أن خانه القرار؟
ماذا يفعل عندما يستدير هنا وهناك باحثا عن وجوه مألوفة، يسعفه الخيال في رؤية الوجوه لكن أدوار الاستحالة التي مرت بها النفوس تجعله يستغيث بعمى البصر والبصيرة؟ (…) -
على حافة الحلم
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: زهرة يبرمأقصى ما كان يتمنى وهو يرسل خامس طلب له إلى شركة البتروكيمياء المعتصمة على إحدى شواطئ مدينته، هو أن يحصل على عمل ضمن برنامج وطني لتشغيل الشباب براتب زهيد لا يتعدى خمسة عشر ألف دينار جزائري (*) في الشهر. لكن المفاجأة كانت كبيرة، وكأن أبواب السماء قد انفتحت له فجأة على مصراعيها في ليلة القدر، فكانت المكافأة بحجم الصبر وطول الانتظار. أجابته الشركة بالإيجاب، وفوق ذلك عينته موظفا في القاعدة النفطية الرئيسية لها، "تيقنتورين"، المتواجدة بالجنوب الشرقي على خارطة البلاد، وقلوب الشباب متعلقة بالصحراء، (…)