عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

ملف: ماجد أبو شرار

شهادة ماجدة أبو شرار

لماذا نريد أن نحيي ذكرى الشهيد القائد ماجد ابو شرار؟


ماجد أبو شرارنعم، لماذا؟ في زيارة إلي الولايات المتحدة الأميركية، كنت مع جمع من النساء الفلسطينيات نجلس سويا في إحدى الحدائق. قدمتني قريبتي لهن بصفتي الشخصية، ثم أضافت بزهو:

«هي أخت الشهيد ماجد أبو شرار».

توقعت أن تعلو الابتسامات والتحيات، كما تعودت منذ عشرين عاما، فلم أجد سوى الدهشة والاستغراب.

أجابت سيدة من الجالسات: «، من هو ماجد أبو شرار؟»

انقبض قلبي. نظرت إليها وسألت: «هل أنت من مواليد أمريكا؟»

أجابت: «لا، جئت منذ أربع سنوات. أنا من الضفة الغربية».

كانت المفاجئة أكبر حين سألتها: «ألا تذكرين هذا الاسم في المدرسة، أو في أَي احتفال؟»

أجابت: «بالمطلق لم نسمع به».

ضحكت بمرارة وقلت لها: «لا تأخذي على بالك. الذنب ليس ذنبك، ذنب من سلم شهداءه ووطنه لقمة سائغة في فم أعدائه».

منذ تلك اللحظة، كان هاجسي أن يعود هذا الاسم، وهذه القامة الوطنية التي تعانق السماء بعظمة عطائها وتضحياتها، ليتعرف هذا الجيل على ماجد أبو شرار: القائد، والإنسان الشريف النظيف، الذي أحب شعبه ببساطة الفلاح، وعمق الفهم والثقافة، والفكر، الذي تسلح به.

كنت أتلمس طريقي منذ انقطعت عن العمل السياسي بعد أن انهار كل شيء، ولم يبق سوى أن نحافظ على ما تبقى لنا من إرث ثوري حملناه في قلوبنا وحدد مسار حياتنا، بعيدا عن كذّابي الزّفة والواهمين أن السلام سيحقق لنا طموح الحرية والدولة الفلسطينية.

وقفنا معترضين. كانت التهم جاهزة موتورة كوجوههم. آثرنا الصمت والابتعاد يقينا أن يوم كشف المستور قادم، وأن اتفاقية أوسلو هي جريمة العصر، وأن شعبنا لن يحقق طموحه الوطني في معاهدة القوي مع الضعيف.

حين قال الشهيد ماجد أبو شرار: «الثورة المسلحة هي ضرورة لكي يسترد الفلسطيني ارضه»، وحين قال: «هل من شيء أشرف من العبور فوق جسر الموت إلى الحياة التي تهدف إلى إحياء الآخرين، وإلى إعطاء قضيتهم قوة الانتصار مع الزمن، وإلى ترسيخ مثال الصمود والتضحية في نفوس المناضلين؟»

لقد عاش العمر كله وإحدى قدميه في تراب الوطن والثانية مغروزة في أرض النصر.

في هذا اليوم، وما يعانيه شعبنا الفلسطيني من جراء تفريط من بقوا على قيد الحياة، ندرك كم كان عمق المؤامرة في تصفية الوجوه الوطنية ضرورة لتمرير سياسة الركوع تحت أقدام العدو الصهيوني.

ومن هذا المنبر، أوجه كلمتي إلى أطفال فلسطين الذين كان يقول ماجد: «إذا أردت أن ترى النصر انظر إلى عيون أطفالنا»، وإلى الشرفاء من أبناء وطني، أن يعدّلوا البوصلة ويستذكروا في هذا اليوم تاريخ هذا الإنسان الجميل البسيط الذي عشق وطنه حتى الشهادة، وأن تشحذ الهمم لإذكاء تاريخ كل الشهداء من القادة والمفكرين والكتّاب ممن سقطوا وهم يحملون القلم سلاحا في وجه الظلم والعبودية.

شعار مؤسسة ماجد أبو شرار

D 1 كانون الأول (ديسمبر) 2016     A عود الند: ملفات     C 0 تعليقات