ملف: ماجد أبو شرار
شهادة جهان حلو
ماجد ابو شرار في ذكراه الخامسة والثلاثين
سنوات طويلة مضت على استشهاد القائد العظيم ماجد أبو شرار، ولم يخف حزننا أو إحساسنا بالخسارة الفادحة في ظل غياب مفجع لقيادة أمينة جديرة بقيادة نضالنا والدفاع عن شعبنا في مواجهة التصعيد الصهيوني الفاشي المحموم.
كان ماجد صديقا لرفيق دربي أبو عمر (حنا ميخائيل). ابتدأت صداقة المناضلين عام 1969 حين انضم أبو عمر لصفوف الثورة الفلسطينية في الأردن، تاركا عمله كأستاذ جامعي في الولايات المتحدة وعمل مع ماجد في العلاقات الخارجية والإعلام المركزي للحركة.
وكان لهذه الصداقة أن تصبح صداقة حميمية صلبة شملت العائلتين. وكان للصفات الشخصية والقناعات المشتركة دورا في عمقها ومتانتها بحيث لم يخدشها حتى الاختلاف الآني في الرأي بالنسبة لطرح منظمة التحرير الفلسطينية برنامج النقاط العشر في عام 1974.
كانت أهم الصفات التي ميزت هذين المثقفين الثوريين ثقافة واسعة وفكر تنويري تقدمي وخطاب ثوري علمي بعيدا عن الفذلكة والأستذة. وقد امتازا بتواضع شديد وبدفء إنساني أكسبهما شعبية واسعة واحترام ومحبة كل من عرفهما من أعضاء حركة فتح باتجاهاتهم المختلفة، ومن أعضاء التنظيمات الفلسطينية الأخرى.
اتفق المناضلان، كالكثير من كوادر فتح على رفض العفوية والفوضى والشللية داخل الحركة وكل مظاهر الترهل والفساد والإفساد. وترافق ذلك مع حماس والتزام كبيرين على نشر الثقافة والوعي الثوري على كافة المستويات وكل في مجاله، كشرط ضروري لبناء التنظيم الثوري وتطوير الجبهة الوطنية المتحدة. ولهذا، ليس مستغربا أن تكون أولوية أبو عمر منذ العام 1971 العمل في تنظيم الأرض المحتلة (القطاع الغربي)، وأن يختار ماجد مسؤولية هذا القطاع بعد انتخابه عضوا في اللجنة المركزية في مؤتمر فتح الرابع في سورية عام 1980.
رفض المناضلان التعصب والشوفينية وآمنا أن الثورة الفلسطينية طليعة حركة التحرر العربية وجزء عضوي من حركة التحرر العالمية، ولذا عملا على تعزيز العلاقات لهذا التوجه. وانتقد الصديقان إعطاء الأولية للعلاقة مع الأنظمة العربية على حساب العلاقة مع القوى اليسارية والمعارضة، وأكدا باستمرار أن أعداءنا هم الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية. والشهيد ماجد كان من القلة القليلة من أعضاء المجلس الثوري لفتح التي عارضت «مبادرة فهد للسلام» التي تبناها الشهيد ياسر عرفات آنذاك.
كانت قضية المرأة مما ميز هذين الرائدين الثوريين، فقد آمنا بأهمية دعم المساواة الكاملة للمرأة في المجتمع وفي صفوف الحركة وذلك من خلال التوعية والتشريعات. وقد جمعا بين الفكر والممارسة في إطار النضال وفي حياتهما الشخصية. كان من الطبيعي جدا أن يكون ماجد وأبو عمر في المطبخ عندما ندعى للغداء يشاركان في التحضير والترتيب.
قلق ماجد كثيرا حين اختفى أبو عمر والمناضلين معه وتابع عن كثب الأخبار والتطورات والملابسات. أخبرني قبل انعقاد المؤتمر الرابع [لحركة فتح] أنه اتفق مع أبو عمار أن يتم تكريم أبو عمر والشباب وإعلان أبو عمر عضوا رمزيا في المجلس الثوري للحركة.
كانت كوادر الحركة مستاءة من التعتيم على الموضوع وعدم الإعلان عن الحقيقة رغم أهمية أبو عمر وباقي الكوادر، خاصة المناضل الكبير نعيم، عضو المجلس الثوري وقائد نسور العرقوب. لكن مع الأسف عتمت القيادة على الموضوع ولم تعلن شيئا حينها، وحتى يومنا هذا!
خمس سنوات ما بين اختفاء/اختطاف أبو عمر واستشهاد ماجد. وصلت الرسالة وإن لم تكن جديدة كليا. الصهيونية والقوى الرجعية الفلسطينية والعربية تتواطأ للتخلص من القيادات والكوادر الواعدة القادرة على تطوير المسيرة الثورية وصولا للنصر.
كنت في براغ أشارك في مؤتمر نسائي حيت سمعت عن استشهاد الأخ والصديق ماجد. نزل الخبر عليّ كالصاعقة. شعرت بالحزن وبخوف مفاجئ، بشكل هاجس على مستقبل ثورة خسرت وتخسر خيرة أبنائها.
كما أنني، ولأول مرة، شعرت بغياب الأمل وبالفقدان الحزين، فقدان أبو عمر وماجد.
في هذا الليل الحالك نفتقدك أكثر أيها المناضل الصلب والإنسان الكبير.
= =
عنوان موقع مؤسسة ماجد أبو شرار الإعلامية
http://www.majedabushararmediafoundation.org
عنوان موقع حنا ميخائيل (أبو عمر)
http://www.abu-omar-hanna.info
◄ عود الند: ملفات
▼ موضوعاتي