عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 
أنت في : الغلاف » أرشيف أعداد عـود الـنـد » الأعداد الشهرية: 01-120 » السنة 3: 25-36 » العدد 35: 2009/04 » الوالدان والمراهقون: التفاهم المفقود

محمد الوظائفي - الكويت

الوالدان والمراهقون: التفاهم المفقود


محمد الوظائفيتبين دراسات وإحصاءات أن عددا قليلا نسبيا من المراهقين هم الذين يتلقون القدر الكافي من المعرفة في بيوتهم. ومعظمهم يعترفون بأنهم يتعلمون من أصدقائهم ومن الكتب والخبرة الشخصية. وهناك أسباب لصعوبة الاتصال والتفاهم بين الوالدين وأبنائهما المراهقين. فالأبناء يكونون مشاعرهم الأساسية عن مفهوم الرجولة والأبوة والأمومة والزوجية من طريقة معاملة الأبوين بعضهما لبعض. وعندما تشيع بينهما مشاعر الحب والاحترام المتبادلين، فإن الأبناء والبنات ينشأون وهم يتوقعون هذا النوع من العلاقة لأنفسهم في المستقبل.

إلا أن الأبناء وهم يجتازون مرحلة المراهقة يستطيعون أن يبلوروا معاييرهم أكثر وأكثر إذا تسنى لهم مناقشة آبائهم بطريقة عفوية، أثناء تناول الطعام مثلا، الأمور المتعلقة بمسلك زملائهم من الجنسين. فذلك خليق بأن يشد من أزر الأبناء والبنات وينير لهم الطريق من حيث حقوقهم وواجباتهم، وما هو مباح وما هو محرم.

والأبناء في قرارة أنفسهم يحترمون حكم أبويهم ويريدون توجيهاتهما، على الرغم من انهم لا يظهرون ذلك علنا وصراحة، لكنهم في نفس الوقت يمقتون الزجر أو الاستصغار والاستهزاء. وعليه، فأنه يتعين على الآباء والأمهات أن يعيروا أبناءهم وبناتهم آذانا صاغية حانيــة، سواء فيما يقولون أو ما يسألون.

وبوسع الآباء والأمهات، وبطريقتهم وأسلوبهم الذكي في الحديث والجواب، أن يبينوا لأبنائهم أنهم يحترمون حقيقة أن الولد في هذه المرحلة من العمر يتعين عليه اتخاذ قراراته بنفسه عندما يكون بعيدا عن بيته. وأنهم يريدون أن يرشدوه ويأخذوا بيده أخذا بصيرا واعيا، حتى لا يقع في مأزق يجعله موضع سخرية من الآخرين، أو يفقده احترام زملائه في المدرسة الذين لهم في نفسه مكانة خاصـــــه.

ومما يصعب المناقشة اليوم بين المراهق وأبويه، أن العلاقات بين المراهقين الأصدقاء، كالتنزه والصحبة وزمالة الدراسة طرأت تغيرات سريعة دفعت الأهل إلى التساهل والتراخي مع انتشار المدارس والجامعات المختلطة. بينما كانت جميع السلطات في العصور السابقة، بمن فيهم أولياء الأمور، يتحدثون بنفس النغمة في مسائل الأخلاق. فكان الناس يلتزمون بهذه القواعد الأخلاقية.

لكن منذ القرن العشرين فقدت تلك السلطات جزءا كبيرا من تأثيرها ونفوذها على كثير من الناس ومن بينهم الأبناء والبنات الشباب.

وهناك عدد كبير من الآباء والأمهات ذوي الضمير والوعي، وخشية أن يقال عنهم إنهم رجعيون أو متزمتون، يترددون أو يحجمون عن إعطاء أبنائهم أي توجيه حازم، لدرجة أن أبناءهم المراهقين أنفسهم، يشكون من ذلـــك. مع أن المطلوب مــن الآباء والأمهات أن يوضحوا لأبنائهم ما يؤمنون به، ويبينوا لهم الصواب والخطأ، والحلال والحرام، والجائز وغير الجائز.

D 1 نيسان (أبريل) 2009     A محمد الوظائفي     C 0 تعليقات